الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الموصول
وينقسم إلى اسمي وحرفيّ، فالحرفيّ: ما أول صلته بالمصدر، وهو:"أنّ" و "أنْ" و "ما" و "كي" و "لو" و "الذي"، على رأي.
موصول الأسماء "الذي ""الأنثى" التي
…
و"اليا" إذا ما ثنيا لا تثبت
بل ما تليه أوله العلامة
…
و "النون" إن تشدد فلا ملامة
والنون من "ذين، وتين" شددا
…
- أيضاً - وتعويض بذاك قصدا
فائد الاتيان بالموصول الاسمي التوصل إلى وصف المعارف بالجمل، وهو "الذي" للمفرد المذكر عاقلا كان، نحو:{وقال الذي آمن} [المؤمنون:30 - 38] أو غير عاقل، نحو:{هذا يومكم الذي كنتم توعدون} [الأنبياء:103] و"التي" للمؤنثة كذلك، نحو:{والتي أحصن فرجها} [الأنبياء:91] و {عن قبلتهم التي كانوا عليها} [البقرة:142]، فإذا ثنيا حذفت ياؤهما للرق بين تثنية المعرب والمبني، كما حذفت الألف من دواتا، وتتصل علامة التثنية بما قبل الياء والألف، وهو: الذال، والتاء، فيقال في الرفع:"اللذان" و "ذان" وفي الجر، وفي النصب "اللتين" و "تين" نحو:{واللذان يأتيانها منكم} [النساء:16] و {إحدى ابنتي هاتين} [القصص:27] ثم بنز تميم يشددون
نون التثنية في الأربعة، كقراءة {واللذان يأتيانها} [النساء:16] وكقراءة غير الجمهور {فذانك برهانان} [القصص:32] وقراءة {ربنا أرنا اللذين أضلانا} [فصلت:29] ترد مذهب البصريين في تقييد التشديد بما بعد الألف، وخصت هذه الأربعة بتشديد النون فيها عوضاً عما حذف من أخر مفرداتها.
جمع الذي "الألى""الذين" مطلقا
…
وبعضهم بالواو رفعا نطقا
يجيء "الأُولى" مقصورا، وقد يمد في موضع جمع "الذي" وأكثر ما يطلق على العاقل، نحو:
27 -
رأيت بني عمي الأُولى يخذلونني
…
...
…
واستعمال "الذين" في جمع "الذي" أشهر، إلا أنه يختص العاقل ويكون بالياء في أحوال الإعراب الثلاثة، وإلى هذا أشار بقوله:"مطلقاً" نحو: {قال الذين أوتو العلم} []{وأنجينا الذين ينهون عن السوء} [] {ويستبشرون بالذين
…
} [].
وهذيل وبنو أسد ينطقون به في حال الرفع بالواو، نحو:
28 -
نحن اللّذون صبحوا الصباحا
…
...
…
باللاتِ واللاء التي قد جمعا
…
و"اللاء" كالذين نزرا وقعا
من جموع "التي" اللات واللاء مبنيين على الكسر، وإثبات الياء فيهما أشهر نحو:{وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم} [النساء:23]{واللائي يئسن من المحيض} [الطلاق:4] وتقع "اللاء" موضع "الذين" قليلا. كقوله:
29 -
فما آباؤنا بأمن منه
…
علينا اللاء قد مهدوا الجحورا
ومن، "ما" و "أل" تساوى ما ذكر
…
وهكذا ذو عند طيء شر
وكالتي أيضاً لديهم "ذات"
…
وموضع "اللاتي" أتى ذوات
و"من" الموصولة تختص. بمن يعلم نحو: {ومن عنده علم الكتاب} [الرعد:43]، {لمن كان له قلب} [ق:37]، ولا يستعمل لغيره إلا منزلا منزلته، نحو:{يدعو لمن ضره أقرب من نفعه} [الحج:13]، أو مختلطا معه نحو: {ولله يسجد من في السموات
والأرض} [الرعد:15] أو مقترنا به في تفصيل عموم شملها نحو: {فمنهم من يمشي على بطنه، ومنهم من يمشي على رجلين، ومنهم من يمشي على أربع} [النور:45].
