المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حول تعليم المرأة والفنون التقليدية - تاريخ الجزائر الثقافي - جـ ٣

[أبو القاسم سعد الله]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثالث

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأولالتعليم في المدارس القرآنية والمساجد

- ‌مدخل

- ‌حالة التعليم العربي الإسلامي غداة الاحتلال

- ‌التعليم في المدارس القرآنية

- ‌التعليم في المساجد

- ‌بعض أعيان المدرسين في العاصمة

- ‌التدريس بإقليم الوسط (غير العاصمة)

- ‌مدرسو المساجد في إقليم وهران

- ‌مدرسو المساجد في مدينة قسنطينة

- ‌مدرسو المساجد في إقليم قسنطينة والجنوب

- ‌المرتبات والتلاميذ والبرامج

- ‌الفصل الثانيالتعليم في الزوايا والمدارس الحرة

- ‌التعليم في الزوايا

- ‌زوايا الجنوب

- ‌زاوية طولقة

- ‌زاوية الخنقة

- ‌زاوية الهامل

- ‌الزاوية التجانية

- ‌زاوية قصر البخاري

- ‌زوايا أخرى

- ‌المدارس الحرة

- ‌معهد بني يسقن وشيخه أطفيش

- ‌الفصل الثالثالتعليم الفرنسي والمزدوج

- ‌مدخل

- ‌آراء حول تعليم الجزائريين

- ‌ التعليم الفرنسي

- ‌نشأة المدرسة الابتدائية الفرنسية:

- ‌حلقات اللغة العربية

- ‌مدخل إلى التعليم المزدوج

- ‌المدرسة الابتدائية المزدوجة

- ‌المدارس الشرعية الثلاث

- ‌المعاهد (الكوليجات) العربية - الفرنسية

- ‌ مدرسة ترشيح المعلمين (النورمال)

- ‌البرنامج والميزانية

- ‌التعليم المهني

- ‌حول تعليم المرأة والفنون التقليدية

الفصل: ‌حول تعليم المرأة والفنون التقليدية

وقد نص مرسوم 18 أكتوبر 1892 على إنشاء مناصب مفتشين خاصين بغرض تفتيش مختلف المهن كالفلاحة والتكوين الفني والصناعي. ومن الملاحظ توجيه تعلم الطرز ونسج الزرابي إلى المعلمات المسلمات اللائي كان عليهن أن يتربصن تربصا خاصا بذلك منذ 1910. ولكن عددهن كان ضئيلا جدا: المتربصان 3 سنة 1905، و 6 سنة 1910، و 15 سنة 1929 (1). ولذلك كان عدم الاهتمام بهذا التعليم عموما محل نقد شديد من الحركة الوطنية (2)، كما طالبت بتنشيطه وتوسيعه.

‌حول تعليم المرأة والفنون التقليدية

لم نفرق فيما مضى بين تعليم الطفل والطفلة، لأن الإهمال شملهما معا. وكان تعليم البنات أقل انتشارا أيضا في العهد العثماني، كما لاحظنا في جزء آخر من هذا الكتاب. وما دام المحتلون الفرنسيون قد اتبعوا سياسة التجهيل نحو الجزائريين فلا ننتظر منهم أن يخصوا البنات بالتعليم دون البنين أو أن يسووا بينهم. ومع ذلك نلاحظ أنه عند البدء في نشر التعليم الفرنسي كان التركيز على البنين دون البنات. وسنذكر الإحصائيات التي تدعم ذلك. وجدير بالذكر أن تحفظ الجزائريين من التعليم الفرنسي في البداية كان خوفا على مصير أبنائهم جميعا، ولا سيما البنات. ولعل هذا الموقف كان من بين الأسباب في تأخير دخول البنت إلى المدرسة. ومن جهة أخرى فإن المجتمع الفرنسي نفسه كانت له تحفظاته على تعليم المرأة عموما، سيما قبل عهد الجمهورية الثالثة. أما بعد ذلك فقد لاحظنا أن أعداد البنات الفرنسيات في المدارس كانت تفوق عدد البنين أحيانا. وكان الفرنسيون قد أسسوا مبدأ التعليم الإجباري للجنسين من قومهم منذ بداية الثمانينات.

(1) ميرانت (كراسات ..)، مرجع سابق، 94. انظر أيضا إيمانويل بوجيجا،. S.G.A.A.N، 1938، مرجع سابق، 64.

(2)

انظر بشير التليلي (الكراسات التونسية)، 26، 1978، 72 نقلا عن (مجلة المغرب) عدد 3، 4، 1917.

