المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الرسالة الثامنه والعشرون - المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد

[عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌المقامات

- ‌مدخل

- ‌المقام الأول:

- ‌المقام الثاني:

- ‌المقام الثالث:

- ‌المقام الرابع:

- ‌المقام الخامس:

- ‌المقام السادس:

- ‌المقام السابع:

- ‌المقام الثامن:

- ‌ المقام التاسع:

- ‌المحجة

- ‌الرد على احمد بن علي بن احمد بن سليمان المرائي

- ‌المراسلات

- ‌مدخل

- ‌الرسالة الأولى

- ‌الرسالة الثانية

- ‌الرسالة الثالة

- ‌الرسالة الرابعة

- ‌الرسالة الخامسة

- ‌الرسالة السادسة

- ‌الرسالة السابعة

- ‌الرسالة الثامنة

- ‌الرسالة التاسعة

- ‌الرسالة العاشرة

- ‌الرسالة الحادية عشر

- ‌الرسالة الثانية عشر

- ‌الرسالة الثالثة عشر

- ‌الرسالة الرابعة عشر

- ‌الرسالة الخامسة عشر

- ‌الرسالة السادسة عشر

- ‌الرسالة السابعة عشر

- ‌الرسالة الثامنة عشر

- ‌الرسالة التاسعة عشر

- ‌الرسالة العشرون

- ‌الرسالة الواحده العشرون

- ‌الرسالة الثانية والعشرون

- ‌الرسالة الثالثة والعشرون

- ‌الرسالة الرابعة والعشرون

- ‌الرسالة الخامسة والعشرون

- ‌الرسالة السادسة والعشرون

- ‌الرسالة السابعة والعشرون

- ‌الرسالة الثامنه والعشرون

- ‌الرسالة التاسعه والعشرون

- ‌الرسالة الثلاثون

- ‌الرسالة الواحدة والثلاثون

- ‌الرسالة الثانية والثلاثون

- ‌الرسالة الثالثة والثلاثون

- ‌الرسالة الرابعة والثلاثون

- ‌الرسالة الخامسة والثلاثون

- ‌الرسالة السادسة والثلاثون

- ‌الرسالة السابعة والثلاثون

- ‌الرسالة الثامنه والثلاثون

- ‌الرسالة التاسعة والثلاثون

- ‌الرسالة الأربعون

- ‌الرسالة الواحدة والأربعون

- ‌الرسالة الثانية والأربعون

- ‌الرسالة الثالثة والأربعون

- ‌الرسالة الرابعة والأربعون

- ‌الرسالة الخامسة والأربعون

- ‌الرسالة السادسة والأربعون

- ‌الرسالة السابعة والأربعون

- ‌الرسالة الثامنة والأربعون

- ‌الرسالة التاسعة والأربعين

- ‌الرسالة الخمسون

- ‌الرسالة الواحده والخمسون

- ‌الرسالة الثانية والخمسون

- ‌الرسالة الثالثة والخمسون

- ‌الرسالة الرابعة والخمسون

- ‌الرسالة الخامسة والخمسون

- ‌الرسالة السادسة والخمسون

- ‌الرسالة السابعة والخمسون

- ‌الرسالة الثامنة والخمسون

الفصل: ‌الرسالة الثامنه والعشرون

‌الرسالة الثامنه والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

"28"

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

من عبد الرحمن بن حسن إلى الإمام المكرم أكرمه الله بالتوحيد وحماه من شبه أهل الشرك والإلحاد والتنديد سلام عليك ورحمة الله وبركاته "وبعد" فاعلم أن لا إله إلا الله لها معنى عظيم تستضيء به قلوب أهل الإسلام والإيمان وهو الذي بعث الله به جميع الرسل من أولهم إلى آخرهم وخلقهم لأجله والقرآن من أوله إلى آخره يبين معنى هذه الكلمة وتذكر بعض ما دل عليه القرآن من معناها وما ذكر العلماء من أئمة الإسلام فدونك كلام العماد بن كثير رحمه الله تعالى: في تفسير سورة {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ذكر أن هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون وهي آمرة بالإخلاص وإن قريشا دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة ويعبدون إلهه سنة فأنزل الله هذه السورة وأمره فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية فقال {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} يعني من الأصنام والأنداد {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} وهو الله وحده ولهذا كان كلمة الإسلام: لا إله إلا الله محمد رسول الله والمشركون يعبدون غير الله قلت: فأمر الله تعالى نبيه أن يتبرأ من أوثان المشركين وأصنامهم التي كانت موجودة في الخارج اللات والعزى ومناة وغيرها وقد أخبر تعالى عن خليله إبراهيم أنه قال: لأبيه وقومه {مَا تَعْبُدُونَ*قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} - إلى قوله:- {إِلَاّ رَبَّ الْعَالَمِينَ} فصرح بعداوة أصنامهم بأعيانها وهي موجودة في الخارج واستثنى من معبوداتهم رب العالمين لأنهم كانوا يعبدون الله لكنهم يعبدون معه الأصنام فاستثنى المعبود الحق الذي لا تصلح العبادة إلا له فأخبر تعالى عنه أنه قال لقومه {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} وأخبر عنه أنه قال لقومه {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ*إِلَاّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} وجعلها كلمة

