الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
الاعتناء بشجرة الزيتون، وأنها مباركة، كثيرة الارتفاق والمنافع.
4 -
الاستفادة من ضرب الأمثال بالاعتبار، والنظر المؤدي للإيمان.
5 -
الوعيد لمن لا يعتبر ولا يتفكر، ولا ينظر في الأدلة الإلهية فيعرف وضوحها وبعدها عن الشبهات.
4 - علوم القرآن في الآيات:
1 -
الآية مدنية؛ لأن سورة النور مدنية باتفاق.
2 -
القراءات في الآية:
- قرأ ابن كثير «درّيّ» «1» بضم الدال، وتشديد الراء المكسورة، وتشديد الياء من غير همز. «توقّد» بفتح التاء والواو والدال.
- وقرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم: «درّيّ» مثل ابن كثير «يوقد» بالياء مضمومة وضم الدال.
- وقرأ أبو عمرو: «درّيء» بكسر الدال مهموز. «توقّد» بفتح التاء والدال.
- وقرأ حمزة وعاصم في رواية أبي بكر: «درّيء» بضم الدال مهموز.
«توقد» بضم التاء والدال. وفي رواية أبان عن عاصم، وحفص بن عاصم:
«يوقد» «2» مثل نافع الياء مضمومة.
(1) يحتمل قوله تعالى «درّيّ» أمرين:
أحدهما: أن يكون نسبة إلى الدر، لفرط ضيائه وبهائه ونوره.
ثانيهما: أن يكون (فعّيلا) من (الدرء) وهو الدفع، وهو أن يدفع بنوره أن ينظر الناظر إليه، فخففت الهمزة، فانقلبت ياء، كما تنقلب من النبيء، ثم أدغمت الياء في الياء.
(2)
الفاعل: المصباح أو الكوكب.
- وقرأ الكسائي «درّيء» مثل أبي عمرو بكسر الدال مهموز. «توقد» «1» بضم التاء وفتح القاف وضم الدال مثل حمزة.
- وروى القفطي عن عبيد عن هارون عن أبي عمرو عن عاصم بن بهدلة، وعن أهل الكوفة:«توقّد» «2» رفعا مشددة مفتوحة التاء «1» .
3 -
الآية محكمة في الدلالة على أن الله تعالى نور العالم كلّه علويّه وسفليه، بمعنى منوّرة بالآيات التكوينية والتنزيلية، الدالة على وجوده ووحدانيته وسائر صفاته، والهادية إلى الحق وإلى ما به صلاح المعاش والمعاد.
4 -
وهي مثل ضربه الله للقرآن في قلب أهل الإيمان به، فقال: مثل نور الله الذي أنار به لعباده سبيل الرشاد، الذي أنزله إليهم، فآمنوا به، وصدقوا بما فيه؛ في قلوب المؤمنين، مثل كَمِشْكاةٍ وهي عمود القنديل الذي فيه الفتيلة، وذلك هو نظير الكوة التي في الحيطان التي لا منفذ لها، وإنما جعل ذلك العمود مشكاة، لأنه غير نافذ، وهو أجوف مفتوح الأعلى، فهو كالكوّة التي في الحائط، التي لا تنفذ. ثم قال: فِيها مِصْباحٌ وهو السراج، وجعل السّراج وهو المصباح مثلا لما في قلب المؤمن من القرآن والآيات المبينات، ثم قال: الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ يعني أن السّراج الذي في المشكاة في القنديل، وهو الزجاجة، وذلك مثل القرآن، يقول: القرآن الذي في قلب المؤمن الذي أنار الله قلبه في صدره. ثم مثّل الصدر في خلوصه من الكفر بالله والشك فيه، واستنارته بنور القرآن، واستضاءته بآيات ربّه المبينات، ومواعظه فيها، بالكوكب الدريّ فقال:
(1) انظر كتاب السبعة في القراءات ص (455 - 456)؛ لابن مجاهد. وحجة القراءات؛ لأبي زرعة (ص 499 - 500).
(2)
الفاعل: الزجاجة.
الزُّجاجَةُ وذلك صدر المؤمن الذي فيه قلبه كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ «1» .
5 -
والإعجاز ظاهر في الآية من حيث إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه، وروعة التصوير للنور الإلهي الذي يعمّ جميع الكائنات بالنور والهداية. ومن الصور البلاغية فيها:
أ- التشبيه المرسل في قوله تعالى: مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ حيث جاء التشبيه بواسطة الأداة، وهي (الكاف) وهو تشبيه تمثيلي، لأن وجه الشبه منتزع من متعدد. قال الكرخيّ: ومثّل الله نوره، أي معرفته في قلب المؤمن، بنور المصباح دون نور الشمس، مع أن نورها أتم، لأن المقصود تمثيل النور في القلب، والقلب في الصدور، والصدر في البدن؛ بالمصباح، والمصباح في الزجاجة، والزجاجة في القنديل «2» .
ب- الطباق في قوله تعالى: لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ فالشمس والظل يتعاقبان عليها، وأن ذلك أجود لحملها وأصفى لزيتها.
ج- إطلاق المصدر على اسم الفاعل في قوله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أي: منورهما، للمبالغة. ومن فسّر النور بالهداية، فقد ذهب إلى أن في الجملة استعارة.
د- التنكير: في قوله تعالى نُورٌ عَلى نُورٍ وفيه فخامة ومبالغة، حيث النور متعدد ومتضاعف.
(1) تفسير الطبري (9/ 325).
(2)
الجدول في إعراب القرآن، للصافي (18/ 265).