المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌296 - عامر بن واثلة، أبو الطفيل الليثي - المسند المصنف المعلل - جـ ١٠

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌246 - سهل بن أبي حثمة الأَنصاري

- ‌248 - سهل بن حنيف الأَنصاري

- ‌249 - سهل بن سعد الساعدي

- ‌250 - سهيل بن البيضاء الفهري

- ‌251 - سوادة بن الربيع الجَرْمي

- ‌252 - سويد بن حنظلة

- ‌253 - سويد بن قيس

- ‌254 - سويد بن مُقَرِّن المزني

- ‌255 - سويد بن النعمان الأَنصاري الحارثي

- ‌256 - سويد الأَنصاري

- ‌حرف الشين

- ‌257 - شداد بن أوس بن ثابت الأَنصاري

- ‌258 - شداد بن الهاد الليثي

- ‌259 - شرحبيل بن أوس الكندي

- ‌260 - شرحبيل بن حسنة الكندي

- ‌261 - الشريد بن سويد الثقفي

- ‌262 - شقران مولى النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌263 - شكل بن حميد العبسي

- ‌264 - شهاب بن المجنون

- ‌265 - شَيبان بن محرز، الحنفي

- ‌266 - شيبة بن عثمان الحجبي

- ‌حرف الصاد

- ‌267 - صحار العبدي

- ‌268 - صخر بن العيلة الأحمسي

- ‌269 - صخر بن وداعة الغامدي الأزدي

- ‌270 - الصعب بن جثامة الليثي

- ‌271 - صعصعة بن معاوية التميمي

- ‌272 - صفوان بن أُمية بن خلف الجُمحي

- ‌273 - صفوان بن عسال المرادي

- ‌274 - صفوان بن مخرمة الزُّهْري

- ‌275 - صفوان بن المعطل السلمي

- ‌276 - صنابح بن الأعسر، الأحمسي

- ‌277 - صهيب بن سنان الرومي

- ‌حرف الضاد

- ‌278 - الضحاك بن سفيان بن عوف الكلابي

- ‌279 - الضحاك بن قيس الفهري

- ‌280 - ضرار بن الأزور

- ‌281 - ضمرة بن ثعلبة البَهزي

- ‌ حرف الطاء

- ‌282 - طارق بن أشيم الأشجعي

- ‌283 - طارق بن سويد الحضرمي

- ‌284 - طارق بن عبد الله المحاربي

- ‌285 - طخفة بن قيس الغِفاري

- ‌286 - الطفيل بن سخبرة الأزدي

- ‌287 - طلحة بن عُبيد الله التيمي

- ‌288 - طلحة بن عَمرو النصري

- ‌289 - طلحة بن مالك الخُزاعي

- ‌290 - طلق بن علي الحنفي اليمامي

- ‌ حرف الظاء

- ‌291 - ظهير بن رافع الأَنصاري

- ‌حرف العين

- ‌292 - عاصم بن الحكم

- ‌293 - عاصم بن عَدي العَجلاني

- ‌294 - عامر بن ربيعة أَبو عبد الله العنزي

- ‌295 - عامر بن شهر الهمداني

- ‌296 - عامر بن واثلة، أَبو الطفيل الليثي

- ‌297 - عامر الرام

- ‌298 - عائذ بن عَمرو بن هلال

- ‌299 - عباد بن شرحبيل اليشكري

- ‌300 - عباد بن عَمرو الديلي

- ‌301 - عبادة بن الصامت الأَنصاري

- ‌302 - عبادة بن قرط، أو قرص(1)الليثي

- ‌303 - العباس بن عبد المطلب الهاشمي

- ‌304 - العباس بن مرداس السُّلمي

- ‌305 - عبد الله بن أرقم الزُّهْري

- ‌306 - عبد الله بن أقرم الخُزاعي

الفصل: ‌296 - عامر بن واثلة، أبو الطفيل الليثي

‌296 - عامر بن واثلة، أَبو الطفيل الليثي

(1)

