الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
441 - (59) باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر وبيان الفجر الَّذي يتعلق به الأحكام
(2414)
(1056) - (206) حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَينٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه. قَال: لَمَّا نَزَلَتْ: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]
ــ
441 -
(59) باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر وبيان الفجر الَّذي يتعلق به الأحكام
(2314)
(1056)(206)(حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة حَدَّثَنَا عبد الله بن إدريس) ابن يزيد الأودي الكوفي ثقة من (8) روى عنه في (17) بابا (عن حصين) بن عبد الرحمن السلمي الكوفي ثقة: من (5) روى عنه في (10) أبواب (عن الشعبي) عامر بن شراحيل الحميري الشعبي الكوفي ثقة من (3) روى عنه في (19) تسعة عشر بابا (عن عدي بن حاتم رضي الله عنه بن عبد الله بن سعد بن امرئ القيس بن عدي الطائي الكوفي الصحابي المشهور روى عنه في (7) أبواب.
وهذا السند من خماسياته ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون.
(قال) عدي: (لما نزلت) آية ({حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ})[البقرة: 187] قال الحافظ رحمه الله: ظاهره أن عديًّا كان حاضرًا لما نزلت هذه الآية وهو يقتضي تقدم إسلامه وليس كذلك لأن نزول فرض الصوم كان متقدمًا في أوائل الهجرة وإسلام عدي كان في التاسعة أو العاشرة كما ذكره ابن إسحاق وغيره من أهل المغازي فإما أن يقال: إن الآية التي في حديث الباب تأخر نزولها عن نزول فرض الصوم وهو بعيد جدًّا وإما أن يؤول قول عدي هذا على أن المراد بقوله لما نزلت أي لما تليت علي عند إسلامي أو لما بلغني نزول الآية أو في السياق حذف تقديره: لما نزلت الآية ثم قدمت فأسلمت وتعلمت الشرائع عمدت وقد روى أحمد حديثه من طريق مجالد بلفظ: (علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة والصيام فقال: صل كذا وصم كذا فإذا غابت الشمس فكل حتَّى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود قال فأخذت خيطين الحديث) اهـ.
قَال لَهُ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي أَجْعَلُ تَحْتَ وسَادَتِي عِقَالينِ: عِقَالًا أَبْيَضَ وَعِقَالًا أَسْوَدَ. أَعْرِفُ اللَّيلَ مِنَ النَّهَارِ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ وسَادَتَكَ لَعَرِيضٌ
ــ
(قال له) صلى الله عليه وسلم (عدي بن حاتم: يا رسول الله إني أجعل تحت وسادتي) الوسادة المخدة وهي ما يجعل تحت الرأس عند النوم سميت مخدة لوضع الخد عليها عند النوم والوساد أعم فإنه يطلق على كل ما يتوسد به ولو كان من تراب كما في الأساس (عقالين) العقال بكسر العين المهملة الحبل وفي رواية مجالد (فأخذت خيطين من شعر) وقوله: (عقالًا أبيض وعقالًا أسود) بدل من عقالين لـ (ـأعرف) بهما (الليل من النهار) وفي صحيح البخاري (فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي) وفي رواية مجالد (فلا يستبين الأبيض من الأسود)(فقال) لي (رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن وسادتك لعريض) أي لواسع العرض ولم يقل: عريضة لأن فعيلًا يستوي فيه المذكر والمؤنث قال ابن الملك: وهو كناية عن كون قفاه عريضًا وهو كناية عن كونه أبله اهـ.
ومثله في الأساس والنهاية وفي بعض الروايات (فضحك وقال إن كان وسادك إذًا لعريضًا) وفي بعضها زيادة (إن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك) وفي بعضها (إنك لعريض القفا). قال الخطابي في المعالم: في قوله (إن وسادك لعريض) قولان: أحدهما: يريد إن نومك لكئير وكنى بالوسادة عن النوم لأن النائم يتوسد أو أراد إن ليلك لطويل إذا كنت لا تمسك عن الأكل حتَّى يتبين لك العقال والقول الآخر: أنَّه كنى بالوسادة عن الموضع الَّذي يضعه من رأسه وعنقه على الوسادة إذا نام والعرب تقول: فلان عريض القفا إذا كان فيه غباوة وغفلة وقد روي في هذا الحديث من طريق أخرى (إنك عريض القفا) وجزم الزمخشري بالتأويل الثاني فقال إنما عرَّض النبي صلى الله عليه وسلم قفا عدي لأنه غفل عن البيان وعرض القفا مما يستدل به على قلة الفطنة وأنشدوا في ذلك شعرًا وقد أنكر ذلك كثير منهم القرطبي فقال: حمله بعض الناس على الذم له على ذلك الفهم وكأنهم فهموا أنَّه نسبه إلى الجهل والجفاء وعدم الفقه وعضَّدوا ذلك بقوله (إنك عريض القفا) وليس الأمر على ما قالوه لأن من حمل اللفظ على حقيقته اللسانية التي هي الأصل إن لم يتبين له دليل التجوز لم يستحق ذمًّا ولا ينسب إلى جهل وإنما عنى - والله أعلم - أن وسادك إن كان يغطي الخيطين اللذين أراد الله فهو إذًا عريض
إِنَّمَا هُوَ سَوَادُ اللَّيلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ"
ــ
واسع ولهذا قال في إثر ذلك (إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار) فكأنه قال: فكيف يدخلان تحت وسادتك وقوله: (لعريض القفا) أي إن الوساد الَّذي يغطي الليل والنهار لا يرقد عليه إلَّا قفا عريض للمناسبة وقال ابن التين: في حديث عدي جواز التوبيخ بالكلام النادر الَّذي يسير فيصير مثلًا بشرط صحة القصد ووجود الشرط عند أمن الغلو في ذلك فإنه مزلة القدم إلَّا لمن عصمه الله تعالى اهـ فتح الملهم.
(إنما هو) أي الخيط المذكور في الآية (سواد الليل وبياض النهار) قال الطحاوي: كان هذا الفعل منه قبل نزول قوله: {مِنَ الْفَجْر} [البقرة: 187] وروى أنَّه كان بينهما عام والفجر مأخوذ من تفجر الماء لأنه يتفجر شيئًا فشيئًا فلما نزل علم أن المراد منه بياض النهار وفيه ضعف لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة غير جائز وإلا لزم التكليف بما ليس في الوسع لأن الأمر لو كان كما قاله لما نسب النبي صلى الله عليه وسلم الراوي إلى البلاهة بل الوجه أن يقال: ذلك الفعل صدر منه لغفلته عن البيان اهـ من المبارق.
لكن الطحاوي لم يقله من عنده بل وجد في الروايات ما هو دليل له على قوله كما تراه اهـ.
ومعنى الآية حتَّى يظهر بياض النهار من سواد الليل وهذا البيان يحصل بطلوع الفجر الصادق ففيه دلالة على أن ما بعد الفجر من النهار وقال أبو عبيد: المراد بالخيط الأسود الليل وبالخيط الأبيض الفجر الصادق والخيط اللون وقيل: المراد بالأبيض أول ما يبدو من الفجر المعترض في الأفق كالخيط الممدود وبالأسود ما يمتد منه من غبش الليل شبيهًا بالخيط قاله الزمخشري قال: وقوله: {مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187] من الفجر بيان للخيط الأبيض واكتفى عن بيان الخيط الأسود لأن بيان أحدهما بيان للآخر ويجوز أن تكون من للتبعيض لأنه بعض الفجر وقد أخرجه قوله من الفجر من الاستعارة إلى التشبيه كما أن قولهم: رأيت أسدًا مجاز فإذا زدت فيه من فلان رجع تشبيهًا اهـ فتح الملهم.
وقال القرطبي: حديث عدي هذا يقتضي أن قوله تعالى: {مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187] نزل متصلًا بقوله تعالى: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيطِ الْأَسْوَدِ} وأن عدي بن حاتم حمل الخيط على حقيقته ومن في قوله: {مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187] على التعليل أي من أجل الفجر ففعل ما فعل بالعقال الأبيض والأسود وهذا بخلاف حديث سهل بن سعد فإن فيه
(2415)
(1057) - (207) حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ. حَدَّثَنَا فُضَيلُ بْنُ سُلَيمَانَ. حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ. حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ
ــ
أن الله لم ينزل مِنَ {مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187] إلَّا منفصلًا عن قوله تعالى: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيطِ الْأَسْوَدِ} ولما وقع لهم الإشكال حينئذ أنزل الله تعالى (من الفجر) رافعًا لذلك الإشكال وكأن الحديثين واقعتان في وقعتين ويصح الجمع بأن يكون حديث عدي متأخرًا عن حديث سهل وأن عديًّا لم يسمع ما جرى في حديث سهل وإنما سمع الآية مجردة ففهمها على ما قررناه فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أن الخيط الأبيض كناية عن بياض الفجر والخيط الأسود كناية عن سواد الليل وأن معنى ذلك أن يفصل أحدهما عن الآخر وعلى هذا فيكون من الفجر متعلقًا بـ (ـتبين) وعلى مقتضى حديث سهل يكون في موضع الحال متعلقًا بمحذوف وهكذا هو في معنى جوابه في حديث سهل ويحتمل أن يكون الحديثان قضية واحدة وذكر بعض الرواة من الفجر متصلًا بما قبله كما ثبت في القرآن وإن كان نزل متفرقًا كما بينه حديث سهل وقوله: (إني جعلت تحت وسادتي عقالين) إنما جعلهما تحت وسادة لاعتنائه بهما ولينظر إليهما وهو على فراشه من غير كلفة قيام ولا طلب فكان يرفع الوساد إذا أراد أن ينظر إليهما والعقال الخيط سمي بذلك لأنه يعقل به أي يربط ويحبس والله أعلم اهـ من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (4/ 377) والبخاري (1916) والترمذي (2970).
ثم استشهد المؤلف رحمه الله لحديث عدي بحديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنهما فقال:
(3415)
(1057)(357)(حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر القواريري) الجشمي البصري (حَدَّثَنَا فضيل بن سليمان) النميري مصغرًا أبو سليمان البصري روى عن أبي حازم في الصوم والحج وموسى بن عقبة في الأطعمة ويروي عنه (ع) وعبيد الله القواريري وأحمد بن عبدة ومحمد بن أبي بكر المقدمي قال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالقوي وقال ابن معين ليس بثقة وقال أبو زرعة: لين الحديث وقال في التقريب: صدوق له خطأ كثير من الثامنة مات سنة ثلاث وثمانين ومائة (183) وقيل: غير ذلك (حَدَّثَنَا أبو حازم) سلمة بن دينار الأعرج التمار المدني القاص ثقة عابد من (5)(حَدَّثَنَا سهل بن سعد) بن مالك بن
قَال: لَمَّا نَزَلَتْ هذِهِ الآيَةُ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: 187] قَال: كَانَ الرَّجُلُ يَأخُذُ خَيطًا أَبْيَضَ وَخَيطًا أَسْوَدَ. فَيَأْكُلُ حَتَّى يَسْتَبِينَهُمَا. حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]:
ــ
خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبو العباس المدني الصحابي المشهور رضي الله عنه.
وهذا السند من رباعياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان بصريان.
(قال) سهل: (لما نزلت هذه الآية) يعني قوله تعالى: ({وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيطِ الْأَسْوَدِ} قال كان الرجل) منَّا (يأخذ خيطًا أبيض وخيطًا أسود) وفي البخاري (فكان رجال إذا أرادوا الصوم الحديث).
قال الحافظ: ولم أقف على تسمية أحد منهم ولا يحسن أن يفسر بعضهم بعدي بن حاتم لأن قصة عدي متأخرة عن ذلك كما سبق ويأتي اهـ.
(فيأكل حتَّى يستبينهما) أي حتَّى يظهر له بيان أحد الخيطين وتميزه عن الآخر بلونه وقوله (حتَّى أنزل الله عز وجل لفظة: {مِنَ الْفَجْرِ} غاية لقوله (كان الرجل يأخذ خيطًا).
