المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مرثية الشيخ العتيق - المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري (رحمه الله) - جـ ٢

[عبد الأول بن حماد الأنصاري]

الفصل: ‌مرثية الشيخ العتيق

‌مرثية الشيخ العتيق

بن الشيخ سعد الدين (1) :

نبأ عظيم فالق الأكباد

فجعت حواضرنا به وبوادي

فقدان بحر العلم غرة عصره

شيخ الشيوخ المرتضى حماد

زان المجالس والمدارس بُرهة

من دهرنا بالوعظ والإرشاد

ثم استجاب ندا منادي الموت هل

من صارف للموت حين ينادي

كلا فما من حادث يبقى وهل

بقي الملوك الأقوياء كعاد

وعد الإلهُ لكل نفس موتها

والله ليس بمخلف الميعاد

فالصبر أجمع للمصاب من البكا

والأجر أعظم لامرئ منقاد

رضي القضاء من الإله رجاء أنْ

يحظى بأجر وافر متمادي

فرجو عنا لله جل بحمده

ولوعده نرجو مدى الآبادي

يا آله صبرًا لما قاسيتم

وثقوا بوعد من كريم هاد

إن الصلاة ورحمة وهداية

خير من الآباء والأجداد

ولعلكم وعساكم أن تُكرموا

بصلاة ربكم وبالإسعاد

لله درّ الشيخ حماد فكم

راض الصعاب بذهنه الوقاد

ألف المكاتب والمدارس مولعًا

بالجمع والإصدار والإيراد

1- هذه المرثية أُرسلت لنا من دولة (مالي)(عبد الأول) .

ص: 890

ما همه الدنيا ولكن همه

حفظ المتون وصحة الإسناد

ومطالعات شروحها بتأمل

وتبصر متحليًا بسداد

ولكم أفاد من استفاد وكم أتى

بمصنف يأبى على النقاد

يسعى إلى العلياء منذ شبابه

يعلو على الأحباب والأضداد

هو من بني الأنصار يعضد ناصري

دين الهدى بالنصح والإرشاد

هو للمناظر حجة ولغيره

نعم المقلد وهو زين النادي

ومحبة العلماء أكبر زاده

وعتاده أكرم به من زاد

يلقاهم مستبشرًا ومعظمًا

وممازحًا لهم مزاح وداد

فيجيئهم من فيضه بغرائب

وفوائد للمنتهي والشادي

والأجنبي العالم الآوي إلى

مأواه يعليه على الأولاد

والمعرضون عن التعلم لا يرى

لهم وإن قربوا سوى الإبعاد

يا آله قوموا بحفظ تراثه

لا تكسلوا لا تركنوا لحياد

إنا نعزيكم ونسأل ربنا

لكم عظيم الأجر في حماد

ندعوه بالبركات في الباقي وأن

يرثوا مورثهم بدون تعادي

يا بقعة عمرت بجسم الشيخ لا

يقربك غاو مارد أو عادي

الله يقبل منه إحساناته

فضلاً ويعفوَ عن خلاف رشاد

الله يرحمه ويحفظ آله

وينيلنا منهم أتم مراد

ثم الصلاة مع السلام على الهدى

والآل والأصحاب أشرف ناد

ص: 891