الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دون تقدير محذوف أو إضمار، فمن قال: إنَّ المعنى: وجاء أمر ربك. فهذا خلاف الأصل، فلا يُعَوَّل عليه.
قَوْلُهُ: «وعلى إطلاقه دون تقييده» .
الكلام فيه كالكلام في العموم، ومثاله: قوله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} فإنَّ الأيام مطلقة، وكقوله تعالى:{فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ} فإنَّ الأيام مطلقة أيضًا؛ لأنَّها نكرة في سياق الإثبات.
قَوْلُهُ: «وعلى أنَّه مُؤَسِّسٌ للحكم لا مُؤّكِّد» .
أي: إذا حصل تردد في لفظ، هل هو مؤكد لغيره، أو مبتدأ لحكم لمعنى جديد، فإنَّه يُحمل على التأسيس والابتداء لمعنىً جديد؛ لأنَّ
الأصل في كلِّ لفظ أنَّه دالٌّ على معنى جديد
.
وذلك كقوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما الأعمال بالنِّية، وإنّما لكلِّ امرئ ما نوى»
(1)
، فقد تنازع العلماء في قوله:«وإنّما لكلِّ امرئٍ ما نوى» هل هو مؤكِدٌ لمعنى «إنما الأعمال بالنية» أو مُؤَسِّسٌ لحكم جديد؟
على أصحِّ الأقوال: أنَّه مُؤَسِّسٌ لحكمٍ جديدٍ، وهو أنَّ معنى قوله:«إنَّما الأعمال بالنِّية» أي: أنَّ كلَّ عمل واقعٌ بإرادةٍ فهو بنيِّة، سواءٌ أَكان في أمور
(1)
أخرجه البخاري (6689) ، ومسلم (1907)
الدين أم الدنيا، وقوله:«وإنّما لكل امرئ ما نوى» مبيِّنٌ للحكم الشرعي، إن أراد خيرًا فخير، وإن شرًا فشر.
قَوْلُهُ: «وعلى أنَّه متباين لا مُترادف» .
أي: إذا اختُلِف في لفظين، هل الثاني مرادِفٌ للأول أو مغاير له ومختَلِف؟
فالأصل أن يُقال: إنَّه مختلف ومغاير له؛ لأنّ الأصل في كل لفظ أنَّ له معنى.
وذلك مثل: ما أخرجه مسلم (432) عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لِيَلِني منكم أُولوا الأحلام والنُّهى» .
تنازع العلماء هل أولوا النُّهى هم أولوا الأحلام أم بينهما فرق؟
والأصحّ أنَّ بينهما فَرْقًا؛ لأنَّ الأصل التباين، وأن يقال: إنَّ معنى أولي الأحلام أي: البالغون، ومعنى أولي النُّهى أي: أهل العقول، ذكر هذا ابن علان
(1)
، وأشار لذلك السيوطي
(2)
.
قَوْلُهُ: «وعلى بقائه دون نَسْخِه» .
أي: إذا حصل تردُّد واختلاف: هل هذا الحكم منسوخ أم غير منسوخ، ومحمول على حال أخرى؟
(1)
دليل الفالحين (3/ 206 - 208).
(2)
قوت المغتذي على جامع الترمذي (1/ 134 - 135).