الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما جاء أنها نزلت ليلة جمع مراد بها عشية عرفة لأن النبي صلى الله عليه وسلم دفع بعد المغيب، كما جاء في الحديث:" فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلاً حَتَّى غَابَ الْقُرْصُ وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ وَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ وَيَقُولُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى: أَيُّهَا النَّاسُ السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ "(1). والله أعلم.
ثالثاً: {والله يعصمك من الناس} من سورة المائدة:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحْرَسُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ (67)} [المائدة: 67]، فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ مِنَ الْقُبَّةِ فَقَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ انْصَرِفُوا فَقَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ "(2).
فهذه الرواية وإن لم تنص على وقت النزول ولكن يفهم من دلالات النص أنها نزلت ليلاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرس ليلاً، قال السيوطي:"فأخرج رأسه من القبة فقال: يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله. في هذا الحديث دليل على أنها ـ أي الآية ـ ليلية نزلت ليلا فراشية - والرسول في فراشه "(3).
رابعاً: سورة الأنعام:
عن ابن عباس رضي الله عنهما -قال: " نزلتْ سورةُ الأنعامِ بمكةَ ليلا جملةً، حولَها سبعونَ ألفَ مَلَكٍ يجأَرون بالتسبيحِ "(4)،
فإن صحت هذه الرواية تكون نزلت هذه السورة جملة ليلاً. والله أعلم.
خامساً: سورة مريم:
روى الطبراني عن أبي مريم الغساني قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ولدت لي الليلة جارية فقال: " والليلة نزلت عليّ سورة مريم سمها مريم "(5) فالحديث ضعيف لم يصح في سنده، ولذا لم يثبت في وقت نزولها شيء.
(1) أخرجه مسلم في كتاب: الحج، باب: حجة النبي صلى الله عليه وسلم ح رقم 3009.
(2)
أخرجه الترمذي ح رقم 3046، وقال: حديث غريب، والبيهقي في السنن الكبرى ح رقم 18186، والحاكم في المستدرك ح رقم 3221، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعلق الذهبي في التلخيص: صحيح، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.
(3)
تفسير الجلالين (2/ 333)، ولباب النقول في أسباب النزول للسيوطي (1/ 82).
(4)
أخرجه أبو عبيدة في فضائل القرآن ص 129 ح رقم 372، والطبراني في المعجم الكبير ح رقم 12930، ورواه ابن الضريس في فضائل القرآن ص 157، والسيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور (3/ 243) وزاد نسبته لابن مردويه، وابن كثير في تفسيره (3/ 237) وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف كما في التقريب ص 696 برقم 4768، وله شاهد من حديث ابن عمر وأنس رضي الله عنهم أخرجهما الطبراني في الصغير (1/ 81) والأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 22) ح رقم 3316، 3317، وضعف الهيثمي في الزوائد إسناده حيث قال: رواه الطبراني في الصغير وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف جدا (7/ 20)، وقد جاء في الضعفاء الكبير للعقيلي (9/ 422) قال البخاري: يوسف بن عطية منكر الحديث، وقال محققو كتاب الإتقان في مركز الدراسات القرآنية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية:" ولعله يتقوى بشواهده، وانظر شواهده في مجمع الزوائد (7/ 19، 20) من حديث ابن عمر وأنس وأسماء بنت يزيد مع بعض الاختلاف".
(5)
رواه الطبراني في المعجم الكبير ح رقم 834 وهو ضعيف جدا مداره على سليمان بن سلمة الخبائري، متروك كما في المغني في الضعفاء للذهبي (1/ 280) وبه ضعفه الهيثمي في المجمع (8/ 55)، وفيه أيضاً: أبو بكر بن أبي مريم ضعيف كما في التقريب ص 1116 برقم 8031. وانظر: الإتقان للسيوطي (1/ 142).