الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما ألف "لدى" فمتفق على قلبها ياء، لأنها شبيهة بـ"على" و"إلى" في البناء، وعمل الجرّ، ولذلك لا يختص قلبها ياء بإضافتها إلى ياء المتكلم، بل هي بمنزلة "على" و"إلى" في قلب الألف ياء مع جميع الضمائر، نحو:{وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق:35].
إعمال المصدر
قد تقدم حد المصدر في بابه، وإعماله بطريق الأصالة، لا بالنيابة عن الفعل، لما تقرر من كونه أصل الفعل، ولذلك عمل مرادا به الحال والاستقبال والمضيّ.
(بفعله المصدرَ أَلْحِقْ في العمل
…
مضافا أو مجردًا أو مَعَ أَلْ)
أي حكم المصدر في العمل حكم فعله، فيرفع فاعلا فقط، إن كان فعله لازما، نحو:"عجبت من قيام زيد" وينصب معه مفعولا إن كان متعديا إلى واحد، نحو:"عجبت من ضرب زيد عمرا"، ومفعولين إن كان متعديا إلى اثنين، نحو:"عجبت من إعطائك زيدا درهما، وظنك عمرا صديقا" وثلاثة مفعولين إ، تعدّى الفعل إليها، نحو:"عجبت من إعلامك زيدا عمرا قائما"، وأكثر ما يعمل مضافا، نحو:{وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ}
وعمله منكرًا مجردا من "أل" والإضافة، نحو:{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا} [البلد:14 - 15] أَقْيَسُ، لقربه من الفعل، وعمله متلبسا بـ"أل" قليل، نحو:
282 -
(فإنك والتأبينَ عروةً بعدما
…
دعاك وأيدينا إليه شَوارع)
(إن كان فِعلٌ مَعْ أَنْ أَو ما يُحَل
…
محلّه ولاسمِ مصدرٍ عمَل)
عمل المصدر مشروط بأن يقبل الفكَّ إلى الفعل مع "أنْ" نحو: "يعجبني ضربك زيدا أمسِ، أو غدا" فإن الأول يقبل الفكّ على "أن ضربت" والثاني إلى "أن تضرِب" وكذلك إن قَبِل الفكّ إلى فعل وحرف مصدريّ يحل محل "أن" نحو: "يعجبني ضربك زيدًا الآن"، فإنه مؤول بـ"ما تضرب".
واسم المصدر يطلق على ثلاثة أشياء:
أحدهما: ما لم يجر على فعله قياسا، بأن يكون فعله غير ثلاثي، وجاء هو بزنة مصدر الثلاثي كـ"وُضُوء" من توضّأ، و"غُسْل" من اغتسل، و"نبات" من أنبت.
الثاني: ما بدئ بميم زائدة غير دالة على المفاعلة، كـ"مضْرَب" و"مقْتَل" و"مَدْخَل" و"مَخْرَج".
الثالث: ما استعمل علما، كـ"فَجارِ" و"يَسَارِ".
فالثالث منه لا يعمل اتفاقا، والثاني يعمل اتفاقا كقوله:
283 -
(أَظَلُومُ إنَّ مصابَكم رجُلا
…
أَهْدَى السّلَام تحيةً ظُلْم)
وأما الأول فالكوفيون يجيزون إعماله، وهو الحق، ومنه:
284 -
(
…
...
…
... وبعد عطائِك المائةَ الرِّتاعا)
(وبعد جرَّه الذي أُضيفَ له
…
كمِّلْ بنصبٍ أو برفعٍ عملَه)
إذا كان المصدر [مما تجاوز فاعله فأضيف]، فالأكثر أن يضاف إلى الفاعل، ثم يؤتى بالمفعول بعده منصوبا، نحو:{وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ} [البقرة: 251] وعكسه قليل، كقوله:
285 -
(
…
...
…
... قَرْعُ القواقيزِ أفواهُ الأباريقِ)
وليس منه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]
لأن "مَنْ" فيه بدل من "الناس".
(وجُرَّ ما يتبع ما جُرَّ ومَن
…
راعى في الاتباع المحلَّ فَحَسَن)
إذا أتبع ما أضيف إليه المصدر من مرفوع أو منصوب، فالأحسن إتباعه
بالجر على اللفظ، ولك أن تراعيَ في الاتباع المحل، فترفع التابع إن كان المصدر مضافا إلى الفاعل، نحو:
286 -
(
…
...
…
... طَلَبَ المُعقبِ حقّه المظلومُ)
وينصب إن كان مضافا إلى المفعول، كقوله:
287 -
قد كنت داينت بها حسّانا
288 -
مخافة الإفلاس والَّليَّانا