ص: 440

اهتم الفرنسيون بالبنت المسلمة من وجهين. الأول كونها المدخل الأساسي للأسرة الجزائرية ونشر التأثير الفرنسي عن طريقها، بعد أن ظل الرجال (ومن ورائهم النساء) حاملين علم الثورة والمقاومة. والمقصود بالرجال هنا كل البالغين أو الذين وصلوا سن السادسة عشر. وكان أهل المدن أكثر هدوءا بعد الاحتلال من أهل الأرياف والقرى. وقد سيطر الفرنسيون على الإدارة والأسواق والتجارة والسفر. وانحصر المواطنون الذين لم يهاجروا في المدن التي تفرنست في مظاهرها بالتدرج، سيما الجزائر ووهران وعنابة وبجاية. فقد أصبح الجزائريون أقلية وسط أغلبية فرنسية أو متفرنسة جاءت من مختلف أنحاء أوروبا. وبذلك أصبح الطريق للتوغل الحضاري الفرنسي ممهدا في المدن المذكورة منذ الأربعينات. والوجه الثاني هو أن المرأة عامل اقتصادي هام. وكان الفرنسيون قد هدموا الأسواق التقليدية (البازرات) حيث الكتب والملابس والحلي والعطور والمصنوعات الجلدية والحريرية، الخ. وهي المنتوجات التي كانت تمثل الصناعات التقليدية وتنشط الاقتصاد المحلي. وقد تعود الأوروبيون على شراء هذه المصنوعات على أثر الاحتلال وقبل الهدم. ولذلك فكر بعض الفرنسيين في إحياء هذه الصناعة عن طريق المرأة، وبواسطتها يتحقق الهدف الآخر أيضا وهو نشر التأثير الفرنسي في الأسرة وترويج اللغة الفرنسية.

ولم يفتح الفرنسيون مدرسة رسمية لتنشيط الصناعات التقليدية في البداية، وإنما تركوا بعض المغامرات الفرنسيات يقمن بذلك ثم اعترفوا بجهودهن وقدموا لهن التسهيلات. كان النساء الفرنسيات والزائرات الأخريات يبكين حالة المرأة المسلمة في الجزائر. فهي في نظرهن مسكينة وجاهلة ومحرومة من متع الحياة. وهي ضحية الرجل الذي كان يشتريها بدراهمه (هكذا يسمون المهر)، وهي راضية بالطلاق وبالعمل الشاق والزواج عليها بضرة، وهي مستسلمة للقدر والمكتوب والتقاليد. ويعرف تاريخ المرأة في الجزائر أسماء العديدة من النسوة اللائي نصبن أنفسهن للدفاع عن حقوقها المدنية والاجتماعية دون السياسية طبعا. ومن هؤلاء أليكس في أول

ص: 441

الاحتلال وماري بوجيجا في أوآخره.

منذ الأربعينات (حوالي 1846) أنشأت أليكس Allix معهدا أو مدرسة صغيرة لتعليم البنات المسلمات الفرنسية والعربية، بعد أن ذهبت لزيارة البيوت والاتصال بالأمهات. كان ذلك في عهد المارشال بوجو وهو العهد الذي بدأت تشيع فيه فكرة التوغل السلمي داخل المجتمع الإسلامي، وهو ما يسميه البعض أيضا بالاحتلال المعنوي، وقد اعتبرت السيدة أليكس مشروعها ثورة في حد ذاته، ذلك أن البنات هن أمهات المستقبل وأن الحضارة الفرنسية أكثر عملية من الحضارة الإسلامية، وأن تعليم البنات المسلمات على جانب خطير من الأهمية في نظرها. وفي تقرير كتبته إلى الإدارة بالجزائر (إدارة بوجو) طلبت منها المساعدة والتأييد، ولم يذكر التقرير (1846) متى فتحت المدرسة ولا عدد التلاميذ غير أنه أشار إلى أن النجاح كان إلى ذلك الوقت غير كامل (1). وهذا النوع من المدارس يسميه الفرنسيون مدارس خاصة. ولا شك أن السيدة أليكس (وهو اسم زوجها) كانت تعلم البنات اللائي التحقن بورشتها اللغة الفرنسية بالدرجة الأولى وكذلك الطرز وأشغال الإبرة. وحوالي نفس الفترة (يناير 1847) وجدنا الحاكم العام (بوجو) قد رخص بإنشاء مدرسة (ورشة) للبنات المسلمات في مدينة الجزائر. وكانت تضم ستين تلميذة فقط. وكانت بدون شك هي مؤسسة أليكس نفسها، فقد أعطيت الضوء الأخضر للاحتلال (المعنوي). وأعطيت أيضا المساعدة اللازمة لذلك، ولكننا لا ندري درجة النجاح بعد ذلك (2). وكانت هذه السيدة المولودة سنة 1804 قد جاءت إلى الجزائر هاربة بالروح، كما يقولون، بعد زواج فاشل. وعاشت فيها باحثة عن لقمة الخبز في أي مكان تجده، إلى أن

(1) أرشيف إيكس (فرنسا) 1732 80 F. عن مشروع أليكس انظر أيضا الحركة الوطنية، ج 1. وقد أخطأنا هناك فجعلنا أليكس ولوس Luce امرأتين مختلفتين، وهما في الواقع اسمان لامرأة واحدة.

(2)

السجل (طابلو)، سنة 1845 - 1846، ص 13. يقول ميرانت (الكراسات)، ص 53 إن السلطات (رخصت) بفتح مدرسة للبنات سنة 1845 وتوقعت الخطر.

ص: 442

وجدته في مشروع الورشة الذي يخدم بلادها وحضارتها عن طريق البنات المسلمات والتسرب عن طريقهن إلى المجتمع الجزائري. وقد دام مشروعها مدة طويلة وكان نموذجا احتذاه غيرها أيضا. كانت تسمى (مدام لوس Luce) أو الآنسة يوجين بيرلو BERLEAU. وكان أبوها كاتبا في بلدية تورين (فرنسا) فاستفادت من مكتبته، وكان تعليمها غير منتظم، وقد عاشت في الحقبة الرومانتيكية التي اشتهر المنضوون إليها بحب الطبيعة والحقول، والمغامرة في المجهول. ومن بين ما اشتهر به الرومانتيكيون أيضا الرغبة في معرفة الشعوب الأخرى (البدائية) وأنماط عيشها.

جاءت أليكس إلى الجزائر أول الاحتلال تاركة ابنتها عند والدتها في فرنسا. وفي الجزائر تعلمت الخياطة، واشتغلت غسالة في المستشفى العسكري، وتوفي والدها سنة 1837 وهي في الجزائر. ثم بدأت تخطط لإنشاء مدرسة (ورشة) للبنات المسلمات يتعلمن فيها الحضارة واللغة الفرنسية. وفي سنة 1843 عارض المفتي مصطفى الكبابطي إدخال الفرنسية في المدارس القرآنية فنفته السلطات الفرنسية. وبدأت فكرة التسرب إلى الأسرة. ولكن حالة المرأة المسلمة مضنية، كما يقولون، فهي لا تخرج ولا تتعلم ولا تختار الزوج، وهي لا تنضج قبل الزواج. إنها إنسانة محقورة. هكذا تصورت السيدة أليكس (لوس) حالة المرأة فعزمت على إنقاذها. بدأت بتعلم اللغة العربية باعتبارها الوسيلة الضرورية للدخول إلى قلب المرأة. ومنذ 1845 بدأت في جمع التبرعات لمشروعها. ثم بذلت المساعي لإقناع الأمهات اللائي أغرتهن بالسماح لبناتهن بالحضور إلى مدرستها، بضع ساعات في اليوم ليتعلمن اللغة الفرنسية والحساب والخياطة. فلم يأت إليها سنة 1846 إلا أربع بنات. ولكنها لم تفشل. لقد اختارت منزلا تعلم فيه، ثم وصل العدد إلى 30 ثم 40. فسألت الحكومة المساعدة. وقد عرفنا أن إدارة بوجو أقرت المدرسة وساعدتها. وكانت المدرسة تقع في شارع طولون. وأهم ما كانت تعلم، بعد اللغة الفرنسية، هو الطرز، لأن الأوروبيين كانوا يقبلون على المطروزات، ولا سيما السواح الإنكليز. ويشمل الطرز على المناديل

ص: 443

والستائر، بالذهب والحرير، وبمختلف الألوان والأشكال كالملابس والصدريات. وقد اتسعت المدرسة - الورشة بمعروضاتها حتى خارج الجزائر، إذ شاركت السيدة أليكس في المعرض الكبير ببريطانيا سنة 1862 (1).

من الواضح أن ما قامت به السيدة أليكس ليس تعليما بالمعنى المتعارف عليه، ولكنه نوع من التكوين المهني عن طريق اللغة الفرنسية، وهو استغلال لطاقة البنات المسلمات لفائدة الحياة الاقتصادية الفرنسية والتسرب إلى داخل المجتمع الذي بقي مغلقا في وجه الغزو الفرنسي. وفي سنة 1850 صدرت مراسيم إنشاء بعض المدارس العربية - الفرنسية، كما ذكرنا، ومنها الست مدارس في أغلب المدن التي احتلت إلى ذلك الحين. وفي هذا النطاق نص المرسوم أيضا على إنشاء مدارس في الجزائر وقسنطينة والبليدة ووهران وعنابة ومستغانم للفتيات المسلمات يأخذن فيها تعليما ابتدائيا وأشغال الإبرة. وقد قيل عندئذ أن لجنة من النساء يعينها الوالي (البريفي) ستشرف على هذه المدارس (2). ولكن التجربة كانت فاشلة فيما يبدو، لأننا وجدنا الفرنسيين يشكون من تحكم العادات في المجتمع. وفي تقرير لسنة 1852 لا نجد سوى 150 (وهو رقم ملفت للنظر) تلميذة يذهبن إلى مدرسة فرنسية تديرها امرأة فرنسية. وقد كن يتعلمن فيها بالإضافة إلى مواد التعليم المعروفة في المدرسة العربية - الفرنسية، عمل الإبرة والنشاط المنزلي. وفي ورشة ملحقة بالمدرسة يتعلم كبار النسوة الخياطة (3).

