الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيوخه، أو لحدوث ضياع في بعض ما كتبه عن بعض شيوخه حَتّى ولوْ كَانَ من أثبت أصحابهم وألزمهم، ولذا ينكر النقاد من أحاديث الثقات - حَتَّى ولوْ كانوا أئمة - ما ليس بالقليل.
ومن أمثلة التفرد ما يأتي:
النموذج الأول:
حَدِيْث العلاء بن عَبْد الرحمان
(1)
، عن أبيه
(2)
، عن أبي هُرَيْرَة، أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إذا انتصف شعبان فلا تصوموا".
أخرجه عَبْد الرزاق
(3)
، وابن أبي شيبة
(4)
، وأحمد
(5)
، والدارمي
(6)
...................................................... ، وأبو
(1)
هو أبو شبل العلاء بن عَبْد الرحمان بن يعقوب الحرقي المدني: صدوق ربما وهم، توفى سنة (138 هـ). الثقات 5/ 247، وتهذيب الكمال 5/ 526 - 527 (5166)، والتقريب (5247).
(2)
هُوَ عَبْد الرحمان بن يعقوب الجهني المدني، مولى الحرقة: ثقة من الثالثة.
الثقات 5/ 108 - 109، وتهذيب الكمال 4/ 492 (3985)، والتقريب (4046).
(3)
في مصنفه (7325).
(4)
في مسنده (9026).
(5)
في مسنده 2/ 442.
(6)
الحافظ الإمام، أحد الأعلام، أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن عَبْد الرحمان بن الفضل بن بهرام التميمي ثُمَّ الدارمي السمرقندي، ولد سنة (181 هـ)، وتوفي سنة (255 هـ). الثقات 4/ 368، تهذيب الكمال 4/ 189 (3371)، وسير أعلام النبلاء 12/ 224.
والحديث في سننه (1747) و (1748).
داود
(1)
، وابن ماجه
(2)
، والترمذي
(3)
، والنسائي
(4)
، والطحاوي
(5)
، وابن حبان
(6)
، والطبراني
(7)
، والبيهقي
(8)
، والخطيب
(9)
، جميعهم من هَذه الطريق.
قَالَ أبو داود: "لَمْ يجئ بِهِ غَيْر العلاء، عن أبيه"
(10)
.
وقالَ النسائي: "لا نعلم أحدًا رَوَى هَذَا الْحَديْث غَيْر العلاء بن عَبْد الرحمان"
(11)
.
وقَالَ الترمذي: "لا نعرفه إلا من هَذَا الوجه علَى هَذَا اللفظ"
(12)
.
وأورده الحافظ أبو الفضل بن طاهر المقدسي
(13)
في
(1)
في سننه (2337).
(2)
في سننه (1651).
(3)
في جامعه (738).
(4)
في الكبرى (2911).
(5)
في شرح معاني الآثار 2/ 82.
(6)
في صحيحه (3590) و (3592)، وفي طبعة الرسالة (3589) و (359).
(7)
في الأوسط (6859)، وفى طبعة دار الكتب العلمية (6863).
(8)
في الكبرى 4/ 209.
(9)
في تاريخ بغداد 8/ 48.
(10)
سنن أبي داود 1/ 302 عقب (2337).
(11)
السنن الكبرى 2/ 172 عقب (2911).
(12)
الجامع الكبير 7/ 102 عقب (738).
(13)
الإمام الحافظ الجوال الرحال أبو الفضل مُحَمَّد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي، من مصنفاته:"أطرف الأفراد"، توفى سنة (507 هـ).
تاريخ الإسلام: 169 وفيات (507 هـ)، وسير أعلام النبلاء 19/ 361 و 364، والعبر 4/ 14.
أطراف الغرائب والأفراد
(1)
.
وقدْ أنكره الحفاظ من حَدِيْث العلاء بن عَبْد الرحمان:
فَقَالَ أبو داود: "كَانَ عَبْد الرحمان - يعني: ابن مهدى
(2)
- لا يحدّث بِهِ. قلت لأحمد: لِمَ؟ قَالَ: لأنَّهُ كَانَ عنده أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يصل شعبان برمضان، وقدَ: عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خلافه"
(3)
.
وقَالَ الإمام أحمد: "العلاء ثقة لا ينكر من حديثه إلا هَذَا"
(4)
.
وقَالَ في رِوَايَة الْمَرُّوذِيِّ
(5)
: "سألت ابن مهدي عَنْهُ فَلَمْ يحدثني بِهِ، وَكَانَ يتوقاه، ثُمّ قَالَ أبُو عَبْد الله: هَذَا خلاق الأحاديث الَّتِيْ رويت عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم"
(6)
.
واستنكره ابن معين أَيْضًا
(7)
.
(1)
5/ 218 (5209).
(2)
هُوَ الإمام الحافظ الناقد المجود أبو سعيد عَبْد الرحمان بن مهدي العنبري، وقِيْلَ: الأزدي، مولاهم البصري اللؤلؤي، ولد سنة (135 هـ)، وتوفي (198 هـ).
طبقات ابن سعد 7/ 297، والعبر 1/ 326، وسير أعلام النبلاء 9/ 192.
(3)
سنن أبي داود 2/ 301 عقب (2337).
(4)
نصب الراية 2/ 441.
(5)
الإمام القدوة أبو بكر أحمد بن مُحَمَّد بن الحجاج المروذي، صاحب الإمام أحمد بن حَنْبَل، ولد في حدود المئتين، وتوفي (275 هـ).
طبقات الحنابلة 1/ 57، وسير أعلام النبلاء 13/ 173، والعبر 2/ 60.
(6)
علل الْحَدِيث ومعرفة الرجال: 117 - 118 (تحقيق السامرائي).
(7)
سبل السلام 2/ 642، ونيل الأوطار 4/ 260، والفتح الرباني 10/ 207.
وصححه الترمذي وابن حبان وابن حزم وابن عساكر وأبو عوانة والدينوري.=
وزعم السخاوي
(1)
أن العلاء لَمْ يتفرد بِهِ وأنّ لَهُ متابعًا في روايته عن أبيه، فَقَدْ رَوَى الطبراني
(2)
الْحَدِيْث قائلًا: "حَدَّثَنَا أحمد بن مُحَمَّد بن نافع، قَالَ: أخْبَرَنَا عبيد الله بن عَبْد الله المنكدري، حَدَّثَنِي أبي، عن أبيه، عن جده، عن عَبْد الرحمان بن يعقوب الحرقي، عن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا انتصف شعبان فافطروا".
قَالَ الطبراني عقبه: "لَمْ يروِ هَذَا الْحَدِيْث عن مُحَمَّد بن المنكدر إلا ابنه المنكدر، تفرد بِهِ ابنه: عَبْد الله".
والحق أن هَذَا الْحَدِيْث لا يصلح للاستشهاد، فضلًا عن أن يشد عضد رِوَايَة العلاء؛ إذ هُوَ مسلسل بالضعفاء والمجاهيل: بدءًا من شيخ الطبراني وَهُوَ: أحمد بن مُحَمَّد بن نافع، لَمْ أقف لَهُ علَى ترجمة، إلا ما أورده الذهبي في ميزان الاعتدال
(3)
وقالَ: "لا أدري مَنْ ذا؟ ذكره ابن الجوزي مرة وقالَ: اتهموه، كَذَا قَالَ لَمْ يزد"
(4)
.
= انظر: الجامع الكبير (738) وصحيح ابن حبان (3590) و (3592)، والمقاصد الحسنة: 35، والفتح الرباني 10/ 205، ولكِنْ أقول: إن تصحيح هَؤُلاءِ لا يقف عمدة في وجه استنكار ثلاثة من أساطين التعليل والنقد: ابن مهدي، وابن مَعِيْن، وابن حنبل.
(1)
المقاصد الحسنة: 57.
(2)
في الأوسط (1957) في طبعة دار الكتب العلمية (1936)، وعزاه السخاوي في مقاصده: 35 إلى البيهقي في الخلافيات.
(3)
1/ 146 (569).
(4)
ونحوه في المغنى في الضعفاء 1/ 57 (448). وانظر: لسان الميزان 1/ 285.
وعبد الله بن المنكدر - المتفرد بهذا الْحَديْث -، قَالَ فيْه العقيلي:"عن أبيه، ولا يتابع علَيْهِ"
(1)
.
وقَالَ الذهبي: "فيْه جهالة، وأتى بخبر منكر"
(2)
. وقَالَ مرة: "لا يعرف"
(3)
.
والمنكدر بن مُحَمَّد - الَّذيْ لَمْ يرو هَذَا الْحَدِيْث عن أبيه غيره - قَالَ فِيْهِ أبو حاتم: "كَانَ رجلًا صالحًا لا يقيم الْحَدِيْث وَكَانَ كثير الخطأ، لَمْ يَكُنْ بالحافظ لحديث أبيه"
(4)
. وقالَ النسائي: "ضعيف"، وقَالَ مرة:"ليس بالقوي" وبنحوه قَالَ أبو زرعة
(5)
. وقَالَ ابن حبان: "قطعته العبادة عن مراعاة الحفظ والتعاهد في الإتقان، فكان يأتي بالشئ الَّذيْ لا أصل لَهُ عن أبيه توهمًا"
(6)
. وقالَ الذهبي: "فِيْهِ لين"
(7)
.
وبهذا تبين أن الشاهد غَيْر صالح للاعتبار، فهو جزمًا من أوهام المنكدر بن مُحَمَّد. ويبقى الْحَدِيْث من أفراد العلاء بن عَبْد الرحمان، عن أبيه.
قَالَ ابن رجب: "واختلف العلماء في صحة هَذَا الْحَدِيث ثُمَّ العمل بِهِ، أما تصحيحه فصححه غَيْر واحد، مِنْهُمْ: الترمذي، وابن حبان، والحاكم، وابن عَبْد البر. وتكلم فِيْهِ من هُوَ أكبر من هؤلاء وأعلم. وقالوا: هُوَ حَدِيْث
(1)
الضعفاء الكبير 2/ 303 (880).
(2)
ميزان الاعتدال 2/ 508.
(3)
ديوان الضعفاء والمتروكين 2/ 69.
(4)
الجرح والتعديل 8/ 406.
(5)
ميزان الاعتدال 4/ 191.
(6)
المجروحين 3/ 23 - 24.
(7)
الكاشف 2/ 298 (5651).