الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخذوه عن نبيهم وحضروا نزوله وعرفوا أسبابه وهم أعلم الأمة وأعدلها الحجة في التفسير فليت شعري هل عرف من هذا مذهبه من المبتدعة إلى غير ذلك ممالا حاجة إلى أن نطيل بذكره والحاصل أن المطلوب منك أخذ ما كتبه وإرساله إلي لأ نظر فيه ليطالب في كل لفظة ببرهانها وليظهر تناقضه فإن المقام مقام لا يسع تركه فلو كان قد صدره من لا يدعى المعرفة لكان حقيقا بالأعراض عنه وأما من هو مثل الذي يدعى إنه يدري ولا يدري إنه لا يدري فلا بد من بيان فيه لئلا يعتر به جاهل فإذا تبين ما فيه من الغلط والتناقض دفع الشبهة عن ضعيف البصيرة إن شاء الله تعالى.
وهنا سؤال اسأله عنه واطلب جوابه منه سله عن كلمة الإسلام التي هي أصل دين الله عن معناها وعن مضمونها وعن مدلولها ومقتضاها وحقها وحقيقها ولوازمها فإن عرف ذلك تبين إنه قد عرف وأنكر فإن لم يعرف لا ينفع أحدا ولا يفيد فالزمه الجواب فهو حجة الله وعليه المرفق لبيان والاستقامة عليه والسلام 1
1 الدرر/081
2 بياض في الأصل
الرسالة التاسعة والأربعين
…
بسم الله الرحمن الرحيم
"49"
من عبد الرحمن بن حسن إلى الأخوان والأعيان من أهل إلا حساء الشيخ "عبد اللطيف بن مبارك وابنيه وأولاده عبد الله الوهيبي وعبد الله بن عبد القادر وعبد الله بن عمير وإخوانهم من أهل الدرس والمساجد وفقنا الله وإياهم لتوحيده وأهلنا وإياهم لمعرفته ومحبته وتأييده" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "وبعد" فمن المعلوم لديكم إن شيخنا شيخ الإسلام "محمد بن عبد الوهاب" رحمه الله تعالى: وعفى عنه تبين بدعوة الناس إلى خلاص العبادة لله وحده لا شريك له وأن لا يصرف شيء لأحد سواه كما قال تعالى: {إِنَّا
أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ*أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} ثم ذكر دين المشركين وأنكره تعالى في أول هذه السورة وغيرها فقال تعالى: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي*فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِه} ِ والآيات في إخلاص العبادة وأفراد الرب تعالى بها في القرآن كثير تفيد الحصر لمن تدبرها.
ولا يخفاكم أن شيخنا رحمه الله: لما تبين بهذه الدعوة الإسلامية وجد العلماء في إلا حساء وغيرها لا يعرفون التوحيد من الشرك بل قد اتخذوا الشرك في العبادة دينا فأنكروا لجهلهم بالتوحيد ومعنى لا إله إلا الله فظنوا أن لا له هو القادر على الاختراع وهذا وغيره من التوحيد الربوبية حق لكنه لا يدخل في الإسلام بدون توحيد الآلهية وهي العبادة كما قال تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ* وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ*بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} والذي يبين لكم أن العلماء ما عرفوا التوحيد ولا عرفوا هذا الشرك كون أرباب القبور من الأموات تعبد وتصرف الرغبات والرهبات إليها ولا عالم من علماء إلا حساء أنكر هذا بل قد صار
إنكارهم لإخلاص العبدة لله وحده ومن دعي الإخلاص كفروه وبدعوه ولا نعلم أحدا من علماه إلا حساء صدع بهذا الدين وعرفه وعربه وهو دعوة الرسل كما قال بعض السلف كلمتان يسئل عنهما الأولون والآخرون "ماذا كنتم تعبدون""وماذا أجبتم المرسلين" فالدين في هاتين الكلمتين والقرآن كله يقرر ذلك يعرفه من تدبره "فلما" إنه برق للشيخ حسين بن غنام رحمه الله: هذا الدين وإنه هو الحق الذي لا ريب فيه صنف في تقريره المصنفات وقال في بعض نظمه.
نفوس الورى إلا القليل ركونها
…
إلى الغى لا يلفى لدين حنينها
فسل ربك التثبيت أي موحد
…
فأنت على السمحاء باد يقينها
وغيرك في بيد الضلالة سائر
…
وليس له إلا القبور يدينها
فعرف رحمه الله: إن فعلهم عند القبور هو دين لأرباب القبور.