الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبنية المصادر
أبنية المصادر موضوعه عليها بطريق الأصالة، لا محوّلة عن غيرها، لما تقرر من أن المصدر أصل للفعل، وفرعه.
(فَعْلٌ قياسُ مصدرِ المُعَدَّى
…
من ذي ثلاثة، كردّ ردّا)
الفعل الثلاثي مصادره كثرة، ولم يطرد منها شيء، ولكن غلب في بعضها أبنيةٌ أشار المصنف إليها، ومراده بالقياس: قياس الغلبة، لا قياس الاطراد، فمن ذلك "فَعْل" مفتوح الفاء، ساكن العين، ويغلب في المتعدى منها، سواء كان على "فَعَلَ" وهو الأكثر، كـ"أكل أكلا" و"ضرب ضربا" و"ردّ ردّا"، أو على "فَعِلَ" كـ"فهم فهما" و"شم شما"، "إذ أصله: شَمِمَ" وجاء مصدر الأول على "فِعْل" كـ"ذِكْر" وعلى "فُعْل" كـ"شُكْر" وعلى "فعلان" -بتثليث فائه- كـ"شكران" و"عِرفان" و"لَيَّان"، وغيرها، ومن مصادر الثاني "فِعْل" كـ"عِلْم" وبضم الفاء، كـ"شُرْب" وفَعُول كـ"قبول" وبضم الفاء، كـ"رُكوب"، ومنها "كراهية، وسآمة".
(وفَعِلَ اللازمُ بابه "فَعَل"
…
كـ"فَرَحٍ" وكـ"جَوىَ" وكشَلَل)
يغلب مجيء الثلاثي المفتوح الفاء [المكسور العين على "فعل" بفتحهما، كـ"فَرِح فَرَحًا" و"جَوِيَ جَوىً" -إذا آلمه الحُبُّ-، و"شَلَّت يده شللا" إذْ أصله:"شَلِلَتْ"، وجاء من مصادره على غير ذلك:
"شِبَع" و"ندامة" و"حُزْن" و"هُزال" و"رَغب" و"رغبة" و"رهبوت".
(و"فَعَلَ" اللازُم مثلُ "قَعَدا"
…
له "فُعُول" باطرادٍ، كغدا)
إذا كان الثلاثي اللازم مفتوح الفاء] والعين، غلب على مصدره "الفُعُول" كـ"القعود" و"الغدوّ" و"الجلوس" و"الدُّخول" و"الخُروج".
(ما لم يكن مستوجبا "فِعالا"
…
أو "فَعَلانًا" فادر، أو فُعالا)
(فأوّلٌ لذى امتناع، كـ"أَبَى"
…
والثّانِ للذي اقتضى تَقَلُّبَا)
(للدا "فُعال" أو لِصوتِ، وشَمَل
…
سيرا، وصوتًا، "الفعيلُ: كـ"صَهَل")
خرج عن مستحق "الفُعُول" أربعة مصادر.
الأول: ما استحق "فِعالا"، وهو: ما دل فعله على امتناع، كـ"أبى إباءً"، و"أَبَقَ إباقا" و"نَفَرَ نِفارا" وليس "الفِعال" فيه بلازم، لمجيء "النُّفور" و"الجِماح".
الثاني: ما استحق "فَعَلانا" وهو: ما دلَّ فعله على تقلّب، كـ"غَلَى غَلَيانا" و"نَزَا نزوانا" و"جال جولانا" وليس بلازم فيه أيضا، لمجيء "العَدْو" و"الهُيام" و"الطَّواف".
الثالث: ما استحق "فُعَالا" وهو شيئان:
أحدهما: ما دلّ على داءٍ، كـ"السُّعال" و"الزُّكام" و"المُشاء" -وهو جريان البطن-.
وثانيهما: ما دلّ على صوت، كـ"البُكاءِ" و"الصُّراخ" و"النُّباح" وليس بلازم فيه لمجيء "الفعيل" منه.
الرابع: ما استحق "فَعِيلا" وهو أيضا شيئان:
أحدهما: ما دلّ على سير، كـ"الرَّحِيل" و"الذمِيل" وليس بلازم فيه لمجيء "الرَّمَل" و"الوَخْد".