و"ما" لما لا يعقل نحو: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} [البقرة:29]، أوله مع من يعقل نحو:{سبح لله ما في السموات وما في الأرض} [الحديد:1][الحشر:1][الصف:1]، ولصفات من يعقل نحو:{ما طاب لكم من النساء} [النساء:3] ولما أبهم امره، كقولك لمن رأى شيئا شاخصا:"رأيت ما رأيت".
و"أل" تستعمل للعاقل نحو: {ليسأل الصادقين عن صدقهم} [الأحزاب:8]، ولغيره نحو:{والعاديات ضبحا} [العاديات:1] ثم كل منهما مساوٍ لما تقدم من الموصولات، مذكرها ومؤنثها، وتثنية كل منهما وجمعه.
ومثلها "ذو" الطائية في الإطلاق على ذلك كله المشهور من لغتهم، نحو:
30 -
…
...
…
وبئري ذو حفرت وذو طويت
أي: التي، وبعضهم يقول موضع "التي" ذات.
حكى الفراء: "الفضل ذو فضلكم الله به، والكرامة ذات أكرمكم الله به" وموضع "اللاتي": ذوات، كقوله:
31 -
جمعتها من أينقٍ سوابق
…
ذوات ينهض بغير سائق
ثم الأشهر بناؤها على الضم، وبعضهم يعربها بما يعرب به "ذات" بمعنى صاحبة، وجمعها، كما أن منهم من يعرب "ذو" بما يعربه به إذا كان بمعنى: صاحب، فيقول:
"رمى ذو عز ذا اعتدى بذي أجرى دماً" ولا يختص العاقل.
ومثل ما "ذا" بعد ما استفهام
…
أو "من" إذا لم تلغ في الكلام
تستعمل"ذا" بعد "ما" أو "من" الاسفاهميتين، مثل:"ما" في الوقوع موقع" الذي والتي " وفروعها، نحو:{ماذا ينفقون} [البقرة:219] وقوله:
32 -
…
... فمن ذا يعزى الحزينا؟
وإنما تقدر موصولية إذا لم تلغ، فلو ألغي وأعمل ما بعده في الاستهام فأبدل منه، أو أجيب بالنصب كقولك: ماذا صنعت؟ أخيراً؟
وكقراءة من نصب {قل العفو} [البقرة:219] بعد {ماذا ينفقون} [البقرة:219] لم يكن موصولا.
وكلها يلزم بعده صله
…
على ضمير لائق مشتملة
أي جميع الموصولات لابد أن يؤتى لها بصلة متأخرة عنها، لما سبق من أن تعريفها بصلاتها، وهو لازم لها، فأنتج ذلك لزوم صلاتها، ولابد أ، تشتمل الصلة على ضمير يسمى "العائد" لائق بالموصول، أي مطابق له في الإفراد وضديه، وفي التذكير وضده، نحو:{والذي جاء بالصدق} [الزمر:33]{والتي أحصنت فرجها} [الأنبياء:91]{أرنا اللذين أضلانا} [فصلت:29]{إن الذين قالوا} [فصلت:44][الأحقاف:13]{واللاتي يأتين الفاحشة} [النساء:15] العائد مضمر في: "جاء" و "أحصنت" و "الألف " من أضلانا، و "الواو" من قالوا، و "النون" من يأتي.
وجملة أو شبهها الذي وصل
…
به كـ"ـمَن" عندي الذي ابنه كفل
صلة الموصول إما حملة، وشرطها: أ، تكون خبرية اسمية كانت نحو:"الذي ابنه كفل" وقوله: [في سورة المؤمنون]: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون} [المؤمنون:57] أو فعلية وهو الأكثر نحو: {والذين يمسكون بالكتاب} [الأعراف:170] وإما شبيهة بالجملة، وهو الظرف كـ"ـمن عندى"
و {إن الذين عند ربك} [الأعراف:206] والجار والمجرور نحو: {وله ما في السموات والأرض} [الأنبياء:19][الروم:26] وكل منهما متعلق بفعل تقديره: استقره، أو نحوه.
وصفة صريحة "صلة" أل
…
وكونها بمعرب الأفعال قل اختصت "أل" من بين الموصولات بلزوم كون صلتها صفة صريحة، أي: خالصة للوصفية كـ"ـضارب" و "مقتول" و "سعيد"، أما ما غلب استعماله في الاسمية من الصفات كـ"ـأبطح" و "أجرع" و "صاحب" فلا يكون صلة لها، ووصلها بمعرب الأفعال -وهو المضارع- قليل، نحو:
33 -
ما أنت بالحكم التُرضَى حكومته
…
...
