الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منهم: الشيخ محمد بن محمد أحمد، وعمار ابن الحسن، والمحمود بن عبد الهادي- مهاجرين بإرشادات المجاهد في الله محمد عبد الله (1) الناصح الأوّاه.
وقد شرح ووضح لنا أنّه لا مهاجر ولا مفرّ من فرنسا إلاّ إلى الحكومة السعودية التي نُشرت فيها الدعوة السلفية على يد مجدد القرْن الثاني عشر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب القائم بالدعوة إلى الحق والصواب -أثابه الله خير ما جزى من دعا إليه وأناب-.
(1) هو صاحب الترجمة. اهـ. عبد الأول.
قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب
…
قيام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب:
هذا وقد كان شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في زمن كان للشرك فيه أرفع منار، فهدمَ أعلامَها ونكّسها على الأدبار، وأسّس دولةً على الكتاب وسنة النبي المختار صلى الله عليه وسلم بمساعدة من الإمام محمد بن سعود.
وأما ما سواها من الدول آنذاك فأكثرها خرافات عاتية وبدع كثيرة فاشية، فمن ثمّ آثرنا إليها الإنضمام لنكونَ تحت راية الإسلام، فوصلنا إليها في حياة مؤسِّسها الثاني الذي يهنئ المهاجرين بأحسن التهاني ألا وهو جلالة الملك عبد العزيز آل سعود -أيّد الله دولته غرمًا عن أنف أيّ عدو وحسود-.
ثم توالت زمر المهاجرين من الصحراء الكبرى أفواجًا، فوصلت إلى البلاد المقدّسة الجماعة الثانية برئاسة الأمير محمد علي بن الطاهر الأنصاري.
ثم الفوج الثالث مع الأخ إسماعيل الأنصاري وغيره، ثم جماعة الشيخ ناجي ابن إبراهيم الهاشمي.
ثم جماعة محمد بن الحسن الهاشمي، ومحمد بن أحمد بعيالهم، والأخ أحمد محمد بن حَمَنُو وعائلته، والأخ نوح بن منصور، وإبراهيم بن إيايا كلهم مع عوائلهم، ووصلوا في سنة 1373هـ.
ثم ما زالت أفواجُ المهاجرين يردون من الصحراء الكبرى إلى الحكومة السعودية من شتّى القبائل المختلفة منهاجًا من سنة 1379هـ إلى كتابة هذه العُجالة، وذلك كلّه بسبب ما أخبرَهم به الشيخ محمد عبد الله المدني المؤسس الثاني للهجرة من الصحراءبعد أبيه المحمود مع نشره للعقيدة السلفية الصِّرفة القُحَّة في تلك الصحراء لما أخبرهم به من أنه لم يبق على البسيطة حكومة إسلامية إلاّ الحكومة السعودية، فقد صادفوا ما أخبرَهم به كما أخبرهم لم ينقص ولم يزد. ونرجو من الله أن تكون الحكومة هي المعنيّة بالحديث المعروف:" لا تزالُ طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرّهم مَن خذلهم ولا مَن خالفَهم إلى يوم القيامة ".
وأكثر من أتى مهاجرًا من الصحراء الكبرى هم البرابر الطوارق الذين لم يعهد لهم سلفٌ في الهجرة، بل هجّيراهم في بلادهم التنافس في الإمرة، إلاّ أنه لما قام الشيخ محمد عبد الله المدني فيهم مقام الناصح المناضل في سبيل الله أثّرت دعوته الصافية في قلوبهم القاسية التي أُشربت حبّ الفساد في الأرض.
ثم جاءت مجموعة أخرى من مهاجرة الصحراء الكبرى إلى البلد المقدّس أم القرى، منهم عالِم محمد ـ تلميذ الشيخ محمد عبد الله المدني.
وليس أحد ممن جاء باسم الهجرة إلاّ ومعه بعض عياله إلاّ كاتب هذه الحروف، فإنه ليس معه إلاّ شخص واحد من أبناء عمه: عمّار بن الحسن ابن حذيفة الأنصاري، بل ترك جميعَ أهلِه راجيًا من الله القدير على كل شيء أن يعوّضه خيرًا منهم كما عوّض الصحابة -رضوان الله عليهم- إذْ هاجروا وتركوا أهليهم خيرًا كثيرًا وأثابهم أجرًا كبيرًا.
نعم، وقد وفى الله الجميع من مهاجرة الصحراء بما وعد به المهاجرين من السعة في الرزق ليبلوهم أيشكرون أم يكفرون، {ومن شكر فإنما يشكرُ لنفسه ومن كفر فإن الله غنيٌّ عن العالمين} ، وهذه التوسعة مصداقُ قوله تعالى: {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغمًا كثيرًا وسعة
…
} الآية.
قال إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة 774هـ في تفسيره الجليل، قال: "في هذه الآية تحريضٌ على الهجرة وترغيبٌ فيها وفي مفارقة المشركين، وأن المؤمن حيث ما ذهب وجد مندوحةً عن المشركين وملجأً يتحصّن فيه، والمراغم المضْطَرَب، ومنه قول النابغة الجعدي:
كطود يلاذ بأركانه
…
عزيز المراغم والمهرب
وقال آخر:
إلى بلد غير داني المحلِّ
…
بعيد المراغم والمضطربْ
وقوله: {وسعَة} يعني: الرزق، قال غيرُ واحدٍ -منهم قتادة- في قوله تعالى:{يجد في الأرض مراغمًا كثيرًا وسعة} قال: "يجد سعة من الضلالة إلى الهدى ومن القلّة إلى الغنى".
هذا، وقد تعلم بعضهم الخياطة كعمّار بن الحسن الأنصاري، ومحمد ابن سهل، ومحمد بن المحمود، وأما الأولاد الصغار فقد انتظموا في المدارس الحكومة طلبة، منهم: محمد محمود الخيّاط، كان في معهد المعلِّمين في مكة المكرّمة، ومحمد بن ناجي، ومرداس بن نافع في المعهد العلمي في الرياض. ولله الحمدُ على هذا الخير الجزيل المستحقّ أن يُقابَل بالشكر الجميل.
ومما ينبغي -بل هو واجب على جميع المهاجرين من الصحراء الكبرى- بعد شكرهم لربهم بامتثال ما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر مما يجب عليهم: