المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ت- الإعجاز العلمي: - الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية - جـ ١

[عبد الله خضر حمد]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌المنهج في التفسير

- ‌الفصل الأولمهاد عام حول علوم القرآن

- ‌توطئة

- ‌القرآن في اللغة:

- ‌فوائد معرفة علوم القرآن:

- ‌ القرآن لغة واصطلاحا:

- ‌1 - تعريف القرآن لغة

- ‌2 - تعريف القرآن في الاصطلاح:

- ‌شرح محترزات وقيود التعريف:

- ‌أولا: - مفهوم الوحي

- ‌الوحي لغة:

- ‌الوحي في الاصطلاح الشرعي:

- ‌‌‌أنواع الوحيالإلهي:

- ‌أنواع الوحي

- ‌الفرق بين الوحي والإلهام

- ‌النبي والرسول والفرق بينهما

- ‌شبه الجاحدين للوحي والرد عليها

- ‌ثانيا: - نزول القرآن

- ‌يطلق الإنزال في اللغة على معنيين:

- ‌ إنزال القرآن فيها توجيهان:

- ‌تنزلات القرآن الكريم:

- ‌الحكمة من تنجيم القرآن:

- ‌الحكمة الأولى: تثبيت فؤاد النبي

- ‌الحكمة الثانية: التدرج في التشريع

- ‌الحكمة الثالثة: بيان بلاغة القرآن الكريم فقد نزل مفرقًا في ثلاثة وعشرين عامًا

- ‌الحكمة الرابعة: مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها:

- ‌الحكمة الخامسة: : تنبيه المسلمين من وقت لآخر لأخطائهم التي وقعوا فيها وكيفية تصحيحها

- ‌الحكمة السادسة: توثيق وقائع السيرة النبوية المباركة والتاريخ

- ‌الحكمة السابعة: معرفة الناسخ والمنسوخ:

- ‌الحكمة الثامنة: تفضيل القرآن الكريم على غيره من الكتب السماوية:

- ‌وقت نزول القرآن الكريم:

- ‌1 - الآيات والسور المتفق على نزولها ليلاً:

- ‌أولاً: أواخرُ آلِ عمران:

- ‌ثانياً: آيات الثلاثة الذين خلفوا من سورة التوبة:

- ‌ثالثاً: أول سورة الفتح:

- ‌رابعاً: صدر سورة العلق:

- ‌خامساً وسادساً: المعوذتان:

- ‌2 - الآيات والسور المختلف في نزولها ليلاً:

- ‌أولاً: آيات تحويل القبلة:

- ‌ثانياً: آية {اليوم أكملت لكم دينكم}:

- ‌ثالثاً: {والله يعصمك من الناس} من سورة المائدة:

- ‌رابعاً: سورة الأنعام:

- ‌خامساً: سورة مريم:

- ‌سادساً: أول الحج:

- ‌سابعاً: آية الإذن في خروج النسوة في الأحزاب:

- ‌ثامناً: قوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}:

- ‌تاسعاً: سورة المنافقون:

- ‌عاشراً: سورة المرسلات:

- ‌مدة نزول القرآن الكريم:

- ‌يوم إنزال القرآن:

- ‌شهر إنزال القرآن الكريم:

- ‌مقدار التنزيل:

- ‌ثالثا: - مراحل جمع القرآن الكريم وترتيبه

- ‌جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌رابعا: - المكي والمدني

- ‌للعلماء في معنى المكي والمدني ثلاثة اصطلاحات

- ‌الاصطلاح الأول: باعتبار المكان:

- ‌الاصطلاح الثاني: باعتبار المخاطب:

- ‌الاصطلاح الثالث: باعتبار زمن النزول:

- ‌الطريق إلى معرفة المكي والمدني:

- ‌المنهج الأول: السماعي النقلي:

- ‌المنهج الثاني: القياس الاجتهادي:

- ‌أولاً: ضوابط القرآن المكي هي

- ‌ثانياً: مميزات القرآن المكي:

- ‌ثالثاً: ضوابط القرآن المدني:

- ‌رابعا: - مميزان القرآن المدني

- ‌وللسور المدنية مميزات، منها:

- ‌فوائد معرفة المكي والمدني

- ‌خامسا: - أسباب النزول

- ‌طريق معرفة سبب النزول

- ‌أقسام أسباب النزول:

- ‌فوائد معرفة سبب النزول

- ‌1 - الاستعانة على فهم الآية وإزالة الإشكال عنها:

- ‌2 - معرفة الحكمة من تدرج التشريع:

- ‌3 - العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب:

- ‌سادسا: - المحكم والمتشابه في القرآن الكريم

- ‌سابعا- الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم

- ‌أهمية النسخ في التفسير

- ‌ثامنا: - القراءات

- ‌القراءات لغة واصطلاحا

- ‌نشأة القراءات:

- ‌ والأحاديث المتواترة الواردة حول نزول القرآن على سبعة أحرف تدل على ذلك:

- ‌أقسام القراءات وبيان ما يقبل منها ومالا يقبل

- ‌فوائد اختلاف القراءات

- ‌التعريف بالقراء الأربعة عشر ورواتهم

- ‌أولاً: القراء العشرة ورواتهم:

- ‌1 - ابن عامر

- ‌2 - ابن كثير

- ‌3 - عاصم

- ‌4 - أبو عمرو

- ‌5 - حمزة

- ‌6 - نافع

- ‌7 - الكسائى

- ‌8 - أبو جعفر

- ‌9 - يعقوب

- ‌10 - خلف

- ‌السبب الداعى للاقتصار على القراء المشهورين

- ‌ثانياً: القراء الأربعة تتمة الأربعة عشر

- ‌1 - أبو الحسن البصرى

- ‌2 - ابن محيصن

- ‌3 - يحيى اليزيدى

- ‌4 - الأعمش

- ‌حكم ما وراء القراءات العشر

- ‌تاسعا: - الإسرائيليات

- ‌أسباب دخول الإسرائيليات في المجتمع الإسلامي:

- ‌حكم الإسرائيليات:

- ‌عاشرا: تفسير القرآن وشرفه

- ‌المنهج الأمثل في تفسير القرآن

- ‌1 - تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌2 - تفسير القرآن بالسنة:

- ‌3 - الانتفاع بتفسير الصحابة والتابعين:

- ‌4 - الأخذ بمطلق اللغة:

- ‌5 - مراعاة السياق:

- ‌6 - الاهتمام بعلوم القرآن إجمالاً وخاصة سبب النزول:

- ‌7 - اعتبار القرآن أصلاً يرجع إليه:

- ‌حادي عشر: - إعجاز القرآن

- ‌أ- الإعجاز البياني:

- ‌ب- الإعجاز التشريعي:

- ‌ومن نماذج من الإعجاز التشريعي:

- ‌ت- الإعجاز العلمي:

- ‌الثاني عشر: ترجمة القرآن الكريم بغير لغته

- ‌أقسام الترجمة

- ‌أولاً: الترجمة الحرفية:

- ‌ثانياً: الترجمة المعنوية والتفسيرية:

- ‌موقف العلماء من ترجمة القرآن الكريم:

- ‌أولاً: الترجمة الحرفية لا تجوز وذلك:

- ‌ثانياً: الترجمة التفسيرية أو المعنوية:

- ‌شروط الترجمة:

- ‌الثالث عشر: فضائل القرآن

- ‌الفصل الثاني

- ‌أولا: - أنواع التفسير

- ‌1 - التفسير بالمأثور (بالرواية)، وأقسامه:

- ‌ أقسام التفسير بالرواية

- ‌أ- تفسير القرآن بالقرآن:

- ‌ب- تفسير القرآن بالسنة:

