الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
442 - (60) باب الحث على السحور واستحباب تأخيره وتعجيل الإفطار وبيان وقت إفطار الصائم
(2429)
(1061) - (211) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. قَال: أَخْبَرَنَا هُشَيمٌ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيبٍ، عَنْ أَنَسٍ. ح وَحَدَّثَنَا أبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَزُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه. ح وَحدّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيبٍ، عَنْ أَنَسِ رضي الله عنه قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَسَحَّرُوا فَإِن فِي السُّحُورِ بَرَكَةً"
ــ
442 -
(60) باب الحث على السحور واستحباب تأخيره وتعجيل الإفطار وبيان وقت إفطار الصائم
(2429)
(1061)(211)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (قال: أخبرنا هشيم) بن بشير السلمي الواسطي (عن عبد العزيز بن صهيب) البناني البصري ثقة من (4)(عن أنس) بن مالك رضي الله عنه (ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب عن) إسماعيل (بن علية عن عبد العزيز) بن صهيب (عن أنس) بن مالك رضي الله عنه ح وحدثنا قتيبة بن سعيد) الثقفي البلخي (حدثنا أبو عوانة) الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي ثقة من (7)(عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري (وعبد العزيز بن صهيب عن أنس) بن مالك رضي الله عنه.
وهذه الأسانيد الثلاثة كلها من رباعياته ومدار كلها على عبد العزيز.
(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسحروا) أمر ندب كما أجمعوا عليه وفي الفتح: وقد نقل ابن المنذر الإجماع على ندبية السحور ومعنى تسحروا أي تناولوا شيئًا ما وقت السحر وفي القاموس: السحر هو قبيل الصبح وفي الكشاف هو السدس الأخير وقيل: يدخل وقته بنصف الليل والمعنى أي كلوا عند إرادة الصوم شيئًا في السحر وهو من آخر الليل ما قبل الفجر الصادق ندبًا لا وجوبًا ويدل عليه تعليله صلى الله عليه وسلم بما يعود على نفع الصائمين بقوله: (فإن في السحور بركة) هو بفتح السين وبضمها لأن المراد بالبركة الأجر والثواب فيناسب الضم لأنه مصدر بمعنى التسحر أو البركة لكونه يقوي على الصوم وينشط له ويخفف المشقة فيه فيناسب الفتح
(2435)
(1062) - (212) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا لَيثٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَيسِ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "فَصْلُ مَا بَينَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أهْلِ الْكِتَابِ،
ــ
لأنه حينئذ اسم لما يتسحر به وقيل: البركة ما يتضمن من الاستيقاظ والدعاء في السحر والأولى أن البركة في السحور تحصل بجهات متعددة وهي اتباع السنة ومخالفة أهل الكتاب والتقوي به على العبادة والزيادة في النشاط ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع والتسبب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك أو يجتمع معه على الأكل والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام قاله الحافظ في الفتح قال القرطبي: هذا الأمر أمر إرشاد إلى المصلحة وهي حفظ القوة التي يخاف سقوطها مع الصوم من الذي لا يتسحر فيه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (3/ 392) والبخاري (621) وأبو داود (2347) والنسائي (2/ 11).
ثم استشهد المؤلف لحديث أنس بحديث عمرو بن العاص رضي الله عنهما فقال:
(2430)
(1062)(212)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث) بن سعد المصري (عن موسى بن علي) بضم العين مصغرا على المشهور وقيل: بفتحها ابن رباح بالموحدة اللخمي المصري صدوق من (7)(عن أبيه) علي بن رباح بن قصير ضد طويل اللخمي المصري ثقة من (3) روى عنه في (4) أبواب (عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص) القرشي السهمي عبد الرحمن بن ثابت المصري روى عن عمرو بن العاص في الصوم والأحكام وأم سلمة ويروي عنه (ع) وعلي بن رباح وبسر بن سعيد وابنه عروة وثقه العجلي وقال: مصري تابعي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال في التقريب: ثقة من (2) وقال ابن لهيعة: مات سنة (54) أربع وخمسين (عن عمرو بن العاص) بن وائل بن هاشم القرشي السهمي المكي ثم المصري الصحابي المشهور رضي الله عنه.
وهذا السند من سداسياته رجاله كلهم مصريون إلا قتيبة بن سعيد فإنه بلخي.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب) أي الأمر الفاصل بين صيامنا أيتها الأمة المحمدية وصيام أهل الكتاب من اليهود
أَكْلَةُ السَّحَرِ".
(2431)
(0)(0) وحدّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أبِي شَيبَةَ. جَمِيعًا عَنْ وَكِيعٍ. ح وَحَدَّثَنِيهِ أَبُو الطاهِرِ. أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. كِلاهُمَا عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ، بِهَذَا الإِسْنَادِ
ــ
والنصارى والمميز له عنه (أكلة السحر) أي تناول الطعام وقت السحر ففيه حث على السحور لأنهم لا يتسحرون ونحن يستحب لنا السحور فالفصل بالصاد المهملة وأخطأ من قال بالضاد المعجمة بمعنى الفاصل كما في قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ} وما التي أضيف إليها زائدة والمعنى الأمر الفاصل بين صيامنا وصيامهم قاله القاري وقال السندي في حواشي النسائي: الفصل بمعنى الفاصل وما موصولة وإضافته من إضافة الموصوف إلى الصفة والمعنى الأمر الفارق الذي يفرق بين صيامنا وصيامهم (أكلة السَّحر) بفتح الهمزة المرة من الأكل وإن كثر المأكول كالغدوة والعشوة وأما الأكلة بضمها فهي اللقمة والصواب الفتح والمعنى إن السحور هو الفارق بين صيامنا وصيامهم لأن الله تعالى أباحه لنا إلى الصبح بعد ما كان حراما علينا أيضًا في بدء الإسلام وحرمه عليهم بعد أن يناموا أو مطلقًا ومخالفتنا إياهم تقع موقع الشكر لتلك النعمة اهـ توربتشتي.
قال الخطابي: معنى هذا الكلام الحث على السحور وفيه إعلام بأن هذا الدين يسر لا عسر فيه وكان أهل الكتاب إذا ناموا بعد الإفطار لم يحل لهم معاودة الأكل والشرب إلى وقت الفجر وأباحه لنا بقوله: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيطِ الْأَسْوَدِ} وهذا الحديث يدل على أن السحور من خصائص هذه الأمة ومما خفف به عنهم اهـ مفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (4/ 202) وأبو داود (2343) والترمذي (709) والنسائي (4/ 46).
ثم ذكر المؤلف المتابعة في هذا الحديث فقال:
(2431)
(0)(0)(وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة جميعًا عن وكيع ح وحدثنيه أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب كلاهما) أي كل من وكيع وعبد الله بن وهب رويا (عن موسى بن علي بهذا الإسناد) يعني عن أبيه عن أبي قيس عن عمرو بن العاص (مثله) أي مثل ما روى ليث عن موسى بن علي غرضه بيان متابعتهما له.
(2432)
(1063) - (213) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زيدِ بْنِ ثَابِتٍ قَال: تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلاةِ.
قُلْتُ: كَمْ كَانَ قَدْرُ مَا بَينهُمَا؟ قَال: خَمْسِينَ آيَةً
ــ
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أنس بحديث زيد بن ثابت رضي الله عنهما فقال:
(2432)
(1063)(213)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام) بن أبي عبد الله سنبر الدستوائي أبي بكر البصري ثقة من (7)(عن قتادة عن أنس) بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن زيد بن ثابت) بن الضحاك بن زيد الأنصاري النجاري المدني كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون واثنان كوفيان وواحد مدني وفيه رواية صحابي عن صحابي.
(قال) زيد: (تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن أبي جمرة: في الحديث تأنيس الفاضل بأصحابه بالمؤاكلة وجواز المشي بالليل للحاجة لأن زيد بن ثابت ما كان يبيت مع النبي صلى الله عليه وسلم وفيه الاجتماع على السحور وفيه حسن الأدب في العبارة لقوله: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل: نحن ورسول الله صلى الله عليه وسلم لما يشعر لفظ المعية بالتبعية (ثم قمنا إلى الصلاة) أي صلاة الفجر.
(قلت) في بعض الروايات (قلت لزيد) وفي بعضها (قلت لأنس) قال الإسماعيلي: والروايتان صحيحتان بأن يكون أنس سأل زيدًا وقتادة سأل أنسًا والله أعلم.
(كم كان قدر ما بينهما) أي قدر ما بين السحور وصلاة الفجر وكم استفهامية في محل النصب خبر مقدم لكان للزومها الصدارة (قال) زيد لأنس أو أنس لقتادة: كان ما بينهما (خمسين آية) أي قدر قراءة خمسين آية وفيه الحث على تأخير السحور إلى قبيل الفجر اهـ نووي.
وفي البخاري (قدر خمسين آية) أي متوسطة لا طويلة ولا قصيرة ولا سريعة ولا بطيئة قال الحافظ يعني قدر ثلث خمس ساعة (أي أربع دقائق) ولعلها مقدار ما يتوضأ
(2433)
(0)(0) وحدّثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ
ــ
فأشعر ذلك بالتغليس الشديد في رمضان وهو أيسر لعامة المصلين من حيث حضورهم الجماعة وأهون عليهم من الإسفار إذا أخروا السحور جدًّا كما يعلم بالتجربة والله أعلم.
قال المهلب وغيره: فيه تقدير الأوقات باعمال البدن وكانت العرب تقدر الأوقات بالأعمال كقولهم قدر حلب شاة وقدر نحر جزور فعدل زيد بن ثابت عن ذلك إلى التقدير بالقراءة إشارة إلى أن ذلك الوقت كان وقت العبادة بالتلاوة ولوكانوا يقدرون بغير العمل لقال مثلًا: قدر درجة أو ثلث خمس ساعة.
وقال ابن أبي جمرة: فيه إشارة إلى أن أوقاتهم كانت مستغرقة بالعبادة بالتلاوة وفيه تأخير السحور لكونه أبلغ في المقصود قال ابن أبي جمرة: كان صلى الله عليه وسلم ينظر إلى ما هو الأرفق بأمته فيفعله لأنه لو لم يتسحر لاتَّبعوه فيشق على بعضهم ولو تسحر في جوف الليل لشق أيضًا على بعضهم ممن يغلب عليه النوم فقد يفضي إلى ترك الصبح أو يحتاج إلى المجاهدة بالسهر وقال: فيه أيضًا تقوية على الصيام لعموم الاحتياج إلى الطعام ولو ترك لشق على بعضهم ولا سيما من كان صفراويًا فقد يغشى عليه فيفضي إلى الإفطار في رمضان.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري (1921) والترمذي (703) والنسائي (4/ 143) وابن ماجه (1694).
وقوله: (خمسين آية) قال القرطبي: كذا الرواية بالياء لا بالواو وهو على حذف المضاف وابقاء المضاف إليه مخفوضًا وهو شاذ لكن سوغه دلالة السؤال المتقدم عليه لأنه لما قال: كم قدر ما بينهما؟ فقال: خمسين كأنه قال: قدر خمسين فحذف قدر وبقي ما بعده مخفوضًا على حاله معه وهذا الحديث يدل على أنه كان يفرغ من السحور قبل طلوع الفجر وهو معارض بظاهر حديث حذيفة حيث قال: هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع فيمكن أن يحمل حديث حذيفة على أنه قصد الإخبار بتأخير السحور فأتى بتلك العبارة.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله المتابعة في حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه فقال:
(2433)
(0)(0)(وحدثنا عمرو) بن محمد بن بكير بن شابور (الناقد) أبو عثمان البغدادي (حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي الواسطي ثقة من (9)(أخبرنا همام)
ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنى. حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ. كِلاهُمَا عَنْ قَتَادَةَ. بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ.
(2434)
(1064) - (214) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه؛ أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:"لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ"
ــ
ابن يحيى بن دينار الأزدي البصري ثقة من (7)(ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا سالم بن نوح) بن أبي عطاء العطار البصري صدوق من (9)(حدثنا عمر بن عامر) السلمي أبو حفص البصري قاضيها روى عن قتادة في الصوم وغيره ويروي عنه (م س) وسالم بن نوح ويزيد بن زريع وعباد بن العوام وغيرهم قال ابن معين: ثقة وقال مرة: ليس به بأس وقال أبو داود والنسائي: ضعيف وذكره ابن حبان في الثقات وقال مات سنة (135) وهو ساجد قاله أبو زرعة وقال في التقريب: صدوق له أوهام من السادسة (كلاهما) أي كل من همام وعمر بن عامر رويا (عن قتادة بهذا الإسناد) يعني عن أنس عن زيد بن ثابت (مثله) أي مثل ما روى هشام عن قتادة غرضه بيان متابعتهما لهشام الدستوائي.
ثم استدل المؤلف رحمه الله على الجزء الثاني من الترجمة وهو استحباب تعجيل الفطر بحديث سهل بن سعد رضي الله عنهما فقال:
(2434)
(1064)(214)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم) سلمة بن دينار المخزومي المدني الفقيه صدوق من (8)(عن أبيه) أبي حازم سلمة بن دينار المخزومي مولاهم الأعرج التمار المدني ثقة من (5)(عن سهل بن سعد) بن مالك الأنصاري الخزرجى الساعدي المدني رضي الله عنه.
