الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لوحة، فقد بلغ بعض لوحاتها (50) خمسين سطراً، وهذا أكثر ما كتب في اللوحة الواحدة، كما بلغ بعض لوحاتها (30) ثلاثين سطراً، وهذا أقل ما كتب في اللوحة الواحدة.
وعدد لوحات هذه النسخة (253) ثلاث وخمسون ومائتا لوحة، وليس هناك ما يشير إلى اسم كاتبها أو تاريخ النسخ.
وقد ميّز كاتبها أسماء الأبواب والعناوين بخط كبير ظاهر.
أما الشواهد على اختلاف أنواعها فقد مزجها الكاتب بالنص مزجاً كما فعل كاتب النسخة (أ)، وكثيراً ما كان يمزج أبيات الألفية بالنص أيضاً ويظهر لي أن ناسخاً ما شارك في نسخ أولها؛ وخطُّهما متقارب لكن أحد الخطين صغير مما يزيد في عدد الأسطر، إضافة إلى بعض السمات الأخرى كاستعمال صاحب الخط الصغير للحرف (ص) للرمز للتصنيف أو المصنف، والحرف (ش) للرمز للشرح أو الشارح ولم يلتزم بذكر هذين الحرفين، كما أن هذه النسخة يظهر على حواشيها -أحياناً- تعليق يسير ثم ينقطع فلا يكاد يظهر، حتى إن مجموع هذه التعليقات ربما لا يزيد على أصابع اليدين في المخطوط كله، وخطُّها لا يكاد يُبين غالباً.
هذا وقد رمزت لهذه النسخة بالرمز (ب).
خاتمة
إن هذا الكتاب الذي هو شرح لألفية ابن مالك ليس من الشروح المطولة ولا من الشروح المقتضبة، وإنما سلك به مؤلفه مسلك التوسط فجاء وافياً بالمراد مع جزالة العبارة وسهولة الألفاظ يظهر ذلك جلياً لكل من طالعه
وقارنه بغيره من شروح الألفية.
وشارحه رحمه الله متأثر بمنهج والده العلامة الشيخ/ محمد بن أبي بكر قيم الجوزية رحمه الله في نبذ التعصب فقد كان -أعني صاحب الشرح- ملماً بأقوال العلماء وآرائهم ينتقي منها ما يترجح لديه بالدليل، يتضح هذا من تفننه في الاختيار فبينما تجده يذهب في كثير من المسائل النحوية مذهب البصريين تجده يختار في كثير من المسائل المذهب الكوفي ويرجحه، وربما خالف الفريقين واختار رأياً آخر.
وهو على ذلك معدود في الفقهاء قال عنه في البداية والنهاية 14/ 239 (كان فاضلاً في النحو والفقه وفنون أخرى على طريقة أبيه).أ. هـ.
وله مؤلف في الفقه سماه (اختلاف المذهبين) تعرف فيه للمسائل الخلافية بين أحمد والشافعي (معجم المصنفين للتنوكي 4/ 406).
وله رسالة مطبوعة اسمها (اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية).
كما تجدر الإشارة هنا إلى أنه سلم من كثير من المزالق العقدية التي وقع فيها كثير من النحاة (حسب علمي) ولا غرو فهو سليل ابن القيم وفرع دوحته المباركة.
هذا وقد كثر الطلب على هذا الكتاب منذ تحقيق القسم الأول منه من طلاب العلم ولا سيما المهتمون بالعلوم العربية وإني لأرجو أن أكون قد وفقت لإخراجه على الوجه اللائق به.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين.
المحقق/ محمد بن عوض بن محمد السهلي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الإمام، العالم الأوحد، علّامة الزمان، ولسان البيان، وتاج الأدب، وحجة العرب، أبو إسحاق، برهان الدين إبراهيم بن الشيخ الإمام، العالم، العلامة، شيخ الإسلام أبي عبدالله: محمد بن الشيخ الزاهد، العابد: أبي بكر بن أيوب، متّع الله المسلمين ببركته، وأدام عليه السوابغ من نعمته، وأثابه الجنة برحمته، وجميع المسلمين.
أما بعد:
حمداً لله مسحق الحمد لكماله، والصلاة على نبيه محمد وآله.