- ‌ت- تفسير القرآن بقول الصحابي:

- ‌ث- تفسير القرآن بقول التابعي:

- ‌أشهر تفاسير القرن الثالث والرابع

- ‌ومن هذه التفاسير الموسوعية أيضاً:

- ‌2 - التفسير بالدراية:

- ‌3 - التفسير الإشاري

- ‌ آراء العلماء التي نسترشد بها في تحديد شروط قبول التفسير الإشاري

- ‌1 - رأى ابن الصلاح:

- ‌2 - رأى الشاطبى:

- ‌3 - رأى تاج الدين بن عطاء الله:

- ‌4 - رأى حاجى خليفة:

- ‌5 - رأى سعد الدين التفتازانى:

- ‌6 - رأى محى الدين ابن عربي:

- ‌7 - رأي أبي حامد الغزالي:

- ‌8 - رأي الأستاذ محمد عبد العظيم الرزقانى:

- ‌9 - رأي الأستاذ محمد حسين الذهبي:

- ‌10 - رأي الدكتور محمد كمال جعفر:

- ‌أمثلة على التفسير الإشاري:

- ‌ثانيا: - اتجاهات التفسير

- ‌1 - الاتجاه اللغوي:

- ‌2 - الاتجاه العلمي:

- ‌3 - الاتجاه الموضوعي:

- ‌4 - الاتجاه الفقهي:

- ‌5 - الاتجاه البلاغي:

- ‌أهمية التفسير البلاغي:

- ‌1 - الوقوف على معجزة القرآن الكريم البلاغية التي تحدى بها الله تعالى العرب

- ‌2 - توجيه التفسير للألفاظ والجمل القرآنية بما يرفع الإشكال ويوضح المعنى

- ‌3 - فهم المعاني القرآنية من خلال معرفة القرائن وسياق النص ولهجات العرب

- ‌4 - إثراء المعاني للألفاظ والجمل التي ظاهرها التماثل والتشابه

- ‌خاتمة التمهيد

- ‌ أهم النتائج التي توصلنا إليها من هذا التمهيد

- ‌تفسير سورة الفاتحة

- ‌لهذه السورة أسماءٌ متعددةٌ

- ‌أولا: - فاتحةُ الكتابِ

- ‌ثانيا: - أم الكتاب:

- ‌ثالثا: - أمُّ القرآن:

- ‌الرابع: - السبع المثاني:

- ‌الخامس: القرآنُ العظيم:

- ‌السادس: الصَّلاة:

- ‌السابع: - رقية الحقِّ:

- ‌الثامن: - سورة الحمد:

- ‌التاسع: - الشفاء:

- ‌العاشر: - الوافية:

- ‌الحادي عشر: - الأساس:

- ‌الثاني عشر: - الكنز

- ‌الثالثة عشر: - الشكر

- ‌الرابعة عشر: - الثناء:

- ‌الخامسة عشر: -المناجاة:

- ‌السادسة عشر- التفويض:

- ‌السابعة عشر: - الدعاء:

- ‌الثامنة عشر: - النور

- ‌التاسعة عشر: - تعليم المسألة:

- ‌العشرون: - السؤال:

- ‌ اختلف العلماء في مواضع نزولها

- ‌القول الأول: أنَّها نزلت بمكَّة

- ‌القول الثاني: أنها أُنزلت بالمدينة

- ‌القول الثالث: أنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة:

الفصل: ‌ت- الإعجاز العلمي:

} [البقرة: 278 - 279] على الرغم أن الربا هو السمة البارزة للاقتصاد العالمي المعاصر، وقاعدة التعامل الاقتصادي بين الدول، إلا أن التشريع الإسلامي هو الحق والصواب في تحريم الربا ومحاربته وتحريمه .... ، فالربا بلاء وآفة، يدمر الاقتصاد ويقطع الروابط، ويوقع العداوة والبغضاء بين الناس، والربا يقضي على إنسانية الإنسان وقلبه ودينه وإيمانه، والمرابون مصاصي الدماء والأموال (1).