…
ولا يختص بالضرورة.
("أي" كما وأعربت ما لم تضف
…
وصدر وصلها ضمير انحذف)
(وبعضهم أعرب مطلقا وفي
…
ذا الحذف أيا غير أي يقتفي)
(إن يستطل وصل وإن لم يستطل
…
فالحذف نزر وأبوا أن يختزل)
(إن صلح الباقي لوصل مكمل
…
والحذف عندهم كثير منجلي)
(في عائد متصل إن انتصب
…
بفعل أو وصف كمن نرجو يهب)
(أي) من الموصلات إلا عند ثعلب وهي بمنزلة (ما) في الإطلاق على المفرد المذكر وأضداده، نحو: أكرم أيهم يأتيك أو تأتيك أو يأتينك، أو يأتونك، أو يأتينك، لا في الاختصاص بما لا يعقل، وبعض العرب يفرعها
باعتبار التأنيث، والتثنية، والجمع، فيقول:(أيتهم يأتيك) و (أيوهم يأتونك)، وهي معربة من بين الموصلات، لما اختصت به من لزوم الإضافة إلى المفرد لفظا أو تقديرا، وشرط إعرابها عند سيبويه: أن تقطع عن الإضافة، أو تضاف غير محذوف صدر صلتها، فلو أضيفت لفظا، مع حذف صدر صلتها بنيت على الضم، نحو:{ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} [مريم:69] وبعضهم يعربها مطلقا في الأحوال كلها، كما قرأ بعضهم:"أيهم"، ثم حذف العائد الواقع صدر الصلة [جائز في صلة "أي" مطلقا، وغير أي من
الموصولات يتبع أيا في حذف عائده الواقع صدرا للصلة] لكن بشرطين: أحدهما: طول الصلة نحو: جاءني الذي ضاربٌ عمرا، أي هو، فإن لم تطل الصلة، فالحذف نزر، أي قليل، ومنه قراءة بعضهم:{تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} [الأنعام:154] وقوله:
(34 - من يعن بالحمد لم ينطق بما سفهٌ
…
...
…
...
…
...)
الثاني: أن يكون خبر العائد مفردا كما مثل، فلو كان جملة أو شبيها بالجملة نحو:"جاءني الذي هو يضرب أخاه، والتي هي عندك" لم يجز الحذف لصلاحية خبر العائد، لأن يكون صلة كاملة، فلا يكون هناك دليل على الحذف.
ولا يحذف من المرفوعات غير المبتدأ، وأما المنصوب فيكثر حذفه إذا كان متصلا بفعل نحو:"من نرجو يهب" وكقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} [المائدة:99]، أو وصف عامل عمل الفعل، نحو:
(35 - ما الله موليك فضلٌ فاحمدنه به
…
...
…
...
…
...)
أي موليكه، أما لو كان منفصلا نحو: قام الذي إياه أردت، أو متصلا بحرف نحو:"جاء الذي إنه عالم" لم يجز حذفه.
(كذاك حذف ما بوصفٍ خفضا
…
كأنت قاضٍ بعد أمرٍ عن قضى)
أي كذلك يكثر حذف العائد المخفوض بإضافة وصف صالح للعمل إليه كالآية التي أشار إليها المصنف، وهي: قوله تعالى:
{فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} [طه:72] أي: قاضية.
فلو خفض بإضافة اسم نحو: جاء الذي غلامه حسن، أو بإضافة وصف غير صالح للعمل لكونه ماضيا نحو: جاء الذي أنا أمس مكرمه، لم يجز حذفه.
(كذا الذي جر بما الموصول جر
…
كمر بالذي مررت فهو بر)
كذا يكثر حذف العائد المجرور بحرف قد جر الموصول بمثله نحو: مررت بالذي مررت، أي: به، وكقوله:{يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} [المؤمنون:33] فلو لم يكن الموصول [مجرورا نحو: جاء الذي مررت به أو كان] مجرورا بغير ما جربه العائد نحو: مررت بالذي ملت إليه، لم يجز الحذف، وقوله:
(36 -
…
...
…
...
…
وأي الدهر ذو لم يحسدوني)
نادر، إذ التقدير: فيه.