الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله في الذين عاصرهم
…
1ـ سمعت الوالد يقول: "صاحب كتاب "العلماء الأماجد في زهران وغامد" الشيخ الزهراني كان نشيطًا في طلب العلم عند طلبنا له سويًّا على
العلماء بمكة المكرمة".
2ـ سمعت الوالد يقول: "التُّباني المغربي: عالمٌ كبير، كنتُ أجلس عندَه".
قلت: التّباني المغربي هذا كان له حلقةٌ علميّة في المسجد الحرام.
3ـ سمعت الوالد يقول: "إن الشيخ عبد الله نصيف كنتُ أذهبُ إليه وهو في جدة من أجل أنّ عندَه مكتبةً كبيرة فيها المطبوع والمخطوط، وهذا الرجل من الأعيان ومن كبار تجّار جدة، وكنت أدخل المكتبة أَقِيل فيها ثم أرجع إلى مكة، والله أعلم".
4ـ قال الوالد: "أحمد شاكر أعطاني تحقيقه لكتابه (صحيح ابن حبان) فقلت له: متى ينتهي يا شيخ؟. ثم قلتُ له: وكيف تنتهي وأنت يا شيخ تعمل في أكثر من كتاب في آنٍ واحد: تعمل في "المسند" وابن جرير والترمذي و"صحيح ابن حبان" وغير ذلك؟. فقال لي: أنا أعمل في كتاب ثم أدخل في غيره لأني أريد أن أستردّ النشاط في الدخول في غيره. ثم قال: وهذا الحوار سنة 1376هـ".
5ـ سمعت الوالد يقول: "عمّار الجزائري شيخي. قلت له: أريد أن تكتب لي ترجمة لنفسك، وقد مات وهو يدرس في الحرم، وعُمِّر طويلاً، وكان رجلاً عظيمًا تَسلَّمتُ منه ترجمةً لنفسه من يده، وتوفي قبل عشر سنين".
قلت: قال الوالد هذا الكلام عام 1412هـ.
6ـ سمعت الوالد يقول: "الشيخ منّاع القطّان كان لا يشتغل في كتب الحديث".
قلت: لأنّه كان متخصصًا في التفسير وأصول الفقه وغيرهما.
7ـ سمعت الوالد يقول: "محمد بن المختار الشنقيطي تلميذي، درَس في الجامعة الإسلامية، وقد درّستُه، وهو طالب علم جيّد".
قلت: محمد هذا دكتورٌ في الجامعة الإسلامية، ومدرِّسٌ في المسجد النبوي الشريف.
8ـ سمعت الوالد يقول: "شيخي عبد الرحمن المعلمي- رحمة الله عليه- كان كثير البحث جدًّا، يبحث في أكثر من كتاب في وقت واحد، وكنت أجالسُه في مكتبة الحرمين، وكان يعطيني كتبًا فيقول: "ابحث عن كذا فما أجده فأعطيه إيّاها فيقول لي: هذا هو أين أنت عنه؟. هذا في سنة 1367هـ. السبب في هذا: عدم الانتباه والسرعة".
9ـ وسمعته يقول: "الشيخ إسماعيل الأنصاري ابن عمِّي".
10ـ سمعت الوالد يقول: "تقي الدين الهلالي أخرجه من المدينة أميرها ابن إبراهيم، لأنه- يعني الشيخ تقي الدين- يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بشدّةٍ.
ثم عاش في العراق مدّة بعد خروجه من المدينة، وتزوّج هناك، وكان شاعرًا يمتاز بميزات نادرة.
قلت له مرّة: علمك هذا لا يستفاد منه، فالمغاربة يشكتون من شدّتك فلو خفّفت، فغضبّ عليّ وقال: لم تسر الأمور معي إلاّ بالشدّة.
وخفّ بصره في آخر عمره حتى أصبح لا يرى".
ثم قال الوالد: "مررت به وأنا خارج من المسجد النبوي يلبس نعله فقلت له: كيف حالك يا شيخ؟، فقال لي: لا تقل لي يا شيخ، قل لي: يا دكتور، فقلت له: لماذا؟، فقال: كلمة شيخ أصبحت مشتركة بين الحيوان
والإنسان اليوم، فقل لي: دكتور، لأني عشت بها.
وكان يعرف من اللّغات: اليهودية، والألمانية، والانجليزية، والأسبانية بجانب العربية، بحيث لو أنه كان في زمن الأصمعي لسلم له بأنه إمامٌ في العربية، والله تعالى أعلم".
11ـ سمعت الوالد يقول: "الشيخ محمد بن عثيمين يُعدّ إمامًا في أبواب الفقه".
12ـ سمعت الوالد يقول: "دخلت مكة فرأيتُ حلقة حامد فقي، فرأيته قويًّا في التوحيد السلفي، فجلست عندَه حتى أذّن العشاء، ثم انفردت به فقلت له: يا شيخ كيف تعلّمت التوحيد؟، فقال لي سوالك وجيه، ثم قصّ عليّ القصة المشهورة".
13ـ سمعت الوالد يقول: "الشيخ محمد بن سبيّل كريم متعاون مع الناس".
14ـ قال الوالد: "رأيت أبا ريّة وهو رجلٌ مصري في الرياض، إذا رأيته تحسبه من العجم، وحمل عليه الإخوان وعنّفوه وتكلّموا عليه".
قلت: يعني بالإخوان: طلبة العلم بالرياض.
15ـ وقال الوالد: "المعلِّمي رجلٌ محدِّث عالم، وهو شيخي".
16ـ وقال الوالد: "عبد الرزاق حمزة كان إمامَ الحرم المكّي".
17ـ وذُكر أبو ريّة عند الوالد فقال: "هو وأمثاله ممن يشكّكون العامّة، وإلاّ لا يستحقون الردّ عليهم، وأبو رية لعدم رويَّته".
قال الوالد: "قلت للزاحم الكبير سنة 1369هـ: يا شيخ أرى
في المسجد النبوي بعض البدع والاختلاط فلو غيّرتم هذه الأمور وأنكرتموها؟، فقال لي: نحن في بلدٍ له أعداءٌ يتربّصون به".
ثم قال الوالد: "وهذا الرجل فقيه وعاقل، وكان رئيس المحاكم كلها في المدينة النبوية".
19ـ سمعت الوالد يقول: " (إعراب القرآن) للتواتي نظمه عمِّي وهو الذي بقي من مكتبته التي في البلاد"، وقد طبع-.
قلت: وأخذ الوالد يمدحها كثيرًا.
20ـ سمعت الوالد يقول: "إنّ أبا تراب رجلٌ جمّاع لكل ما وجد من كتب العلم سواء في الحديث أو التاريخ أو غيره، وكنتُ أطالعُ في مكتبته. وكان ساكنًا في غرفة صغيرة في الحرم المكي، وعنده مخطوطات، وكنتُ كلما احتجتُ إلى شيءٍ من الكتب آتيه وأكتب وأنقل من الكتب التي عندَه".
قلت: أبو تراب هو ابن الشيخ السلفي عبد الحق الهاشمي.
21ـ وسمعتُه يقول: "الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله هو فوق الذكاء، بل هو عبقري".
22ـ وسمعتُه يقول: "أحمد شاكر خدم (المسند) خدمة جيّدة، والشيخ أحمد جامعٌ بين الفقه والدراية بعلم الحديث، وعمله عمل عالم
ـ رحمه الله تعالى-".
23ـ وقال: "كل الكتب التي يطبعها القلعجي وهو (العربجي) لا تصلح، لا بدّ أن يعاد تحقيقها وتعاد طباعتها".
وسمعتُه يقول: "ذهبت مرة إلى الجامعة عصرًا عندما كان الشيخ عبد المحسن العبّاد رئيسُها، ولم يكن في الجامعة إلاّ أنا وهو، فقلت له: لماذا لا
تأتي بمن يفتح لك الجامعة قبل أن تحضر؟، فقال: لا أستخدم أحدًا في هذا الوقت، لأنه وقت الراحة، وكان ذلك وقت العصر".
25ـ وسمعتُه يقول: "عبد الرحمن المبارك فوري كان حيًّا وأنا موجود، وأدركت تلميذه عبيد الله وهو الذي نسخ له كتابه (تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي) ".
26ـ وقال الوالد: "بقيت العلماء في الهند أكثر من بقيتهم في باكستان، ورئيسهم عبيد الله المبارك فوري، وهو من علماء الحديث، أماكنهم:
1-
(لكنو) . 2- (أُتْرَ برديش) ".
27ـ وقال الوالد: "عبد الحميد كشك مثله لا ينبغي أن يُمنع من الوعظ والتدريس".
28ـ وقال الوالد: "والمصريون يمنعون أنفسهم من نشر الخير بأنفسهم، أي: العلماء والدعاة".
قلت: يعني بسبب تهجُّمهم على السلطان وذكرِهم للدولة التي هم فيها بسوء، ممّا يجعل الدولة تتسلّط عليهم، وفعلُهم هذا يخالف منهج السلف، بل كان عليهم أن يُعَلِّموا العامة التوحيد وأحكام الدين ويكفّوا عن السلطان.
29ـ وقال الوالد: " (تفسير الشعراوي) للقرآن عبارة عن فلسفة، ويجتمع عندَه عددٌ كبيرٌ من الناس يصفقون له ويهلّلون ويكبّرون".
وسمعتُه يقول: "إن حركة (جهيمان) ضيعت العلم، و (جهيمان) هذا جاهل لم أرَه قطّ إلاّ مرةً واحدة، فقد جاءني رجلٌ بدوي وقال لي: إن جماعة جهيمان منعوني أن أقول في أذان الفجر (الصلاة خيرٌ من النوم)، فقلت له: لا بأس تأتيني غدًا وأذهب معك إلى مسجدك، فجاءني فذهبتُ معه إلى هذا
المسجد وبعد الصلاة تكلّمتُ في هذه المسألة وقلت: هذه مسألة خلافيّة لا ينبغي أن تتكلّموا فيها أنتم إنما يتكلّم فيها العلماء، فقاموا كلهم ليضربوني، فقام بعض الإخوان فمنعوهم وأخذوني إلى السيّارة، وذهبنا".
31ـ وقال: "ولما كان (جهيمان) في الجامعة كنتُ في الدراسات العليا أدرس".
32ـ وسمعتُه يقول: " (أُحيد) : لما كانت وقعة (كِبْرٌ) كان عمره ست عشرة سنة، وهذا أكبر الباقين سِنًّا وهو آخرهم، أي: الجماعة من أقارب الوالد بمالي".
ومات في سنة 1413هـ في شهر جمادى الآخرة.
وكان بدويًّا قويًّا صاحب رأي وشجاعة، وضعُف بصرُه قبل موته بقليل.
وتزوّج مرّة واحدة وطلّق، ثم لم يتزوّج بعد حتى مات".
33ـ وسمعتُه يقول: "كان عمّار شاعرًا".
قلت: أحيد وعمار: أخوان وأبوهما اسمه حسن بن حذيفة الأنصاري، وكلاهما ابن عم الوالد.
34ـ وسمعتُه يقول: "إنّ الشيخ إسماعيل الأنصاري أرسل مكتبته الأولى إلى عمِّه كما أرسلت مكتبتي الأولى إلى عمِّي".
35ـ وقال: "درَّستُ سفر الحوالي في كليّة الشريعة بالجامعة الإسلاميّة".
وسمعتُه يقول: "راشد الراجح رئيس جامعة أمّ القرى أنا شيخُه،
علّمتُه قبل أن تُفتح الجامعة، وكان ساكنًا في غرفة في مسجد وهو إمامُه يصلِّي بنا، وكان نشيطًا غاية النّشاط في طلب العلم، وبدأ في أول اتجاهه إلى علم الحديث يقرأ عليّ (الترمذي) و (البخاري) وغيرهما".
37ـ وسمعتُه يقول: "الدكتور عبد الله الزايد والشيخ عبد المحسن العبّاد كانا في الفصل الذي أُدَرِّس فيه في الكلية بالرياض".
38ـ وسمعتُه يقول: "الجامعة الإسلامية هي جامعة العبّاد والزايد والشيخ ابن باز" وأخذ يمدح أيّامَهم.
39ـ وسمعتُه يقول: "إنّ السقّاف الحضرمي خرافيّ كبير، لو أنّ الدولة هنا طلبته فأدّبته وقتلته فإنه يستحقّ القتل".
قلت: السقّاف الحضرمي الذي ألف كتبًا في الردّ على الشيخ الألباني، وكتابًا في إنكار أقسام التوحيد الثلاثة، وهو موجود في الأردن.
40ـ وسمعتُه يقول: "الكوثري خرافي كبير، وكتاب (المقالات) للكوثري فيه علم في بعض الأماكن، ولا ينبغي أن يكون هذا الكتاب عند كلّ أحد إلا من يعرف أنّ هذا الرجل عدوّ للعقيدة السلفية وأهلها. وهذا الرجل له اطلاع عجيب في زمنِه لا يوجد مثله، فلهذا سمّوه شيخ الإسلام".
41ـ وسمعتُه يقول: "دَرَّست الشيخ عطيّة سالم علم الفرائض، وكذلك الشيخ محمد أمان".
42ـ وسمعتُه يقول: "ما رأيتُ من علماء نجد مثل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والسعدي، وهما مثل بعض، أو السعدي أكثر علمًا".
43ـ قال الوالد: "الألباني كان حنفيًّا، ثم دخل في علم الحديث حتى وصل فيه إلى الغاية، وهو ممن يقال في مثله دَرَس بنفسه".
قلت: وفي عام 1400هـ خاطب مركز الملك فيصل للبحوث الوالد
-رحمه الله تعالى- يستشيره من يرشّح لجائزة الملك فيصل في علم الحديث وعلومه؟، فكتب الوالد لهم جوابًا أنّه يرشّح الشيخ العلاّمة: محمد ناصر الدين الألباني، ولكن لم يرشح في هذه السنة، ثم رُشّح بعد وفاة الوالد عام 1419هـ.
44ـ وسمعتُه يقول: "أتوسّم في علي حسن عبد الحميد أن يكون خليفة الشيخ ناصر الدين الألباني".
قلت: قال الوالد هذه العبارة عام 1412هـ.
45ـ وقال الوالد: "أحمد الغماري لم يأت بعدَه مثله في علم الحديث، ولا أرى أحدًا يدانيه فيه، وقد أدركتُه".
46ـ وسمعتُه يقول: "أعرف الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الزهراني من خمس وأربعين سنة، وهو صاحب كتاب (المحدِّثون الأماجد من زهران وغامد) ".
47ـ وسمعتُه يقول: "إنّ تقي الدين الهلالي كان جاري في حيّ المصانع، وقد سافر إلى دولة السويد، وما ترك بلدًا إلاّ ساح فيه سواءً شرقًا أو غربًا، وقد وصل إلى الصين، وشاهد في سياحته هذه أمورًا عجيبة كان يحكيها لي".
48ـ وسمعتُه يقول: "الشيخ صالح اللحيدان شُعْلَةٌ في العلم، والصلة التي كانت بيني وبينَه في الرياض قويّة".
49ـ وسمعتُه يقول: "عن الغماري أحمد أبو الفضل: "خرافي".
قلت: الغماري: من علماء المغرب في القرن الرابع عشر، معروف بكثرة المؤلّفات وبالأخص في علم الحديث.
50ـ قال الولد للشيخ أبو بكر الجزائري: "أنت تستطيع أن تصوغ كلمات لا أستطيع صياغتَها".
قلت: وهذا مدحٌ.
51ـ سمعتُه يقول: "إن الشيخ محمد دفتر دار ألّف كتابًا في عوائل المدينة، فقلت له: انشر الكتاب فقال لي: لا أنشرُه الآن، بل بعد موتي يسخر اللهُ من ينشرُه".
52ـ قال الوالد: "حافظ حكمي فيه ذكاء عظيم وعلم واستحضار
لا يستحضره الكبار، ولو استمرّ به العمر لكان عالمَ زمانه، توفي وعمرُه 36 سنة".
53ـ وسمعتُه يقول: "إن الشيخ عبد الله بن جبرين درّسته في الرياض تسع سنين".
54ـ وقال الوالد: "لم ألتق بعبد السلام هارون، ولم أره".
55ـ وسمعتُه يقول: "إن عمر بن حسن آل الشيخ حصل بيني وبينه قصة ألَا وهي: أني كنت أمشي مرّة في الرياض فرأيتُ جماعةً من النساء يمشين متبرّجات فأخبرت عمر بن حسن فسكت، ثم قال لي: الذي سيأتي أشدُّ من هذا".
56ـ سمعتُه يقول: "قرأ عليَّ عبد العزيز القاري (جامع الترمذي) ".
قلت: وقرأ على الوالد وأنا حاضر بالمكتبة (وصية الذهبي لتلميذه السُّلامي) .
57ـ وسمعته يقول: "سعود الفنيسان والرومي يسكنون الرياض، وهم من الخواص عندي".
58ـ وسمعته يقول: "إن عبد الله التويجري الذي يسكن الرياض صوّر المخطوطات التي عندي كلّها".
59ـ وسمعته يقول: "عندما كنت بمكة سمعت من الناس أنه أتى إلى جدة رجلٌ عالم من موريتانيا، فذهبت إليه، ووجدته نازلاً في منزل أعدّه جمجموم للموريتانيين، فذهبنا إلى هناك فوجدناه يلقي درسًا في المنطق، فجلسنا نستمع، وبعد الدرس سأله الوالد سؤالاً في المنطق، وهو: ما هي الأشكال الأربعة؟، وما هي الآيات التي في كتاب الله الدالة عليها أو نحو ذلك؟، وعندما قال له هذا السؤال فكأنّما سقطت عليه قنبلة فغضب وقال: من أنت؟، فقال الوالد: الجواب لا يتعلّق بمن أنا، أنا أريد الإجابة فقط، فقال له العالم: اخرج من عندنا ولا تجلس. فخرج الوالدُ من عنده.
ودارت الأيام ثم بعثت الدولة الشيخ الموريتاني إلى الرياض من أجل أن يدرِّس في الكليّة هناك وكان الوالد ممن بُعث إلى هناك، فكان من حسن الحظ أنّ الشيخ سكن بجوار منزل الوالد وعلم أنه ساكن بجنبه، فذهب إليه هو وأحد الشناقطة فدخلوا عليه في منزله وعرّف الوالد بالشيخ فقال: ألا تعرف خصمك؟، فقال: من أين لي أن أعرفه، فذكر له ما سبق، فقال الشيخ: ما كنتُ أعرفك فجهلتك، وندمت بعد هذا الفعل في ذلك الوقت. قال الوالد: فمِن بعد أصبح الشيخ يتناقش معي في المسائل وأتناقش معه بكل محبة وهدوء، والحمد لله.
قلت: وهذا الشيخ هو الأمين صاحب (الأضواء) - في التفسير-.
60ـ قال الوالد: "في سنة 1375هـ قام الشيخ ابن قاسم بجمع (الفتاوى) وكنتُ مشاركًا له في جمعِها".
61ـ وقال: "الكوثري أكبر خرافيّ في الدنيا وأشعري".
62ـ سمعته يقول: "إن عبد القادر الجزائري القاضي في المستعجلة صديقي من سنة 1367هـ، وكنتُ أزورُه في بيتِه".
63ـ سمعته يقول: "إن حسين مدني أعرفه، كنتُ أزورُه في بيته الذي في طريق الجامعة لأرى المخطوطات التي عنده فإذا أكثرها مخطوطات في الأدب والتاريخ".
64ـ سمعته يقول: "إن الشيخ رشيد قرأتُ عليه الكتب الستة و (المشكاة) ، وذلك في العلوم الشرعية، حيث كان يدرِّس بها، ودراسة التحقيق والتدقيق كانت عند قراءة (المشكاة) و (سنن الترمذي) ".
65ـ وسمعته يقول: "الشيخ الصاوي أعرفُه جيِّدًا حصلت لي معه قصّة".
66ـ وسمعتُه يقول: "إن الشيخ حامد فقي وعبد الرزاق حمزة لا يصبغان لحيتيهما".
67ـ وسمعته يقول: "إنّ أبا الحسن الندوي هو رئيس جماعة التبليغ في الهند وهو نقشبنديّ حنفي متعصِّبٌ، فصيحُ اللسان، وقد التقيتُ به في رحلتي للهند. والسببُ في إقبال الناس عليه: فصاحته وكتاباته الجيِّدة، وهو سياسيٌّ كبير".
68ـ وقال: "إن عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ كنت أدرِّسُه بأمرٍ من الشيخ محمد بن إبراهيم في المواد التي يدرُسها في المدرسة".
69ـ وسمعته يقول: "كتاب (السنة) لابن أبي عاصم المخطوط أرسلتُه للشيخ ناصر الألباني فحقّقه وطبعه، ولكن لم يخدمه خدمةً جيِّدة".
70ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ محمد الخيّال وضعته الدولة السعودية مشرفًا على مدرسة العلوم الشرعية حتى لا يُدَرَّسَ فيها إلاّ كتب السلف".
71ـ وقال: "إنّ عطيّة سالم كتبَ لنفسه ترجمةً وقرأتُها في حضرة المشايخ في مجلس الشيخ الزاحم، وذكر فيها أنّه قرأ عليَّ الفرائض وهو- أي: عطيّة بن سالم- عالمٌ في الفرائض".
72ـ وسمعتُه يقول: "إن حميد الذي كان مدير المعهد العلمي بالمدينة النبوية رجلٌ فاضل".
73ـ وقال الوالد: "حضرت وفاة المرغني في السودان، وقد ضيّفني ضيافةً غريبة، حيث دعاني للحضور عنده فجئتُ إلى بيته وهو محاصَرٌ بالجنود المستعمِرين- بريطانيا- والحكومة السودانية تحرُسه.
وكانت السودان في ذلك الوقت مرتاحة راحة كاملة، وهذا سنة 1367هـ.
وفي يوم موته حصل مأتم لم أرَ مثلَه في العالم، حيث اجتمع السودان كلّه بجميع الناس نساء وأطفال وغيرهم، والنساء ترفعن الترابَ وتضعنه فوق رؤوسهنّ، وداروا بالمرغني في كلّ الحارات".
74ـ وسمعته يقول: "درَّستُ الشيخ عطية سالم (الرحبية) في الفرائض، وأظهرتُ له مشكلاتها، وأمليتُها عليه".
75ـ سمعته يقول: "إن سليمان الحمدان التقيتُ به أكثرَ من مرّة، وعندما انتقل إلى الطائف كنتُ كلما ذهبت إلى الطائف ألتقي به. وكان قاضيًا في المدينة النبوية، وكان فيه شدّة".
76ـ وسمعته يقول: "صلتي قوية بأبي حبيب الشثري النجدي الذي كان في الرياض وتوفي فيها، وكان يُدرِّس هناك معنا وحصل أن ذهبت إليه مرة أنا وبعض الإخوان فدخلنا عليه في قصره" ثم ذكر الوالد قصة فتح مدارس البنات التي سبق أن ذكرتُها.
77ـ وسمعته يقول: "أبو غدّة والطحّان مثل بعض إن لم يتب الطحّان".
قلت: يعني: أنّ كليهما على عقيدة الأشاعرة. الطحّان اسمه: عبد الرحيم، وأبو غدة اسمه: عبد الفتاح.
78ـ وسمعته يقول: "الكتّاني صاحب (فهرس الفهارس) أروي عنه بواسطة، وقد أدركته ولكن لم ألتق به لأنه كان في أوروبّا هاربًا من الحسن الثاني".
79ـ سمعته يقول: "إن الشيخ عبد الله- آدُّ- الشنقيطي رجلٌ متمسِّكٌ بعقيدة السلف الصالح.
وكذلك الشيخ الأمين الجكني الشنقيطي صاحب "التفسير" كان على عقيدة السلف الصالح".
قلت: الشيخ عبد الله آدُّ، حيٌّ قد جاوزَ الثمانين سنة، كفيف البصر، أخبرني أنه كُفّ بصره قبل عشرة سنوات، أي: عام 1411هـ أو 1410هـ تقريبًا. اهـ.
80ـ وسمعته يقول: "حدَثت حادثة في الجامعة الإسلامية وهو أنّ شخصًا كلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال: وآله. فسمعه مدرِّس فذكر للشيخ ابن باز أنّ هذا الشخص شيعي، فقال ابن باز: إن هذا الشخص هو المصيب".
81ـ وسمعته يقول: " (زكريا بيله) طالب علم جيّد، كنت أنا وهو نتدارس دائمًا، وهو أندنوسي من أهل مكة".
حدثني فضيلة الشيخ ربيع بن هادي -حفظه الله- قال: إن والدك الشيخ حماد الأنصاري -رحمه الله تعالى- ناولني مخطوط "المدخل إلى
الصحيح" للحافظ أبي عبد الله الحاكم -رحمه الله تعالى- وقال لي: حقّق هذا الكتاب.
83ـ سمعته يقول: "زرت المودودي أنا وبعض الإخوة أثناء وجوده في الرياض في فندق البطحاء عصرًا، دخلنا عليه وهو يصلي العصر، فأخذت ألاحظ صلاته، فقلت له بعد فراغه من الصلاة: صلاتُك هذه تحتاج إلى مدارسة فإنك لا ترفع يديك، ولا تطمئنّ وغير ذلك؟، فقال: أنا حنفي المذهب، فقلت له: هذه أطمّ من الأولى، فإنه لا يجوز لك أن تقول هذا، فإنك فوق هذه العبارة. فقد عرفنا من خلال كتاباتك أنك حر الفكر، فظهر لنا الآن أنك مقيد الفكر، ثم قلت له: إن الإمام أبا حنيفة أنت تقلده، فمن الذين يقلدهم الإمام أبو حنيفة؟ فسكت، والله المستعان.
84ـ سمعته يقول: "في الحقيقة لم ألتق مع رجل يحوي علماً جماً في فنون عديدة مثل الدكتور الهلالي، وقد مضت عليَّ الآن خمس وأربعون سنة لم أر مثله.
85ـ وسمعته يقول: "كان الشيخ محمد الخيال رئيس المحكمة المستعجلة في المدينة النبوية وقد دخلت عليه يوماً فقال لي: اقرأ من فتح المجيد ثم أخذ يسألني عن أشياء فيه فأجبته ثم قال لي: خذ فتح البارئ واقرأ، فأخذته وقرأته فلما فرغت قال لي: سنلحقك بمرتبة التخصص يعني مدرس في مرتبة عالية. وقلت له: إني لا أبلغ هذه المرتبة، بل أنا أدنى من ذلك فقال: لا بل أنت تكون فيما أخبرتك، فكنت أحضر الدروس مع الطلاب ثم أذهب إلى ما وظفني فيه.
86ـ وسمعته يقول: "محمد بن تركي شيخي كان زاهداً – كنت أدرس عليه في فقه الإمام أحمد.
ومرة كنت أمشي معه، فمررنا بابنتين يلعبان بالكرة كل واحدة منهما ترمي بها إلى الأخرى فقال لي: قف ننظر إليهما، ثم قال: إن هاتين البنتين يخبر حالهما عن أن المستقبل سَيُخْرِجُ لنا نساءً متبرجات.
87ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ ابن جبرين تتلمذ عَليَّ وأعرفه جيداً والأمر الذي حصل اليوم له غرّر به فيه.
قلت: يعني قضية (لجنة رفع الظلم عن المظلومين) التي أنشأها المسعري. وقد بين مساوئ هذه اللجنة الشيخ العالمُ محمد بن عثيمين
ـ رحمه الله تعالى-، وذلك في شريطٍ مشهور، ويا ليت هذا الشريط يفرغ ويصدر على هيئة كتاب. اهـ.
88ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ عبد العزيز المرشَد الموجود الآن تجاوز المائة سنة، فقد أخبرني بسنة ولادته ولي به معرفة جيدة، وقد كان مع الملك فيصل في غزوة الحديدة باليمن، أخبرني هو بذلك سنة 1375هـ.
89ـ سمعته يقول: "إن الشيخ عبد الله بن حُمَيد- رحمه الله تعالى-: كان كفيفاً – وقد صوَّرتُ من مكتبته –رحمه الله تعالى سنة 1393هـ كتاب المتفق والمفترق للخطيب البغدادي (المجلد الأول فقط) واشترط علي إذا وجدت المجلد الثاني أصوره له فيسر الله تعالى ووجدت المجلد الثاني بمصر فصورت نسخة منه للشيخ –رحمه الله تعالى-.
وكان الشيخ عبد الله بن حميد كثيراً ما يسألني عن الجديد في عالم الكتب عندما ألتقي به (بمكة المكرمة) .
وآخر مرة التقيت فيها معه قلت له يا شيخ اسمح لي أن أدخل مكتبتك فقال لي: إن المكتبة غير مرتبة فقلت له: لا بأس أنظر فيها على حالها،
فقال لصالح ابنه اذهب مع الشيخ وافتح له المكتبة ففتحها لي فبينما أنا في البحث والنظر في موجوداتها إذ عثرت على كتاب الحافظ الخطيب (المتفق والمفترق) فصورته.
90ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ تقي الدين الهلالي ضَيَّعهُ تلامذته.
يعني: لم ينشروا علمَه ولم يترجموا له.
91ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ عبد الله الزاحم هو رئيس الفتوى بالمدينة.
92ـ وسمعته يقول: "إن الأركاني – الذي ظهر في هذا العصر تَحصَّل على إجازات كثيرة جداً من عدد من الشيوخ وخاصة شيوخ مكة المكرمة فلعله أخذ عن غالبهم وقد أجاز للفاداني وأجازه الفاداني – والإجازات التي عند الأركاني لم أجد أحداً في هذا العصر عنده مثلها – وهو صغير السن لا يتجاوز الأربعين – وقد أرسل إلي إجازاته كلها وهي عندي الآن ولم أر هذا الرجل إلى الآن لكن أخباره جاءتني عن طريق بعض تلامذتي منهم يوسف المرعشلي وصالح الرفاعي.
93ـ وسمعته يقول: "كنت أعرف رجلاً في المكتبة المحمودية اسمه (علوي) كان هو المناول لرواد المكتبة الكتب.
94ـ وسمعته يقول: "إن عبد الله بن سعدي الغامدي العبدلي: كان من أصحابي بمكة والطائف وكان لا تأخذه في الحق لومة لائم وحصلت له قصص معي ومع غيري.
وسمعته يقول: "إن مقبل الوادعي تلميذي وأنا الذي اخترت له الموضوع (في الماجستير) وكان يقرأ عَليَّ في البيت أيام الحرة الشرقية، وكنت
أناصحه وأقول له يا مقبل أنت قدمت من بلادك لطلب العلم فلا تخالط (هؤلاء الناس) دع عنك مخالطتهم وأقبل إلى ما رحلت من أجله – ولكنه أُبتلى وأُمتحن فوقع فيما حذرته منه – وكنت أقول له: أرجو أن تكون في اليمن في هذا الزمان كالشوكاني في زمانه.
وقد كان مقبل تلميذاً ما رأيت مثله في النشاط وطلب العلم.
قلت: قول الوالد هؤلاء الناس يعني بعض من كان في نفسه شيٌ على هذه الدولة السعودية السَّلفية.
96ـ وقال: إن الشيخ عبد العزيز الزهراني صاحب كتاب (المحدثين الأماجد في زهران وغامد) زميلي في الطلب على المشايخ بمكة وقد دَرَسنا سوياَ على يد الشيخ عبد الرزاق حمزة – وكان الشيخ عبد الرزاق يُدَرِّس بالمسجد الحرام عند باب علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وكذلك درسنا سوية على الشيخ عبد الحق العمري الهندي وكان يدرس عند باب إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
97ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ الأديب –حمد دفتردار –زميلي وصاحبي– كانت لي به صحبه قوية كان يؤلف مرة كتاباً عن أعيان (المدينة النبوية) – فقلت له: ألا تكتب عن الأحياء منهم فقال: شرطي أن لا أكتب إلا عن من مات منهم.
98ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ حافظ الحكمي –رحمه الله تعالى– كان يُضْربُ بذكائه المثل – وكان يعرف الكتب المطبوع والمخطوط منها معرفة قوية.
99ـ وسمعته يقول: "إنَّ الشيخ عبد العزيز المَرَشَد من علماء نجد في وقته – وهو حي الآن قد جاوز المائة سنة ملازم للفراش.
قلت: قال الوالد هذا الكلام سنة 1414هـ.
100ـ وسمعته يقول: "إن سنن سعيد بن منصور –المخطوط– كان طلبة العلم بالرياض يقرأونه على الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ولم أكن وقتها بالرياض وعندما قدمت الرياض للتدريس والعمل سألت الشيخ محمد عن هذا الكتاب فقال لي: حقاً كان يقرأ علي ولكن لا أدري أين هو الآن ولكن اذهب وابحث عنه في مكتبة الشيخ صالح فذهبت إلى هذه المكتبة بعد أن أمر الشيخ محمد آل الشيخ بفتحها لي فدخلتها فإذا الغبار والحشرات قد سيطرا عليها– وبحثت عن هذا الكتاب فلم أعثر عليه ولكن عثرت على كتاب الحافظ الذهبي –تهذيب سنن البيهقي –نسخة مخطوطة جيدة – ولأول مرة أرى هذا الكتاب.
قلت: في سنة 1414هـ لسبع مضين من شهر صفر عصر يوم الاثنين زار الوالد بمكتبته الشيخ عبد الله بن جبرين- حفظه الله- وحصل بينهما من سرد القصص والحكايات القديمة الشيء الذي طال المجلس بسببه.
101ـ وسمعته يقول لأحد الحاضرين بالمكتبة: لو دخلت مكتبة عبد العزيز القارئ لقلت إنها لا تحوي سوى الكتب المؤلفة في تاريخ المدينة النبوية من اهتمامه بها وحرصه عليها.
102ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ أبا بكر التنبكتي توفي بسبب العملية التي عملها له الأطباء حيث أنه -رحمه الله تعالى- كان قد كَبِر سِنَّه فأخطأ الأطباء في استعجالهم بعمل العملية له.
103ـ سمعته يقول: "كنا أشرنا على الشيخ ابن قاسم أن يوثق المخطوطات عند نسخها فيذكر مصادرها ولكن ضَعُفَ عن ذلك فنسخها فقط.
وكان الشيخ ابن قاسم سألني عن كتب شيخ الإسلام فجمعت له شيئاً منها من بعض البلاد.
104ـ وسمعته يقول: "إن الرجل الذي ظهر في الأردن واسمه "السقاف: هذا رجل خسَّاف – ألف كتاباً سماه التنديد بمن عدد التوحيد" وهو كتاب كل ما فيه باطل باطل، وأنا أرى أنه كتاب إجرام يدل على أن مؤلفه قد تمكن من الحُلول والإجرام إلى حدٍ لا مثيل له.
105ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ محمد أمان –رحمه الله تعالى– أرسله الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ إلى صامطة ليدرس الناس، وقد تلقى العلم من الشيخ القرعاوي، وقد كان نشيطاً في طلب العلم متفوقاَ فيه.
106ـ سمعته يقول: "إن صاحب مكتبة الإيمان -بالمدينة- يتتبع بعض كتب البدع ويطبعها – وقد نصحته ولكن ما يسمع.
107ـ سمعته يقول: "كان الشيخ عبد العزيز بن مرشد لا يرد لي طلباً وطلبت منه مرة أن أدخل المكتبة التابعة له فأذن لي فدخلتها فعثرت فيها على كتابين المجلد الأول من السنة للمروزي. المجلد الأول من كتاب إكمال الإكمال لابن نقطة وقمت بطبع كتاب السنة للمروزي في ذلك الوقت، وكنت جاراً للشيخ بحارة آل حماد، وكنت إذا وجدت فراغاً أدخل مكتبته وأقرأ فيها بإذنه.
108ـ سمعته يقول: "تعرفت على الشيخ عطيه سالم سنة 1369هـ بالمدينة النبوية.
109ـ سمعته يقول: "إن العلماء الذين هم أهل التحقيق في العلم ماتوا كلهم لم يبق منهم إلا الشيخ عبد العزيز بن باز.
110ـ سمعته يقول: "إن البوطي أكبر عدو للسلف –وقد اجتمعت به بدمشق– وقلت له أنت إلى الآن ما تبت؟، قال من أي شئ؟ قلت أنسيت ما كتبته في ذم السلف فقال: هؤلاء ليسوا سلفاً إنما هم خلف.
111ـ سمعته يقول: "للشيخ بكر "أبو زيد" هاتفياً قل للشيخ صالح اللحيدان إن محبكم يسلم عليكم.
112ـ سمعته يقول: "إن الشيخ عبد المحسن العباد ينبغي أن يَكْتُبَ عنه التاريخ، كان يعمل أعمالاً في الجامعة تمنيت لو أني كتبتها أو سجلتها، وقد كان يداوم في الجامعة على فترتين صباحاً ومساء بعد العصر، ومرة جئته بعد العصر بمكتبه وهو رئيس الجامعة فجلست معه ثم قلت يا شيخ أين القهوة؟ فقال: الآن العصر ولا يوجد أحد يعملها، ومرة عزمت أن أسبقه في الحضور إلى الجامعة فركبت سيارة وذهبت، فلما وصلت إلى الجامعة فإذا الشيخ عبد المحسن يفتح باب الجامعة قبل كل أحد. ثم قال الوالد: والشيخ عبد المحسن في الجد في العمل حدث ولا حرج.
113ـ سمعته يقول: "إن الشيخ عبد العزيز بن مرشد فقيه ومحدث ولغوي كان يستحضر الفقه.
114ـ سمعته يقول: "إن صبحي السامرائي العراقي محقق بعض كتب التراث كان يزورني بالمدينة فلما وقعت حادثة الخليج انقطع.
قلت: وقد رأيت بعض كتبه التي حققها أغلبها كاتب عليها إهداء للوالد -رحمه الله تعالى-.
115ـ وسمعته يقول: "إن الدكتور راشد الراجح كان يطلب علم الحديث.
116ـ سمعته يقول: "إن الفاداني خدم فن الأسانيد – ولا أعرف أحداً أعلم منه في هذا العلم.
117ـ وسمعته يقول: "الشيخ عبد الخبير شيخي –درست عليه وكنت ساكنًا في رباط محمد مظهر وقبل ذلك في رباط العجم– عندما درست عليه بالمدينة النبوية.
118ـ سمعته يقول: "إن الشيخ عمر بن محمد فلاته قدم المدينة النبوية وهو صغير السن.
119ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ حامد فقي فتح مدرسة التوحيد بالطائف، ونشر كتب السلف بمصر وان مكتبة الشيخ حامد من أحسن ما يكون، فيها العلوم بأنواعه وقد استفدت منها.
120ـ وسمعته يقول: "إن عمي البحر كان يحفظ متن صحيح البخاري، وكان وهو ابن تسعين سنة إذا أراد أن يرحل إلى أيّ بلد أو قرية لا يركب شيئاً إنما يرحل ماشياً وهو في هذا السن يقرأ بنفسه دائماً ومرة مرضت إحدى عينيه فقرأت عليه بأمره وعمِّي هذا قرأت عليه الفقه المالكي كله، وأخذت عنه أيضا الفقه الحنفي. قال رجل للوالد: ما الذي جاء بالفقه الحنفي عندكم؟ قال الوالد: إن تركيا كانت تحكمنا ولهذا انتشر الفقه الحنفي.
121ـ وسمعته يقول: "إن الترابي فيلسوف كبير، وهو المسيطر على الحكومة السودانية.
122ـ وسمعته يقول: "إن حامد فقي من الذين نشروا العقيدة السلفية في العالم ولم تنشر إلا على يده يعني فى وقته.
123ـ وسمعته يقول: "ان الشيخ عبد الرحمن الإفريقي العلامة انتفخ جسده بسبب مرض غريب أصابه حيث لو وضعت إصبعك على جسمه لغاص فيه، ولما أراد الذهاب إلى لبنان للعلاج قلت له لا تذهب، فقال لي: سأذهب إن شاء الله فمات رحمه الله تعالى- في لبنان.
124ـ وسمعته يقول: "إن أبا تراب الظاهري ابن الشيخ عبد الحق الهاشمي كانت مكتبته هي المرجع لما فيها من النوادر، وكان أبو تراب يرحل لجمع المخطوطات والكتب المطبوعة والشيخ أبو تراب لولا الأثر الذي أصيب به لكان عالم هذه الديار حيث أنه كان أديباً وعالماً باللغة العربية وغير ذلك وكنت استفيد منه كثيراً في حال المذاكرة، ولما تزوج خف عليه مرضه.
قلت: والمرض الذي أصابه كان بسبب عين أصابته سمعت الوالد يذكر ذلك.
125ـ وسمعته يقول: "كنت أُسافر من مكة الى جدة من أجل مكتبة الشيخ محمد نصيف فأمكث فيها من العصر الى المغرب وذلك سنة 1367هـ و1368هـ و1369هـ وهذه المكتبة استفدت منها وكانت لا نظير لها.
126ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ عبد الحق الهاشمي والد أبي تراب كان متحرراً لا يتقيد بمذهب، وكان علمه بالحديث جيدًا وكذلك علمه بالفقه الحنفي.
127ـ وسمعته يقول: "لما رجع شيخنا محمد عبد الله المدني إلى بلاد (مالي) رجع وهو يحمل معه جملة من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، فآذاه الناس ولقبوه بالخارجي والوهابي وأرادوا إخراجه فدافع عنه بعض أقاربه وناصروه. وسئل شيخنا محمد عبد الله المدني مرّةً عمن بقي من الناس في الجزيرة العربية مازال يتكلم بلغة العرب الفصحى؟ فأجاب بقوله: يوجد في شمال اليمن أناس يسكنون الجبال مازالوا على اللغة الفصحى.
128ـ وسمعته يقول: "حامد فقي شيخي استفدت من مكتبته التي في السودان لما دخلتها، وبعثة الحج المصرية في زمن الملك فاروق كان أميرها حامد فقي والشيخ حامد كان يُدَرِّسُ في المسجد الحرام عند باب علي رضي الله عنه في تفسير ابن كثير، قلت للشيخ حامد لما التقيت به: أريد أن أستفيد منك وكان الشيخ حامد إماماً فى التوحيد، وهو الذي أنشأ مدرسة التوحيد في الطائف، وذلك أن الملك عبد العزيز رحمه الله أرسله الى الطائف لنشر التوحيد بها، ففتح مدرسة وسماها مدرسة التوحيد قلت لشيخ حامد مرةً: كيف أصبحت رئيس أنصار السنة وأنت بمصر فإن مصر لم يكن بها جماعة أنصار السنة؟ فقال لي يا ولدي هذا سؤال وجيه، لم يسألني عنه أحد قبلك ثم ذكر قصته مع الفلاح الذى كان سبباً فى هدايته إلى العقيدة السلفيه.
قلت: وهذه القصة كتبتها فى غير هذا الموضع فلتراجع- ولكن في هذا المجلس ذكر الوالد زيادةً أورد هنا ما سمعته في هذا المجلس وهي: قال الوالد: قال الشيخ حامد فقي: إن الشيخ الرمال هو السبب في هداية الرجل
الفلاح لعقيدة السلف، وذلك أن هذا الفلاح تتلمذ على يد الشيخ الرمال، والشيخ الرمال كان على عقيدة السلف وكان ينشرها بين الضعفة والعمال خشية من بعض الناس، هذا الكلام كله للشيخ حامد فقي وسببه أن الوالد رحمه الله سأله ما السبب في هداية الفلاح الى العقيدة السلفية".
129ـ وسمعته يقول: "كان معي في الرياض رجل مصري اسمه عبد اللطيف سرحان وهذا الرجل كان أديباً آية في الفصاحة والأدب خطيباً مفلقاً، سألته مرةً عن سبب تمكنه في علم الأدب؟ فقال نحن المصريون كنا إذا تعلمنا علم اللغة والأدب قمنا بتطبيقه ومن تطبيقه أن يخرج أحدنا الى مكان خال، فيتكي على شجرة ويقوم بإلقاء خطبة بصوت مرتفع".
130ـ وسمعته يقول: "لقد فقدنا شيخين كبيرين يحتاج أن يقوم أحد مقامهما وهما الشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ عبد العزيز بن صالح رحمهما الله والشيخ عبد الرزاق العفيفي كان صاحب نكت وظرافة وكنت أجتمع معه للمذاكرة والدرس في الرياض. قال لي مرة: ألا تريد أن أزوجك مصرية، فقلت له إن مصر بها اختلاط، فقال لي أزوجك من الريف".