ص: 225

باقية في عقبه وهي: لا إله إلا الله بإجماع أهل الحق فعبر عنها بالبراءة من معبوداتهم التي كانوا يعبدونها في الخارج فقوله: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُون} َ وهو معنى النفي في قوله: {لَا إِلَهَ} وقوله: إلا الذي فطرني هو معنى إلا الله وهذا كاف في البيان لمثلك الذي عرف معنى {لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ} وهذا المعنى في هذه الكلمة يعرفه حتى المشركون كما قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ*وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} عرفوا أن لا إله إلا الله تدل على ترك عبادة آلهتهم التي كانوا يعبدونها من أوثانهم وأصنامهم وكل الفرق يعرفون معناها حتى أعداء الرسل كما قالت عاد {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} فعرفوا على شدة كفرهم أنه أراد منهم ترك عبادة ما كان يعبده آباؤهم.

فتبين بهذا أن لا إله إلا الله نفت كل ما كان يعبد من دون الله من صنم ومن وثن من حين حدث الشرك في قوم نوح إلى أن تقوم الساعة وهذا المعنى أكثر أهل العلم يسلمونه ويعرفونه حتى الخوارج والرافضة والمعتزلة والمتكلمون من كل أشعري وكرامي وما تريدي وإنما اختلفوا في العمل بلا إله إلا الله فبعضهم يظن أن هذا في حق أناس كانوا فبانوا فخفي عليهم حقيقة الشرك وأما الفلاسفة وأهل الإتحاد فإنهم لا يقولون بهذا المعنى ولا يسلمونه بل يقولون أن المنفي بلا إله إلا الله كلي لا يوجد منه في الخارج الافرد وهو الله فهو المنفي وهو المثبت بناء على مذهبهم الذي صاروا به أشد الناس كفرا وهو قولهم: أن الله وحدة الوجود المطلق فلم يخرجوا من ذلك صنما ولا وثنا ويشبه قولهم: هذا أهل وحدة الوجود القائلين بأن الله تعالى هو الموجود بعينه فيقولون أن المنفي كلي والمثبت بقوله: إلا هو الوجود بعينه ولا فرق عند الطائفتين بين الخالق والمخلوق ولا بين العابد والمعبود كل شيء عندهم هو الله حتى الأصنام والأوثان وهو حقيقة قول هذا الرجل سواء فخذ قولي وأقبله وفقك الله فلقد عرفت بحمد الله ما أرادوه من قولهم: أن المنفي كلي لا يوجد منه في لخارج إلا فرد ويدعى هذا مثل ما ادعته هذه الطائفة أن تقدير خبر لا وجود وهذه

ص: 226

الكلمة لم توضع لتقرير الوجود وإنما وضعت لنفي الشرك والبراءة منه وتجريد التوحيد كما دلت عليه الآيات المحكمات البينات ودعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم وتقدير خبر لا بموجود لا يجري إلا على مذهب الطائفتين لعنهم الله على قولهم: أن الله هو الموجود فلا موجود إلا الله فهذا معنى قوله: أنه كلي لا يوجد منه في الخارج إلا فرد فغير المعنى إنما هو حقيقتها كما قال: المسيح عليه السلام {سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} ولا ريب أن كل معبود سوى الله فهو باطل والمنفي بلا إله هي المعبودات الباطلة والمستثنى بإلا هو سبحانه ويدل على هذا قوله تعالى في سورة الحج {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى} وقال في آخر السورة {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعونه من دونه هو الباطل} وقال في سورة لقمان {ذلك بإن الله هو الحق وأن ما يدعو من دونه الباطل} فقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَق} ُّ هو المستثنى بإلا الله وهو الحق وقوله: {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} هو المنفي بلا إله وما بعد هذا إلا التلبيس على الجهال وإدخال الشك عليهم ف معنى كلمة الإخلاص فكابر المعقول والمنقول بدفعه ما جاء به كل رسول.

نسأل الله لنا ولكم علما نستضيء به من جهل الجاهلين وضلال المضلين وزيغ الزائغين وفي الحديث "رب لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني" وقد كان أبوبكر الصديق رضي الله عنه يقرأ في الركعة الأخيرة بعد المغرب {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} وهذا بحمد الله كاف في بيان الحق وبطلان الباطل وصلى الله على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين1 وسلم تسليما

1 المجموعة 2/93.

ص: 227