4983 -

عن ابن شهاب، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة؛

«أن رجلا مر على قوم، فسلم عليهم، فردوا عليه السلام، فلما جاوزهم، قال رجل منهم: والله، إني لأبغض هذا في الله، فقال أهل المجلس: بئس والله ما قلت، أما والله لننبئنه، قم يا فلان، رجلا منهم، فأخبره، قال: فأدركه رسولهم، فأخبره بما قال، فانصرف الرجل، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مررت بمجلس من المسلمين فيهم فلان، فسلمت عليهم، فردوا السلام، فلما جاوزتهم، أدركني رجل منهم، فأخبرني أن فلانا قال: والله، إني لأبغض هذا الرجل في الله، فادعه، فسله علام يبغضني، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عما أخبره الرجل، فاعترف بذلك، وقال: قد قلت له ذلك، يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلم تبغضه؟ قال: أنا جاره، وأنا به خابر، والله، ما رأيته يصلي صلاة قط، إلا هذه الصلاة المكتوبة، التي يصليها البر والفاجر، قال الرجل: سله يا رسول الله، هل رآني قط أخرتها عن وقتها، أو أسأت الوضوء لها، أو أسأت الركوع والسجود فيها؟ فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: لا، ثم قال: والله، ما رأيته يصوم قط، إلا هذا الشهر الذي يصومه البر والفاجر، قال: فسله يا رسول الله، هل رآني قط أفطرت فيه، أو انتقصت من حقه شيئا؟ فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا، ثم قال: والله، ما رأيته يعطي سائلا قط، ولا رأيته ينفق من ماله شيئًا في شيء من سبيل الله بخير، إلا هذه الصدقة التي يؤديها البر والفاجر، قال: فسله يا رسول الله، هل كتمت من الزكاة شيئًا قط، أو ماكست فيها طالبها؟ قال: فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: لا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم، إن أدري لعله خير منك» .

(1)

عامر بن واثلة، أَبو الطفيل، خلاصة ترجمته، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئا، فقد رآه وهو صغير، وهو آخر من مات من الصحابة، رضي الله عنهم جميعا.

ص: 424

أخرجه أحمد (24213) قال: حدثنا أَبو كامل مُظفر بن مُدرِك، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا ابن شهاب، فذكره.

- أَخرجه عبد الرزاق (20302) عن مَعمَر. و «أحمد» 5/ 455 (24214) قال: حدثناه يعقوب، قال: حدثنا أبي.

كلاهما (معمر، وإبراهيم بن سعد والد يعقوب) عن ابن شهاب الزُّهْري، قال:

«مر رجل بقوم، فقال رجل منهم: إني لأبغض هذا لله، فقال القوم: والله لا بر لها، اذهب يا فلان فبلغه، قال: فقال له الذي قال، فذهب الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلانا يزعم أنه يبغضني في الله، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: علام تبغض هذا؟ قال: هو لي جار، وأنا أعلم شيء به، وأخبر شيء به، والله ما رأيته صلى صلاة قط إلا هذه الصلاة المكتوبة، التي يصليها البر والفاجر، قال: سله يا رسول الله، هل رآني أخرتها عن وقتها، أو أسأت في وضوئها، أو ركوعها، أو سجودها؟ قال: لا، قال: ولا رأيته صام يوما قط، إلا هذا الشهر الذي يصومه البر والفاجر، قال: سله يا رسول الله، هل رآني أفطرت منه يوما، أو استخففت بحقه؟ قال: لا، قال: ولا رأيته تصدق بشيء قط إلا هذه الزكاة، التي يؤديها البر والفاجر، قال: سله يا رسول الله، هل كتمتها، أو أخرتها، أو قال: منعتها؟ قال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه فلعله أن يكون خيرًا منك»

(1)

.

مرسل، لم يذكر أبا الطفيل

(2)

.

- قال أَبو عبد الرَّحمَن عبد الله بن أحمد بن حنبل: بلغني أن إبراهيم بن سعد، حدث بهذا الحديث من حفظه، فقال: عن أبي الطفيل، وحدث به ابنه يعقوب، عن أبيه، فلم يذكر أبا الطفيل، فأحسبه وهم، والصحيح رواية يعقوب، والله أعلم.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق.

(2)

المسند الجامع (5516)، وأطراف المسند (8701)، ومَجمَع الزوائد 1/ 290 و 2/ 260.

ص: 425

- فوائد:

- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي، قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثني مهدي بن عمران المازني، قال: سمعت أبا الطفيل، وسئل: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قيل: فهل كلمته؟ قال: لا. «العلل» (5822).

- وقال الدارقُطني: أَبو الطفيل رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه، فأما السماع فالله أعلم. «العلل» (1197).

ص: 426

4984 -

عن معروف، يعني ابن خربوذ المكي، قال: حدثنا أَبو الطفيل، قال:

«رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على راحلته، يستلم الركن بمحجنه، ثم يقبله» .

زاد محمد بن رافع: «ثم خرج إلى الصفا والمروة، فطاف سبعا على راحلته»

(1)

.

- وفي رواية: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على راحلته بالبيت، ويستلم الأركان بمحجنه، قال: وأراه يقبل طرف المحجن، ثم خرج إلى الصفا، فطاف على راحلته»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (13304) قال: حدثنا وكيع. و «أحمد» 5/ 454 (24208) قال: حدثنا وكيع. و «مسلم» 4/ 68 (3053) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا سليمان بن داود. و «ابن ماجة» (2949) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا هدية بن عبد الوَهَّاب، قال: حدثنا الفضل بن موسى. و «أَبو داود» (1879) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، ومحمد بن رافع، المَعنَى، قالا: حدثنا أَبو عاصم. و «أَبو يَعلى» (903) قال: حدثنا مجاهد بن موسى، قال: حدثنا القاسم بن مالك. و «ابن خزيمة» (2783) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدَّارِمي، قال: حدثنا أَبو عاصم.

⦗ص: 427⦘

خمستهم (وكيع بن الجراح، وسليمان بن داود، والفضل بن موسى، وأَبو عاصم النبيل، والقاسم بن مالك) عن معروف بن خربوذ المكي، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

اللفظ لابن خزيمة.

(3)

المسند الجامع (5507)، وتحفة الأشراف (5051)، وأطراف المسند (8698).

والحديث؛ أخرجه البزار (2784)، وابن الجارود (464)، وأَبو عَوانة (3432)، والبيهقي 5/ 100، والبغوي (1908).

ص: 426

4985 -

عن يزيد بن مليك العدني؛ حدثنا أَبو الطفيل، قال:

«رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت، على ناقته، أو على راحلته، وهو يستلم الحجر بمحجنه

(1)

، ويقبل طرف المحجن».

أخرجه ابن خزيمة (2782) قال: حدثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا حفص، يعني ابن عمر العدني، قال: حدثنا يزيد بن مليك العدني، فذكره.

- شكك ابن خزيمة في صحته، فقال: باب تقبيل طرف المحجن، إذا استلم به الركن، إن صح الخبر؛ فإن في القلب من هذا الإسناد.

(1)

تصحف في طبعة الفحل إلى: «وهو ليستلم بمحجنه» ، وهو على الصواب في النسخة الخطية، الورقة (275/ ب)، وطبعة الأعظمي.

والحديث؛ أخرجه البيهقي 5/ 101.

ص: 427

4986 -

عن عُبيد الله بن أبي زياد، قال: سمعت أبا الطفيل يحدث؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر إلى الحجر»

(1)

.

- وفي رواية: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل ثلاثا، من الحجر إلى الحجر»

(2)

.

أخرجه أحمد (24212) قال: حدثنا يحيى بن آدم. وفي 5/ 456 (24216) قال: حدثنا يعمر بن بشر. و «أَبو يَعلى» (901) قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان.