(1) السيدة روجرز Rogers (شتاء في الجزائر)، لندن، 1865، ص 103 - 199. ظهر وصف لأعمال أليكس في مجلة نسائية بريطانية اسمها (جورنال المرأة الانكليزية) بقلم السيدة بوديشون. وهو الذي استفادت منه السيدة روجرز. وجاء في تقرير لسنة 1857 أن هذه المدرسة كانت خاصة. أرشيف إيكس (فرنسا)، 20 - I 1. يقول السيد بوجيجا إن السيدة لوس (أليكس) هي زوجة رئيس فرقة موسيقية في الجيش، ومؤلفة. وأن الوزارة قد اعترفت رسميا بمدرستها في 6 يناير 1847. انظر S.G.A.A.N مرجع سابق، 70.

(2)

السجل (طابلو) سنة 1846 - 1849، ص 195.

(3)

نفس المصدر، سنة 1851 - 1852، ص 201.

ص: 444

وفي مدرسة الجزائر العربية - الفرنسية وقع توزيع الجوائز سنة 1854 بحضور السيدة أليكس، ويقول الفرنسيون إن الفتيات ظهرن غير متحجبات خلال الحفل، وأدارت اثنتان منهن حوارا معناه أن فرنسا هي الدولة الحامية للجزائر. وهذا بالطبع ما كانت تريد السيدة المذكورة والإدارة الفرنسية والكنيسة، من تعليم المرأة المسلمة لإخراجها من حرمانها وغبنها في نظرها. ومهما كان الأمر فقد فتحت ورشة لتعليم النسيج والأشغال اليدوية أولا في مدرسة الجزائر سنة 1861 ثم في مدرسة قسنطينة بعد ذلك. أما المدارس التي نص عليها مرسوم 1850 وهي ست، فلم ينجز منها إلا البعض. وشيئا فشيئا بدأ يظهر اسم الجزائريات، فكان اسم السيدة ماحي MAHE سنة 1853، وهي سيدة كانت تعطي دروسا في التوليد، وقد نجح ثمانية من أحد عشر وظفن لهذا الغرض، وفي سنة 1856 حصلت الفتاة نفيسة بنت علي، وكانت تلميذة في مدرسة السيدة أليكس، على (بروفي) التعليم. وكانت هي الأولى في هذا الميدان (اللغة الفرنسية والطرز) لكنها سرعان ما توفيت - 28 فبراير 1861.

وفي سنة 1850 أيضا أنشات السيدة ابن عابن ABEN مدرسة في الجزائر للبنات شبيهة بمدرسة السيدة أليكس، فهي أيضا كانت تعلم اللغة الفرنسية والقراءة والكتابة والحساب والرسم (وهو برنامج المدرسة العربية - الفرنسية) إلى جانب أشغال الإبرة وإدارة المنزل. وقد بقيت هذه المدرسة إلى سنة 1870 ثم حولتها الإدارة إلى مدرسة ابتدائية فرنسية محض. ثم ظهرت مدارس أخرى، وهي في الحقيقة ورشات، بإشراف الأخوات البيض (الكنيسة) وسيدات أخريات تابعات لمذاهب دينية غير كاثوليكية، ولكنها كانت تتنافس على إخراج البنت الجزائرية من بيتها وتقاليدها وربطها بالثقافة الفرنسية، بأية وسيلة. وكل ذلك كان في غياب الحكومة الفرنسية التي يفترض فيها السهر على حرمة العائلة الجزائرية وتوفير التعليم المفيد للبنت وللمجتمع (1). وفي

(1) لا نجد سوى أصوات خافتة خلال ذلك من رجال السلك الديني والقضائي وأعيان البلاد، لتسلط أجهزة القمع والقهر عليهم.

ص: 445

هذا الصدد أنشئ قسم خاص بالبنات المسلمات في المدرسة الفرنسية ببجاية، ثم تلاه إنشاء مدرسة من ثلاثة أقسام. بالإضافة إلى ورشات الآباء البيض في زواوة وميزاب وورقلة وبسكرة.

ونفس المحاولات وقعت على أيدي نساء أخريات، منهن السيدة سوسروت، مديرة مدرسة البنات بقسنطينة، فقد أنشأت أيضا مدرسة خاصة للطرز ونسج الزرابي. واستعملت طرق الصباغة التقليدية الشائعة عند الأعراش وفي البوادي. ثم أنشأت السيدات: ديلنو، وأتانو، وباري، مدارسهن. وتضافرت جهود هؤلاء النسوة مع جهود الأخوات البيض، وكثرت الورشات من الشمال إلى أقصى الجنوب، وهي ورشات لا تدخل أبدا في نطاق التعليم الابتدائي، لأنها كانت ورشات خاصة تستعمل، بالإضافة إلى اللغة الفرنسية والتأثير الفرنسي، مختلف أنواع الطرز ونسج الزرابي والأغطية، والمضفورات، والرسومات الشعبية والألوان حسب المناطق، مثل الطابع الونشريسي والميزابي والزواوي (القبائلي)، والأوراسي والعربي والبربري. وقد ظهرت ورشات جديدة في تبسة وشرشال والقليعة وتلمسان والأغواط وغرداية، معظمها كانت بإشراف الأخوات البيض.