يقول سيد قطب: "إن النظام الربوي نظام معيب من الوجهة الاقتصادية البحتة

" (2).

3 -

في الحدود: شرع الله تبارك وتعالى الحدود حتى يعيش الإنسان المسلم وغير المسلم أميناً على نفسه وماله وعرضه وعقله، لذلك حرم على المسلم قتل أخيه المسلم، يقول تعالى:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلا خَطَأً .................... } [النساء: 92]. فإذا اعتقد القاتل بأنه سيُقتل فإنه لا يقدم على القتل، وكذلك عندما حرّم السرقة، فإنه حفظ للناس أموالهم، فعندما يعتقد المؤمن أنه إذا سرق سوف تقطع يده، فإنه لا يسرق وبذلك حفظ للناس أموالهم. وكذلك عندما شرع عقوبة الزنا مائة جلدة لغير المتزوج كما قال تعالى:{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي .... } [النور: 2]، والرجم حتى الموت للمتزوج رجلاً كان أو أنثى.

وكذلك عندما شرع عقوبة الخمر الجلد ثمانين جلدة ليحفظ العقل (3)، يقول الرسول? :"إذا شرب إنسان الخمر فاجلدوه ثمانين جلدة، إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، وحد المفتري ثمانون"(4).

يقول الأستاذ رشيد رضا: "يشتمل القرآن الكريم على العلوم الإلهية وأصول القواعد الدينية، وأحكام العبادات، وقوانين الفضائل والآداب وقواعد التشريع السياسي والمدني والاجتماعي الموافقة لكل زمان ومكان، وبذلك يفضل على كل ما سبقه من الكتب السماوية والشرائع الأرضية والآداب الفلسفية"(5).

‌ت- الإعجاز العلمي:

لقد حث الإسلام على العلم والتعلم، فآيات القرآن الأولى في النزول تأمر باستخدام القلم وتشجع على القراءة وذلك لما للقلم والقراءة من أهمية في حياة الأمم والشعوب. قال تعالى:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5].

الأمة الإسلامية منوط بها قيادة البشرية بأسرها في جميع مناحي الحياة، لذلك ينبغي أن تتصدر الأمم والشعوب في مجال العلم والإيمان والأخلاق حتى تصل إلى ذلك المركز القيادي الذي أُعدّت له.

لذلك جاءت التوجيهات القرآنية في العديد من الآيات تشجع الأمة كل الأمة على العلم والبحث والتحري عن المجهول في هذا الكون الفسيح. قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُون} [الزمر: 9].

وجعل الحق تبارك وتعالى شهادة العلماء مع شهادته وشهادة الملائكة الملائكة في الإقرار بالوحدانية لله في الألوهية والربوبية، قال تعالى:{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آلأ عمران: 18]، وأمر صلى الله عليه وسلم بطلب العلم النافع للبشرية وشجع على تحصيله، قال صلى الله عليه وسلم:"طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"، وجاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهَّل الله له طريقاً إلى الجنة"(6).

والاعجاز العلمي: هو ما يتعلق بإشارة القرآن في كثير من آياته إلى حقائق علمية ثابتة كشف عنها العلم الحديث، ووافقت أحدث ما انتهى إليه الكشف العلمي في هذا العصر، مع أنها كانت مجهولة في عصرة النبوة وما بعده لقرون عديدة (7).

وقد ذكر د. عبد السلام تعريفاً فقال: "تلك الموافقة بين المكتشفات الحديثة للسنن الإلهية، وبين ما أشار إليه القرآن مع تمام المطابقة بينهما"(8).

ب- الضوابط العلمية المنهجية للإعجاز العلمي:

1 -

اعتقاد أن القرآن كتاب هداية وإرشاد أولاً وليس كتاب علوم وكونيات.

