المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الرسالة الخامسة والثلاثون - المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد

[عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌المقامات

- ‌مدخل

- ‌المقام الأول:

- ‌المقام الثاني:

- ‌المقام الثالث:

- ‌المقام الرابع:

- ‌المقام الخامس:

- ‌المقام السادس:

- ‌المقام السابع:

- ‌المقام الثامن:

- ‌ المقام التاسع:

- ‌المحجة

- ‌الرد على احمد بن علي بن احمد بن سليمان المرائي

- ‌المراسلات

- ‌مدخل

- ‌الرسالة الأولى

- ‌الرسالة الثانية

- ‌الرسالة الثالة

- ‌الرسالة الرابعة

- ‌الرسالة الخامسة

- ‌الرسالة السادسة

- ‌الرسالة السابعة

- ‌الرسالة الثامنة

- ‌الرسالة التاسعة

- ‌الرسالة العاشرة

- ‌الرسالة الحادية عشر

- ‌الرسالة الثانية عشر

- ‌الرسالة الثالثة عشر

- ‌الرسالة الرابعة عشر

- ‌الرسالة الخامسة عشر

- ‌الرسالة السادسة عشر

- ‌الرسالة السابعة عشر

- ‌الرسالة الثامنة عشر

- ‌الرسالة التاسعة عشر

- ‌الرسالة العشرون

- ‌الرسالة الواحده العشرون

- ‌الرسالة الثانية والعشرون

- ‌الرسالة الثالثة والعشرون

- ‌الرسالة الرابعة والعشرون

- ‌الرسالة الخامسة والعشرون

- ‌الرسالة السادسة والعشرون

- ‌الرسالة السابعة والعشرون

- ‌الرسالة الثامنه والعشرون

- ‌الرسالة التاسعه والعشرون

- ‌الرسالة الثلاثون

- ‌الرسالة الواحدة والثلاثون

- ‌الرسالة الثانية والثلاثون

- ‌الرسالة الثالثة والثلاثون

- ‌الرسالة الرابعة والثلاثون

- ‌الرسالة الخامسة والثلاثون

- ‌الرسالة السادسة والثلاثون

- ‌الرسالة السابعة والثلاثون

- ‌الرسالة الثامنه والثلاثون

- ‌الرسالة التاسعة والثلاثون

- ‌الرسالة الأربعون

- ‌الرسالة الواحدة والأربعون

- ‌الرسالة الثانية والأربعون

- ‌الرسالة الثالثة والأربعون

- ‌الرسالة الرابعة والأربعون

- ‌الرسالة الخامسة والأربعون

- ‌الرسالة السادسة والأربعون

- ‌الرسالة السابعة والأربعون

- ‌الرسالة الثامنة والأربعون

- ‌الرسالة التاسعة والأربعين

- ‌الرسالة الخمسون

- ‌الرسالة الواحده والخمسون

- ‌الرسالة الثانية والخمسون

- ‌الرسالة الثالثة والخمسون

- ‌الرسالة الرابعة والخمسون

- ‌الرسالة الخامسة والخمسون

- ‌الرسالة السادسة والخمسون

- ‌الرسالة السابعة والخمسون

- ‌الرسالة الثامنة والخمسون

الفصل: ‌الرسالة الخامسة والثلاثون

الله في الاهتمام بهذا الشأن والقيام به حسب الإمكان وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

ومما يدفع به العقوبات ويزيد به الحسنات: الصدقة على الفقراء والمساكين كما قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} وقال تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا ِلأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وقد ورد "بادروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها" والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وفي الحديث "إتقوا النار ولو بشق تمرة" والآيات والأحاديث في فضل الصدقة كثيرة وهي من الباقيات الصالحات وقد قال تعالى: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً} نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية والعون على مرضاته فإنه ولي ذلك والقادر عليه ولا ملجأ منه إلا إليه بالتوبة النصوح والإيمان والعمل الصالح ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد1

1 الدرر السنية 11/28.

