الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم قال الشيخ الفقيه الإمام العالم العلامة المحقق الولي الصالح الزاهد الناصح أبو محمد النوري الصفاقسي المالكي رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مقره ومأواه آمين.
الحمد لله الذي انعم علينا بنعمة الإيمان والإسلام من خير أمة أخرجت للناس ومنّ علينا بحفظ كتابه الكريم، وأمرنا بتجويده بإعطاء كل حرف بعد إخراجه من مخرجه ما يستحقه من الصفات وما يترتب على ذلك كالترقيق والتفخيم. اشهد إن لا اله إلا اله وحده لا شريك له وان سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي انزل الله عليه تعريفا بحقه وتشريفا لقدره (وإنَّك لّعّلّى خُلُقٍ عّظيمٍ) . والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد أفصح العرب المنزل عليه أشرف الكتب الآخذ باللب لما فيه من الأسرار كالإعجاز والتبيان. والهدى والعلوم النافعة والصراط المستقيم. وعلى آل سيدنا محمد وأصحاب سيدنا محمد وأزواج سيدنا محمد الذين برعوا في الفصاحة والبلاغة فهمسوا الهاء وجهروا بالميم. وبعد فأعلم جعلني الله وإياك ممن يتقي الله حق تقاته. وأخلص لله
في جميع نياته، وحركاته وسكناته. أن كتاب الله وقراءته كما أنزل من عظيم الطاعات وأعلاها. وأجل القرابات أسناها. ولا يكون ذلك إلا بإتقان مثل هذه الأبواب التي ذكرناها. والفصول التي حررناها، فعليك بتحصيلها حفظا وفهما فهي عظيمة النفع جليلة القدر ولا يتم لك التفع بذلك إلا بعد الرياضة وتكرار اللفظ بعد تلقي من أفواه المتقنيين قبلك من مشائخهم المتقنين ومن تأمل ما صح انه صلى الله عليه ة سلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه الصلاة والسلام كل عام مرة وفي عام نقلته إلى ما عند الله من الخير والكرامة مرتين وقراءتَه صلى الله عليه وسلم على أبيّ سورة (لَمْ يَكُنْ) ليعلمه صلى الله عليه وسلم طريق التلاوة وكيفية القراءة ليكون ذلك سنة للمقرئين والمتعلمين، وما كان الصحابة يفعلونه من قراءتهم عليه صلى الله عليه وسلم وسماعهم منه وقراءة بعضهم على بعض كما قال عبادة بن الصامت كان الرجل إذا هاجر دفعه صلى الله عليه وسلم إلى رجل منا يعلمه القرآن وكذلك التابعون وتابعوهم حتى وصل الامر الينا مسلسلا متواترا عَلِمَ عِلْمَ يقين إن من اجتزأ من الكتب واتكل على فهمه وعلمه فقد اساء، وخالف وابتدع وربما وقع في أمر عظيم. وخطر جسيم. نسأله سبحانه التوفيق والعافية وسلوك سواء السبيل وقد نص على هذا الإمام المحقق أحمد القسطلاني. ونقل عن البرماوي والكرماني إن فائدة مدارسة النبي (لجبريل القرآن كل سنة تعليمه (تجويد لفظه وتصحيح إخراج الحروف من مخارجها وليكون سنة
في حق الأمة لتجويد التلامذة على الشيوخ قراءتهم انتهى. قلت وحمله على ما هو أعم من هذا أولى وقد صح عنه (انه قال: خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه وقال إن أفضلكم عند الله من تعلم القرآن وعلمه وقال الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، وقد روي الحديثان الأولان بأوالتي للتنويع لا للشك موضع الواو وهي أعظم في البشرى لأنها تقتضي إثبات الأفضلية المذكورة لمن فعل أحد الأمرين والله أعلم.
وسميت كتابي هذا " تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين. عما يقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم لكتاب الله المبين " والله أسأل أن ينفع به. ويوصل للمسلمين الخير بسببه. آمين فهو حسبي ونعم الوكيل.