⦗ص: 428⦘

ثلاثتهم (يحيى، ويعمر، وعبد الله) عن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا عُبيد الله بن أبي زياد، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (24212).

(2)

اللفظ لأحمد (24216).

(3)

المسند الجامع (5508)، وأطراف المسند (8694)، والمقصد العَلي (574)، ومَجمَع الزوائد 3/ 239.

ص: 427

• حديث أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس:

«أراني قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فصفه لي، قال: قلت: رأيته عند المروة على ناقة، وقد كثر الناس عليه» . الحديث.

يأتي في مسند عبد الله بن عباس، رضي الله عنه.

ص: 428

4987 -

عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الطفيل، قال:

«كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم، ليس فيها مدر، وكانت قدر ما يقتحمها العناق، وكانت غير مسقوفة، إنما توضع ثيابها عليها، ثم يسدل سدلا عليها، وكان الركن الأسود موضوعا على سورها، باديا، وكانت ذات ركنين كهيئة هذه الحلقة، فأقبلت سفينة من أرض الروم، حتى إذا كانوا قريبا من جدة انكسرت السفينة، فخرجت قريش ليأخذوا خشبها، فوجدوا روميا عندها، فأخذوا الخشب، أعطاهم إياها، وكانت السفينة تريد الحبشة، وكان الرومي الذي في السفينة نجارا، فقدموا بالخشب، وقدموا بالرومي، فقالت قريش: نبني بهذا الخشب بيت ربنا، فلما أن أرادوا هدمه، إذا هم بحية على سور البيت، مثل قطعة الجائز، سوداء الظهر، بيضاء البطن، فجعلت كلما دنا أحد من البيت ليهدمه، أو يأخذ من حجارته، سعت إليه فاتحة فاها، فاجتمعت قريش عند الحرم، فعجوا إلى الله، وقالوا: ربنا لم نرع، أردنا تشريف بيتك وترتيبه، فإن كنت ترضى بذلك، وإلا فما بدا لك فافعل، فسمعوا خوارا في السماء، فإذا هم بطائر أعظم من النسر، أسود الظهر، وأبيض البطن والرجلين، فغرز مخالبه في قفا الحية، ثم انطلق بها يجرها، وذنبها أعظم من كذا وكذا، ساقط حتى انطلق بها نحو

⦗ص: 429⦘

أجياد، فهدمتها قريش، وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي، تحملها قريش على رقابها، فرفعوها في السماء عشرين ذراعا، فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يحمل حجارة من أجياد، وعليه نمرة، إذ ضاقت عليه النمرة، فذهب يضع النمرة على عاتقه، فبدت عورته من صغر النمرة، فنودي: يا محمد، خمر عورتك، فلم ير عريانا بعد ذلك، وكان بين الكعبة، وبين ما أنزل الله عليه خمس سنين، وبين مخرجه وبنائها خمس عشرة سنة.

ص: 428

فلما كان جيش الحصين بن نُمير، فذكر حريقها في زمان ابن الزبير، فقال ابن الزبير: إن عائشة أخبرتني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لولا حداثة قومك بالكفر لهدمت الكعبة، فإنهم تركوها سبعة أذرع في الحجر، ضاقت بهم النفقة، والخشب» .

قال ابن خثيم: فأخبرني ابن أَبي مُليكة، عن عائشة، أنها سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

«ولجعلت لها بابين: شرقيا وغربيا، يدخلون من هذا، ويخرجون من هذا» .

ففعل ذلك ابن الزبير، وكانت قريش جعلت لها درجا، يرقى الذي يأتيها عليها، فجعلها ابن الزبير لاصقة بالأرض.

فقال ابن خثيم: وأخبرني ابن سابط، أن زيدا أخبره، أنه لما بناها ابن الزبير كشفوا عن القواعد، فإذا بحجر منها مثل الخلفة، متشبكا بعضها ببعض، إذا حركت بالعتلة تحرك الذي من ناحية الأخرى.