وثانيهما: ما دلّ على صوت، كـ"العجيج"، و"الضجيج" ومما غلب من مصادر "فَعَلَ" اللازم:"فَعْل" لما كان فعله معتل العين، نحو:"صام صوما، ونام نوما، وسار سيرا" وليس بلازم لمجيء "الغَيْبة" و"القِيام" و"عَوَر العين".
("فُعُوَلَة""فَعالَةٌ" لـ"فَعُلا"
…
كـ"سَهُل الأمُر" و"زَيْدٌ جَزُلا")
ما كان من الثلاثي على "فَعُل" بفتح الفاء، وضم العين -فالغالب في مصدره "الفُعُولة" كالسُّهُولَة، والعُذُوبة، والمُلُوحة، و"الفَعَالة" كالجَزالة والبلاغة، والفصاحة، وجاء من مصادره على غير ذلك "الحُسْن" و"الجَمَال" و"الغِلَظ"، وذكر ابن عصفور أن "الفُعْل" منه قياس كالقُبْح، والجُبْن.
(وما أَتى مخالفا لما مَضَى
…
فبابُه النَّقْلُ كـ"سُخْطِ" و"رِضَى")
قياس "السُّخْط" سَخَط -بفتح الفاء والعين- وهي لغة فيه، لأنه مصدر "فَعِل" اللازم، كـ"فَرِح" وكذلك "رِضىَّ" لأنه مصدر "رضِىَ" وقد تقدم عد جملة مما خرج عن القياس، ومنها:"حَكَم حُكْما" و"جَحَد جحودا" و"شبَّ شَبيبة" و"شاخ شَيْخُوخة" و"سأَل سُؤالا، ومَسْأَلَةً".
(وغير ذي ثلاثةٍ مَقِيسُ
…
مصدرِهِ كـ"قُدِّس التَّقدِيس")
(وَزِكة تَزْكِيَة وأَجْمِلا
…
إجْمالَ مَن تَجَمُّلا تَجَمَّلا)
(واستَعِذِ استِعَاذَةً ثم أَقِمْ
…
إِقامةً، وغالبا ذا التا لَزِم)
كل فعل زاد على ثلاثة أحرف فله مصدر مقيس، وقد اشتمل النظم على خمسة من الأفعال المجاوزة لثلاثة.
الأول: "فَعَّل" وينقسم إلى: صحيح كـ"قدَّس" و"قَطع" و"فَهَّم" فمصدره: "التَّفْعِيل" وإلى معتل، كـ"زَكى" و"وَلى" و"وَفى" فمصدره:"تَفْعِلَه".
الثاني: "أفعل" -صحيح العين- وقياس مصدره "الإفْعَال" كـ"الإجمال" و"الإعطاء" و"الإكرام".
الثالث: "تفعل" وما كان على وزنة، من "تفعلل" و"تفعيل" و"تمفعل" وقياس مصدره أن يترك على حاله، ويضم رابعه، كـ"تجملا" و"تدحرجا" و"تشيطنا" و"تمسكنا".
الرابع: "استفعل" -معتل العين- كـ"استعاذ" و"استقام" و"استزاد" فيطرد فيها "استعاذة" و"استقامة" و"استزادة" وأصلها "استفعال" مثل مصدر الصحيح العين منه، كـ"الاستخراج" فأصل "استعاذة""استعواذا" نقلت حركة "العين" إلى الساكن قبلها، ثم قبلت ألفا لانفتاح ما قبلها، مع أصالة حركتها، ثم حذفت ألف الاستفعال [لملاقتها مثلها] وعوض منها "تاء التأنيث" فوزته "استفعله"
الخامس: "أفعل" -المعتل العين- كـ"أقام" و"أعان" فقياس المصدر فيه "إقامة" و"إعانة" وأصلهما "إفعال" كمصدر الصحيح العين منه،
وعمل فيه كما عمل في الذي قبله، فوزنه "إفعله" وتلزمه "التاء" غالبا، كما مثل، وقد تحذف، كقوله تعالى:{وَإِقَامَ الصَّلاةِ} [الأنبياء: 73] ولا حاجة إلى تأويل من جعل حذف "التاء" لأجل الإضافة، مثل الحذف في:
296 -
(
…
...