وهذا السند من رباعياته رجاله كلهم مدنيون إلا يحيى بن يحيى.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال) أمر (الناس) أي أمر هذه الأمة ملتبسًا (بخير) وصلاح منتظما على سنتي وسنة خلفائي (ما عجلوا الفطر) من الصوم وبادروا إليه بعد تحقق الغروب فما مصدرية ظرفية أي لا يزالون ملتبسين بخير وصلاح مدة تعجيلهم الفطر لأنه دأب سيد المرسلين ليحصل الحضور في الصلاة بفراغ قلب هاذا أخروه كان ذلك علامة على فساد يقعون فيه وهو مخالفة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم قاله ملا علي.
(2435)
(0)(0) وحدّثناه قُتَيبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ. ح وَحَدَّثَنِي زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ. كِلاهُمَا
ــ
وفي التعجيل إظهار العجز المناسب للعبودية ومبادرة إلى قبول الرخصة من الحضرة الربوبية ويسن تقديمه على الصلاة للخبر الصحيح به (ولو بشربة ماء) وصح أن الصحابة كانوا أعجل الناس إفطارًا وأبطأهم سحورًا وأهل البدعة يؤخرونه إلى اشتباك النجوم ومتابعة الرسول هي الطريق المستقيم من تعوج عنها فقد ارتكب المعوج من الضلال ولو في العبادة اهـ من المرقاة بتصرف في العبارة.
وروى ابن حبان والحاكم من حديث سهل أيضًا بلفظ (لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم) وفيه بيان العلة في ذلك قال المهلب: والحكمة في ذلك أن لا يزاد في النهار من الليل ولأنه أرفق بالصائم وأقوى له على العبادة واتفق العلماء على أن محل ذلك إذا تحقق غروب الشمس بالرؤية أو بإخبار عدلين وكذا عدل واحد في الأرجح قال ابن دقيق العيد: في هذا الحديث رد على الشيعة في تأخير الفطر إلى ظهور النجوم ولعل هذا هو السبب في وجود الخير بتعجيل الفطر لأن الذي يؤخره يدخل في فعل خلاف السنة اهـ.
والأولى أن يكون السبب ما زاده أبو هريرة في حديثه لأن اليهود والنصارى يؤخرون أخرجه أبو داود وابن خزيمة وغيرهما وتأخير أهل الكتاب له أمد وهو ظهور النجم فإن الشيعة لم يكونوا موجودين عند تحديثه صلى الله عليه وسلم بذلك كذا في الفتح.
وشارك المؤلف رحمه الله تعالى في رواية هذا الحديث أحمد (5/ 337، 339) والبخاري (1957) والترمذي (699).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث سهل رضي الله عنه فقال:
(2435)
(0)(0)(وحدثناه قتيبة) بن سعيد (حدثنا يعقوب) بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله القاري المدني ثم الإسكندراني حليف بني زهرة ثقة من (8) روى عنه في (7) أبواب (ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي) بن حسان الأزدي البصري ثقة من (9)(عن سفيان) بن سعيد الثوري الكوفي ثقة إمام (كلاهما) أي
عَنْ أبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِهِ.
(2436)
(1065) - (215) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو كُرَيبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ. قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوَيةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيرٍ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، قَال: دَخَلْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ عَلَى عَاثِشَةَ. فَقُلْنَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! رَجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلاةَ
ــ
كل من يعقوب وسفيان رويا (عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله) أي بمثل ما روى عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه غرضه بيان متابعتهما لعبد العزيز بن أبي حازم.
ثم استشهد المؤلف لحديث سهل هذا بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما فقال:
(2436)
(1065)(215)(حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب محمد بن العلاء قالا: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير) التيمي الكوفي ثقة من (4) روى عنه في (5) أبواب (عن أبي عطية) مالك بن عامر الهمداني الوادعي الكوفي ويقال له مالك بن زبيد ويقال: عمرو بن أبي جندب والأول هو الأرجح وثقه ابن معين وابن سعد وأبو داود وذكره ابن حبان في الثقات روى عن عائشة في الصوم ويروي عنه (خ م د ت س) وعمارة بن عمير ثقة من (3).
(قال) أبو عطية: (دخلت أنا ومسروق) بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي أبو عائشة الكوفي ثقة مخضرم من (2)(على عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سداسياته رجاله خمسة منهم كوفيون وواحد مدني أو أربعة كوفيون وواحد مدني وواحد نيسابوري وفيه المقارنة والعنعنة والتحديث والإخبار وفيه ثلاثة من التابعين الأعمش ومن دونه.
(فقلنا) لها: (يا أم المومنين رجلان) مبتدأ أول سوغ الابتداء بالنكرة وصفه بقوله: (من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقوله: (أحدهما) مبتدأ ثان خبره جملة قوله: (يعجل الافطار وبعجل الصلاة) أي صلاة المغرب إلى قوله: (ويؤخر الصلاة) على طريق
وَالآخَرُ يُؤَخِّرُ الإِفْطَارَ ويؤَخِّرُ الصَّلاةَ. قَالتْ: أَيُّهُمَا الَّذِي يُعَجِّلُ الإِفْطَارَ ويعَجِّلُ الصَّلاةَ؛ قَال: قُلْنَا: عَبْدُ اللهِ (يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ).
زَادَ أَبُو كُرَيبٍ: وَالآخَرُ أَبُو مُوسَى.
(2437)
(0)(0) وحدّثنا أَبُو كُرَيبٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي عَطِيةَ. قَال: دَخَلْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها. فَقَال لَهَا مَسْرُوق: رَجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ صلى الله عليه وسلم. كِلاهُمَا لَا يَأْلُو
ــ
العطف والمراد بالتعجيل المبالغة فيه (والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة) والمراد بالتأخير عدم المبالغة في التعجيل قال الطيبي: الأول عمل بالعزيمة والسنة والثاني بالرخصة اهـ.
والمراد يختار تأخيرهما والظاهر أن الترتيب الذكري يفيد الترتيب الفعلي في العملين وإلا فالواو لا تمنع تقديم الإفطار على الصلاة على تقدير تأخيرهما أيضًا اهـ مرقاة.
والمراد بالصلاة المغرب كما هو المصرح به في الرواية التالية وهو الظاهر المتبادر (قالت) عائشة: (أيهما) أي أي الرجلين (الذي يعجل الأفطار وبعجل الصلاة قال) أبو عطية: (قلنا) لها: هو (عبد الله يعني ابن مسعود زاد أبو كريب) في روايته: (والآخر) الذي يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة هو (أبو موسى) الأشعري رضي الله عنه فيحمل عمل ابن مسعود على السنة وعمل أبي موسى على بيان الجواز كما في المرقاة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أبو داود (2354) والترمذي (702) والنسائي (4/ 143 - 144).
ثم ذكر المؤلف رحمه الله المتابعة في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
(2437)
(0)(0)(وحدئنا أبو كريب أخبرنا) يحيى بن زكرياء (ابن أبي زائدة) خالد بن ميمون الهمداني الوادعي مولاهم أبو سعيد الكوفي ثقة من (9)(عن الأعمش عن عمارة) بن عمير (عن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة رضي الله تعالى عنها). وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة ابن أبي زائدة لأبي معاوية.
(فقال لها مسروق: رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلاهما لا يألو)
عَنِ الْخَيرِ. أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الْمَغْرِبَ وَالإِفْطَارَ. وَالآخَز يُؤَخرُ الْمَغْرِبَ وَالإِفْطَارَ. فَقَالتْ: مَنْ يُعَجِّلُ الْمَغْرِبَ وَالإِفْطَارَ؟ قَال: عَبْدُ اللهِ. فَقَالتْ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ.
(2438)
(1066) - (216) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو كُرَيبٍ وَابْنُ نُمَيرٍ. وَاتفقُوا فِي اللَّفْظِ (قَال يَحْيَى: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاويةَ. وَقَال ابْنُ نُمَيرٍ: حَدَّثَنَا أَبِي. وَقَال أَبُو كُرَيبٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ): جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه؛ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَقْبَلَ اللَّيلُ وَأَدْبَرَ النَّهَارُ،
ــ
أي لا يقصر (عن) فعل (الخير) والسنة (أحدهما يعجل المغرب والإفطار والآخر يؤخر المغرب والإفطار فقالت) مستفهمة: (من) الذي (يعجل المغرب والإفطار قال) لها مسروق: هو (عبد الله) بن مسعود (فقالت) عائشة: (هكذا) أي مثل هذا الصنيع الذي يفعله عبد الله (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع) من تعجيل الإفطار والصلاة.
ثم استدل المؤلف على الجزء الأخير من الترجمة بحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال:
(2438)
(1066)(216)(حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب و) محمد بن عبد الله (ابن نمير واتفقوا في اللفظ قال يحيى: أخبرنا أبو معاوية وقال ابن نمير: حدثنا أبي) عبد الله (وقال أبو كربب: حدثنا أبو أسامة جميعًا) أي كل من أبي معاوية وعبد الله بن نمير وأبي أسامة (عن هشام بن عروة) بن الزبير الأسدي المدني (عن أبيه) عروة بن الزبير (عن عاصم بن عمر) العدوي المدني وكان مولد عاصم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يسمع منه شيئًا (عن عمر) بن الخطاب العدوي المدني رضي الله عنه.
وهذا السند من سداسياته رجاله أربعة منهم مدنيون واثنان كوفيان أو كوفي ونيسابوري
(قال) عمر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أقبل الليل) أي من جهة المشرق أي ظلمته حسًّا (وأدبر النهار) أي ذهب ضوءُهُ من جهة المغرب قال الحافظ: وذكر في الحديث ثلاثة أمور لأنها وإن كانت متلازمة في الأصل لكنها قد تكون في
وَغَابَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ".
لَمْ يَذْكُرِ ابْنُ نُمَيرٍ: "فَقَدْ"
ــ
الظاهر غير متلازمة فقد يظن إقبال الليل من جهة المشرق ولا يكون إقباله حقيقة بل لوجود أمر يغطي ضوء الشمس وكذلك إدبار النهار فمن ثم قيد بقوله (وغربت الشمس) إشارة إلى تحقق الإقبال والإدبار وأنهما بواسطة غروب الشمس لا بسبب آخر (وغابت) أي غربت (الشمس فقد أفطر الصائم) أي دخل وقت الإفطار كما يقال: أنجد إذا أقام بنجد وأتهم إذا أقام بتهامة ويحتمل أن يكون معناه فقد صار مفطرًا في الحكم بكون الليل ليس ظرفًا للصيام الشرعي.
وقد رد ابن خزيمة هذا الاحتمال وأومأ إلى ترجيح الأول فقال: قوله: (فقد أفطر الصائم) لفظ خبر ومعناه الأمر أي فليفطر الصائم ولو كان المراد فقد صار مفطرًا كان فطر جميع الصوام واحدًا ولم يكن للترغيب في تعجيل الإفطار معنىً اهـ.
وقد يجاب بأن المراد فعل الإفطار حسًّا ليوافق الأمر الشرعي ولا شك أن الأول أرجح ويرجح الأول أيضًا رواية شعبة بلفظ فقد حل الإفطار وكذا أخرجه أبو عوانة من طريق الثوري عن الئيباني وسيأتي لذلك مزيد بيان في باب الوصال.
و(لم يذكر ابن نمير) كلمة (فقد) في قوله: فقد أفطر الصائم.
قال النواوي: معنى (فقد أفطر الصائم) أي انقضى صومه وتم ولا يوصف الآن بأنه صائم فإن بغروب الشمس خرج النهار ودخل الليل والليل ليس محلًا للصوم اهـ.
قال القرطبي: هذه الثلاثة الأمور متلازمة إذا حصل الواحد منها حصل سائرها وإنما جمعها في الذكر لأن الناظر قد لا يرى عين غروب الشمس لحائل ويرى ظلمة الليل في المشرق فيحل له إذ ذاك الفطر واقبال الليل إقبال ظلمته وإدبار النهار ومجموعهما إنما يحصل بغروب الشمس اهـ من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (1/ 28 و 35) والبخاري (1954) وأبو داود (2351) والترمذي (698).
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عمر بحديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما فقال:
(2439)
(1067) - (217) وحدّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخبَرَنَا هُشَيمٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه. قَال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ قَال: "يَا فُلانُ! انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا" قَال: يَا رَسُولَ اللهِ! إِن عَلَيكَ نَهَارًا. قَال: "انْزِلْ فَاجْدَحْ" قَال: فَنَزَلَ فَجَدَحَ. فَأتَاهُ بِهِ. فَشَرِبَ النَّبِيُّ
ــ
(2439)
(1067)(217)(وحدثنا يحيى بن يحيى) التميمي النيسابوري (أخبرنا هشيم) بن بشير السلمي الواسطي ثقة من (7)(عن أبي (سحاق) سليمان بن أبي سليمان فيروز (الشيباني) الكوفي ثقة من (5)(عن عبد الله بن أبي أوفى) علقمة بن خالد الأسلمي أبي إبراهيم الكوفي الصحابي المشهور رضي الله عنه مات سنة (87) وهو آخر من مات بالكوفة من الصحابة.
وهذا السند من رباعياته رجاله اثنان منهم كوفيان وواحد واسطي وواحد نيسابوري.