ثم سمح لسيدات انكليزيات (بروتيستانت) بإنشاء ورشات مماثلة أيضا في شرشال وفي ضاحية مصطفى باشا بالعاصمة (1). ومن جهتها أسست السيدة قيتفيل (التي سبق لها أن أسست مدرسة البنات في وهران وعملت في القيروان) مدرسة في الجزائر أيضا سنة 1909، وتوسعت هذه المدرسة حتى كانت تضم 170 تلميذة، ولها ورشة بـ 16 تلميذة تتراوح أعمارهن بين 10 - 13 سنة. وقد ذاع اسم هذه المدرسة لأنها تخصصت في صنع الزرابي القديمة من النوع الفارسي والقبطي، كما قيل، وكذلك صنع الوسائد والمطروزات التركية والجزائرية والمراكشية. ثم مدرسة آيت هشام في ميشلي التي تأسست سنة 1890 ونالت جائزة سنة 1955 وتولتها سنة 1913 السيدة بيران Perrin

(1) بوجيجا، S.G.A.A.N (1938)، مرجع سابق، 70 - 74.

ص: 446

وزوجها منذ التاريخ الأخير. وكانت تضم 34 تلميذة. ثم مدرسة الأصنام التي كانت بإدارة الآنسة شوبير، ولها ثلاثة أقسام و 146 تلميذة (1).

وفي آخر القرن أيضا وجدنا المرأة المهجنة أو نتاج الزواج المختلط، قد أخدت تلعب دورها في الموضوع. وهو الدور الذي أصبحت تقوم به بعض النساء بعد الاستقلال أيضا، إذ أصبحت هن المتحمسات للفرنسة وتخليص المرأة من (العبودية) في نظرهن أكثر من تحمس الفرنسيات أنفسهن. وكان هدف الفرنسيين هو تكوين الوسطاء، سواء من الرجال أو من النساء. نحن الآن أمام سيدة أخرى تسمى كيسنو، ومساعدتها السيدة سيسيل عائشة بوركايب. ولعل اسم (سيسيل) يوحي بأن هذه المرأة كانت نتاج زواج مختلط. أما عائلة بوركايب فقد اشتهرت في بداية الاحتلال بارتباط أحد أبنائها، وهو حمدان بوركايب بالإدارة الفرنسية الأولى. وفي 1894 نشرت جريدة المبشر الرسمية خبرا ملفتا للنظر بعنوان (مأثرة تذكر فتشكر)، وفائدة هذا الخبر هي أن حكومة جول كامبون في الجزائر قد رأت إحداث درس للبنات المسلمات، فكان ذلك على يد السيدة كيسنو (وتلقبها المبشر باللقب التركي وهو الخاتون)، وأن الدرس قد امتلأ بأربعين تلميذة. وتمنت الجريدة المزيد من الإقبال عليه.

أما بالنسبة للسيدة بوركايب فالمبشر قالت بأنها جاءت لمساعدة السيدة كيسنو. وكانت بوركايب متحمسة جدا لعملها، وكانت تعلم الفتيات القواعد العلمية الأولية. وقد تعينت رسميا في هذه المهمة، ونوهت الجريدة بجهودها وبعائلتها القديمة الوجيهة (كريمة ذات من ذوات مسلمي الجزائر). أما البرنامج فهو حسب الجريدة أصول العلوم الابتدائية وما سهل من أعمال الخياطة (2). ولم تذكر المبشر أن أصول العلوم هنا تعني اللغة الفرنسية والتاريخ الفرنسي والجغرافية والحساب والدخول في الحضارة الفرنسية

(1) ألفريد كولون (دروس الصناعة للفتيات الأهليات)، في S.G.A.A.N (1913)، ص 545 - 563.

(2)

المبشر، عدد 8 سبتمبر 1894. عن أصول وفروع عائلة بوركايب، انظر بول أوديل P.Eudel (الحلي الجزائري والتونسي)، الجزائر، 1902، ص 323.

ص: 447

المتفوقة، حتى لا تنبه قراءها المسلمين إلى ما يتلقاه البنات حقيقة في هذه المدرسة.