…
... وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا)
إلا أنه قد سمع من كلامهم: "أراه إراءً" وأجاب إجابًا".
(وما يلى الآخر مد وافتحا
…
مع كسر تلو الثان مما افتتحا)
(بهمز وصل كـ"اصطفى" وضم ما
…
يربع، في أمثال:"قد تلملما")
قياس المصدر مما افتتح بهمزة الوصل من الأفعال، نحو:"انطلق" و"اقتدر"
و"استخرج" أن يكسر تلو الثاني منه، وهو ثالثه، ويمد ما قبل آخره، بزيادة ألف عليه، فيصير مصدرا، نحو:"اقتدرا" و"انطلاقا" و"استخراجا" فإن كان معتلاً، كـ"اصطفى" و"انطوى" و"استلقى" مُدت الألف التي في آخره، من أجل اجتماعها مع الألف المزيدة، وقياس مصدر "تفعلل" كـ"تدحرج" و"تلملم" أن يضم رابعه، فيصير مصدرا كما سبق.
("فعلال" أو "فعللة" لـ"فعللا"
…
واجعل مقيسا ثانيا لا أولا)
قياس مصدر "فعلل""فعللة" كـ"دحرج""دحرةجة" و"دمدمة"، و"دكدكة"، وجاء مصدره على "فعلال" -بكسر أوله- كـ"زلزال" و"سرهاف"، وليسا بمقيسين، وذكر بعضهم أن المضاعف منه مقيس، كـ"الزلزال" ويختص بجواز فتحه، والأعرف أن يراد بالمفتوح منه اسم الفاعل، نحو:
{مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ} [الناس: 4]{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ} [الحجر: 26].
(ل"فاعل الفعال والمفاعله
…
وغير ما مر السماع عادله)
قياس مصدر "فاعل" إما "فعال" كـ"الضِّراب" و"القِتال" و"الخِصام" و"الجِدال"، وإما "مفاعلة" كـ"المضاربة" و"المقاتلة"، ولا يجيء الأول في ما "فاؤه" ياء، كـ"ياسر" و"يامن" إلا شذوذًا، كقولهم:"ياومه يواما" إذا هاياه حقه بالأيام.
وغير ما تقدم من مصادر الأوزان المذكورة فيقتصر فيه على السماع، ولا يقاس.
على الوارد منه، فمنه "كذب كذابا" و"نزا تنزيا" و"أجمل تجمالا" و"تجبر جبروتا" و"تكر كبرياء" و"ترامى القوم رميا" و"قهقر قهقرى" و"قرفص قرفصاء" و"حوقل
حيقالا" واقشعر قشعريرة
(و"فعلة" لمرة كـ"جلسة"
…
و"فعلة" لهيئة كـ"جلسة")
يبنى من مصادر الفعل الثلاثي "فعلة" فتدل على المرة -بفتح أوله- كـ"جلسة" و"أكلة" و"ركبة" فإن كان بناء المصدر عليها، كـ"رحمهة" قيل في دلالتها على المرة "رحمة واحدة" ويدل فيها على "الهيئة" بكسر أوله، كـ"الجلسة" و"الركبة" و"القبلة"، فإن كان بناء المصدر عليها أتي -عند إدارة الهيئة- بالوصف، نحو:"نشد الضالة نشدة عظيمة".
(في غير ذي الثلاث بالتا المره
…
وشد فيه هيئة كالخمره)
إذا أريد بالمصدر من غير الثلاثي الدلالة على المرة زيد عليه "تاء التأنيث"، نحو:"سبح تسبيحه" و "أفرغ إفراغة" و "استخرج استخراجة" و "انطلق انطلاقة"، فإن كان المصدر مختتما بالياء، دل على المرة منه بالوصف، كـ"تزكية واحدة"[وإقامة واحدة] و "استعانة واحدة" و "مخاصمة [واحدة] "، ولا تستعمل الهيئة من غير الثلاثي إلا شذ وذا، كـ "خمرة المرأة ونقبتها" و "عمة الرجل وقمصتهما".