2 -

عدم الإفراط والتفريط عند النظر في الآيات الكونية، والاكتفاء بالحقائق العلمية في الاستدلال وعدم الاستدلال بالنظريات والفرضيات العلمية.

3 -

الوقوف على مرونة الأسلوب القرآني في توضيح المضامين العلمية بحيث يحتمل ذلك الأسلوب وجوهاً من التأويل.

4 -

عدم حصر دلالة الآية القرآنية على الحقيقة الواحدة، بل إبقاء الآية مفتوحة الدلالة بحيث تحتمل كل ما يتفق مع معناها.

5 -

اليقين باستحالة التصادم بين الحقائق القرآنية والحقائق العلمية.

6 -

اتباع المنهج القرآني في طلب المعرفة من خلال النظر في الآيات الربانية في الكون والنفس والآفاق والتعرف على سنن الله في هذا الوجود.

7 -

الإعجاز العلمي يُثبت عالمية رسالة القرآن الكريم، وذلك لأن القرآن يدعو الناس في كل عصر لدين الله (9).

أمثلة على الإشارات العلمية في القرآن:

أ- قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً} [النساء: 56]، هذه الآية فيها من التهديد والوعيد

(1) مباحث في إعجاز القرآن - أ. د. مصطفى السباعي - ص 162.

(2)

الظلال ح 5/ 2252.

(3)

الإعجاز القرآني في تشريع الحدود.

(4)

الموطأ للإمام مالك - ح 2/ 642 كتاب الأشربة باب حد الخمر - ص 25.

(5)

تفسير المنار - ح 1/ 206، 207.

(6)

رواه الترمذي (جزء من حديث طويل) وقال عنه: حديث حسن.

(7)

انظر ثقافة الداعية للقرضاوي - ص 15.

(8)

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم - ص 14.

(9)

انظر هذه الضوابط بالتفصيل - الإعجاز العلمي - د. عبد السلام اللوح - ص 162 - 165.

ص: 102

بعذاب أليم للكافرين يوم القيامة وجاء هذا العذاب في صورة تعذيب للجلود، فلماذا اختار الله سبحانه التعبير بعذاب الجلود دون غيره من ألوان العذاب، إن في ذلك لحكمة حيث استطاع العلم التوصل إلى وجود أوعية ناقلة للإحساس وهي تحت الجلد مباشرة وتصل على خمسة عشر نوعاً كل نوع له وظيفته وطبيعته، لهذا فإن الألم الذي يحصل لجسم الإنسان يذوقه كل الجسم.

ب قال تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [الأنعام: 125]، بفضل الطيران والبالونات استطاع الإنسان التعرف على ظاهرة طبيعية وهي نقص أوكسجين الهواء في طبقات الجو العليا حيث إن الصاعد يشعر بصعوبة وضيق في التنفس والآية القرآنية صرحت بهذه الظاهرة منذ زمن بعيد، وهذا يدعونا إلى الإيمان الراسخ بأن ما جاء به محمدٌ إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى (1).

ت- قال تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 223]، فالرضاعة أوجبها الله سبحانه على الأم لأطفالها حفاظاً على الأطفال من الناحية الجسدية والنفسية والعقلية فقد تحدث الطب الحديث عن مقارنة بين الإرضاع الطبيعي والحليب الصناعي وذكر الآتي: -

1 -

أن مميزات اللبن الطبيعي أنه يتناسب من يوم لآخر عند الأم مع حاجة الطفل على مدار العامين الذي يرضع فيها الطفل.

2 -

أما الإرضاع الصناعي فهو ثابت التركيز ولا يتناسب مع نمو الطفل، لذلك أشار الأطباء إلى أهمية إرضاع الطفل من أمه وخاصة في الأيام الأولى من ولادته لأن اللبن في هذه الفترة يحتوي على عناصر ومواد لها دخل كبير في تكوين المناعة من الأمراض عند الطفل.