وفي تجربة المدرسة العربية - الفرنسية أيضا (أنشئت سنة 1850 كما سبق) نجد المواد الدراسية مشتركة بين البنين والبنات .. فقد كان المعلم الفرنسي (وهو عادة المدير) يعلم الأولاد اللغة الفرنسية ومبادئ الأخلاق والتاريخ الفرنسي والجغرافية والزراعة والتاريخ الطبيعي. وهذا هو نفسه برنامج مدرسة البنات أيضا. ولكن الساعتين الأوليين من حصص الصباح مخصصتان للغة العربية إذ يفتح المصحف الشريف بين يدي التلميذة، أما الساعة الثالثة فمخصصة لأشغال الإبرة. وهذا القسم كانت تشرف عليه المديرة الفرنسية، بواسطة نائبتها المسلمة (انظر قانون إنشاء هذه المدارس). وفي المساء ساعتان للغة الفرنسية وساعتان لأشغال الإبرة أيضا. وهذه الأشغال قد قسمت إلى قسمين كما ذكرنا، في حصة الصباح تعلم بما يناسب الوسائل الإسلامية وفي المساء بما يناسب الوسائل والمنهج الفرنسي. ويقول السيد ميرانت، ونحن لا ندري كيفية ذلك تفصيلا، فإذا كان تعليم القرآن صباحا منهجا إسلاميا واضحا، وتعليم الفرنسية في المساء منهجا فرنسيا واضحا، فلا نفهم كيف تتحول أشغال الإبرة إلى إسلامية وفرنسية. ويدخل في برنامج البنات أيضا الغسيل بالصابون وكي الملابس، مدة نصف ساعة كل يوم ثلاثاء وخميس (1).

هل هذا هو التعليم الإسلامي أو التعليم المطلوب لإخراج المرأة الجزائرية من وهدة الجهل إلى نور العلم والحياة؟ إن البرنامج، على ما فيه من تحايل لنشر اللغة الفرنسية والحصول على مردود اقتصادي، ومسخ للمجتمع، قد انتهى سنة 1871، كما ذكرنا، على يد الحاكم العام ديقيدون. ولم يعوض بأي تعليم آخر للمرأة أو غيرها إلا منذ التسعينات، وحينئذ

(1) ميرانت (كراسات ..)، مرجع سابق، 79. بعض المدارس العربية - الفرنسية أنشئ في المسجد نفسه كما حدث في جامع سيدي الرماح بقسنطينة الذي حول إلى مدرسة للبنات. انظر سابقا.

ص: 448

ظهرت مدارس ابتدائية خاصة بالأهالي وأقسام ملحقة بمدارس فرنسية. وكان الزمن قد تغير كثيرا، وظهر الجيل الثالث في عهد الاستعمار الفرنسي. ورغم مطالبة الجزائريين بالتعليم لبنيهم وبناتهم فإن السلطة الفرنسية كانت شحيحة جدا. وقد ظل تعليم البنات بالخصوص مطبوعا بالطابع الاقتصادي - العملي، كما ذكرنا، وليس بالطابع العلمي - التربوي. ومن ثمة لم تتحصل البنت الجزائرية لا على ثقافتها العربية الإسلامية ولا على ثقافة فرنسية علمية مفيدة. وقد صدق ألفريد بيل حين قال سنة 1908 إنه لا يوجد للبنات المسلمات مدارس خاصة بهن لمتابعة دراستهن لا بالعربية ولا بالفرنسية. ونحن نعلم أن ألفريد بيل من غلاة المستشرقين الاستعماريين. لقد كان بعضهن يدخلن المدارس الفرنسية الابتدائية، وكان عددهن قليلا جدا. أما الأخريات فكن يتعلمن اللغة الفرنسية في مدارس التكوين المخصصة للأهالي، ونسيج الزرابي والأشغال اليدوية (1). وهو عدد قليل جدا أيضا.

وقد تدخلت الإدارة الفرنسية لتنشيط وتحديث الفنون والصناعات التقليدية، وألحقت ذلك بإدارة التعليم (ريكتور). ومن ذلك إنشاؤها مكتبا للرسم للقيام بجرد دقيق للأنواع والنماذج الفنية بالجزائر، وإحياؤها حسب الحاجة. ومن مهام المكتب الرجوع إلى الأشكال القديمة (الكلاسيكية) والاستفادة من نماذج تونس والمغرب والمشرق والفنون البربرية. ولعل الفرنسيين قد أحسوا بالذنب الكبير نحو التاريخ والفن والحضارة العربية الإسلامية في الجزائر حين هدموا المعالم وداسوا على الأضرحة والقباب واستباحوا قلع الزليج والفسيفساء والأبواب الخشبية المنقوشة غداة الاحتلال. فأخذوا يراجعون النماذج الباقية ويحصونها ويستجلبون نماذج أخرى من الخارج ظانين أنها من أصل واحد. فنقحوا زرابي القرقور والقلعة ورجعوا إلى الفن البربري القائم على الشكل الهندسي (الجيومتري). واستعانوا في الطرز بالنوع الرباطي (المغرب) المعروف بوروده وألوانه الزرقاء والخضراء والبنفسجية الغامقة والمذهبة، وسايروا الذوق العربي

(1) ألفريد بيل (مؤتمر ..)، مرجع سابق، 228.

ص: 449

والإسلامي في الزخرفة.

