المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مرثية محمد ثاني - المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري (رحمه الله) - جـ ٢

[عبد الأول بن حماد الأنصاري]

الفصل: ‌مرثية محمد ثاني

‌المراثي

‌مرثية محمد ثاني

في رثاء محدث الحجاز الشيخ حماد بن محمد الأنصاري خادم سنة المختار صلى الله عليه وسلم، بقلم: محمد ثاني. (1)

في كل يوم نرى للعلم تخمادًا

واليوم ننعى عميد العلم حمّادا

طم المصاب به في وقت فاقتنا

إلى رعايته نصحًا وإرشادا

لكل رزء إذا ما حل كاشفة

والرزء هذا يزيد النار إيقادا

وكل بيت له لا بد أعمدة

إن زال منه عمود ماد أو بادا

ليس البكاء على أمر قضاه له

رب العباد بأن لباه إذ نادى

فالموت للحي باب سوف يدخله

من عاش يومًا ومن قد عاش آماد

لكنها لوعة رجّت مضاجعنا

وزلزلت صفنا جمعا وآحادا

حماد عشت عظيمًا لا ترى أبدا

إلا إلى خدمة للعلم إسعادا

وهبت عمرك في تحقيقه فغدت

ذكراك تملأ آفاقًا وأبعادا

فهذه سنة المختار عشت لها

وعشت تخدمها متنًا وإسنادا

رحلت شرقًا وغربًا ناشدًا كتبًا

ضمت عوالي إسناد وأجوادا

حتى غدوت بفضل الله ناقدها

وصرت تذكر في (كانوا)(2) وبغدادا

1- محمد ثاني: طالب علم جيد في الدراسات العليا، وهو الآن يحضر الدكتوراه، وبلده نيجيريا -حفظه الله ورعاه، وجزاه خيرًا-. (عبد الأول) .

2-

مدينة عريقة في غرب إفريقا وبالتحديد في شمال دولة (نيجيريا) ، وقائل القصيدة من ساكنيها.

ص: 883

قد شدت مكتبة تزهو خزائنها

بكل مخطوطة يا نعم تصيادا

ما كان يبخل مما عنده أبدًا

بل يتحف الكل طلابًا وروادا

وكم كتاب يرى دومًا محققه

يولي الثناء له شكرًا وتحمادا

زهت مجالس طلاب العلوم به

وقد غذا سوحها النهر الذي جادا

في مكة أمه الجمع الغفير بها

لما أشع بنور العلم إرشادا (1)

وكم أفادت جموعٌ بالرياض به

تحلقوا عنده شيبًا وأولادا (2)

وصرح طيبة لن ينسى محاسنه

فكم أقام به (3) درسا وإسنادا (4)

ما زال رجع صداه فيه مرتفعًا

يروي فيلحق بالأجداد أحفادا

هذا حديث روى سفيان مرسله

مخالفًا فيه من يرويه إسنادا (5)

وما تلاه هشيم في روايته

فإنه ما أقام المتن بل حادا

لأنهم ضعفوه في تحمله

عن الإمام (6) الذي في العلم قد سادا

فهذه علة في المتن قادحة

لا ينتفي ضعفها أصلاً وإشهادا

1- تولى الشيخ حماد التدريس بالمدرسة الصولتية بمكة من سنة 1371هـ إلى سنة 1374هـ.

2-

درّس الشيخ في المعهد العلمي التاريع لإدارات المعاهد العلمية والكليات، ثم انتقل في سنة 1375هـ إلى معهد إمام الدعوة ودرّس بجميع مراحله إلى نهاية عام 1384هـ.

3-

صرح طبية: الجامعة الإسلامية التي انتقل إليها الشيخ بالتدريس منذ سنة 1385هـ.

4-

المراد بالإسناده هنا: سلسة رجال السند، والمقصود: علوم الإسناد.

5-

يقال: أرسله فلان، وهو هنا عكس قولهم: أسنده فلان، أي: رواه موصولاً بذكر الصحابي، وهذا من جملة معاني المرسل.

6-

هو الإمام محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري.

ص: 884

فهكذا شيخنا يجري مباحثه

في العلم يقتلها بحثًا وإعدادا

وهكذا كل باب ما تذاكره

إلا تراه قوي العرض وقادا

وهكذا عاش يغذو روح أمته

بالعلم يصقل إصادرا وإيرادا

وخلفت بيننا أقلامه كتبًا

يعنى بها من سما في العلم إنجادا

منها رسالته في شرح معتقد

للأشعري (1) بتنقيح كما اعتادا

ورد قول الغماري في توسله

ردًّا (2) يوجه مرويا وإسنادا

وجمعه لذوي التدليس في جزء

وفاق سابقه في الجمع أعداد

كذلك الطبراني في مشايخه

لجمعهم (3) ناصبًا للجمع أرصادا

وحقق الشيخ آثارًا منوعة

في غير مسألة (4) نقدًا وإيرادا

قد بارك الله عمر الشيخ أزمنة

حتى أقام لصرح العلم أطوادا

يا رب بلغه فردوسًا تنعمه

في مقعد الصدق إسعادًا وإقعادا (5)

1- هي رسالة: (أبو الحسن الأشعري وعقيدته) ، وهي صغير طُبعت بالرياض في عام 1382هـ.

2-

هي رسالته: (تحفة القاري في الرد على الغماري) ، وهي رسالة صغيرة ردّ فيها على الشيخ المذكور.

3-

هو كتابه: (بلغة القاصي والداني بتراجم شيوخ الطبراني) طبع منه الجزء الأول.

4-

من ذلك رسالة: (إسعاف الخلان بما ورد في ليلة النصف من شعبان) مطبوعة. وللشيخ رحمه الله آثار مازالت مخطوطة.

5-

صاحبُ هذه القصيدة الشيخ الفاضل محمد ثاني النيجيري ـ طالب يحضّر الدكتوراه بالجامعة الإسلامية -حفظه الله-. اهـ (عبد الأول) .

ص: 885