3 -

إن حليب الأم لا يحتاج إلى تعقيم ولا تعلق به الجراثيم بينما الحليب الصناعي فهو عرضة من خلال أي إساءة في استعمال الأدوات.

4 -

لبن الأم أسهل في الهضم على الطفل من اللبن الصناعي حيث إن اللبن الصناعي يحتاج هضمه من ثلاث إلى أربع ساعات (2).

هذا بالإضافة لهذه الأنواع من الإعجاز يوجد أنواع أخرى منها: الإعجاز التاريخي، والإعجاز الأخلاقي، والإعجاز النفسي والروحي، والإعجاز التربوي، والإعجاز بأخبار الغيب والمستقبل وغير ذلك (3).

فيمكن القول بأن أوجه إعجاز القرآن هي:

1 -

النظم البديع المخالف لكل نظم معهود في لسان العرب.

2 -

الأسلوب العجيب المخالف لجميع الأساليب العربية.

(1) انظر روح الدين الإسلامي - ص 54، وانظر بالتفصيل أمثلة متنوعة - الإعجاز العلمي - د. عبد السلام اللوح - ص 166 - 234.

(2)

انظر لمحات في إعجاز القرآن - ص 44 - 45.

(3)

إعجاز القرآن - أ. د. فضل عباس - ص 250.

ص: 104

3 -

الجزالة التي لا يمكن لمخلوق أن يأتي بمثلها.

4 -

التشريع الدقيق الكامل الذي يفي بحاجات البشر.

5 -

الإخبار عن المغيبات الماضية والمستقبلة، التي لا تعرف إلا بالوحي.

6 -

الوفاء بكل ما أخبر عنه القرآن من وعد ووعيد.

7 -

عجز المخلوقين عن أن يأتوا بمثله.

8 -

كونه محفوظًا من الزيادة والنقصان ومن التبديل والتغيير {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].

9 -

تيسيره للحفظ {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17].

10 -

تأثيره في قلوب الأتباع والأعداء حتى قال قائلهم (1)، «والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمغدق وإن أعلاه لمثمر وإنه ليعلو وما يعلى عليه وما تقوله بشر» .

11 -

كونه لا يمله قارئه ولا سامعه على كثرة الترديد بخلاف سائر الكلام (2).

والقرآن أولاً وآخرًا هو الذي صير العرب رعاة الشاء والغنم ساسة شعوب وقادة أمم، وهذا وحده إعجاز، والقرآن الكريم هو أساس الدين ومصدر التشريع وحجة الله البالغة في كل عصر ومصر، بلغه رسول الله لأمته امتثالاً لأمر ربه واحتوى القرآن على الأمر الصريح بوجوب اتباعه والعمل بما تضمنه من الأحكام في غير موضع وبغير أسلوب {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف: 3] {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ} [العنكبوت: 45].

كما وقد احتوى القرآن الكريم على كثير من نواحي الحياة المختلفة من ذلك ما يأتي:

1 -

العقائد التي يجب الإيمان بها في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وهي الحد الفاصل بين الإيمان والكفر.

2 -

الإرشاد إلى النظر والتفكر في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء لتعرف أسرار الله في كونه وإبداعه في خلقه فتمتلئ القلوب إيمانا بعظمته عن نظر واستدلال لا عن تقليد ومجاورة.

3 -

قصص الأولين أفرادا وأمما، فقد ورد في القرآن كثير من القصص الذي يثير الاعتبار والاتعاظ ويرشد إلى سنن الله في خلقه نجاة للصالحين وهلاكا للمفسدين.

4 -

الأخلاق الفاضلة التي تهذب النفوس وتصلح من شأن الفرد والجماعة كالصبر والصدق والوفاء وأداء الأمانة مع التحذير من الأخلاق السيئة التي تودي بمعاني الحياة الإنسانية الفاضلة وتسبب لها الشقاء كالكذب والخيانة وإخلاف الوعد ونقض العهد.

5 -

العبادات على اختلاف أنواعها من صلاة وزكاة وصوم وحج وجهاد وجاء في ذلك ما يقرب من مائة وأربعين آية.

6 -

نظام الأسرة كأحكام الزواج والطلاق وما يتبعها من مهر ونفقة وحضانة ورضاع ونسب وعدة ووصية وإرث، وجاء في ذلك ما يقرب من سبعين آية.

(1) هو: الوليد بن المغيرة المخزومي، انظر:"شعب الإيمان" للبيهقي (134)، و"تفسير البغوي"(2/ 632).

(2)

التبيان في علوم القرآن للصابوني (103) وانظر: البيان في إعجاز القرآن ومقدمة تفسير ابن جزي (1/ 23).

ص: 106

7 -

أحكام المعاملات المالية كالبيع والإجارة والرهن والمداينة والتجارة، جاء في ذلك ما يقرب من سبعين آية أيضا.

8 -

أحكام الجنايات والحدود والسرقة والزنا والقذف ومحاربة الله في أرضه وجاء في ذلك ما يقرب من ثلاثين آية.

9 -

أحكام الحرب والسلم وما يتبع ذلك من جهاد وغنيمة وأسر وعهود وجزية.

10 -

نظام الحكم فيما يجب على الحكام من الشورى والعدل والمساواة والحكم بما أنزل الله وما يجب على الناس لهم من طاعة.

11 -

تنظيم الحياة الاجتماعية في علاقة الأغنياء بالفقراء فيما يحقق العدل الاجتماعي بين الناس، ولم يتفق العلماء على عدد آيات الأحكام وقيل إنها: خمس مائة آية أو قريب منها (1) والله سبحانه وتعالى أعلم.

وقد قال صلى الله عليه وسلم «إنها ستكون فتنة» قيل: وما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: «كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم» (2)، وورد في الحديث ما معناه: أن القرآن اشتمل على ذكر الحلال والحرام والمحكم والمتشابه والأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه واعتبروا بأمثاله، وقال بعضهم: اشتمل القرآن على تسعة أشياء (3):

فقال: لا إنما القرآن تسعة أحرف

سأنبئكما في بيت شعر بلا خلل

حلال حرام محكم متشابه

بشير نذير عظة قصة مثل

وأصل علوم القرآن ثلاثة: توحيد وتذكير وأحكام، فالتوحيد يدخل فيه معرفة المخلوقات ومعرفة الخالق بأسمائه وصفاته وأفعاله، والتذكير منه الوعد والوعيد والجنة والنار.

والأحكام منها التكاليف كلها وتبيين المنافع والمضار والأمر والنهي والندب، ولهذا كانت الفاتحة أم القرآن لأن فيها الأقسام الثلاثة، وسورة الإخلاص ثلثه لأن فيها أحد الأقسام وهو التوحيد (4).

وقال ابن جزي في مقدمة تفسيره: "معاني القرآن سبعة:

1 -

علم الربوبية، ومنه إثبات وجود الباري جل جلاله

والاستدلال عليه بمخلوقاته.

2 -

والنبوة وإثبات نبوة الأنبياء عليهم السلام على العموم وإثبات نبوة نبينا محمد على الخصوص وإثبات الكتب التي أنزلها الله عليهم ووجود الملائكة الذين كانوا وسائط بين الله وبينهم.

3 -

المعاد: وهو إثبات الحشر وذكر ما في الآخرة من الحساب والجزاء وصحائف الأعمال وكثرة الأهوال والجنة والنار.

(1) تاريخ التشريع والفقه الإسلامي للشيخ مناع خليل القطان «(67، 68)» .

(2)

أخرجه الترمذي (2906): ص 5/ 22،.

(3)

نقلا عن: فضائل القرآن، عبد الله بن جار الله بن إبراهيم آل جار الله:32.

(4)

«مختصر الإتقان في علوم القرآن» (96 - 98).

ص: 107