ونفس عملية الإحياء والتجويد وقعت مع الصناعات النحاسية. فدمجوا الطراز السوري مع الطراز المحلي، وأصبح هذا النوع المولد من برنامج الورشات. وذكر جان ميرانت أنه وقع اللجوء إلى المواد الكيمياوية في الألوان، وأن الأكاديمية قد أنشأت مدرسة للصباغة وكلفت السيد دلاييه بالإشراف عليها. وكانت الأصواف مثلا تعطى للورشات بعد صباغتها. واعترف ميرانت أن الفن البربري والعربي قد أصابه الذبول نتيجة الإهمال والتدهور واختلطت ألوانه وفقد أصالته، غير أن عملية الإنعاش، في نظره، قد أعطت نتائج طيبة. وقد عرفنا أن الورشات التي أنشئت منذ القرن الماضي كانت تعلم بعض الفرنسية والتأثيرات الحضارية الأخرى، بالإضافة إلى الحساب والطرز والخياطة ونسيج الزرابي. واشتهرت بذلك ورشات العاصمة وقسنطينة (حيث كان يجري الطرز بالفضة على الحرير) وشلالة وبجاية (1). وإليك الآن بعض الإحصاءات. ففي سنة 1882 هناك مدرستان فقط للبنات في الجزائر كلها. و 358 بنتا يتعلمن (2). وفي 1906 كان للبنات سبع مدارس (3). وفي سنة 1907 أصبحت تسع مدارس ولها خمسة عشر قسما، إضافة إلى ثلاث مدارس حرة (مهنية؟). وكانت جميعا تضم 2.181 بنتا، وكلهن في المستوى الابتدائي (4)، ولا وجود للفتاة المسلمة في المتوسطات أو الثانويات. وفي 1930 (بعد قرن من الاحتلال) كان عدد البنات المسلمات في التعليم الابتدائي الفرنسي قد وصل إلى 6.712 حسب الإحصاء الرسمي (5). ثم وصل العدد إلى 8.330 سنة 1936، هذا في

(1) جان ميرانت (كراسات)، ص 51 - 53. انظر أيضا أوغسطين بيرك (الجزائر بلاد الفن والتاريخ)، ومساهمته في كراسات الاحتفال المئوي.

(2)

بوليو، مرجع سابق، 258 - 259.

(3)

بول بيرنار (التعليم الابتدائي الأهلي ..)، مرجع سابق، R.M.M (1906) ص 21.

(4)

مارسية (مؤتمر ..)، مرجع سابق، ص 803.

(5)

جان ميرانت (كراسات ..)، مرجع سابق، ص 95.

ص: 450

المدارس المخصصة للأهالي فقط، ويضاف إلى ذلك البنات اللائي دخلن الأقسام الخاصة بالأهالي في المدارس الأوروبية. فإذا جمع الرقم هنا وهناك وصل العدد إلى 15.854 بنتا، وكلهن في المستوى الابتدائي. وهذا كله في زمن الصحوة التعليمية وظهور مدارس جمعية العلماء والمدارس الحرة الأخرى كمدرسة الشبيبة في العاصمة ومعهد الحياة في ميزاب. لكننا لا نجد سنة 1936 إلا 99 فتاة جزائرية في الثانويات الفرنسية ثم لا فتاة في جامعة الجزائر (1)، ولا في المدارس الشرعية - الفرنسية الثلاث.

ونريد أن نختم هذه الفقرة بالإحصاء الذي أورده السيد إيمانويل بوجيجا سنة الاحتفال المئوية بالاحتلال ومدى ما نالته المرأة المسلمة من الدولة الفرنسية (الحامية) وحاملة رسالة (المهمة الحضارية). يقول إن سنة 1930 قد انتهت بهذه النتائج بالنسبة للمرأة الأهلية:

30 بنتا حصلت على شهادة الدراسة الابتدائية.

2 حصلتا على شهادة (البروفي) الأولى. B.Elem.

1 (واحدة) على شهادة (البروفي) العالي. B.Sup.

8 بنات دخلن المدارس الابتدائية العالية. Ecoles P. Sup (هكذا التسمية، ولكن لا علاقة لها بالتعليم العالي).

4 بنات في ليسيه الجزائر (الثانوي).

4 بنات في ليسيه وهران.

44 بنات في ليسيه قسنطينة.

2 بنتان في ليسيه (كوليج) عنابة.

أما بالنسبة لسنة 1936 فقد شهدت بعض الزيادات في الأرقام الإجمالية. ولكننا لا نعرف عدد المتحصلات على الشهادات. وهذا هو التوزيع بالنسبة إلى سنة 1936:

(1) أرشيف إيكس (فرنسا)، 61 H 10 نقلا عن جريدة وهران الجمهورية، عدد 18 يوليو، 1937.

ص: 451

7، 34 بنتا في المدارس الابتدائية الأولية (الفرنسية).

8.

330 بنتا في المدارس الخاصة بالأهالي.

39 بنتا في المدارس الابتدائية العالية والدروس المكملة C.Comp.

أما المدارس نفسها والتوزيع عليها فكان كما يلي: (سنة 1936):

16 مدرسة ابتدائية خاصة وثانوية تضم 231 تلميذة.