فإن بعض من قرأ كتاب الخلاصة، وأظهر إلى فهم معانيه الخصاصة طلب مني أن أوضح له ما تضمنه من الفوائد، وأكثر من ذلك في المصادر والموارده إلى أن استخرت الله تعالى بإملاء شرح يوضح معانيه، من تعرض لزيادة على ما فيه إلا حيث دعت الفاقة، واجتهدت في تحريره حسب الطاقة، وسميته:
"إرشاد السالك إلى حَلِّ ألفية ابن مالك"
وبالله أستعين على إتمامه، وجعله سبيلاً لفهم كلامه.
(قال محمد: هو ابن مالك
…
أحمد ربي الله خير مالك)
(مصليا على النبي المصطفى
…
وآله المستكملين لشرفا)
الناظم لها هو: أبو عبدالله: محمد بن عبد الله] الله بن عبدالله [-ثلاثة- ابن مالك، الطائي، الجياني -مدينة بالمغرب- العلامة، جمال الدين، إمام الأدب في وقته، وحامل لوائه، ذو التصانيف المفيدة، ولد بـ"حيّان" سنة ستمائة، أو إحدى وستمائة.
وأتقن النحو واللغة القراءات، وسمع الحديث، وتردد في البلاد إلى أن سكن دمشق حتى توفي بها سنة اثنين وسبعين وستمائة، رحمه الله، وقد نشر علماً جماً، وآخر من روي عنه: شيخنا الإمام شهاب الدين:
أحمد بن سليمان الكاتب، كتاب الخلاصة عرضا، وعرضته عليه في
سنة ست وثلاثين وسبعمائة، وأجازني ما أجازه المصنف من رواية مسموعاته، ومؤلفاته.
ومحمد: علم منقول من اسم مفعول. حمدته: بوزن علمته، إذا أكثرت من صفات الحمد فيه. و "مصليا": حال من المستكن في: "أحمدُ" و "النبيّ" فعيل من النبوة وهو المحل المرتفع، وقيل هو من النبأ، وعلى هذا فهل هو بمعنى فاعل، أو بمعنى مفعول، على قولين، و"آل" أنكر كثير من النحاة إضافته إلى الضمير، والصواب جوازه، نحو:
1 -
وانصر على آل الصليب وعابديه] اليوم آلك]
(وأستعين الله في ألفيه
…
مقاصد النحو بها محويّه)
(تُقرِّب الأقصى بلفظ موجز
…
وتبسط البذل بوعد منجز)
"استعين الله": أطلب منه العون، و "ألفيه": مؤنث منسوب إلى ألف، كـ"سَعدية" في إمرأة منسوبة إلى سعد، و"مقاصد النحو": جمع مقصد، وهو هنا مصدر بمعنى اسم المفعول، أي: المطلوب من علم النحو، والنحو: علم مدرك بمقاييس مستنبطة من استقراء كلام العرب، دال على مالها من الأحكام التركيبية.
والمشهور أن أول من وضعه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، و"الأقصى": البعيد، والموجز من الألفاظ: الخفيف المؤدي معناه، و"البذل": العطاء، و"المنجز": ما أسرع الوفاء به.
(وتقتضى رضا بغير سخط
…
فائقة ألفية ابن معطى)
"تقتضى": أي تطلب رضا من الله أو من قارئها، و "السَّخَط" و"السُّخْط" ضد الرضا، و"فائقة" حال من المستكن في "تقتضى"، و"ابن معطى" هو الإمام أبو زكريا: يحيي بن معط -وقيل: ابن عبد المعطى، وإنما قال هو في ألفيته:"ابن معط" لأجل النظم- ابن عبدالنور، صاحب الألفية،
والفصول، مولده ببلاد المغرب، وتوفي بالقاهرة، سنة ثمان وعشرين وستمائة.
(وهو بسبق حائز تفضيلاً
…
مستوجب ثنائي الجميلا)
(والله يقضي بهبات وافرهُ
…
لي وله في درجاتِ الآخره)
الباء في "بسبق" باء السببية، أي: هو حائز للفضيلة بسبب سبقه، والظاهر أنه إنما أراد السبق في الزمان، لا السبق في التقدم في العلم، والسّبق في الزمان مقتضٍ للتفضيل، بدليل قوله صلَّ الله عليه وسلم:"يذهب الصالحون الأول فالأول"، وقوله:"خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" على قول من حمله على إرادة التكرار، دون التخصيص بالقرون الثلاثة.