قال ابن سابط: ورأيت زيدا ليلا بعد العشاء، في ليلة مقمرة، فرأيتها أمثال الخلف، متشبكة أطراف بعضها ببعض

(1)

.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق «المُصَنَّف» .

ص: 429

- وفي رواية: «عن أبي الطفيل، وذكر بناء الكعبة في الجاهلية، قال: فهدمتها قريش، وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي، تحملها قريش على رقابها، فرفعوها في السماء عشرين ذراعا، فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يحمل حجارة من أجياد، وعليه نمرة، فضاقت عليه النمرة، فذهب يضع النمرة على عاتقه، فيرى عورته من صغر النمرة، فنودي: يا محمد، خمر عورتك، فلم ير عريانا بعد ذلك»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي الطفيل، قال: لما بني البيت، كان الناس ينقلون الحجارة، والنبي صلى الله عليه وسلم ينقل معهم، فأخذ الثوب فوضعه على عاتقه، فنودي: لا تكشف عورتك، فألقى الحجر، ولبس ثوبه صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (1105 و 9106). وأحمد (24204) و 5/ 455 (24210). وابن خزيمة (3022) قال: حدثنا محمد بن يحيى.

كلاهما (أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى) عن عبد الرزاق، عن مَعمَر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (24210).

(2)

اللفظ لأحمد (24204).

(3)

المسند الجامع (5509 و 16523 و 16527)، وأطراف المسند (8693)، ومَجمَع الزوائد 3/ 289، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (933)، والمطالب العالية (4220).

والحديث؛ أخرجه إسحاق بن رَاهَوَيْه (1720 و 1721).

ص: 430

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن عثمان بن خثيم مُنكر الحديث. انظر فوائد الحديث رقم (6590).

ص: 430

4988 -

عن عثمان بن عُبيد الراسبي، قال: سمعت أبا الطفيل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا نبوة بعدي إلا المبشرات، قال: قيل: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: الرؤيا الحسنة، أو قال: الرؤيا الصالحة» .

أخرجه أحمد (24205) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا حماد، يعني ابن زيد، قال: حدثنا عثمان بن عُبيد الراسبي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (5511)، وأطراف المسند (8695)، ومَجمَع الزوائد 7/ 173، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6024).

والحديث؛ أخرجه سعيد بن منصور (1068).

ص: 430

- فوائد:

- قال البخاري: عثمان بن عبيد، عن أبي الطفيل، قال: بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ذهبت النبوة، وبقيت المبشرات.

قاله موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا مهدي، قال: حدثنا عثمان.

وقال سليمان: عن حماد بن زيد، عن عثمان بن عبيد، عن أبي الطفيل، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم

، مثله. «التاريخ الكبير» 6/ 241.

- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي، قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثني مهدي بن عمران المازني، قال: سمعت أبا الطفيل، وسئل: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قيل: فهل كلمته؟ قال: لا. «العلل» (5822).

- وأخرجه البزار في «مسنده» (2804 و 2805)، والطبراني في «المعجم الكبير» (3051) من طريق مهدي بن ميمون، عن عثمان بن عبيد، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أَسِيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذهبت النبوة، فلا نبوة بعدي إلا المبشرات، فذكره.

- وقال الدارقُطني: أَبو الطفيل رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه، فأما السماع فالله أعلم. «العلل» (1197).

ص: 431

4989 -

عن الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، قال:

«لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، بعث خالد بن الوليد إلى نخلة، وكانت بها العزى، فأتاها خالد، وكانت على ثلاث سمرات، فقطع السمرات، وهدم البيت الذي كان عليها، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: ارجع، فإنك لم تصنع شيئا، فرجع خالد، فلما بصرت به السدنة، وهم حجبتها، أمعنوا في الجبل، وهم يقولون: يا عزى، يا عزى، فأتاها خالد، فإذا امرأة عريانة، ناشرة شعرها، تحتفن التراب على رأسها، فعممها بالسيف حتى قتلها، ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: تلك العزى»

(1)

.

⦗ص: 432⦘

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (11483) قال: أخبرنا علي بن المنذر. و «أَبو يَعلى» (902) قال: حدثنا أَبو كُريب.

كلاهما (علي بن المنذر، وأَبو كُريب محمد بن العلاء) عن محمد بن فضيل، قال: حدثنا الوليد بن جميع، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ للنسائي.

(2)

تحفة الأشراف (5054)، ومَجمَع الزوائد 6/ 176، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4611).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» 5/ 77.

ص: 431

أخرجه أحمد (24207) قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (790) قال: حدثنا محمد بن سَلَام، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. وفي (790 م) وعن يزيد بن هارون. و «مسلم» 7/ 84 (6141) قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا خالد بن عبد الله. وفي (6142) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. و «أَبو داود» (4864) قال: حدثنا حسين بن معاذ بن خليف، قال: حدثنا عبد الأعلى. و «التِّرمِذي» في «الشمائل» (14)

⦗ص: 433⦘

قال: حدثنا سفيان بن وكيع، ومحمد بن بشار، المعنى واحد، قالا: أخبرنا يزيد بن هارون.

ثلاثتهم (يزيد، وخالد، وعبد الأعلى) عن سعيد بن إياس الجُريري، فذكره

(1)

.

- قال مسلم: مات أَبوالطفيل سنة مئة، وكان آخر من مات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1)

المسند الجامع (5512)، وتحفة الأشراف (5050)، وأطراف المسند (8702).

والحديث؛ أخرجه البزار (2775)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 1/ 204 و 6/ 501، والبغوي (3648).

ص: 432

4991 -

عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي الطفيل؛

«أن رجلا ولد له غلام، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ ببشرة جبهته، ودعا له بالبركة» .

قال: فنبتت شعرة في جبهته، كهيئة القوس، وشب الغلام، فلما كان زمن الخوارج، أحبهم، فسقطت الشعرة عن جبهته، فأخذه أَبوه، فقيده وحبسه، مخافة أن يلحق بهم، قال: فدخلنا عليه فوعظناه، وقلنا له فيما نقول: ألم تر أن بركة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وقعت عن جبهتك، فما زلنا به، حتى رجع عن رأيهم، فرد الله عليه الشعرة بعد في جبهته، وتاب

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (39059) قال: حدثنا أسود بن عامر. و «أحمد» 5/ 456 (24215) قال: حدثنا يونس، وعفان.

ثلاثتهم (أسود بن عامر، ويونس بن محمد، وعفان بن مسلم) عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (5510)، وأطراف المسند (8696)، ومَجمَع الزوائد 6/ 243 و 10/ 275.

وهذا الكذب؛ أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» 6/ 231.

ص: 433

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ علي بن زيد بن جُدعان، التَّيمي البصري، شيعيٌّ، ضعيفٌ، ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (6559).

- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي، قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثني مهدي بن عمران المازني، قال: سمعت أبا الطفيل، وسئل: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قيل: فهل كلمته؟ قال: لا. «العلل» (5822).

- وقال الدارقُطني: أَبو الطفيل رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه، فأما السماع فالله أعلم. «العلل» (1197).

ص: 434

4992 -

عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي الطفيل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«رأيت فيما يرى النائم، كأني أنزع أرضا، وردت علي غنم سود، وغنم عفر، فجاء أَبو بكر، فنزع ذنوبا، أو ذنوبين، وفيهما ضعف، والله يغفر له، ثم جاء عمر فنزع، فاستحالت غربا، فملأ الحوض، وأروى الواردة، فلم أر عبقريا أحسن نزعا من عمر، فأولت أن السود العرب، وأن العفر العجم»

(1)

.

أخرجه أحمد (24211) قال: حدثنا عبد الصمد. و «أَبو يَعلى» (904) قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي.

كلاهما (عبد الصمد بن عبد الوارث، وإبراهيم السامي) عن حماد بن سلمة، قال: حدثنا علي بن زيد، فذكره

(2)

.

- أَخرجه أَبو يَعلى (904) قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، قال: حدثنا حماد، عن حبيب، وحميد، عن الحسن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«بينما أنا أنزع الليلة، إذ وردت علي غنم سود، وغنم عفر، فجاء أَبو بكر، فنزع ذنوبا، أو ذنوبين، فيهما ضعف، والله يغفر له، ثم جاء عمر، فاستحالت

⦗ص: 435⦘

غربا، فملأ الحياض، وأروى الواردة، فلم أر عبقريا من الناس أحسن نزعا منه، فأولت أن الغنم السود العرب، والعفر العجم»، «مُرسَل» .

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (5514)، وأطراف المسند (8697)، ومَجمَع الزوائد 5/ 180 و 7/ 183 و 9/ 71، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6028)، والمطالب العالية (2852).

وهذا الكذب؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (951)، والبزار (2785).

ص: 434

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ علي بن زيد بن جُدعان، التَّيمي البصري، شيعيٌّ، ضعيفٌ، ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (6559).

- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي، قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثني مهدي بن عمران المازني، قال: سمعت أبا الطفيل، وسئل: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قيل: فهل كلمته؟ قال: لا. «العلل» (5822).

- وقال الدارقُطني: أَبو الطفيل رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه، فأما السماع فالله أعلم. «العلل» (1197).

ص: 435

4993 -

عن الوليد بن عبد الله بن جميع، قال: قال لي أَبو الطفيل:

«أدركت ثمان سنين من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وولدت عام أحد» .

أخرجه أحمد (24209) قال: حدثنا ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع، قال: حدثني أبي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (5515)، واستدركه محقق «أطراف المسند» 6/ 20، ومَجمَع الزوائد 1/ 199.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4290)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 6/ 502.

ص: 435

4994 -

عن عمارة بن ثوبان، أن أبا الطفيل أخبره؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بالجِعْرَانة يقسم لحما، وأنا يومئذ غلام أحمل عضو البعير، قال: فأقبلت امرأة بدوية، فلما دنت من النبي صلى الله عليه وسلم بسط لها رداءه، فجلست عليه، فسألت: من هذه؟ قالوا: أمه التي أرضعته»

(1)

.

أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1295). وأَبو داود (5144) قال: حدثنا ابن المثنى. و «أَبو يَعلى» (900) قال: حدثنا عَمرو بن الضحاك بن مخلد

(2)

. و «ابن حِبَّان» (4232) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا عَمرو بن الضحاك بن مخلد.

⦗ص: 436⦘

ثلاثتهم (محمد بن إِسماعيل البخاري، ومحمد بن المثنى، وعَمرو) عن أبي عاصم، الضحاك بن مخلد، قال: حدثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان، قال: حدثنا عمارة بن ثوبان، فذكره

(3)

.

- في رواية ابن المثنى: «جعفر بن يحيى بن عمارة بن ثوبان، قال: أخبرنا عمارة بن ثوبان «

(4)

.

(1)

اللفظ لأبي يَعلى.

(2)

في النسخ الخطية: «حدثنا عَمرو بن الضحاك بن مَخلَد، حدثنا حفص» ، وصوابه:«حدثنا عَمرو بن الضحاك بن مَخلَد، حدثنا أبي، حدثنا جعفر» ، كما ورد في «صحيح ابن حبان» ، إذ أخرجه من طريق أبي يَعلى، وقد أخرجه ابن عساكر، من طريق أَبي عَمرو بن حمدان، وأَبي بكر بن المُقرِئ، قالا: أَخبَرنا أَبو يعلى، حدثنا عَمرو بن الضحاك زاد ابن حمدان بن مخلد، حدثنا أبي، حدثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان، حدثنا عمارة بن ثوبان، به، وقال ابن عساكر: وسقط من حديث ابن حمدان: «حدثنا أبي» ولا بد منه، وقال:«حفص» ، وهو تصحيفٌ، إنما:«جعفر بن يحيى» . «تاريخ دمشق» 26/ 115.