قال القرطبي: حديث عدي يقتضي أن قوله {مِنَ الْفَجْرِ} نزل متصلًا بقوله {مِنَ الْخَيطِ الْأَسْوَدِ} بخلاف حديث سهل فإنه ظاهر في أن قوله {مِنَ الْفَجْرِ} نزل بعد ذلك لرفع ما وقع لهم من الإشكال.
قال الحافظ رحمه الله: قصة عدي متأخرة لتأخر إسلامه كما قدمته وقد روى ابن أبي حاتم من طريق أبي أسامة عن مجالد في حديث عدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما أخبره بما صنع (يا بن حاتم ألم أقل لك من الفجر) وللطبراني من وجه آخر عن مجالد وغيره (فقال عدي يا رسول الله كل شيء أوصيتني قد حفظته غير الخيط الأبيض من الخيط الأسود إني بت البارحة معي خيطان أنظر إلى هذا وإلى هذا قال: إنما هو الَّذي في السماء) فتبين أن قصة عدي مغايرة لقصة سهل فأما من ذكر في حديث سهل فحملوا الخيط على ظاهره فلما نزل {مِنَ الْفَجْرِ} علموا المراد فلذلك قال سهل في حديثه (فعلموا أنما يعني الليل والنهار) وأما عدي فكأنه لم يكن في لغة قومه استعارة الخيط للصبح وحمل قوله {مِنَ الْفَجْرِ} على السببية فظن أن الغاية تنتهي إلى أن يظهر تمييز أحد الخيطين من الآخر بضياء الفجر أو نسي قوله {مِنَ الْفَجْرِ} حتَّى ذكره بها النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الاستعارة معروفة عند بعض العرب قال الشاعر:
فَبَيَّنَ ذلِكَ.
(2416)
(0)(0) (حدَّثْني مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ
ــ
ولما أضاءت لنا ظلمة
…
ولاح من الفجر خيط أنارا
وقال الآخر في الخيط الأسود:
قد كاد يبدو أوبدت تباشره
…
وسدن الخيط البهيم ساتره
اهـ فتح الملهم
(فبين) سبحانه (ذلك) الخيط بقوله من الفجر قال ابن بزيزة في شرح الأحكام: ليس هذا من باب تأخير المجملات لأن الصحابة (أي بعضهم) عملوا أولًا على ما سبق إلى أفهامهم بمقتضى اللسان فعلى هذا فهو من باب تأخير ماله ظاهر أريد به خلاف ظاهره.
قال النواوي تبعًا لعياض: وإنما حمل الخيط الأبيض والأسود على ظاهرهما بعض من لا فقه عنده من الأعراب كالرجال الذين حكى عنهم سهل وبعض من لم يكن في لغته استعمال الخيط في الصبح كعدي اهـ.
وادعى الطحاوي والداودي أنَّه من باب النسخ وأن الحكم كان أولًا على ظاهره المفهوم من الخيطين واستدل على ذلك بما نقل عن حذيفة وغيره من جواز الأكل إلى الإسفار قال: ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: {مِنَ الْفَجْرِ} قلت: ويؤيد ما قاله ما رواه عبد الرزاق بإسناد رجاله ثقات (إن بلالًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسخر فقال: الصلاة يا رسول الله قد والله أصبحت فقال: يرحم الله بلالًا لولا بلال لرجونا أن يرخص لنا حتَّى تطلع الشمس).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري (1917) فقط ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه فقال:
(2416)
(0)(0)(حدثني محمد بن سهل) بن عسكر (التميمي) مولاهم البخاري الأصل أبو بكر البغدادي قال أبو العباس السراج: سكن بغداد ومات بها لسبع أو لعشر بقين من شعبان سنة (251) إحدى وخمسين ومائتين روى عن سعيد بن محمد بن أبي مريم في الصوم والجهاد واللباس وغيرها ويحيى بن حسان في البيوع وأبي اليمان في الرؤيا ويروي عنه (م ت س) ومحمد بن جرير وابن صاعد وثقه النسائي وابن عدي وقال
وَأَبُو بَكْرٍ بْنُ إِسْحَاقَ. قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ. أَخْبَرَنَا أَبُو غَسَّانَ. حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه؛ قَال: لَمَّا نَزَلَتْ هذِهِ الآيَةُ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: 187]. قَال: فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرَادَ الصَّوْمَ، رَبَطَ أَحَدُهُمْ في رِجْلَيهِ الْخَيْطَ الأَسْوَدَ وَالْخَيطَ الأَبْيَضَ. فَلَا يَزَالُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رِئْيُهُمَا. فَأَنْزَلَ اللهُ بَعْدَ ذلِكَ:{مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]. فَعَلِمُوا
ــ
مسلمة: كان ثقة صدوقًا وقال في التقريب: ثقة من (11) الحادية عشرة (وأبو بكر) محمد (بن إسحاق) الصاغاني الخراساني الأصل البغدادي ثقة من (11) روى عنه في (8)(قالا: حَدَّثَنَا) سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم (بن أبي مريم) الجمحي مولاهم أبو محمد المصري ثقة ثبت فقيه من كبار (10)(أخبرنا أبو غسان) محمد بن مطرف بن داود بن مطرف التيمي المدني ثقة من (7) روى عنه في (4) أبواب (حدثني أبو حازم) سلمة بن دينار المدني (عن سهل بن سعد) بن مالك الأنصاري الخزرجي المدني رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون وواحد مصري وواحد بغدادي وفيه المقارنة والتحديث والإخبار غرضه بيان متابعة أبي غسان لفضيل بن سليمان.
(قال) سهل: (لما نزلت هذه الآية {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: 187] قال) سهل توكيد لفظي: (فكان الرجل) منَّا (إذا أراد الصوم ربط أحدهم) جمع الضمير مع عوده إلى الرجل لأنه أراد به الجنس الصادق بالرجال فكأنه قال: فكان الرجال منا إذا أراد أحدهم الصوم ربط (في رجليه الخيط الأسود والخيط الأبيض فلا يزال يأكل ويشرب) طوال الليل (حتَّى يتبين له رئيهما) أي منظرهما ولونهما هذه اللفظة ضبطت على ثلاثة أوجه أحدها: براء مكسورة ثم همزة ساكنة ثم ياء مضمومة ومعناه منظرهما ومنه قوله تعالى: {أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِءْيًا} [مريم: 74] والثاني: زيهما بزاي مكسورة وياء مشددة وبلا همزة ومعناه لونهما والثالث: رئيهما بفتح الراء وقد تكسر بعدها همزة مكسورة ثم تحتانية مشددة قال عياض: ولا وجه له إلَّا بضرب من التأويل وكأنه رئى بمعنى مرئي والمعروف عندهم أن الرئي التابع من الجن فيحتمل أن يكون من هذا الأصل ترائيه لمن معه من الإنس اهـ نواوي.
(فأنزل الله) سبحانه وتعالى (بعد ذلك) أي بعد إنزال قوله تعالى: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ} [البقرة: 187] لفظة {مِنَ الْفَجْرِ} فعلموا) أي فعلم أولئك الرجال الذين
أَنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ اللَّيلَ وَالنَّهَارَ.
(2417)
(1058) - (208) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ. قَالا أَخْبَرَنَا اللَّيثُ. ح وَحَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا لَيثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِم بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَئهُ قَال:"إِن بِلالًا يُؤَذنُ بِلَيلٍ. فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا تَأْذِينَ ابْنِ أُمِّ مَكتُومٍ"
ــ
أشكل عليهم معنى الخيطين (أنما يعني) سبحانه (بذلك) المذكور من الخيطين (الليل والنهار) أي سواد الليل وبياض النهار.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث عدي بن حاتم بحديث ابن عمر رضي الله عنهم فقال:
(2417)
(1058)(258)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (ومحمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي المصري (قالا: أخبرنا الليث) بن سعد المصري (ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله) بن عمر (عن) أبيه (عبد الله) بن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان مصريان وواحد مكي.
(أنه) صلى الله عليه وسلم (قال: إن بلالًا) ابنَ رباح الحبشي التيمي مولاهم مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم حضرًا وسفرًا رضي الله عنه (يؤذن بليل) أي قبل الفجر الصادق فإنه يؤذن ليضطجع قائمكم ويستحر صائمكم وينتبه نائمكم (فكلوا واشربوا) فيه إشعار بأن الأذان كان علامة عندهم على دخول الوقت فبين لهم أن أذان بلال بخلاف ذلك واستدل به الشافعي ومالك وأبو يوسف على جواز الأذان للصبح قبل دخوله وخالفهم أبو حنيفة قياسًا على سائر الصلوات والجواب عنهم أن أذان بلال لم يكن للصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم (لا يغرنكم أذان بلال الحديث)(حتى تسمعوا تأذين ابن أم مكتوم) زاد في الموطإ (وكان أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت) أي قاربت الصباح قال الحافظ رحمه الله اسمه عمرو وقيل: كان اسمه الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ولا يمنع أنه كان له اسمان وهو قرشي عامري أسلم
(2418)
(0)(0) حدَّثني حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما. قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِن بِلالًا يُؤَذِّنُ بِلَيلٍ. فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتى تَسْمَعُوا أَذَانَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ
ــ
قديمًا والأشهر في اسم أبيه قيس بن زائدة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه ويستخلفه على المدينة وشهد القادسية في خلافة عمر فاستشهد بها وقيل: رجع إلى المدينة فمات بها وهو الأعمى المذكور في سورة عبس واسم أمه عاتكة بنت عبد الله المخزومية وزعم بعضهم أنه ولد أعمى فكنيت أمه أم مكتوم لانكتام بصره والمعروف أنه عمي بعد بدر بسنتين اهـ.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه ويقول إذا رآه (مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي) ويقول له: (هل لك من حاجة) كما في الكشاف.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (2/ 107) والترمذي (253) والنسائي (2/ 10).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:
(2418)
(0)(0)(حدثني حرملة بن يحيى) التجيبي المصري (أخبرنا ابن وهب) المصري (أخبرني يونس) بن يزيد الأيلي (عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
وهذا السند من سداسياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان مصريان وواحد مكي وواحد أيلي غرضه بسوقه بيان متابعة يونس لليث بن سعد.
(قال) ابن عمر: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ بلالًا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم) وكان رجلًا أعمى لا ينادي حتى يقال "أصبحت أصبحت " كما في صحيح البخاري وهذا الأذان أعني أذان بلال هو أذان الفجر عند الجمهور وحكمته عندهم الهبوب من النوم والتأهب لصلاة الصبح واختصت الصبح بذلك لأن الأفضل فيها إيقاعها في أول وقتها مطلقًا فيلزم من المحافظة على إيقاعها في أول وقتها التأهب لها قبل وقتها وقبلها نوم الليل المستصحب فاقتضى مجموع
(2419)
(0)(0) حدَّثنا ابْنُ نُمَير، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ، عَنْ نَافِع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَال: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُؤَذنَانِ: بِلالٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الأعمَى. فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِن بِلالًا يُؤَذِّنُ بِلَيلٍ. فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ"
ــ
ذلك أن ينصب لها من يوقظ الناس قبل وقتها فكان ذلك بالأذان وذهب أبو حنيفة والثوري إلى أن هذا الأذان فائدته ما نص عليه في الحديث الآخر (ليوقظ نائمكم ويرجع قائمكم) والإعلام بوقت السحور ولا يكتفى به للصبح بل لا بدَّ من أذان آخر إذا طلع الفجر كما كان يؤذن ابن أم مكتوم ومتمسكهما من حديث بلال وابن أم مكتوم واضح غير أن العمل المنقول بالمدينة على تقديم أذان الفجر قبله ثم اختلف الجمهور في الوقت الذي يؤذن فيه للفجر فأكثرهم قال: السدس الأخير من الليل وقيل: النصف وقيل: بعد خروج وقت العشاء الآخرة وهذه الأقاويل الثلاثة في مذهبنا اهـ من المفهم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:
(2419)
(0)(0)(حدثنا) محمد بن عبد الله (بن نمير) الهمداني الكوفي (حدثنا أبي) عبد الله (حدثنا عُبَيد الله) بن عمر بن حفص العدوي المدني (عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة نافع لسالم.
(قال) ابن عمر (كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان) بالنسبة لصلاة الصبح (بلال وابن أم مكتوم الأعمى) وكان له صلى الله عليه وسلم مؤذنان آخران أبو محذورة وسعد القرظي وفيه صحة أذان الأعمى إذا كان معه من يخبره بدخول الوقت.
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بلالًا يؤذن بليل) فيه دليل على أن ما بعد الفجر لا يقال له: ليل بل هو أول اليوم المأمور بصومه (فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم) وفي صحيح البخاري من طريق مالك عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه (وكان رجلًا أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت) وفي بعض الروايات (حتى يقول له الناس حين ينظرون إلى بزوغ الفجر: أذن) قال الحافظ رحمه الله: وأقرب ما يقال فيه: إن أذانه جعل علامة لتحريم الأكل والشرب وكأنه كان له من يراعي الوقت بحيث يكون أذانه مقارنًا
قَال: وَلَمْ يَكُنْ بَينَهُمَا إلا أَنْ يَنْزِلَ هَذَا وَيَرْقَى هَذَا
ــ
لابتداء طلوع الفجر وهو المراد بالبزوغ وعند أخذه في الأذان يعترض الفجر في الأفق ثم ظهر لي أنه لا يلزم من كون المراد بقولهم: أصبحت أي قاربت الصباح وقوع أذانه قبل الفجر لاحتمال أن يكون قولهم ذلك يقع في آخر جزء من الليل وأذانه يقع في أول جزء من طلوع الفجر وهذا وإن كان مستبعدًا في العادة فليس بمستبعد من مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤيد بالملائكة فلا يشاركه فيه من لم يكن بتلك الصفة وقد روى أبو قرة من وجه آخر عن ابن عمر حديثًا فيه (وكان ابن أم مكتوم يتوخى الفجر فلا يخطئه) اهـ.
قال القرطبي: قوله: (حتى يؤذن ابن أم مكتوم) أي حتى يشرع في الأذان وهذا ظاهره ويحتمل حتى يفرغ من الآذان ويؤيد هذا الاحتمال ما ذكره أبو داود من حديث أبي هريرة الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضى حاجته منه) وهذا هو أذان ابن أم مكتوم اهـ من المفهم.
(قال) ابن عمر: (ولم يكن بينهما) أي بين أذان بلال وبين أذان ابن أم مكتوم أي لم يكن بينهما من الزمان (إلا) قدر زمن (أن ينزل هذا) أي بلال من محل التأذين (ويرقى) فيه (هذا) أي ابن أم مكتوم لكن هذا لا يلائم الحديث فإنه لو كان كذلك لما يبقى للأكل والشرب والرفث زمان أو يلزم منه جواز الأكل والشرب والرفث بعد طلوع الفجر وأجاب عن هذا الإشكال النواوي بقوله: قال العلماء: معناه أن بلالًا كان يؤذن قبل الفجر ويتربص بعد أذانه للدعاء ونحوه ثم يرقب الفجر فإذا قارب طلوعه نزل فأخبر ابن أم مكتوم فيتأهب ابن أم مكتوم للطهارة وغيرها ثم يرقى ويشرع في الأذان مع أول طلوع الفجر اهـ.
وقوله: (يرقى) من الرقي ومنه قوله تعالى: {أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ} الآية ومعناه الصعود ومحل التأذين يسمى مئذنة ومنارة وأول من أحدثها بالمساجد سلمة بن خلف الصحابي وكان أميرًا على مصر في زمن معاوية وكان بلال يأتي بسحر لأطول بيت حول المسجد لامرأة من بني نجار يؤذن عليه ثم صار يؤذن على ظهر المسجد وقد رفع له شيء فوق ظهره كما في المنحة اهـ.
قوله: (ولم يكن بينهما) إلخ نبه الحافظ على أن قائله القاسم في حديث عائشة ولم تثبت هذه الزيادة في حديث ابن عمر: قال وفيه حجة لمن ذهب إلى أن الوقت الذي يقع
(.)(0)(0) وحدّثنا ابْنُ نُمَير. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ. حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ.
(2420)
(0)(0) وحدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ. أخْبَرَنَا عَبْدَةُ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ. كُلُّهُمْ عَنْ عُبَيدِ اللهِ بِالإِسْنَادَينِ كِلَيهِمَا. نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ نُمَيرٍ
ــ
فيه الأذان قبل الفجر وقت السحور وهو أحد الأوجه في المذهب واختاره السبكي في شرح المنهاج وحكى تصحيحه عن القاضي حسين والمتولي وقطع به البغوي وكلام ابن دقيق العيد يشعر به ثم ذكر المؤلف المتابعة في الشاهد فقال:
(.)(0)(0)(وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله حدثنا القاسم) بن محمد بن أبي بكر الصديق (عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله) أي بمثل ما حدَّث نافع عن ابن عمر غرضه بسوق هذا السند بيان متابعة القاسم لنافع في رواية هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها متابعة ناقصة لأن القاسم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة عائشة ونافعًا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة ابن عمر رضي الله عنه.
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث ابن عمر وعائشة رضي الله تعالى عنهم فقال:
(2420)
(0)(0)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي الكوفي (ح وحدثنا إسحاق) بن إبراهيم الحنظلي المروزي (أخبرنا عبدة) بن سليمان الكلابي أبو محمد الكوفي ثقة من صغار (8)(ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا حماد بن مسعدة) التميمي أبو سعيد البصري ثقة من (9)(كلهم) أي كل من أبي أسامة وعبدة بن سليمان وحماد بن مسعدة رووا (عن عبيد الله) بن عمر (بالإسنادين) لعبيد الله أي كل من الثلاثة رووا عن عبيد الله بإسناديه يعني إسناده عن نافع عن ابن عمر وإسناده عن القاسم عن عائشة وقوله: (كليهما) توكيد معنوي للإسنادين أي كلهم رووا عن عبيد الله (نحو حديث) عبد الله (بن نمير) غرضه بسوق هذه الأسانيد بيان متابعة هؤلاء الثلاثة لعبد الله بن نمير في رواية هذين الحديثين عن عبيد الله بن عمر.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الأخير من الترجمة بحديث ابن مسعود رضي الله عنه فقال:
(2421)
(1059) - (209) حدَّثنا زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سُلَيمَانَ التَّيمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَمْنَعَن أَحَدًا مِنْكُمْ أَذَانُ بِلالٍ (أوْ قَال: نِدَاءُ بِلالٍ) مِنْ سُحُورِهِ فَإِنَّهُ يُؤَذنُ (أَوْ قَال: يُنَادِي) بِلَيلٍ. لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ ويوقِظَ نَائِمَكُمْ". وَقَال: "لَيسَ أَنْ يَقُولَ هكَذَا وَهكَذَا (وَصَوَّبَ يَدَهُ وَرَفَعَهَا)
ــ
(2421)
(1059)(209)(حدثنا زهبر بن حرب) بن شداد النسائي (حدثنا إسماعيل بن إبراهيم) بن علية البصري (عن سليمان) بن طرخان (التيمي) البصري (عن أبي عثمان) عبد الرحمن بن مل النهدي الكوفي ثقة مخضرم من (2)(عن) عبد الله (بن مسعود) الهذلي الكوفي رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته رجاله اثنان منهم كوفيان واثنان بصريان وواحد نسائي وفيه التحديث والعنعنة ورواية تابعي عن تابعي.
(قال) ابن مسعود: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لايمنعن أحدًا منكم) أيها المسلمون (أذان بلال أو قال) النبي صلى الله عليه وسلم أو ابن مسعود والشك من الراوي أو ممن دونه: (نداء بلال من سحوره) بفتح السين اسم لما يؤكل في السحر أي من تناول طعامه وشرابه وبضمها اسم للفعل أي من أكل سحوره وطعامه (فإنه) أي فإن بلالًا (يؤذن أو قال) النبي صلى الله عليه وسلم أو الراوي: (ينادي بليل) قبل الفجر (ليرجع) بفتح الياء وكسر الجيم المخففة أي ليرد الأذان (قائمكم) بالنصب على المفعولية أي مجتهدكم إلى راحته فينام غفوة فيقوم إلى صلاة الصبح نشيطًا (ويوقظ) الأذان (نائمكم) ليتأهب لها بالغسل ونحوه وليوتر إن لم يوتر وليتسحر إن أراد الصوم فيرجع هنا من الرجع المتعدي كما في قوله تعالى: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ} الآية لا من الترجيع بمعنى الترديد ولا من الإرجاع فإنه غير مناسب هنا (وقال) النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس) الفجر الذي يتعلق به الأحكام ولفظ البخاري (وليس الفجر أن يقول) وهو الصواب كما هو الظاهر من الرواية التالية (أن يقول) أي أن يظهر الضوء (هكذا) أي مستطيلًا في السماء (وهكذا) أي ثم منخفضًا ومعنى يقول هنا يظهر ففيه إطلاق القول على الفعل لأن القول قد يستعمل في غير النطق مما يناسب المقام كما مر مرارًا قال ابن مسعود: (وصوَّب) أي خفض النبي صلى الله عليه وسلم (يده) الشريفة (ورفعها) حكاية لصفة
حَتى يَقُولَ هَكَذَا" (وَفَرَّجَ بَينَ إِصْبَعَيهِ).
(2422)
(0)(0) وحدّثنا ابْنُ نُمَيرٍ. حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدِ (يَعْنِي الأحْمَرَ)، عَنْ سُلَيمَانَ التَّيمِيِّ، بِهَذَا الإِسْنَاد مِثْلَهُ. غَيرَ
ــ
الفجر الكاذب وقوله: (وصوب يده ورفعها) ولفظ البخاري هنا (ورفعها إلى فوق وطأطأ إلى أسفل) من لفظ الراوي ذكره حكاية بأن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال اليس الفجر أن يقول هكذا) أشار بيده إلى الخفض والرفع إيضاحًا بأن البياض المستطيل من الأفق الشرقي إلى العلو ليس فجرًا وإنما هو شيء يسمى ذنب السرحان أي الذئب يبدو ثم يغيب فهو فجر كاذب وبعد غيبوبته بزمان يسير يظهر الفجر الصادق أي وليس الفجر أن يظهر مستطيلًا (حتى يقول) أي حتى يظهر الضوء (هكذا) أي معترضًا في أفق السماء وقوله: (وفرَّج) أي فرَّق النبي صلى الله عليه وسلم (بين إصبعيه) السبابتين من لفظ الراوي أيضًا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال (حتى يقول هكذا) أشار بتفريج إصبعيه إلى الجانبين إيضاحًا بأن البياض المنتشر في الأفق هو الفجر الذي يتعلق به حكم الصوم والصلاة وغيرهما وهو الفجر الصادق وقوله: (وفرَّج بين إصبعيه) كأنه جمع إصبعيه ثم فرقها ليحكي صفة الفجر الصادق لأنه يطلع معترضًا ثم يعم الأفق ذاهبًا يمينًا وشمالًا بخلاف الفجر الكاذب وهو الذي تسميه العرب ذنب السرحان فإنه يظهر في أعلى السماء ثم ينخفض اهـ فتح.
وهذا الفجر لا يتعلق به حكم من الأحكام لا الصيام ولا الصلاة ولا الاعتكاف ولا غيرهما.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (1/ 392) والبخاري (621) وأبو داود (2347) والنسائي (2/ 11).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن مسعود رضي الله عنه فقال:
(2422)
(0)(0)(وحدثنا) محمد (بن نمير) الهمداني الكوفي (حدثنا أبو خالد) سليمان بن حيان الأزدي (يعني الأحمر) الكوفي صدوق من (8)(عن سليمان) بن طرخان (التيمي) البصري (بهذا الإسناد) يعني عن أبي عثمان عن ابن مسعود (مثله) أي مثل ما حدث إسماعيل بن إبراهيم غرضه بيان متابعة أبي خالد لإسماعيل بن علية (غير
أَنَّهُ قَال: "إِن الْفَجْرَ لَيسَ الَّذِي يَقُولُ هَكَذَا (وَجَمَعَ أَصَابِعَهُ ثُمَّ نَكَسَهَا إِلَى الأَرْضِ) وَلَكِنِ الَّذِي يَقُولُ هَكَذَا (وَوَضَعَ الْمُسَبِّحَةَ عَلَى الْمسَبِّحَةِ وَمَدَّ يَدَيهِ) ".
(2423)
(0)(0) وحدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيمَانَ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أخْبَرَنَا جَرِيرْ وَالْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيمَانَ. كِلاهُمَا عَنْ سُلَيمَانَ التَّيمِي، بِهذَا الإِسْنَادِ. وَانْتَهَى حَدِيثُ الْمُعْتَمِرِ عِنْدَ قَوْلِهِ:"يُنَبِّهُ نَائِمَكُمْ وَيَرْجِعُ قَائِمَكُمْ".
وَقَال إِسْحَاقُ: قَال جَرِيرٌ فِي حَدِيثهِ: "وَلَيسَ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا
ــ
أنه) أي لكن أن أبا خالد (قال) في روايته: (إن الفجر) الصادق الذي يتعلق به الأحكام الشرعية (ليس) هو الضوء (الذي يقول) أي يظهر (هكذا) أي مستطيلًا في السماء قال ابن مسعود: (وجمع) النبي صلى الله عليه وسلم عند قوله: هكذا (أصابعه) رفعها (ثم نكسها) أي خفضها من النكس وهو الخفض (إلى الأرض) أي إن الفجر ليس الذي يقول مستطيلًا (ولكن) الفجر الصادق هو الضوء (الذي يقول) أي يظهر (هكذا) أي معترضًا في الأفق قال ابن مسعود في تفسير قوله (هكذا): (ووضع المسبحة على المسبحة) أي وضع إحدى المسبحتين على الأخرى (ومد يديه) أي بسطهما إشارة إلى أنه يطلع معترضًا ثم يعم الأفق ذاهبًا فيه عرضًا.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في هذا الحديث فقال:
(2423)
(0)(0)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا معتمر بن سليمان) بن طرخان التيمي البصري (ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (أخبرنا جرير) ابن عبد الحميد الضبي الكوفي (والمعتمر بن سليمان كلاهما عن سليمان) بن طرخان (التيمي) البصري غرضه بسوق. هذا السند بيان متابعة جرير والمعتمر لإسماعيل بن إبراهيم (بهذا الإسناد) يعني عن أبي عثمان عن ابن مسعود.
(وانتهى حديث المعتمر عند قوله: ينبه نائمكم وبرجع قاكمكم وقال إسحاق: قال) لنا (جرير في حديثه) أي في روايته: (وليس) الفجر (أن يقول) ويظهر (هكذا) أي
وَلَكِنْ يَقُولُ هَكَذَا" (يَعْنِي الْفَجْرَ) هُوَ الْمُعْتَرِضُ وَلَيسَ بِالْمُسْتَطِيلِ.
(2424)
(1065) - (210) حدَّثنا شَيبَانُ بْنُ فَرُّوخَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَوَادَةَ الْقُشَيرِيِّ. حَدَّثَنِي وَالِدِي؛ أَنَّهُ سَمِعَ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَغُرَّنَّ أَحَدَكُمْ نِدَاءُ بِلالٍ مِنَ السَّحُورِ، وَلَا هَذَا الْبَيَاضُ حَتَّى يَسْتَطِيرَ"
ــ
مستطيلًا خافضًا إلى الأفق (ولكن) الفجر الذي يتعلق به الأحكام هو الذي (يقول) ويظهر (هكذا) أي معترضًا في الأفق قال ابن مسعود: (يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ولكن يقول (الفجر هو المعترض) في الأفق (وليس بالمستطيل) في السماء.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ابن مسعود بحديث سمرة رضي الله عنهما فقال:
(2424)
(1060)(210)(حدثنا شيبان بن فروخ) الحبطي الأبلي صدوق من (9)(حدثنا عبد الوارث) بن سعيد بن ذكوان التميمي البصري ثقة من (8)(عن عبد الله بن سوادة) بن حنظلة (القشيري) البصري روى عن أبيه في الصوم وأنس بن مالك ويروي عنه (م عم) وعبد الوارث وابن علية وحماد بن زيد وثقه ابن معين له حديثان وقال في التقريب: ثقة من الرابعة (حدثني والدي) سوادة بن حنظلة القشيري البصري روى عن سمرة بن جندب في الصوم ويروي عنه (م دت س) وابنه عبد الله وشعبة قال أبو حاتم: شيخ وذكره ابن حبان في الثقات وقال في التقريب: صدوق من الثالثة (أنه سمع سمرة بن جندب) بن هلال الفزاري أبا سعيد البصري ثم الكوفي الصحابي المشهور رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته رجاله كلهم بصريون إلا شيبان بن فروخ فإنه أبلي حالة كون سمرة. (يقول: سمعت محمدًا صلى الله عليه وسلم يقول: لا يغرن) أي لا يخدعن ولا يمنعن (أحدكم نداء بلال من) تناول (السحور) بفتح السين يعني أن أذان بلال لا يمنعكم سحوركم فتصيروا كأنكم انخدعتم بترككم تناول هذا الغداء المبارك (ولا) يمنعنكم أيضًا (هذا البياض) المستطيل عن سحوركم وهذ الضوء المرئي مستطيلًا في الأفق قبيل الفجر (حتى) يظهر الضوء الذي (يستطير) أي ينتشر ويعترض في الأفق وهذه
(2425)
(0)(0) حدَّثنا زُهَيرُ بْنُ حَرْب. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُب رضي الله عنه قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَغُزنَّكُمْ أَذَانُ بِلالٍ، وَلَا هَذَا الْبَيَاضُ (لِعَمُودِ الصُّبْحِ) حَتَّى يَسْتَطِيرَ هَكَذَا"
ــ
الاستطارة تكون بعد غيبوبة ذاك المستطيل والمعنى حتى يذهب ذلك المستطيل ويجيء بعده البياض الذي ينتشر كأنه يطير في الآفاق ولابن أبي شيبة عن ثوبان مرفوعًا (الفجر فجران فأما الذي كأنه ذنب السرحان فإنه لا يحل شيئًا ولا يحرمه ولكن المستطير) أي هو الذي يحرم الطعام ويحل الصلاة وهذا هو الموافق للآية الماضية أي قوله تعالى: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} قال الجصاص: ولا خلاف بين المسلمين أن الفجر الأبيض المعترض في الأفق قبل ظهور الحمرة يحرم الطعام والشراب على الصائم اهـ فتح باختصار.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أبو داود (2346) والترمذي (706) والنسائي (4/ 148).