- في التعليم الثانوي 99 تلميذة.

- في التعليم الجامعي صفر تلميذة (1).

هذه هي تجربة التعليم الفرنسي والمزدوج في الجزائر طيلة أكثر من قرن. وقد أشرنا إلى أطوار التجربة ومراسيمها والآراء حولها وأنواع التعليم سواء كان موجها للفرنسيين أو للجزائريين، مفرنسا أو مزدوجا، وكذلك مؤسساته من الابتدائي إلى العالي. وكان يمكن للمدارس الشرعية - الفرنسية أن تدخل ضمن التعليم العربي - الإسلامي في مرحلتها الأولى ولكننا أدخلناها ضمن هذا الفصل لأن إدارتها وبرامجها أصبحت فرنسية، ولم نشر إلى تطور التعليم عند يهود الجزائر إلا نادرا لارتباطه منذ أول وهلة بالتعليم الفرنسي، حتى قبل تجنيس اليهود الشامل عام 1870.

انتهى الجزء الثالث ويليه الجزء الرابع

(1) بوجيجا S.G.A.A.N مرجع سابق، ص 75.

ص: 452

المحتوى

مقدمة ............................................................................................ 5

الفصل الأول: التعليم في المدارس القرآنية والمساجد ............................................... 15

مدخل ........................................................................................... 17

حالة التعليم العربي الإسلامي غداة الاحتلال ...................................................... 21

التعليم في المدارس القرآنية ...................................................................... 36

التعليم في المساجد .............................................................................. 57

بعض أعيان المدرسين في العاصمة ............................................................. 73

القديري - الأرناؤوط - بوقندورة - العمالي - ابن الحفاف -

ابن الخوجة (الكمال) - ابن الشيخ - ابن سماية - ابن زكري

- التدريس بإقليم الوسط (غير العاصمة) ...................................................... 102

شرشال - البليدة - المدية - مليانة - أم السنام - تيزي وزو -

مدرسو المساجد في إقليم وهران .............................................................. 109

وهران - تلمسان - معسكر - مستغانم - ندرومة -

مدرسو المساجد في مدينة قسنطينة ........................................................ 225

الونيسي - بوجمعة - ابن مرزوق -

مدرسو المساجد في إقليم قسنطينة والجنوب ................................................ 143

سطيف - عنابة - بجاية - ميلة - وادي الزناتي -

بسكرة - المسيلة - قالمة - تبسة - العين البيضاء -

المرتبات والتلاميذ والبرامج ............................................................... 157

الفصل الثاني: -التعليم في الزوايا والمدارس الحرة ........................................ 167

التعليم في الزوايا ....................................................................... 170

1 -

زوايا زواوة: شلاطة (آقبو) - ثيزي راشد - ابن إدريس - اليلولي

ص: 453

_________

ابن أيي داود - السحنونية - زوايا القرآن وزوايا الفقه

2 -

زوايا الجنوب ................................................................ 213

زاوية طولقة - زاوية الخنقة - زاوية الهامل

الزاوية التجانية .................................................................... 223

زاوية قصر البخاري ............................................................... 227

3 -

زوايا أخرى .................................................................. 234

المدارس الحرة .................................................................... 238

معهد بني يزقن وشيخه أطفيش .................................................... 264

الفصل الثالث: التعليم الفرنسي والمزدوج ........................................... 277

مدخل ............................................................................ 279

آراء حول تعليم الجزائريين ........................................................ 281

التعليم الفرنسي ................................................................... 290

حلقات اللغة العربية .............................................................. 311

مدخل إلى التعليم المزدوج ........................................................ 321

المدرسة الابتدائية المزدوجة ...................................................... 327

المدارس الشرعية الثلاث ......................................................... 367

المعاهد (الكوليجات) العربية/ الفرنسية ............................................ 402

مدرسة ترشيح المعلمين (النورمال) ................................................ 413

البرنامج والميزانية ................................................................ 422

التعليم المهني .................................................................... 435

حول تعليم المرأة والفنون التقليدية ................................................. 440

ص: 454

دار الغرب الإسلامي

بيروت - لبنان

لصاحبها: الجيب اللمسي

شارع الصوراتي (المعماري) - الحمراء، بناية الأسود

تلفون: 350331 - 009611: Tel / خلوي: 638535 - 009613: Cellulair فاكس: 742587 - 009611: Fax / ص. ب. 5787 - 113 يروت، لبنان

DAR AL - GHARB AL - ISLAMI B.P.: 113 - 5787 Beyrouth، LIBAN

الرقم: 337/ 2000/ 11/ 1998

التنضيد: كومبيوتايب - بيروت

الطباعة: دار صادر، ص. ب ، 10 - بيروت

ص: 455

HISTOIRE CULTURELLE DE

L'ALGERIE

PAR

Professeur Aboul Kacem Saadallah

Université d'Alger

Tome 3

1954 -

1830

DAR AL - GHARB AL - ISLAMI

ص: 456