الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفعول له
ويسمى المفعول من أجله، وهو العلة التي لأجلها صدر الفعل عن فاعله، سواء كان سجية كـ" ـقعد عن الحرب جبنا "أو عَرَضا، كـ" ـضَنِيَ فلان حُبا ".
(يُنصب مفعولا له المصدر إن
…
أبان تعليلا كـ" ـجُدْ شكرا ودِنْ)
(وهو بما يعمل فيه متحد
…
وقتا وفاعلا وإن شرطٌ فُقد)
(فأجرره بالحرف وليس يمتنع
…
مع الشروط كالِزُهْدِ ذا قَنِع)
أي: ينصب المفعول له بشروط أربعة:
أحدها: أن يكون مصدرا، نحو:" جئتك إكراما لك "وبشرط أن يكون من غير لفظ [الفعل، فلو كان من لفظ] الفعل السابق، نحو:" جئتك مجيئا "كان انتصابه على المصدرية، واشترط الأكثرون فيه أن يكون من مصادر الأفعال القلبية، كالرغبة والإكرام، فلا يجوز" جئتك ضرْب زيد ".
الثاني: أن يراد به التعليل، بأن يكون غَرَضاً للفاعل، نحو:" جُدْ شكرا ".
الثالث: أن يتحد بعامله في الوقت، ولا يشترط تعيين الوقت في اللفظ، بل يكفي عدم ظهور المنافاة.
الرابع: أن يتحد به في الفاعل، إذ هو علة، فلا تصدر إلا عنه، ومتى فقد شرط من الشروط الأربعة، كالمصدرية في نحو:" جئتك السمنَ والعسلَ "أو التعليل، نحو:" جلست عندك قُعودا "أو الاتحاد في الوقت، نحو:" تأهبت السفر "و" أكريت الحجَّ "أو الاتحاد في الفاعل، نحو:
زرتك مجيئك إياي "، امتنع النصب على المفعول له، وكان النصب في نحو:" جلست عندك قعودا "للنيابة عن المصدر، ووجب الجرّ في البواقي بحرف دال على التعليل، إما اللام وهو الأكثر، نحو:{خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة:29]{وَالأرْضَ وَضَعَهَا لِلأنَامِ} [الرحمن:10] لفقد المصدرية، [ونحو:
(167 - فجئت وقد نَضَّتْ لنوم ثيابها
…
...
…
...
…
...
…
)
لفقد الاتحاد في الوقت] ونحو:
(168 - وإنيِ لتعرونيِ لذكراكِ هِزة
…
...
…
...
…
...
…
)
لفقد الاتحاد في الفاعل، وإما "من" نحو:{يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ} [البقرة:19] وإما "الباء" نحو: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} [العنكبوت:40] ولا يمتنع جره بالحرف مع استيفاء الشروط كلها، نحو:
(169 - من أَمَّكم لرغبةٍ فيكم ظّفر
…
...
…
...
…
...)
(وَقلَّ أنْ يصحبها المجرد
…
والعكس في مصحوب "أل" وأنشدوا)
(لا أقعد الجبنّ عن الهيجاء
…
ولو توالت زُمَرُ الأعداء)
قد تقرر أنه إذا اكتملت شروط نصب المفعول له، لم يمتنع جره بالحرف إلاّ أن ذلك قليل في المجرد من "أل" كما سبق تمثيله، وأمّا المصحوب بها فلأكثر جره مع كمال الشروط، نحو:" جئت للأكل والصلاة "ونصبه قليل، كالبيت الذي أنشده المصنف، ويستوي الوجهان في المضاف، كذا قال المتأخرون، مع غلبة الوارد منه منصوبا، نحو:{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ} [الإسراء:31]{يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ} [البقرة:19]{يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ}