الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَوْلُهُ: «والمقاصد والنِّيات تعتبر في المعاملات كما تعتبر في العبادات» .
وهذه القاعدة فرعٌ من قاعدة «الأمور بمقاصدها» ، وما تقدَّم ذِكرُه من الدليل دليلٌ على هذه القاعدة، فمن صلَّى ركعتين بعد أذان الفجر فيحتمل أنَّها الراتبة، وأنَّها الفريضة، والذي ميَّز هذه من هذه النِّية.
قَوْلُهُ: «ويعمل عند التعارض بأقوى المرجحات» .
ويستوي في ذلك المرجِّحات المتَّصلة والمنفصلة، وهذا داخلٌ في عموم قوله تعالى:{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} ] الزمر: 55 [.
قَوْلُهُ: «ولذلك قد يعرض للمفضول من المرجِّحات ما يصير به مساويا للفاضل، أو أفضل منه» .
وهذا صحيحٌ، وله أمثلةٌ كثيرةٌ، منها:
أنَّ
أفضلَ الذكر بالإجماع القرآن
، كما حكاه ابن تيمية
(1)
، وإذا أذَّن المؤذِّن يشتغَل بإجابته والدعاء، وإن كان مفضولا، ويُترك الأفضل، وهو قراءة القرآن.
ومثل ذلك يُقال في عدم قراءة القرآن في الركوع والسجود، مع أنَّه أفضل من التعظيم والدعاء إلَّا أن الشريعة نهت عنه؛ كما أخرج مسلم عن علي بن أبي
(1)
مجموع الفتاوى (19/ 120).
طالب، وابن عباس رضي الله عنهما، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ألا وإنِّي نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا»
(1)
.
فبهذا ينتهى من التعليق على هذا المتن المفيد الذي هو فيما أعلم أحسن متن مختصر في علم أصول الفقه، جمع مع اختصاره الأهم الذي يستفيد منه المبتدئ في دراسة علم أصول الفقه.
أسأل الله أن يجزي العلامة ابن سعدي خيرًا على هذا المتن، وعلى غيره مما قدَّم من العلوم النافعة، وأسأل الله أن يتقبَّل مني ومنكم، إنَّه الرحمن الرحيم.
(1)
مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنه (479) ، ومن حديث علي رضي الله عنه (480).