131ـ وسمعته يقول: "إن عمران الشريف من أهل البلاد –مالي- أرسل ألي أبياتاً يهنئني فيها بأول مولود لي، وقد توفي سنة 1373هـ"ـ.
132ـ وسمعته يقول: "سفر الحوالي أعرفه جيداً وعندما كان بالجامعة الإسلامية كان منكباً على العلم".
133ـ وسمعته يقول: "مقبل الواعي كان زيدياً ثم ترك الزيدية وأعلن تركه لها".
134ـ وسمعته يقول: "الشيخ الزنداني من الزيدية وله عقل نادر، وعنده فلسفة وذكاء وقد اجتمعت به مراراً".
135ـ وسمعته يقول: "ما استأنسنا منذ هجرتنا من البلاد (مالي) بمثل لقاءنا بالشيخ محمد عبد الله المدني، ورأيت عنده تفسير الحافظ ابن كثير فقال لي اقرأ علي منه، وقرأت عليه في ليلة ظلماء على فانوس صغير كاد أن يذهب بصري من ضعفه".
136ـ وسمعته يقول: "الفاداني عنده أسانيد للمتأخرين لا توجد عند غيره وهو حافظ للأسانيد وقد اجازني سنة 1367هـ ذهبت إليه في المدرسة التي يدرس فيها وسلمت عليه وقلت له نحن معشر الأفارقة نرغب في نيل الأسانيد فإن شئت أن تختبرني قبل الإجازة فأنا مستعد فقال لي خذ القلم والورقة فأجازني بدون اختبار وقد توفي وعمره مائة سنة".
137ـ وسمعته يقول: "تراث السلف الذي صُوّر للجامعة الإسلامية أغلبه في عهد الشيخ عبد المحسن العباد عندما كان رئيسًا للجامعة الإسلامية".
138ـ وسمعته يقول: "صاحب تحقيق الخلاصة للخزرجي رجل متكلم عندما رحلت الى مصر ذهبت الى بيته فلم أجده، وكان قد طلب منى إذا زرت مصر أن أزوره".
139ـ وسمعته يقول: "قصة الشيخ حامد فقي التي ذكر فيها دخوله في عقيدة السلف وحبه لها قصها علينا سنة 1367هـ في الدرس. وكان الشيخ حامد فقي إذا مرت به آية تتحدث عن الشرك وذلك أثناء درسه فى الحرم المكي يصرخ بها ويرفع بها صوته".
140ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ إسماعيل الأنصاري قل علم إلا وله منه نصيب، وهو رجل مطلع".
141ـ وسمعته يقول: "الشيخ عبد الله زايد وصالح الفوزان واللحيدان وعبد المحسن العباد كانوا يَدْرُسُون بكلية الشريعة في الرياض وكنت أُدَرِّسُهم فيها وكانت الرياض في ذلك الوقت قد أطلق عليها رياض العلم، وكانت المساجد معمورة بالعلماء، والعلماء كلمتهم مسموعة ومن لم يدرك ذلك العهد لم يدرك الرجال وكانت كلية الشريعة بالرياض مكتظة بالفحول من علماء مصر أبناء التسعين وأقل، وكنا نُدَرِّسُ في هذه الكلية طلاباً أبناء ستين سنة وخمسين سنة وكان بعض الطلاب إذا تخرج من الثانوية يتقاعد لكبر سنه".
142ـ وسمعته يقول: "كان الشيخ الأمين الشنقيطي صاحب التفسير معنا بالرياض يدرس فى كلية الشريعة وانتقل الى المدينة قبلي، وكان جاراً لي في المسكن وكنت أتذاكر معه في علم الفلسفة وأصول الفقه".
143ـ وسمعته يقول: "الشيخ عبد العزيز بن مرشد لم يكن أحد أعلم منه في الرياض في وقته وهو موجود الآن". قلت: قال الوالد لنا هذه الفائدة في عام 1412هـ في الشهر الثالث لأربعة أيام مضين منه.
144ـ وسمعته يقول: "الشيخ حمد الجاسر مؤرخ كبير".
145ـ وسمعته يقول: "راشد الغنوشي أعرفه التقيت به في تونس وكان من أكبر الأخوان المسلمين".
146ـ وسمعته يقول: "رأيت في المنام الشيخ أبا بكر الجزائري يمشي وهو لابس لباساً لم أر أحداً في الدنيا لابسا مثله ومعه شخص آخر لابسٌ لباساً أقل منه، فأولته بلباس التقوي".
147ـ وسمعته يقول: "شيخ الأزهر عبد الحليم محمود الذي كان مفتي مصر أكبر صوفي في الدنيا".
148ـ وسمعته يقول: "إن مريم الغزالي رايتها امرأة طويلة، وهي من جماعة الأخوان المسلمين، وكانت توزع الطعام على مساكين المدينة النبوية وتطعمهم في كل حج وأنا أرى أن عملها هذا دعاية لنشر طريقة الأخوان، وكانت عالمة".
149ـ وسمعته يقول: "إن محمد المسعري رجل خطير وفيلسوف".
150ـ وسمعته يقول: "إن محمد قطب شقيق سيد قطب أشعري خطير، وقد ألّف لوزارة المعارف السعودية كتاباً في التوحيد وهذا الكتاب كله علم كلام وفلسفة".
151ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ الألباني قد سهل لنا المسند تسهيلاً جيداً جداً حيث عمل فهرساً للصحابة المذكورين فيه، وكنا قبل ذلك نتعب تعباً كبيراً في الحصول على الحديث".
152ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ تقي الدين الهلالي المغربي كان في اللغة العربية إماماً، وكان على مذهب الظاهرية، وهو شيخي استفدت منه كثيراً، وكان سلفي العقيدة لو قرأت كتابه في التوحيد لعلمت أنه لا يعرف التوحيد الذي في القرآن مثله، وقد ألف رسالة اسمها الصبح السافر فيما ورد في صلاة المسافر. قلت له لما ألفها: قولك في هذه الرسالة شاذ، وكان -رحمه الله تعالى- كلما أشكل عليه حديث يأتيني ويسألني عنه وقلت له مرة: لولا شدتك لتعلم أهل المغرب عقيدة السلف منك، فقال لي: أما تدري أن بشدتي انتشرت دعوتي".
قال الوالد: "والشيخ تقي الدين الهلالي لم يستفد منه أهل المغرب، وقد كان على علم كثير وكان من أهل المغرب ناس يبغضونه ويقولون له: أنت وهابي".
153ـ وسمعته يقول: "إن الحافظ السيوطي يعتبر موسوعة علمية كبيرة ويندر علم إلا وقد ألف فيه كتاباً ماعدا علم الحساب، وقد استفيد منه أكثر مما استفيد من غيره وبعض أهل العلم يطلق عليه الخيوطي بدلاً من السيوطي ويقصدون بقولهم الخيوطي: لتمسكه بالخيوط أي أنه ضعيف وهو ليس كما زعموا".
154ـ وسمعته يقول: "في سنة 1367هـ أرسل الي الشيخ راغب الطباخ- المحدِّث- إجازته لي بمروياته".
155ـ وسمعته يقول: "كنت بمكة أُدَرِّسُ بمدرسة الصولتية صحيح البخاري والفقه المالكي والموطأ للإمام مالك".
156ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ الألباني خرج من المدينة المنورة قبل ان أسكن بها، ودرس في الجامعة قبلي وما اجتمعت به".
قلت (1) : علق الوالد- رحمه الله تعالى- بقوله: وقد تعرفت عليه بعد ذلك وعرفته حق المعرفة".
وسمعته يقول: "اجتمعت مع الشيخ حامد فقي مرة وقلت له: إن مصر يندر فيها السلفيون، وأنت سلفي، فمن أين جاءتك السلفية؟ فقال
(1) إن الوالد اطلع على أحد الدفاتر التي كنت أُسَجِّلُ فيها ما أسمعه منه في مجالسه المباركة، فحشى عليه بما تقدم. اهـ. (عبد الأول) .
لي: "كنت قد تخرجت من جامعة القاهرة أو الأزهر فأثناء عودتي إلي قريتي حاملاً شهادة الجامعة معي مررت بمزرعة فرأيت شيخاً جالساً وسلمت عليه فقال لي: ما هذا الذي بيديك؟ فقلت شهادة التخرج، وكان بجواره كتاب التوحيد مع شرحه فتح المجيد فقام الشيخ، وذهب لقضاء غرض وأطال الغياب، فأخذت الكتاب أقرأه فجاء الشيخ بعد ذلك فسألته عن هذا الكتاب، وأخبرته أني أُعْجِبْتُ به فأخذ يشرح لي عقيدة السلف، وقال لي: يا بني عليك بنشر التوحيد وعقيدة السلف، فإنك لم تتعلمها في الجامعة التي تخرجت منها ومن بعد ذلك أصبحت أدعو إلى عقيدة السلف وهذا الشيخ كان فلاحاً في هذا المزرعة".
158ـ قال الوالد -رحمه الله تعالى- لأحد الحاضرين في مكتبته -حفظها الله-: إذا أردت أن تعرف حامد فقي جيداً فتعال عندي وقد كنت أحضر مجالسه بكثرة، وإذا حضر في الحج الى مكة أرحل إليه للالتقاء به وأحضر حلقته الكبيرة بالمسجد الحرام عند باب علي رضي الله عنه، وقد أذن له الملك عبد العزيز بالتدريس، وكان الشيخ -رحمه الله تعالى- يذكر في بعض دروسه نكتاً مضحكة فإذا ذكرها كنا نستأنس بها ونضحك، وكان رحمه الله تعالى ذا لحية بيضاء تضرب على صدره عريضة وقد حدث له موقف مع مشايخ نجد، وذلك أنه رحمه الله قد علق على كتاب مدارج السالكين لابن القيم تعليقاً فيه تأنيب لابن القيم فما أعجبهم ذلك، فحصل بينه وبينهم محادة فرجع الى مصر فمات بها في تلك السنة".
159ـ وسمعته يقول: "إن زكريا بيلا أندنوسي من أهل مكة كنت اجتمع معه في الحرم المكي لمدارسة العلم، وكان يتمنى أن يلاحظ عليَّ شيئاً يضحكه مِنِّي، ولكنه لم ير ولله الحمد".
160ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ عمر حمدان لازمته متأخراً أظن الوالد يعني- في آخر حياة عُمر حمدان، والشيخ عبد الرزاق حمزة ما أجازني إنما أخذت عنه إجازة بالواسطة والشيخ حسن مشاط وأمين كتبي قد التقيت بهم في سنة 1367هـ وذلك أول لقائي بهم، ولم آخذ الإجازة عنهم إلا بواسطة.
يعني: عن عمر حمدان وعبد الرزاق حمزة وأمين كتبي فقط. وأما حسن مشاط فيروي عنه بدون واسطة.
161ـ وسمعته يقول: "سألت عن القلعجي الذي يحقق كتب العلم -لما كنت بمصر- رجلاً ثقة فقال لي هذا رجل بيطري، ترك البيطرة واشتغل بتحقيق كتب العلم ونشرها للتجارة وجمع المال، ويجمع الشباب والشابات المتبنطلات لهذا الغرض".
162ـ وسمعته يقول: "إنَّ محمد الصنعاني كان جاراً لي في الحرة الشرقية، وكان أدبياً، يأتي بأدبيات نادرة. قلت: هذا الرجل اعرفه يمني من صنعاء مكث في المدينة وقتا طويلا".
163ـ وسمعته يقول: "الشيخ عبد العزيز المرشد من أعلم أهل نجد، وكنت أتذاكَرُ معه في كتب ابن تيميه وابن القيم".
164ـ وسمعته يقول: "إن صاحب كتاب -بستان الأزهار اختصار نيل الاوطار- من مشايخي، استفدت منه كثيراً وقد أهدى لي كتابه هذا وهو يسكن بحائل أو الجوف".
قلت: "الشك مني" والمؤلف لهذا الكتاب هو الشيخُ آل مبارك، وكتابه مطبوع، وموجود ضمن مكتبة الوالد -رحمه الله تعالى-".
165ـ وسمعته يقول: "ان الشيخ عبد المحسن العباد ما رأت عيني مثله في الورع، ثم ذكر قصة الورقة."
قلت: وقد تقدم ذكر قصة هذه الورقة.
166ـ وسمعته يقول: "كان الشيخ عبد المحسن العباد أثناء رئاسته للجامعة الإسلامية يأتي بالمدرسين من الخارج وإن كان بعضهم صاحب بدعة ولكن بشرط ألا يكون داعية".
167ـ وسمعته يقول: "الشيخ بن قعود دَرَّسته والغديان كذلك والغديان كان يحضر عندي في البيت للدراسة.
قلت: ابن قعود- محمد أو عبد الله- والغديان عضو الإفتاء، واسمه عبد الله.
168ـ سمعته يقول: "الشيخ بن قاسم جامع الفتاوى كنت ملازماً له ملازمة واسعة، وأنا الذي رتبت له مكتبته الخاصة في سبع سنين وخدمته في جمعه للفتاوى وكنت أخرج معه الى البر نتدارس العلم".
169ـ وسمعته يقول: "إن النصيرية قتلوا أحد الدعاة نشر كتاباً ضدهم في أسبانيا أسمه نزار الصباغ، وكان شاباً لبقاً حسن الخلق نشيطاً في الدعوة، وهو رئيس جماعة الإخوان المسلمين هناك، وقد التقيت به في أسبانيا".
170ـ وسمعته يقول: "إن ملا علي خاطر كنت أظن أنه له اشتغال بعلم الحديث فلما نظرت في كتابه فضائل المدينة أدركت أنه لا يعرف اصطلاح أهل الحديث".
171ـ وسمعته يقول: "إن الحضرمي الأردني الذي ظهر هذه الأيام بكتاباته خرافي خطير مبتدع ضال لا يعرف كتب السلف".
قلت: يعني بالحضرمي: السقاف الذي ألف كتبًا في الرد على الشيخ الألباني.
172ـ وقال الوالد: "إن عمي -أحمد محمد الملقب (البحر) لم يدرس في النحو إلا ملحة الإعراب للحريري ومع هذا فقد دَرَّس الكافية والخلاصة والأشموني وغيرها للطلاب.
173ـ قال الوالد: "ليست عندي إجازة في الحديث من الشيخ المعلمي، إنما عندي إجازة من مشايخه الهنود والمعلمي شيخي كنت معه حتى مات."
174ـ إن عمي الملقب (بالبحر) لم يكن خطاطاً ولم يكتب شيئاً بيده وإنما كان يُمْلِي علينا ونكتب. ثم قال الوالد: نحن جماعتنا لم يكن فيهم خطاط وأنا لست من الخطاطين. قلت: يعني بجماعته: من عاشرهم من المشايخ وطلبة العلم في البلاد (مالي) .
175ـ سمعت الوالد يقول عن الشيخ عطية سالم: "هذا القاضي الكبير".
176ـ قال الوالد: "إن يوسف المطلق رجل عظيم محب للعلم وكان من تلامذتي وكان يلازمني."
177ـ قال الوالد: "إن الشيخ ناصر الألباني اعرفه جيداً ولم أدركه في الجامعة الإسلامية لأني لما جئت إليها كان قد خرج منها".
قال الوالد: "إن أكرم الشريف شيخي في البلاد –مالي- هو رجل عظيم وقد أصيب في فتنة أدرنبوكار في سنة 1336هـ حيث كان الغزاة في هذه الفتنة يقتلون الأطفال وغيرهم وكان شيخي من جملة الأطفال
فأخذ ليقتل كما قتل غيره من الأطفال فلما أخذ أحد الغزاة السكين ليقطع رقبته قام أحد الغزاة فنزع شيخي وهو طفل من يد القاطع وقد مس السكين رقبته فجرحها ولا تزال علامة مسة السكين في رقبته إلى أيام تدريسه لنا وكان يرينا إياها".
179ـ قال الوالد: "إن الشيخ الألباني درس العلم دراسة وافية واتخذ إصلاح الساعات معيشة له كما كان يفعل الأئمة الأوائل فإن كل واحد منهم له صنعة لمعيشته فمثلاً أبي حنيفة كان قماشاً".
180ـ قال الوالد: "أول مرة رأيت الألباني فيها سنة 1374هـ عند الشيخ عبد العزيز بن باز في الرياض، وكان عندما رأيته يحمل معه تخريج سنن أبي داود له وهو يقرأ منه على الشيخ، فقال له الشيخ عبد العزيز: هذا الكتاب ينبغي أن يقرأ كله ثم يطبع، ثم انفض المجلس ولم أرَ الشيخ الألباني بعدها إلا لما أصبح يدرس في الجامعة الإسلامية".
قلت: لعل الوالد زار المدينة تلك الفترة فرأى الشيخ الألباني فيها.
181ـ قال رجل للوالد: "إنني التقيت بالشيخ محمد السبيل (إمام المسجد الحرام) وَعيَّدتُ عليه، فقال له الوالد: نِعم من رأيت".
182ـ سمعته يقول: "إن عبد القدوس الأنصاري ذهب إليه رجل من الناس فقال له إن حماد الأنصاري يقول: "إنك لست بأنصاري وسبَّبَ هذا الرجل نُفْرَهً بيني وبين عبد القدوس وقد كذب هذا الرجل فيما قال، فإن عبد القدوس الأنصاري ابن عمي في النسب".
183ـ قال الوالد: "إن صاحب كتاب (تنبيه المسلم) على تعدي الألباني على صحيح مسلم ليس له ذوق ولاعلم."
184ـ قال الوالد: "إن صنيع الشيخ الألباني في الكتب الأربعة وذلك بتقسيمها إلى صحيح وضعيف هو تمزيق لها، وهو عمل لم يُسْبَقْ إليه، وعمله هذا يعني أن هذه الكتب الأربعة من تأليفه لامن تأليف أصحابها، والمفروض أنه لما عُرِضَ عليه هذا العمل أن يمتنع عنه، فقال الشيخ عبد الرحمن محي الدين: أليس عمله هذا إجتهاد منه؟ فقال الوالد: هذا اجتهاد خاطئ وليس كل إجتهاد صحيح."
185ـ سمعته يقول للشيخ بكر أبو زيد وهو يخاطبه في الهاتف: "أنت الأستاذ الكبير".
وسمعته يقول له أيضاً: "لقد أفدتنا كثيراً"، وكان أثناء ما هو يخاطبه يمازحه ويضحك معه.
186ـ قال الوالد: "كنت مرة مع الشيخ ابن عوده في مجلس بعض العلماء بالمدينة النبوية، فأحضروا القهوة بدون تمر فقلت: قهوة بلا قدوع لا تسمن ولا تغني من جوع، كصلاة بلا خشوع، فلما سمعها ابن عودة ضحك فقال للقائم على القهوة: اذهب وأت بتمر فذهب وأتى به. قال الوالد فأصبح ابن عودة كلما جلس في مجلس يحكي هذه الكلمة عنَّي وأنا أتعجب من كونه يحكيها عني وأنا إنما سمعتها من قومه أهل نجد."
187ـ قال الوالد: "كان معنا في الرياض من مشايخ دولة مصر الجهابذة مئتي شيخ وهم أصحاب الكاكولات"، قلت الكاكولات هي: زِيٌّ خاص بكبار العلماء بمصر.
قال الوالد: "الشيخ الألباني فتح بكتابه الحجاب باباً للعامة، وليته لم يفعل، والعلماء من قديم كانوا لا يفتحون للعامة الباب في مثل
هذه المسألة أو غيرها، قال: وكذلك توسع الشيخ الألباني في مسألة عدم كفر تارك الصلاة فتح الباب أمام العامَّة فيه، وهذا لا ينبغي من عالم مثله".
قلت: ويعني بالباب الذي فُتح في مسألة الحجاب هو: قيام المرأة بكشف وجهها مطلقًا.
ويعني بالباب الذى فتحه في مسألة كفر تارك الصلاة خشية التساهل من العامة في أداء الصلاة المفروضة.
ثم قال الوالد: "إن الشيخ الألباني له شواذ تتبعها وأفتى بها وهذا لا ينبغي إنما كان عليه أن يبحثها لنفسه ولايفتي بها العامة".
189ـ قال الوالد: "إن الشيخ حمود التو يجري -رحمه الله تعالى- أجازني بمروياته وذلك أثناء زيارته لنا في مجلس الإشراف وأملى علي الإجازة".
قلت: مجلس الإشراف هو مجلس يجتمع فيه جملة من المشايخ والقضاة برئاسة الشيخ عبد الله الزاحم في هذا الوقت، وهو يشرف على دروس المسجد النبوي، وهذا المجلس يعقد مرتين في الأسبوع ليلة الثلاثاء وليلة السبت.
190ـ قال الوالد: "لما كنت في دمشق كنت أزورُ الألباني في بيته في سفح جبل قاسيون، أسهر عنده بعد العشاء حتى يذهب الليل، وذلك لأنظر في كتبه ومكتبته لابأس بها وان الشام حُرمت من الشيخ ناصر الألباني فهو لا يوجد مثله في الشام، خاصة في تخصصه."
191ـ سمعته يقول: "أنا خرجت من البلاد سنة 1365هـ وخرج الشيخ إسماعيل الأنصاري سنة 1369هـ".
سمعته يقول: "لما كنت في الرياض كنا نجتمع كل يوم مع الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ بعد العصر وبعد المغرب، وكان الشيخ محمد
ابن إبراهيم آل الشيخ كثيراً ما يمازحني، وكان يُكَنَّيني بأبي زيد، وأنابني بدلاً منه في الدرس بعد صلاة الصبح، وكان الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ إذا أتيناه ضيوفاً عليه يعمل لنا بادية، وهي عبارة عن صحن كبير مليء بالطعام لا يحملها إلا أربعة رجال، وهذه البادية لاتكون إلا عند الأمراء أو الشيوخ الكبار".
193ـ قال الوالد: "إن عمي البحر شقيق لوالدي".
194ـ سمعته يقول: "إن حذيفة جد الشيخ عمار كان عالماً كبيراً."
قلت: عمار بن حذيفة الأنصاري من سكان مكة المكرمة وهو ابن عم الوالد نسبا"ً.
195ـ قال الوالد: "إن الشيخ شعيب الأرنؤوط فَنَّي لا علمي".
قلت: يعني: تحقيقاته للكتب عمله فيها فني لا علمي.
196ـ قال الوالد: "إن بشار عواد مؤرخ، سمعته يقولها أكثر من مرة."
197ـ وقال الوالد: "البوطي أعرفه التقيت به بدمشق، وهو أكبر خرافي اليوم".
198ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ عبد الله الغنيمان كان كلما عاد من القصيم يُهْدِي إليَّ من تمر نخله".
199ـ وسمعته يقول: "إن عمي البحر يحفظ صحيح البخاري بالأسانيد، وكان هو القارئ في البخاري في أيام رمضان حيث إن العادة في البلاد أنهم يُجزءون صحيح الإمام البخاري الى ثلاثين جزءً يقرأون كل يوم جزء منه."
200 ـ وسمعته يقول: "التقيت بالترابي في المدينة المنورة وعرفت اتجاهه".
قلت: كان الوالد رحمه الله تعالى يذم الترابي ولا يمدحه، ومرة قرأ أحد طلبة العلم السودانيين واسمه عارف على الوالد مذكرة فيها أقوال الترابي وأفعاله في السودان فقلما قرأ هذا الطالب شيئاً من أفعال الترابي وأقواله إلا يقول الوالد: معلقاً على بعض عبارات الترابي المنقولة هذه عبارة كفر هذه عبارة كفر وهكذا.
201 ـ سمعته يقول: "حججت مرة فالتقيت بشيخ فلسطيني اسمه عبد الحفيظ عليه سِمَةُ أهل العلم وذلك سنة 1367هـ ومعه مذياع وكنت في ذلك الوقت لا أعرف المذياع فقلت له ما هذه الآلة التي تتكلم؟ فقال لي: المذياع، فقلت له: ما هذا الذي يذاع؟، فقال: الحرب بين اليهود والجرب، فقلت: لم تقول لهم جرب؟، فقال: هؤلاء جرب وحربهم مع اليهود لنصرة اليهود لا لنصرة الإسلام".
202 ـ قال الوالد: "إن عبد الله الغماري كانت له مكتبة فيها مراجع قل أن توجد عند غيره ومرة رأيت له نقلاً من كتاب لإبن دقيق العيد عنوانه (ما خالف فيه الأئمة النصوص) وبعد أن ينتهي من النقل من هذا الكتاب يقول "هذا النقل من نسختي" وطلبت منه هذه النسخة فأبى عليَّ جداً.
وسمعته يقول: "إن أحمد الغماري عالم كبير لم أر مثل كتابه (الإقليد في ذم التقليد) يعني في بابه، وهو في توحيد العبادة خرافي وفي توحيد الأسماء والصفات جيد فقد ألف كتاباً في جواز البناء على القبور وكتابه الإقليد في الأسماء والصفات- ثم قال الوالد: وأحمد الغماري لم يوجد في سعة
الاطلاع مثله في المغرب بعد القرن الرابع عشر وقد كشف عن أمورٍ لم يكشف عنها غيره، وعنده نوادر وشواذ) .
204ـ وقال الوالد: (إن الشيخ تقي الدين الهلالي صحبته في أثناء تدريسه في الجامعة الإسلامية، وكان جاراً لي بالمدينة، وكان -رحمه الله تعالى- مصاباً بالربو وكان يؤثر عليه جدا"ً.
205ـ قال الوالد: "كان الشيخ عبد العزيز بن باز قاضياً في قرية الدلم فترك القضاء فيها بأمر من الملك عبد العزيز وذلك لأنه كان يقضي بأن الطلاق الثلاث واحدة ثم بعد فترة عُيَّن مدرساً وكنت أُدَرِّس معه ثلاثين سنة والشيخ- حفظه الله- عاش في أول أمره عيشة ضيقة وأصبح عليه ديون كثيرة بسبب إنفاقه على الناس من ماله الخاص وغيره ثم لما عرفه المحسنون أعطوه المال ليوزعه على الفقراء والمساكين وكان ثقة عندهم ثم بعد وقت جعل لنفسه وكلاء في كل مدينة يوزعون الأموال بالنيابة عنه ولم أر مثل الشيخ في الإنفاق أبداً وقد أدركت كثيراً من المشائخ".
206ـ وسمعته يقول: "لم يبق في تونس من أهل العلم إلا الشاذلي النَّفر."
207ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ المجذوب الشامي عندما كان في الجامعة الإسلامية كان نشيطاً في كل عمل يعمله، وهو الآن مسن وملازم للفراش".
قلت: قال الوالد -رحمه الله تعالى- هذا الكلام سنة 1415هـ في شهر ذي القعدة.
قلت: والمجذوب توفي سنة 1420هـ بسوريا.
208ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ العتيق عالم كبير وبارز في كل العلوم.
قلت: العتيق شيخ من مشيخة بلاد مالي وقد أجاز الوالد في علم الحديث وهو من أقرانه في السن.
ثم قال الوالد: وإن العتيق إمام في علم الصرف والنحو تُضْربُ إليه أكباد الإبل.
209ـ وسمعته يقول: "إن أحمد شاكر عمله في المسند يضاهي عمل المتقدمين وقد احسن في عمله هذا".
قلت: كان الوالد- رحمه الله تعالى- يثني كثيراً على أحمد شاكر وعمله في المسند.
210ـ قال الوالد: "إن الشيخ محمد عبد الله المدني لما قدم إلى البلاد (مالي) أخذ يدعو الى عقيدة السلف وقد نفع الله به كثيراً وقام بنشاط كبير في نشر العقيدة السلفية وقد ألفت كتاباً (1) ذكرت فيه نشاطه هذا وذلك سنة 1373هـ وقد توفي الشيخ في السنة التي توفي فيها الملك عبد العزيز".
211ـ وسمعته يقول: "إن الشايقي كان جاراً لي في المصانع ومن خواص أصحابي، وكان يحضر درسي في الجامعة بالكلية يجلس مع الطلاب".
قلت: الشايقي هذا لا أعرفه.
(1) قلت: وهذا الكتاب الذي ألفه الوالد عن محمد عبد الله المدني موجودٌ ضمن هذا المصنف. اهـ.
212ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ حامد فقي من شيوخي وهو من أنصار السنة في كل مكان وقد توفي سنة 1379هـ."
213ـ وسمعته يقول: "إن العلامة الطباخ الحلبي محدث جيد."
214ـ وسمعته يقول: "تعرفت على الشيخ الشاعر صالح بن عثيمين سنة 1376هـ بمكة وكان طالب علم حريصًا على الطلب وكان يُجِيد الغوص في السباحة وكانت إحدى رجليه مقطوعة من المفصل وسألته عن سبب انقطاعها فقال لي: قطعتها سمكة كبيرة، ثم قال الوالد: وهذا الشيخ توفي قبل خمسة عشر سنة وقد اتصل بي بعض أهله وقال لي أطلب منك أن تُمْلِيَ علي شيئاً عن حياة الشيخ صالح، فكتبت: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فقد طلب مني بعض أهل الشيخ صالح بن عثيمين أن أكتب له بعض ما أعرفه عن الشيخ، فأقول إن معلوماتي عن الشيخ صالح قديمة لطول الوقت بيني وبينه فعهدي به سنة 1376هـ وقد انقطع الاتصال بيني وبينه حتى توفي وأسال الله ان يتغمده برحمة منه فبناءً على هذا أذكر ما أحفظ من ذكرياتي حول الشيخ فالشيخ صالح شخصية بارزة ومن العلماء المشاركين في كل علم من العلوم الشرعية، لاسيما في الحديث واللغة والأدب وكانت له مكتبة عامرة، فيها كتب قيمة. وكنت أنا والشيخ علي هندي وراشد الراجح وسليمان القاضي وعبد الرحمن الشعلان إمام الحرم المكي بالتناوب مع الخُليفي، نتذاكر والشيخ صالح معنا في الحديث ونراجع الشيخ صالح فيما أشكل علينا، بالإضافة الى أنه كان كاتباً بارعاً يكتب في الصحف وغيرها."
215ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ حسنين مخلوف يعتبر إماماً وأعرفه معرفة جيدة، التقيت به في هذه البلاد".
216ـ قال الوالد: "إن الشيخ عبد الرحمن الإفريقي كان مدير شعبة الحديث في المدينة النبوية، وكان يجيد اللغة الفرنسية وتعلم في أفريقيا واسم بلدته فيها "فافا" وهي قريبة من (قاوا) وقد هاجر من بلاده الى هذه البلاد فى طلب العلم وهو رحمه الله عالم كبير، وقال الوالد: كان الفا هاشم عالماً كبيراً وهو أيضاً من بلدة (فافا) القريبة من (قاوا) بأفريقيا وله كتاب في نسب الفُلَاّنِيينَ عندي وهو كتاب نفيس جداً".
217ـ وسمعته يقول: "إن مؤلف كتاب "المحدثون الأماجد في زهران وغامد" زميلي أثناء الطلب درسنا معاً سنة 1367هـ على الشيخ عبد الرزاق حمزة والشيخ عبد العزيز الزهراني مؤلف هذا الكتاب عالم كبير وسلفي".
218ـ قال الوالد: "كنت أُدَرِس في الجامعة الإسلامية مادة العقيدة في إحدى الكليات، فأخذت اتكلم عن الأشاعرة ومخالفتهم للسلف الصالح في العقيدة، فاعترض علي عبد الرحيم الطحان وكان من الطلاب قال يا شيخ لا تتكلم في الأشاعرة ورفع صوته، فأردت أن أفهمه، فقال لي أنت تعلمنا العقيدة الوهابية فأمرته بالإنصات إلي، ولكنه أبى، فأمرت أحد الطلبة بإحضار المراقب، فقال الطحان للمراقب: أنت وهابي، ثم حضر الشيخ عبد العزيز بن باز فأخذ يُعَلَّمَهُ ولكن لا فائدة وطوى قيده من الجامعة فسافر إلى مصر ودرس في الأزهر".
219ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ بكر أبو زيد تعلم على يدي وقد تولى القضاء في المدينة النبوية وكان إماماً للحرم النبوي، وكان يكثر الإطلاع في مكتبتي وقلمه سيال وقد أنتج في الموضوعات كتباً ولم ينتج في تحقيق الكتب".
220ـ وسمعته يقول: "إن الحداد يعني به محموداً جاء إليَّ بمخطوطات من أجل المبادلة وكتب عشرة أسماء لمخطوطات موجودة عندي وحققت له رغبته."
قلت: وهذا الأمر قد حصل قبل أن يتبين حال الحداد للوالد.
ثم سمعت الوالد يقول: "بعد زمن نُقِلَ إليَّ أنَّ الحداد يقول إن كتب المبتدعة يجب إحراقها ومنها كتاب الفتح للحافظ بن حجر وشرح مسلم للنووي، ثم قال الوالد: وهذا الحداد قد سيطر على بعض طلبة العلم، ولا أدري كيف سيطر عليهم، أهو ساحر أم ماذا؟ ثم قال الوالد: لقد غُزِينَا في عُقْرِ دارنا".
قلت: وكان الوالد- رحمه الله تعالى- يحذر طلبة العلم من الحداد، ويقول: "إن الشباب يَضِيْعُ بعضهم بسبب الركض خلف كل من
هب ودب.
221ـ وسمعته يقول: "لما مرض الشيخ عبد العزيز بن صالح ولزم الفراش فقدنا من يتعاون معنا في حل بعض المشكلات".
قلت: عبد العزيز بن صالح إمام المسجد النبوي.
222ـ وسمعته يقول: "إن أبا حبيب الشثري من علماء نجد وهو عالم صاحب طُرفَةٍ، وكان أبو حبيبُ يَدرِّسُ معنا وكان ضعيف النظر والسمع".
223ـ وسمعته يقول: "إن مُلَاّ خاطر طلبت منه تصوير كتاب (الشافي العِي) لابن الأثير فأمتنع عن تصويره لي وهذا الرجل من عادته إذا كان عنده مخطوط لا يخبر به احداً".
224ـ وسمعته يقول: "إن أحمد بن حجر آل طامي كان أشعرياً لما قدم علينا في الرياض، فَتَناوَشَتْهُ العقيدة السلفية من كل مكان فأصبح سلفياً حتى كأنه نشأ عليها. ولما كنت في مكة كان يزورني في البيت نتدارس العلم.
225ـ وسمعته يقول: "إن حكمت بشير من الأكراد وهو مهتم بم يتعلق بالتفسير".
226ـ وسمعته يقول: "اجتمعنا مرة مع الشيخ ابن قاسم ونحن أربعون رجلاً في مكان اسمه المُغيدر وهو قرب الرياض فأخذنا بعض فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية نقرأ فيها وكانت بخط شيخ الإسلام، فما استطعنا مواصلة القراءة بسبب صعوبة قراءة خطه، وأخذنا على ذلك أربعة أيام نحاول قراءته."
227ـ سمعته يقول: "إن كتاب (سبيل الرشاد) للشيخ تقى الدين الهلالي أهداه لي لما التقيت به في دولة المغرب – ثم أرسل إليَّ نسخة أُخرى وأنا بالمدينة النبوية وهذه النسخة أهديتها للشيخ بكر "أبو زيد".
228ـ سمعته يلقب أبا دجانة (عبد القادر السوري) بالرحَّالةِ.
وسمعته يقول: "أول ما وصلت الى الرياض سنة 1374 ـ بحثت عن الشيخ عبد العزيز بن باز، حتى التقيت به في مجلس، وسأله أحد الناس عن مسألة فرضية فأجابه عنها بطريقة الحساب الحرفي فسألت الشيخ عمن علمه طريقة الحساب الحرفي؟ فقال إن المشايخ: علمونا إياها. ثم قال الوالد: كنت أظن أنه لا يوجد أحد في آسيا يعرف طريقة الحساب الحرفي، والشيخ عبد العزيز -حفظه الله- يتقن هذا العلم فقد سألته عن هذه الطريقة، فوجدته متقناً لها، وهذا العلم يعرف من خلال نظم مفرد فيه، وهو عبارة عن أحرف إذا عُرِفَ
عرف مقدار كل حرف من العدد تتم به الطريقة الحسابية، فمثلاً رقم 9 حرفه "ط" وهكذا.
قلت: كان الوالد رحمه الله لا يحسب إلا بهذه الطريقة سواء في الفرائض أو غيرها.
قلت: تقدم في بحث (حياته) ذكر الأبيات وشرحها.
230ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ أبا بكر الجزائري رجل فاضل كثير الخدمة لمن قصده".
231ـ وسمعته يقول: "منذ أن عرفت سيد حبيب وذلك سنة 1368هـ ما طلبت منه شيئاً دنيويًّا ثم قال أول معرفتي بسيد حبيب سمعت أن له مكتبة كبيرة، فبحثت عنه حتى وجدت الدليل إليه فذهبت معه، فلما جئت إلى بيته استأذنت فأذن لي بالدخول فكلمته عن مكتبته فسمح لي برؤيتها وأطلعني عليها ثم تركني فيها وذهب الى عمله وقال لي إذا انتهيت من المطالعة فأخبرني".
232ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله أمرني أن أُدَرِسَ في مسجده العقيدة، وكان هذا الدرس عامَّاً يحضره الأمراء والمشايخ والعوام.
233ـ سمعته يقول: "إن أبا حبيب الششري من كبار مشايخ نجد".
وسمعته يقول: "إن الشيخ علي هندي كان نشيطاً في المذهب الحنبلي وكان يسكن بمكة في حي ريع اللصوص وكنت صاحباً له من 1368هـ الى أن انتقلت الى الرياض قلت له مرةً: لم لُقبُتم بالهندي وانتم لستم
من الهند؟. قال الوالد: فقال أحد الحاضرين: كلمة أغضبت من فى المجلس وذلك قبل ان يجيب الشيخ على السؤال والكلمة التي قالها هذا الرجل علق عليها الشيخ بتعليق موجود عندي.
قلت: قال أحد الحاضرين بالمكتبة للوالد إن الشيخ علي له ترجمة في كتاب (زهر الخمائل في علماء حائل) فقال الوالد: نعم هذا صحيح والكتاب عندي".
قلت: والكلمة التي قالها أحد الحاضرين لم يذكرها الوالد عمداً.
قلت: والشيخ علي هندي من أهل نجد، وقد توفي بعد الوالد بسنة، أي: عام 1419هـ.
235ـ ما سمعت الوالد قط ذكر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ إلا قال: "أسكنه الله الجنة ومرة قال إنه شيخ لطيف".
236ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ الطيب الأنصاري وابابكر التنبكتي والد محمد الطيب ووالدي والمحمود والد الشيخ عبد الله المدني قَبض عليهم الإيطاليون بين تونس وليبيا ثم أفرجوا عنهم وبينما هم يسيرون قال الشيخ المحمود نسيت كيس من المال "بماي" فمن يأتي به؟ فقال أبو بكر التمبكتي: أنا آتيك به فذهب من تلك البقعة مابين تونس وليبيا إلى "مالي" حتى أتى بالمال فجاء الى الشيخ وهو بالمدينة بعد أن قضوا بالمدينة النبوية وقتاً طويلاً يُعَدُ بالأشهر. ثم قال الوالد: قال لي الشيخ أبو بكر لما أتيت بهذا المال لم يكن في وجهي شعرة واحدة، وسافرت على الجمل للإتيان بالمال".
237ـ وسمعته يقول: "إن شيخي في العقيدة السلفية عبد الله بن المحمود المدني".
238ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ الزغيبي كان شيخاً لي، وكان يؤم الناس في المسجد النبوي".
239ـ وسمعته يقول: "إن سيد قطب في توحيد الأسماء والصفات أشعري، وسبب قتله أنه دعى إلى تحكيم شرع الله تعالى".
240ـ وسمعته يقول: "أعرف الشيخ أحمد شاكر ومحمود شاكر قديماً منذ سنة 1374 هـ ومحمود شاكر اجتمعت به بمصر مرتين في بيته وهو أديب ولغوي كبير وأما أحمد شاكر فهو محدث كبير ما جاء بعده في مصر من اشتغل بعلم الحديث مثله".
241ـ وسمعته يقول: "إن الشيخ عبد الرحمن السعدي أعرفه تماماً كان يزور الرياض كثيراً وتعرفت عليه".
242ـ وسمعته يقول: "إن ابن شلهوب كان تلميذ الشيخ محمد ابن إبراهيم آل الشيخ الخاص".
243ـ وسمعته يقول: "أن الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ عالم بالفرائض".
244ـ وسمعته يقول: "إن الشاذلي النَّفر لا يوجد كتاب من كتب المالكية إلا عنده منه نسخة".
245ـ وسمعته يقول: "إن سيد قطب له حزبية كبيرة وزبائن كثر".
وسمعته يقول: "دَرَسْتُ المذهب الحنبلي على يد الشيخ محمد الخيال -رحمه الله تعالى- وذلك سنة 1369هـ وكان رئيس المحكمة في
ذلك الوقت، ومراقب على الدروس العلمية ومراقبته هذه من أجل أن لا يُلْقَى في هذه الدروس شيٌء مخالف لعقيدة السلف".
247ـ قال الشيخ حماد -رحمه الله تعالى-: "قابلت ببور سودان حال مروري بها الى المملكة العربية السعودية الشيخ أبا طاهر السواكني -رحمه الله تعالى- وجلست في حلقته وكان من أهل الحديث وكان سبباً فى انتقالي إلى علم الحديث فأشتريت من بور سودان كتب الحديث وقال الشيخ حماد: إن الشيخ السواكني كان شديداً جداً يمنع السؤال في درسه منعاً باتاً ويُعنَّف من يسأله".
قلت: وهذه الفائدة كتبها لي الأخ الفاضل نزار السوداني.
248ـ قال الوالد: "إن الشايقي كان يُدَرِّس في الجامعة الإسلامية، وكان دائمًا يكونُ عندي في مكتبتي".
249ـ قال الوالد: "إن الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله إمام ليس بعالم فقط".
ثم قال الوالد: "كان الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ لا يكلّمُه أحدٌ إلا أنا، فقد كنت أكلّمُه". ثم قال الوالد: "ما أظنّ أن بريدة وعنيزة ولدت مثلَه، وهو عالمٌ كبير".
قال الوالد: "إن الشيخ عبد الله بن المحمود المدني استأذن الملك عبد العزيز رحمه الله في الرحيل إلى أفريقيا للدعوة، فأذن له، فلما وصل الشيخ إلى أفريقيا فتح مدرسةً للقرآن والتوحيد السلفي، فاستفدنا نحن الصغار منها، ولم ينتفع الكبار منها". ثم قال الوالد: "وأخذ الشيخ في الدعوة هناك ثلاثين سنة، وتوفي سنة 1373هـ". ثم قال: "إن الشيخ عبد الله المدني سبب
خروجه من المدينة: أهل المدينة، وذلك أنه كان إذا خرج إلى الصلاة لا يترك دكّانًا مفتوحًا، ولا يؤمّ الناس في المسجد النبوي حتى تغلق، فشكاه الناسُ إلى الملك عبد العزيز، فلما وصلته الشكوى كتب إليه الملك عبد العزيز –رحمه الله: أنا على يقين أنّ أهل المدينة غير صادقين، ولكن درءاً للفوضى أرجو أن تكتب استقالتك، فكتب الشيخ، وذهب بعدها إلى البلاد (مالي) ". ثم قال الوالد:"والشيخ عبد الله المدني دخل أفريقيا سنة 1357هـ". ثم قال الوالد: "إن الشيخ عبد الله المدني له قصيدةٌ في وصف رحلته إلى أفريقيا وأسماء البلاد التي مرّ بها، ثم دخل بعد ذلك في المقصود، وهذه القصيدة سبعون بيتًا أو قريبًا من المائة. وأخذت هذه القصيدة منه لأني كنت في صدد الكتابة عنه، فما كتبت عنه إلا بعد ما مات، وسميّت كتابي (جهود الشيخ عبد الله المدني في أفريقيا الغربية) ".
251ـ وقال الوالد: "لما دخلت السودان سنة 1367هـ رأيتُ طاهر السواكني فإذا هو حافظٌ كبير، وله حلقة كبيرة". ثم قال: "التقيت في السودان بموسى عبد الحفيظ، وهو أيضًا بعد طاهر في العلم والحفظ".
252ـ قال الوالد: "إن الشيخ حامد الفقي يُكْنَى بأبي عادل".