الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حروف ألف با فأنا لله وإنا إليه راجعون. ولنرجع إلى المقصود بعون الخالق القادر المعبود.
فصل الألف المتحركة
وتسمى الهمزة وهو حرف حلقي مجهور شديد مستفل منفتح مصمت مهتوف متوسط بين القوة والضعف مرقق ثقيل ولذا غيرته العرب بأنواع من التغيير كالتسهيل والإبدال والحذف ولما لم تثبت في اللفظ على لفظ واحد لم تثبت في الخط على صورة واحدة كساير الحروف بل يستعار لها مرة صورة الألف ومرة صورة الياء ومرة صورة الواو ولأنها تبدل منها كثيرا في نحو فَأتُوا، ويُؤْمِنوُنَ، وبئر وقد كان العالمون بصناعة التجويد ينطقون بها سلسة سهلة برفق بلا تعسف ولا تكلف ولا نبرة شديدة ولا يتمكن أحد من ذلك إلا بالرياضة وتلقي ذلك من أفواه أهل العلم بالقراءة ويقع الخطأ فيها لبعض القراء من اوجه منها تفخيمها فلابد من التحفظ منه ولا سيما عند حروف الاستعلاء وسواء كانت قطعية أم موصولة عند الابتداء بها نحو أقَاموُا والظَّالمينَ وأظْلَمُ وأخَّرْتنِي والصَّدَفَيْنِ وأصْدَقُ وأضَلُّ والضَّالِّينَ وأغْوَيْناَ وأغَيْرَ والطَّلَاقُ والطَّامَّةُ وأطَعْنَا وأخْطَأنَا وكذلك ما شابه حروف الاستعلاء وهو الرا نحو أرَضِيتُمْ وأرَاكُم والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ والرَّوحُ وكذلك اللام المفخم في اسم الجلالة نحو اللهُ لَا إلَه إلا هُوَ وكذلك إذا أتى بعدها ألف نحو ءامنَوُا وءَايَاتٍ وءَامِينَ وبعض العجم يبالغ في تفخيمها حتى تخرج الفتحة إلى شبه الضمة وهو لحن فاحش لأن الهمزة مرققة مطلقا سواء جاورها مفخم أو مرقق، ومنها شبه تشديدها وبعضهم يبالغ في ذلك حتى تصير مشددة حقيقة ويقصد فاعل ذلك تحقيقها فيقع في الخطأ وهولا يشعر واكثر ما يقع ذلك بعد المد نحو أولئِك وهَؤُلاءَِ وَيَأيُّهَا، ومنها تسهيلها في موضع التحقيق وأكثر ما يقع في المضمومة بعد الألف نحو يشَاءُ وَجَزَاءُ لا سيما إن أتى قبل الألف حرف شفوي لما بين المخرجين من البعد نحو أنْباءُ والضعفَاءُ والماءُ فان
كثيرا من الناس يسهلها بين الهمزة والواو وهو لا يشعر وجرى اللسان بهذه السهولة على النطق بالهمز المحق إذ الهمز اثقل الحروف نطقا وهذا كان حال الوصل وهو خطأ بلا شك إذ لم يقرأ به أحد فيما علمت وأما في حال الوقف فليس بخطأٍ لكن لا ينبغي إن يقرأ به إلا لمن قرأ بذلك كحمزة ومنها تحقيقها في موضع التسهيل وهو مفصل مبين في كتاب الخلاف بين القراء وإذا سهلت المفتوحة في نحوءَانْذَرْتَهُمْ وَجاَءَ أحَدُكُمْ وَالسُّفَهَاَء أمْوَالَكُمْ فالتسهيل حرف بين الهمزة المحققة وحرف المد الذي يجالس حركتها وهو الألف وإذا سهلت المكسورة في نحو أالَهُ مَعَ اللهِ وهَؤُلَاءِ إن كُنْتُمْ صَادِقِينَ وَمِنَ السَّمَاءِ إلى الأرض فالتسهيل حرف بين الهمزة المحققة