(قال) ابن أبي أوفى: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر في شهر رمضان) وكنَّا صيامًا قال ابن الملك: وفيه دليل على فضل الصوم في السفر فإن قيل: كيف صام النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال: (ليس من البر الصيام في السفر) قلنا: هذا محمول على لحوق المشقة فيه أو يكون فعله صلى الله عليه وسلم لتعليم الجواز اهـ وفيه إن الخير في الإمساك بنص القرآن والخيرية فوق الجواز وستأتي المسئلة إن شاء الله تعالى على تفصيل فيها في بابها (فلما غابت الشمس) وغربت بقرصها (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا فلان) أي يابلال وقد عين ببلال في رواية في سنن أبي داود ومسند أحمد (انزل) من مركوبك على الأرض (فاجدح) بفتح الدال من باب فتح أو فاخلط (لنا) السويق لنفطر عليه والجدح بجيم ثم دال آخره حاء مهملة خلط الشيء بغيره والمراد هنا خلط السويق بالماء وتحريكه حتى يستوي والمجدح بوزن منبر عود مجنح الرأس ليساط به الأشربة وقد يكون له ثلاث شعب (قال) بلال: (يا رسول الله إن عليك نهارًا) أي إن آثار النهار وضوءه باق عليك يا رسول الله (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة ثانية: (انزل فاجدح قال) عبد الله بن أبي أوفى: (فنزل) بلال (فجدح) أي خلط له السويق (فأتاه) أي فجاءه صلى الله عليه وسلم (به) أي بالسويق المجدوح (فشرب النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَال بِيَدِهِ: "إِذَا غَابَتِ الشمْسُ مِنْ هَهُنَا، وَجَاءَ اللَّيلُ مِنْ ههُنَا، أَفْطَرَ الصَّائِمُ".
(2440)
(0)(0) حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا عَلِى بْنُ مُسْهِرٍ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ،
ــ
صلى الله عليه وسلم ذلك المجدوح الذي أتى به إليه ومعنى الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا صيامًا وكان ذلك في شهر رمضان كما صرح به في رواية يحيى بن يحيى (فلما غربت الشمس أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالجدح ليفطروا) فرأى المخاطب آثار الضياء والحمرة التي بعد غروب الشمس فظن أن الفطر لا يحل إلا بعد ذهاب ذلك واحتمل عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرها فأراد تذكيره وإعلامه بذلك ويؤيد هذا قوله: (إن عليك نهارًا) لتوهمه أن ذلك الضوء من النهار الذي يجب صومه وهو معنى قوله في الرواية الأخرى (لو أمسيت) أي تأخرت حتى يدخل المساء وتكريره المراجعة لغلبة اعتقاده على أن ذلك نهارًا يحرم الأكل فيه مع تجويزه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينظر إلى ذلك الضوء نظرًا تامًّا فقصد زيادة الإعلام ببقاء الضوء اهـ فتح.
(ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيرًا (بيده) الشريفة إلى جانبي الغرب والشرق: (إذا كابت الشمس من ها هنا) أي من جهة الغرب (وجاء الليل) أي ظلامه (من ها هنا) أي من جهة المشرق (أفطر الصائم) أي دخل في وقت الفطر وفي الحديث أن الفطر على التمر ليس بواجب وإنما هو مستحب لو تركه مع وجوده جاز وأن الأفضل بعده الفطر على الماء وقد جاء هذا الترتيب في الحديث الآخر في سنن أبي داود وغيره في الأمر بالفطر على تمر فإن لم يجد فعلى الماء فإنه طهور كذا في الشرح.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (4/ 381) والبخاري (1956) والنسائي في الكبرى (3311).
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث ابن أبي أوفى رضي الله عنه فقال:
(2440)
(0)(0)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر) القرشي الكوفي قاضي الموصل (وعباد بن العوام) بن عمر بن عبد الله الكلابي الواسطي ثقة من
عَنِ الشَّيبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه. قَال: كُنا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ. فَلَمَّا غَابَتِ الشمْسُ قَال لِرَجُلِ: "انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا" فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ! لَوْ أَمْسَيتَ! قَال: "انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا" قَال: إِن عَلَينَا نَهَارًا. فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُ فَشَرِبَ. ثُم قَال: "إِذَا رَأَيتُمُ اللَّيلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ ههُنَا (وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ) فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ".
(2441)
(0)(0) وحدّثنا أَبُو كَامِلٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ. حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ الشيبَانِيُّ. قَال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه يَقُولُ:
ــ
(8)
(عن) أبي إسحاق سليمان بن أبي سليمان (الشيباني) الكوفي (عن) عبد الله (بن أبي أوفى رضي الله عنه.
وهذا السند من رباعياته أيضًا غرضه بسوقه بيان متابعة علي بن مسهر وعباد بن العوام لهشيم بن بشير في رواية هذا الحديث عن الشيباني.
(قال) ابن أبي أوفى: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما غابت الشمس) وغربت (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (لرجل) هو بلال: (انزل فاجدح لنا) أي اخلط اللبن بالماء والجدح خلط الشيء بغيره والمجدح المخوض قالوا: وهو عود في طرفه عودان قاله القرطبي اهـ من المفهم.
