الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب ما جاء في الغيبة]
" 81 " باب ما جاء في الغيبة وقول الله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} الآية [الحجرات: 12] .
157 -
ــ
(157)
رواه البخاري الحج 3 / 573 رقم 1739 ومسلم القسامة 3 / 1305 رقم 1679.
اعلم أن حد الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه، سواء ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه أو في خلقه أو في فعله أو في قوله أو في دينه حتى في ثوبه وداره ودابته.
ومن أسباب الغيبة:
الأول: أن يشفي غيظه فإنه إذا هاج غضبه يشتفي بذكر مساوئه فيسبق اللسان إليه بالطبع، أو لم يكن ثم دين وازع.
الثاني: موافقة الأصدقاء ومجاملة الرفقاء ومساعدتهم على الكلام.
الثالث: الحسد.
الرابع: السخرية والاستهزاء، والعلاج من مرض الغيبة، هو أن يتذكر المغتاب تعرضه لسخط الله تعالى بغيبته، وأن يعلم أنها محبطة لحسناته يوم القيامة، فإنها تنقل حسناته يوم القيامة إلى من اغتابه، بدلا عما استباحه من عرضه فإن لم يكن له حسنات نقل إليه من سيئات خصمه.
158 -
ولهما عن ابن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» .
ــ
(158)
تقدم برقم 22.
المسلم: المراد أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله تعالى أداء حقوق المسلمين.
والمراد بذلك الإشارة إلى الحث على حسن معاملة العبد مع ربه لأنه إذا أحسن معاملة إخوانه فأولى أن يحسن معاملة ربه من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى.
وذكر المسلمين هنا خرج مخرج الغالب لأن محافظة المسلم على كف الأذى عن أخيه المسلم أشد تأكيدا، ولأن الكفار بصدد أن يقاتلوا وإن كان فيهم من يجب الكف عنه.
والإتيان بجمع التذكير للتغليب فإن المسلمات يدخلن في ذلك، وخص اللسان بالذكر لأنه المعبر عما في النفس، وهكذا اليد لأن أكثر الأفعال بها. والحديث عام بالنسبة إلى اللسان دون اليد لأن اللسان يمكنه القول في الماضين والموجودين والحادثين بعد، بخلاف اليد، نعم يمكن أن تشارك اللسان في ذلك بالكتابة وإن أثرها في ذلك لعظيم. . الفتح1 / 53 ".
والمهاجر: الهجرة ضربان ظاهرة وباطنة فالباطنة ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء والشيطان.
والظاهرة الفرار بالدين من الفتن.
وكأن المهاجرين خوطبوا بذلك لئلا يتكلوا على مجرد التحول من دارهم حتى يمتثلوا أوامر الشرع ونواهيه، ويحتمل أن يكون ذلك قبل بعد انقطاع الهجرة لما فتحت مكة تطييبا لقلوب من لم يدرك ذلك، بل حقيقة الهجرة تحصل لمن هجر ما نهى الله عنه، والحديث من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم الفتح 11 / 319.
159 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا «من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب إليه يوم القيامة، فيقال له كله ميتا كما أكلته حيا فيأكله فيكلح ويصيح» رواه أبو يعلى بسند حسن (1) .
160 -
ولابن حبان وصححه عنه في قصة ماعز «أن رجلا قال لآخر انظر إلى هذا الرجل الذي ستر الله عليه فلم يدع نفسه حتى رجم رجم الكلب، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم " كلا من جيفة هذا الحمار الميت كما أكلتما عرض هذا الرجل فإن ما أكلتما أشد من أكل هذه الجيفة» .
ــ
(159)
رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين 8 / 200 رقم 4961.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 8 / 92 رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن إسحق وهو مدلس ومن لم أعرفه.
(160)
صحيح ابن حبان 10 / 246 رقم 4400 ورواه البخاري في الأدب المفرد 248 رقم 738 في إسناده عبد الرحمن بن الهضهاض لم يوثقه إلا ابن حبان.
(1) قال الحافظ في الفتح 10 / 470. . له شاهد عند البزار وابن أبي الدنيا من حديث أبي هريرة، وعند أبي يعلى من حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة رفعه " من أكل لحم أخيه في الدنيا. " الحديث سنده حسن.
161 -
ولهما عن ابن عباس رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: " إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير بلى إنه كبير - أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة» .
162 -
أخرج البخاري في الأدب المفرد نحوه من حديث جابر. وفيه " «أما أحدهما فكان يغتاب الناس» .
163 -
ولأحمد بسند صحيح معناه. من حديث أبي بكرة ولأبي داود الطيالسي عن ابن عباس مثله بسند جيد.
164 -
وللترمذي وصححه عن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم «حسبك من صفية كذا وكذا - قال بعض الرواة تعني أنها قصيرة. قال: " لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته - قالت وحكيت له إنسانا فقال " ما أحب أن تحكي لي إنسانا وأن لي كذا وكذا» .
ــ
(161)
تقدم برقم 101.
(162)
رواه البخاري في الأدب المفرد 247 رقم 737.
(163)
رواه أحمد 1 / 225 والطيالسي في مسنده 344 رقم 2646.
(164)
رواه أبو داود 4 / 269 رقم 4875 والترمذي القيامة 4 / 570 رقم 2502، 2503 وأحمد 6 / 189 وقال الترمذي حسن صحيح.