والياء المدية وإذا سهلت المضمومة في نحو أَؤُنَبِّئُكُمْ وألْقِيَ وأوْلِياَء أولَئِكَ فالتسهيل بين الهمزة المحققة والواو المدية وبعض القاصرين يجعل التسهيل هاء محضة وهو لحن لا تحل القراءة به واستدل له بعض الآخذين به بأنه يجوز في كلام العرب إبدال الهمزة ها وهو باطل بديهي البطلان إذ لا يلزم من جواز الشيء في العربية جواز القراءة به وأيضا فان إبدال الها من غير التا مقصور في العربية على السماع من العرب كقولهم هِياَّك في إيَّاك ولا يجوز القياس عليه وهو في الكتب المتداولة التوضيح وغيره ومسألتنا لم يسمع فيها ولنا أدلة كثيرة في الرد على زاعم هذا بيناها في تأليف لنا مستقل في هذه المسألة بسبب سؤال ورد علينا فيها، ومنها إخفاؤها إذا كانت مضمومة أو مع مكسورة نحو رَؤُوفٌ ويَدْرَءُونَ وأوحِيَ وأوتِينَا وإيماَناً وإقامِ لان الهمزة حرف ثقيل والضم والكسر كذلك فيصعب على اللسان النطق بثقيلين فيخفي القاري الهمزة وهو لا يشعر لا سيما إن أتى قبلها أو بعدها ضمة أو كسرة نحو سُئِلَتْ وبارِئكُمْ وبِرُءُوسِكُمْ وتَطْمَئِنَّ ولِيُطْفِؤُا وبِإمَامٍ وأعِدَّتْ ومُتَّكِئُونَ فلا بد من إظهارها في هذا ونحوه وكذلك إذا كان قبلها مشدد نحو أنَبئكُمْ.
ولا سيما إن كان من حروف العلة واحرى إن تكرر التشديد نحو ومَكْرَ السَّيّءِ إذ التشديد ثقيل والهمزة ثقيلة لمن لم يعتن بإظهارها خفيت وهو لا يجوز، ومنها حذفها وحذف حرف المد معها في الوقف على نحو يَبْدَأ والْمَلأُ ومِنْ شاَطِىءِ اللُّؤْلُؤْ واقْرَأ ونَبَأ ولم يأت في القران ساكن لازم متطرف وقبله ضم ومثاله في غير القرآن إن لم يَسُؤْ فليتحفظ من ذلك ولا سيما إن كان قبلها ساكن نحو أشْيَاءُ والضَّرَّاءُ واستِحْياَءٍ وعلى النَّبِيءِ ونَبِّئ وجِيءَ والسُّوءِ وقُرُوءٍ ولَتنَوُءُ أو حرف لين نحو شيءٌ وسُوءٌ أو صحيح فهو دِفْءٌ وبَيْنَ الْمَرْءِ والْخَبَإِ فاحرص على إثباتها في هذا ونحوه لأنها ثقيلة فإن سكنت ازداد ثقلها إذ كل حرف إذا سكن خفف إلا الهمزة إذا سكنت ثقلت والوقف على محل انقطاع النَفس فتحذف الهمزة وحرف المد معها من غير شعور بذلك وهو لحن لا يجوز وأما حذفها من غير حذف حرف المد فمن يرى ذلك كهشام وحمزة لدى الوقف على تفصيل لهما في ذلك كما هو مبين في كتب الخلاف فلا بأس بذلك وأما من قراءته بتحقيق الهمزة فلا ينبغي له حذفها وان كان لا يسمى لحنا لموافقته لقراءة اخرى لا سيما إن كان ممن يعلم ذلك فهو في حقه اقبح، ومنها إبدالها ياء في مثل الْقَلايَدَ والغَاَيِطِ ولم يقرأ به أحد فيما علمت من المتواتر والشاذ وهو لحن لا تحل القراءة به وأما إبدالها في أيمَّةٌ فهو صحيح متواتر إلا انه لا ينبغي إن يقرأ به إلا من طريق ثبت منها فان قلت قد صرح البيضاوي بأنه لحن قلت تبع فيه الزمخشري وقد اخطأ فيه فلا عِبرة به.