(فقال) الرجل: (يا رسول الله لو أمسيت) أي لو أخرت إفطارك إلى وقت المساء ظن أن بقية الضوء والحمرة من النهار كما قال (إن علينا نهارًا) فبين صلى الله عليه وسلم أن العبرة بغروب القرص ولا يلتفت إلى الضوء الباقي بعده أفاده الأبي (قال) النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثانية: (انزل فاجدح لنا قال) الرجل: (إن علينا نهارًا فنزل) الرجل (فجدح له فشرب ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الليل) أي ظلامه (قد أقبل من ها هنا وأشار بيده) الشريفة (نحو المشرق فقد أفطر الصائم) أي دخل في وقت الإفطار.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه فقال:
(2441)
(0)(0)(وحدثنا أبو كامل) الجحدري فضيل بن حسين البصري (حدثنا عبد الواحد) بن زياد العبدي مولاهم أبو بشر البصري ثقة من (8)(حدثنا سليمان) بن أبي سليمان (الشيباني قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه يقول) غرضه بيان
سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ صَائِمٌ. فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَال: "يَا فُلانُ! انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا" مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ مُسْهِرٍ وَعَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ.
(2442)
(0)(0) وحدّثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ. أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ. كِلاهُمَا عَنِ الشَّيبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى. ح وَحَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الشيبَانِي، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. بِمَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ مُسْهِرٍ وَعَبَّادٍ وَعَبْدِ الْوَاحِدِ
ــ
متابعة عبد الواحد لعلي بن مسهر وعباد بن العوام: (سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر (وهو صائم فلما غربت الشمس قال: يا فلان انزل فاجدح لنا) وساق عبد الواحد باقي الحديث (مثل حديث ابن مسهر وعباد بن العوام).
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثالثًا في حديث ابن أبي أوفى رضي الله عنه فقال:
(2442)
(0)(0)(وحدثنا) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المكي صدوق من (10)(حدثنا سفيان) بن عيينة الكوفي المكي (ح وحدثنا إسحاق) بن إبراهيم الحنظلي المروزي (أخبرنا جرير) بن عبد الحميد الضبي الكوفي (كلاهما) أي كل من سفيان وجرير رويا (عن) أبي إسحاق (الشيباني عن ابن أبي أوفى) رضي الله عنه.
وهذان السندان من رباعياته غرضه بيان متابعة سفيان وجرير لابن مسهر وعباد وعبد الواحد.
(ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ) العنبري البصري (حدثنا أبي) معاذ بن معاذ البصري (ح وحدثنا) محمد (بن المثنى) العنزي البصري (حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي البصري (قالا): أي قال معاذ بن معاذ ومحمد بن جعفر: (حدثنا شعبة عن الشيباني عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث ابن مسهر وعباد وعبد الواحد).
وهذا السندان من خماسياته غرضه بسوقه بيان متابعة شعبة لابن مسهر وعباد وعبد الواحد.
وَلَيسَ فِي حَدِيثِ أَحَدٍ مِنْهُمْ: فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. وَلَا قَوْلُهُ؛ "وَجَاءَ اللَّيلُ مِنْ ههُنَا" إلا فِي رِوَايَةِ هُشَيمٍ وَحْدَهُ
ــ
(و) لكن (ليس في حديث أحد منهم) أي ممن روى عن الشيباني قوله: (في شهر رمضان ولا قوله: وجاء الليل من ها هنا إلا في رواية هشيم) عن الشيباني (وحده) دون غيره ممن روى عن الشيباني والله سبحانه وتعالى أعلم.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب سبعة أحاديث:
الأول: حديث أنس ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة.
والثاني: حديث عمرو بن العاص ذكره للاستشهاد به لحديث أنس وذكر فيه متابعة واحدة.
والثالث: حديث زيد بن ثابت ذكره للاستشهاد أيضًا وذكر فيه متابعة واحدة.
والرابع: حديث سهل بن سعد ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة.
والخامس: حديث عائشة ذكره للاستشهاد به لحديث سهل وذكر فيه متابعة واحدة.
والسادس: حديث عمر بن الخطاب ذكره للاستدلال به على الجزء الأخير من الترجمة.
والسابع: حديث عبد الله بن أبي أوفى ذكره للاستشهاد لحديث عمر بن الخطاب وذكر فيه ثلاث متابعات فجملة الأصول في هذا الباب من الاستدلال والشواهد سبعة وكذا المتابعات فيه سبع والله سبحانه وتعالى أعلم.