ص: 250

‌الرسالة الخامسة والثلاثون

بسم الله الرحمن الرحيم

"35"

الحمد لله رب العالمين اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين سلما لأوليائك حربا لأعدائك نحب بحبك من أحبك ونعادي بعداوتك من خالف أمرك اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة اللهم هذا الجهد وعليك التكلان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

من محبكم الداعي لكم بظهر الغيب عبد الرحمن بن حسن إلى الأبن الإمام فيصل بن تركي الزمه الله كلمة التقوى ووفقه للقيام بما هو أقوم وأقوى سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ص: 250

وبعد موجب الخط أبين لك ما أنت خابر من أمر دعوة الإسلام التي من الله بها في آخر هذا الزمان بموجب النصيحة للإمام المشوبة بالمحبة والشفقة والخوف وكنت والله يعلم صدقي بما قلته أني أحبك وأقدمك في المحبة على من مضى من حمولتك وحمولتي واليوم الذي اجتمع بك فيه عندي يوم سرور ولا عندي لك مكافات إلا بالدعاء والنصح باطنا وأكثر من يجتمع بالإمام ما يجي أمر النصيحة له على بال وبعضهم ما يحسن النصيحة ولا يعرف وجهها وبعضهم غرضه دنياه وهمته موقوفة عليها وقد قال الله تعالى:

{بسم الله الرحمن الرحيم} : {وَالْعَصْرِإِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} ولا يسلم من الخسران إلا أهل العلم ومعرفته وقبول الحق ومحبته والإنقياد في طاعته والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر على ذلك ومن نقص في ذلك فله الخسارة بحسب ذلك.

ولا يخفاك أن الله من عليكم بدين الإسلام في آخر هذا الزمان برجل واحد خالف فيه الأدنى والأقصى والقريب والبعيد لأنه قام في حال غربته لما اشتدت غربة الإسلام في جميع الأماكن والناس كلهم إلا من شاء الله لا يعرفون معنى لا إله إلا الله واشتد نكير الناس عليه العامة والمطاوعة وحذروا الملوك منه وشنعوا عليه في التوحيد الذي بعث به رسله وأنزل به كتبه وخلق الجن والإنس له وصار أقرب قريب له ابن معمر أمير بلاده لما عرف عداوة الناس له أرخص له عن البلد وصار رحمة ونعمة عظيمة لكم ياحمولة آل سعود وتلقاها جدك رحمه الله: وأهلك والخواص وأعانهم الله على عداوة أهل الأرض في هذا الدين ولا عندهم أموال يبذلونها لكن بذلوا نحورهم وأنفسهم وأرخصوها لله في طلب رضاه والفوز بالجنة والنجاة من النار ولا مقصدهم إلا أن الناس يتركونهم يوحدون الله ولا يعارضونهم عند التوحيد ولا حصل من الشيوخ بنجد وأتباعهم وضدهم في غاية القوة وهم في غاية الضعف والقلة فأيهم الله بدينه وكل

ص: 251

عدو يقصدهم يكسره الله وما زالوا كذلك حتى ملكهم الله جزيرة العرب بهذا الدين وهم في تلك السنين معافيهم الله في أبدانهم حتى إن الأمراض العامة لا تعرف فيهم ولهم سيرة أذكرها لك من غير مجازفة دائما في كل وقت يبعثون الدعاة إلى الله كل بلدة يجددون لهم دينهم ويسألونهم عن ثلاثة الأصول والقواعد وغير ذلك من كتب الأصول أعرف منهم نحو العشرة منهم عبد الله بن فاضل وعبد الرحمن بن ذهلان وراشد بن درعان وعثمان بن عبد الله بن عبيكان وحمد بن قاسم وأحمد الوهيبي وسليمان بن ماجد ومحمد بن سلطان وأولاده وحسن بن عيدان ومحمد بن سويلم وعبد العزيز بن سويلم وعثمان العود وعبد الرحمن بن نامي وعبد الرحمن بن خريف وأمثال هولاء ممن لهم فقه في التوحيد ورغبة فيه.

وكل واحد من هؤلاء يروح لجهة ومعه إثنان أو ثلاثة ويجلس في البلد قدر شهرين يسألهم ويعلمهم والذي ما يعرف دينه يؤدب الأدب البليغ ما يعارض فإذا أراد السفر استلحق أهل الدين من أهل البلد وقال سلموا على الكبار ويعرف الشيخ وعبد العزيز وإخوانهم بأحولهم ويقدمونهم في بلدهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبهذا صار للدين سلطان وعز وهذا يفعلونه دائما مع الرعايا وصار الذي له دين يقوم بالدين ويأمر وينهى والذي ما له دين بتزين عند أهل الدين.

وأما حالهم في بلدهم الدرعية فبنوا مجمعا حول مسجد البجيري محله معروف إلى اليوم يسع له قدر مائتي رجل وجعلوا فيه رفا للنساء فإذا صلوا الصبح أقبلوا لهذا المجمع وفيه معاميل وقهوة وما نابها مقيوم به من بيت المال تارة يجلس فيه حسين ابن الشيخ وتارة عبد الله وتارة علي ويقرأون في نسخ التوحيد فإذا فرغ هذا الدرس راحوا هم وغيرهم وجلسوا عند بيت الشيخ حتى يجيء عمك وجدك وسعود وعياله وآل عبد الله ويدخلون عند الشيخ رحمهم الله فإذا تقهور وذكر عمك رحمه الله: للشيخ ما عنده من خبر أو أمر يحتاج له

ص: 252

الشيخ ذكره له وأخذ ما عنده من رأي ومن علم وأرخصوا للجماعة وقرأ ثلاثة عبد العزيز بن الشيخ يقرأ في تفسير ابن كثير وعلي وعبد الله يقرأون في البخاري وكل من عنده دراية وفهم إذا فاضوا في الباطن صاروا حلقا يتذاكرون درس الشيخ رحمه الله:

والأجنبي الذي يبغي يركب لديرته يصغي للمذاكرة عارف أن أهل ديرته يسألون: أيش أيش درس الشيخ فيه وقد ذكرت لك قصة إبراهيم بن زيد في تلك المدة وموسى بن حجيلان يمشي على المساجد يسألهم عن ثلاثة الأصول والقواعد ونحن يا حمولة لنا مجلس بين العشاءين في الباطن يجتمعون فيه أهل البلاد ونسأل اثنين والذي ما يعرف دينه يضرب فأول يجلس فيه حسين ثم علي ابن الشيخ وجلست فيه مدة نحو سنتين أو ثلاثة على هذا الترتيب ثم حمد بن حسين هذا بعض ما حضرناه من سيرتهم فلما توفي الله عمك حصل غفلة عن هذا الترتيب لما فتح الله الدنيا وكثرها على الناس ووقع الأعراض عن كثير مما ذكرنا لأكله بل باق بقايا وحدث ما أحدث من البلاوي بالعدو وهذا شيء أنت خابره ورد الله لكم الكرة أنت وولدك رحمه الله: وعادت البلوى الأولى وعافاك الله منها ومكنك غاية التمكين وتسببت في حفظ أموال الناس ورفع أيدي البوادي وهذا عمل صالح ومن الواجبات ولكنك أصبحت اليوم في جيل غفلوا عن دينهم إلا من شاء الله وهم الأقلون وأقبل الناس على دنياهم لها يوالون وعليها يعادون فهم وإن صلوا وصاموا فقد أعرضوا عن التوحيد تعلما وتعليما وصار أكثرهم خصوصا أهل المناصب والولايات وأتباعهم وأكثر الناس ليس له إخلاص ولا متابعة كل يحوم إلى ما يراه ويشتهيه.

وأنت اليوم جعل الله لك القدرة على تجديد هذا الدين تولي له وتغزل له وتغضب له وترضى له وتبعث الدعاة والسعاة لكل بلد وتقدم لله وتؤخر لله وتبعد لله لا يدخل عليك في هذا هوى أحد فيخل بالإخلاص والمتابعة وتفهم

ص: 253