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه فقال:
(2425)
(0)(0) (حدثنا زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا عبد الله بن سوادة عن أبيه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته غرضه بسوقه بيان متابعة إسماعيل بن علية لعبد الوارث.
(قال) سمرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغرنكم) أي لا يمنعنكم (أذان بلال ولا هذا البياض) المستطيل عن سحوركم قال سمرة: يعني النبي صلى الله عليه وسلم بهذا البياض (لعمود الصبح) أي لضوء الصبح المستطيل في السماء كعمود البيت لكن المعروف أن عمود الصبح مثل فلق الصبح في الظهور والوضوح يقال: أبين من فلق الصبح ومن عمود الصبح كما في ثمار القلوب للثعالبي وهل يطلق على البياض الكاذب فليحرر ذلك أي لا يمنعنكم الضوء الكاذب (حتى يستطير) وينتشر الضوء (هكذا) أي معترضًا في الأفق.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث سمرة رضي الله عنه فقال:
(2426)
(0)(0) وحدَّثني أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ. حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (يَعْنِي ابْنَ زَيدٍ) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَوَادَةَ الْقُشَيرِيُّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رضي الله عنه قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَغُرَّنَّكُمْ مِنْ سَحُورِكُمْ أَذَانُ بِلالٍ، وَلَا بَيَاضُ الأُفُقِ الْمُسْتَطِيلُ هَكَذَا، حَتَّى يَسْتَطِيرَ هَكَذَا".
وَحَكَاهُ حَمَّادٌ بِيَدَيهِ قَال: يَعْنِي مُعْتَرِضًا.
(2427)
(0)(0) حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَوَادَةَ. قَال: سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبِ رضي الله عنه وَهُوَ يَخْطُبُ يُحَدِّثُ، عَنِ النبِي صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهُ قَال:"لَا يَغُزَنَّكُمْ نِدَاءُ بِلالٍ، وَلَا هَذَا الْبَيَاضُ حَتى يَبْدُوَ الْفَجْرُ (أَوْ قَال: ) حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ"
ــ
(2426)
(0)(0)(وحدثني أبو الربيع الزهراني) سليمان بن داود البصري (حدثنا حماد يعني ابن زيد) بن درهم الأزدي البصري (حدثنا عبد الله بن سوادة القشيري عن أبيه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه غرضه بيان متابعة حماد لعبد الوارث وإسماعيل بن علية (قال) سمرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل) بالرفع صفة لبياض (هكذا) أي عاليًا في السماء (حتى يستطير) الضوء وينتشر (هكذا) أي معترضًا في الأفق (وحكاه) أي حكى (حماد) ذلك المستطير أو وصفه (بيديه) الممدودتين يمينًا وشمالًا و (قال) حماد: (يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (حتى يستطير) حتى ينتشر (معترضًا) في الأفق.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثالثًا في حديث سمرة رضي الله عنه فقال:
(2427)
(0)(0)(حدثنا عبيد الله بن معاذ) العنبري البصري (حدثنا أبي) معاذ بن معاذ (حدثنا شعبة عن سوادة) بن حنظلة القشيري (قال) سوادة (سمعت سمرة بن جندب رضي الله عنه وهو يخطب بحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم غرضه بيان متابعة شعبة لعبد الله بن سوادة (أنه) صلى الله عليه وسلم (قال: لا يغرنكم نداء بلال ولا هذا البياض) المستطيل (حتى يبدو الفجر) المعترض ويظهر (أو قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (حتى ينفجر الفجر) الصادق وينشق والفجر انشقاق الظلمة عن الضياء.
ثم ذكر المؤلف المتابعة رابعًا فقال:
(2428)
(0)(0) وحدّثناه ابْنُ الْمُثَنّى. حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ. أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. أَخْبَرَنِي سَوَادَةُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْقُشَيرِيُّ. قَال: سَمِعْتُ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ رضي الله عنه يَقُولُ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ هَذَا
ــ
(2428)
(0)(0)(وحدثناه ابن المثنى حدثنا أبو داود) الطيالسي سليمان بن دواد بن الجارود البصري ثقة من (9)(أخبرنا شعبة أخبرني سوادة بن حنظلة القشيري قال: سمعت سمرة بن جندب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر) أبو داود (هذا) الحديث الذي حدثه معاذ بن معاذ عن شعبة غرضه بيان متابعة أبي داود لمعاذ بن معاذ في رواية هذا الحديث عن شعبة بن الحجاج والله سبحانه وتعالى أعلم.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب أربعة أحاديث:
الأول: حديث عدي بن حاتم ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة.
والثاني: حديث سهل بن سعد ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة.
والثالث: حديث عبد الله بن عمر ذكره للاستشهاد أيضًا وذكر فيه ثلاث متابعات.
والرابع: حديث ابن مسعود ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة وذكر فيه أربع متابعات والله سبحانه وتعالى أعلم.