(3)

المسند الجامع (5513)، وتحفة الأشراف (5053)، ومَجمَع الزوائد 10/ 259.

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (946)، والبزار (2781)، والطبراني في «الأوسط» (2424)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 5/ 199، والبغوي (3444).

(4)

قال المِزِّي: كذا قال، وقد رواه البخاري في كتاب «الأدب» عن أبي عاصم، عن جعفر بن يحيى بن ثوبان، قال: حدثني عمارة بن ثوبان، ورواه أَبو مسلم الكجي، عن أبي عاصم، قال: أخبرنا جعفر بن يحيى، قال: أخبرني عمي عمارة بن ثوبان، وهو المحفوظ. «تحفة الأشراف» .

ص: 435

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ لجهالة عمارة بن ثوبان، وابن أَخيه جعفر بن يحيى. انظر فوائد الحديث رقم (5533).

ص: 436

4995 -

عن مهدي بن عمران المازني، قال: سمعت أبا الطفيل، وسئل: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قيل: فهل كلمته؟ قال: لا، ولكني رأيته انطلق مكان كذا وكذا، ومعه عبد الله بن مسعود، وأناس من أصحابه، حتى أتى دارا قوراء، فقال: افتحوا هذا الباب، ففتح، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم ودخلت معه، فإذا قطيفة في وسط البيت، فقال: ارفعوا هذه القطيفة، فرفعوا القطيفة، فإذا غلام أعور تحت القطيفة، فقال: قم يا غلام، فقام الغلام، فقال: يا غلام، أتشهد أني رسول الله؟ قال الغلام: أتشهد أني رسول الله؟ قال: أتشهد أني رسول الله؟ قال الغلام: أتشهد أني رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعوذوا بالله من شر هذا، مرتين».

أخرجه أحمد (24206) قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا مهدي بن عمران المازني، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (5517)، وأطراف المسند (8699)، ومَجمَع الزوائد 8/ 4.

والحديث؛ أخرجه الفسوي 1/ 295.

ص: 436

• حديث الوليد بن عبد الله بن جميع، عن أبي الطفيل، قال:

⦗ص: 437⦘

«لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، أمر مناديا فنادى: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ العقبة، فلا يأخذها أحد، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده حذيفة، ويسوق به عمار، إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل، غشوا عمارًا وهو يسوق برسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة: قد. قد، حتى هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل ورجع عمار، فقال: يا عمار، هل عرفت القوم؟ فقال: قد عرفت عامة الرواحل، والقوم متلثمون، قال: هل تدري ما أرادوا؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أرادوا أن ينفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم فيطرحوه، قال: فسار عمار رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: نشدتك بالله، كم تعلم كان أصحاب العقبة؟ فقال: أربعة عشر، فقال: إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر، فعذر رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثلاثة، قالوا: والله، ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علمنا ما أراد القوم، فقال عمار: أشهد أن الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله، في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد» .

قال الوليد: وذكر أَبو الطفيل في تلك الغزوة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس، وذكر له أن في الماء قلة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى: أن لا يرد الماء أحد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فورده رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد رهطا قد وردوه قبله، فلعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ».

- سلف في مسند حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه.

ص: 436

• وحديث عبد الله بن عثمان بن خثيم، قال: دخلت على أبي الطفيل، فوجدته طيب النفس، فقلت: لأغتنمن ذلك منه، فقلت: يا أبا الطفيل، النفر الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من بينهم، من هم؟ قال: فهم أن يخبرني بهم، فقالت له امرأته سودة: مه، يا أبا الطفيل، أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«اللهم إنما أنا بشر، فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة، فاجعلها له زكاة ورحمة» .

⦗ص: 438⦘

يأتي في مسند سودة امرأة أبي الطفيل، رضي الله تعالى عنها.

ص: 437