الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله، وأنه عليم بسره ونجواه، فتركها مخافة عقابه وشديد حسابه، فعل الخير وأحب الخير للناس.
{جَنَّتَانِ} جنة روحية تصل به إلى حظيرة القدس، وجمال الملكوت، ورضا الله عنه {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} . وجنة جسمانية بمقدار ما عمل في الدنيا من خير، وقدم من صالح عمل.
47
- {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47)} ؛ أي: بأي نعم ربكما أيها الثقلان تنكران، فإثابته المحسن منكم بما وصف، وعقابه العاصي بما عاقب من النعم العظمى والمنن الكبرى.
واختلف في الجنتين (1)، فقال مقاتل: يعني: جنّة عدن، وجنّة النعيم. وقيل: إحداهما التي خلقت له، والأخرى التي ورثها. وقيل: إحداهما: منزله، والأخرى: منزل أزواجه. وقيل: إحداهما: أسافل القصور، والأخرى: أعاليها. وقيل: جنة للخائف الإنسي، وجنة للخائف الجني على طريق التوزيع. فإن الخطاب للفريقين، والمعنى: لكل خائفين منكما جنة.
وفيه (2) نظر لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مؤمني الجن لهم ثواب، وعليهم عقاب، وليسوا من أهل الجنة مع أمة محمد، هم على الأعراف حائط الجنة، تجري فيه الأنهار، وتنبت فيه الأشجار والثمار". يقول الفقير: قد سبق في أواخر الأحقاف أن المذهب أن الجن في حكم بني آدم ثوابًا وعقابًا؛ لأنهم مكلفون مثلهم، وإن لم نعلم كيفية ثوابهم. فارجع إلى التفصيل في تلك السورة. وقيل: جنة لعقيدته التي يعتقدها، وأخرى لعمله الذي يعمله. أو جنة لفعل الطاعات، وأخرى لترك المعاصي. أو جنة يثاب بها، وأخرى يتفضل بها عليه. وهذا ما جاء مثنى بعد. وقال الفراء: إنما هي جنة واحدة، والتثنية لأجل موافقة رؤوس الآي. قال النحاس: وهذا القول من أعظم الغلط على كتاب الله تعالى. فإن الله يقول: {جَنَّتَانِ} ويصفهما بقوله: {فِيهِمَا} إلخ.
48
- {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48)} صفة لجنتان (3)، وما بينهما اعتراض وسط تنبيهًا على أن
(1) الشوكاني.
(2)
روح البيان.
(3)
روح البيان.