الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ [المدثر: 18 - 24]«1»
2 - أهمية القرآن في حياة المسلمين
تكمن أهمية القرآن الكبرى فيما اشتمل عليه من هداية إلى العقائد الصحيحة، والعبادات الحقة، والأخلاق الكريمة، والتشريعات العادلة، وما اشتمل عليه من تعاليم بناء المجتمع الفاضل، وتنظيم الدولة القوية.
وإنّ المسلمين لو جدّدوا إيمانهم بأهمية هذا الكتاب الكريم، وكانوا جادّين في الالتزام والطاعة لما فيه من أوامر وتوجيهات إلهية حكيمة، فإنهم يجدون ما يحتاجون إليه من حياة روحية طاهرة، وقوة سياسية وحربية، وثروة وحضارة، ونعم لا تعدّ ولا تحصى؛ قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى «2» آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ [الأعراف: 96].
وإذا أراد المسلمون الخير والصلاح والعزّة لأنفسهم وأمتهم، فعليهم اتّباع هدي نبيّهم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم في حفظ القرآن وفهمه والعمل بما فيه؛ لأنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أوّلها.
3 - أثر القرآن في العالم
من المعلوم أن لهذا القرآن ما يشبه السحر في تأثيره على النفوس والقلوب، ومن الثابت تاريخيا أن هذا التأثير كان له فعله في أنفس المؤمنين خاصّة، وفي أنفس المشركين عامة، والآن بعد تعاقب الشهور والسنين والقرون لا تزال للقرآن جدّته،
(1) رواه الحاكم في المستدرك (2/ 507) وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، ورواه البيهقي في الدلائل (2/ 198). «صبأ»: ترك دينه. «لتعرض ما قبله» : لتحصل على شيء مما عنده من المال.
(2)
يخبر تعالى عن قلّة إيمان أهل القرى الذين أرسل فيهم الرسل، وكيف أهلكهم الله عقابا لكفرهم، وانظر تمام أخبارهم في تفسير ابن كثير (2/ 282 - 296).
ولا يزال له تأثيره، بل زادت قوّته قوة وحجّته حجة، فملايين المسلمين يطبقون أحكام القرآن ويطيعون أوامره بشكل اختياري ومن غير أي إجبار أو إكراه، وملايين الألسنة تتلوه صباح مساء، وإذا عات العالم تبثّ آياته من أقصى الأرض إلى أقصاها، والمطابع تدفع كلّ يوم آلاف النسخ إلى جميع أنحاء العالم، وفي كلّ عام نجد القرآن الكريم ينير بآياته مساحة جديدة من الأرض، وينشر الإسلام في أناس لم يكونوا في عداد المسلمين من قبل. ومع ذلك فإنّ المسلم يجد هذا الأثر جزئيا بالمقارنة مع ما يطمح إليه من وصول هداية القرآن للناس جميعا، وتخليص العالم من شرور المدنية المادية الحديثة، وإنقاذهم من واقع حياتهم المليء بالرذائل والأهواء والتفنّن في إثارة الشهوات.
وهذا متوقف ولا شك على عودة المسلمين إلى قرآنهم عودة صادقة، ليسترشدوا بآياته، ويلتزموا بأحكامه، ويتعظوا بعبره ودروسه.
وعندها يمكن للمسلمين أن يكونوا دعاة إصلاح وسلام صادقين وناجحين، كما صدق ونجح أسلافهم من قبل، ويوم يتحقّق ذلك يفرح المؤمنون بنصر الله.