الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمُسْتَقِيمْ، وعلى عَلَيْهِمْ فيوقف على هذه الحاجة إلى ذلك كضيق النفس إلا أنه لا يبتدأ بما بعده لتعلقه بما وقفت عليه فإذا وقفت على الْحَمْدُ للهِ وابتدأت رب العالمين فقد فصلت بين النعت والمنعوت وابتدأت بمجرور ولا يجوز ذلك لأن المجرور معمول والعامل والمعمول كشيء واحد ولكنك إذا ابتدأت بشيء فقد عريته عن العوامل والمعرى عن العوامل اللفظية هو المبتدأ والمبتدأ مرفوع وهذا مخفوض إلا أن يكون الموقوف عليه راس آية فلا يعيد ما وقف عليه لأنهن في افسهن مقاطع ولان النبي (كان إذا قرأ قطَّع ويقف عليها ولم يفرق بين ما هو متعلق بما بعده وغيره بل جعل جماعة الوقف على رؤوس الاي سنة واستدلوا على ذلك بالحديث الذي رواه الترمذي وغيره من طرق متعددة وسنده صحيح إن النبي (كان إذا قرأ قطَّع قراءته أية أية يقول بسم الله الحمن الرحيم يقف ثم يقول الحمد لله رب العالمين ثم يقف ثم يقول الرحمن الرحيم ثم يقف ثم يقول ملك يوم الدين وإنما ذكروا هذا الحسن ليتسع الأمر على القاري فربما ضاقت نفسه قبل الوصول التام والكافي لا سيما من كان ضيق الحنجرة لا يستطيع إن يتكلم بكلام كثير في نَفَسٍ واحد فيقف على الجائز فهو أولى من الوقف على كلام لم تحصل لسامعه فائدة، غالاصل يندب للقاري الوقوف على الاتم فأن لم يمكنه ذلك أو يمكنه إلا انه بمشقة وتعب فعلى التام وإن لم يمكنه فعلى الاكفى، وإن لم يمكنه فعلى الكافي فأن لم يحصله فعلى الجائز ويعيد ما وقف عليه إلا إن يكون رأس آية ولا يعدل عن هذه إلى المواضع التي يكره الوقوف عليها إلا من ضرورة كانقطاع نفس ويرجع إلى ما قبله حتى يصله بما بعده فأن لم يفعل عوتب ولا اثم عليه والله أعلم.
فصل في الوقف القبيح والأقبح
اعلم إن الوقف القبيح هو الوقف على كلام لا يفهم منه معنى مثل الوقف على بِسْمِ وعلى الحَمْدُ وعلى رَبّ وعلى مَلِكِ لخلو الأولين عن الفائدة وفصل الأخيرين عن المضاف إليه وهو
والمضاف كشيء واحد وهكذا كل ما لا يعرف المراد منه فيقبح في حق القاري الوقوف عليه واقبح من هذا ما يفسد المعنى لا يهامه خلاف المقصود كقوله تعالى وإنْ كَانَتْ وَاحِدَةٌ فَلَهَا النِّصْفُ ولأبَوَيْهِ إن وقف على أبويه لأنه يوهم إنْ النصف للبنت والأبوين وليس كذلك بل البنت لها النصف والأبوان لكل واحد منهما السدس على التفصيل المأخوذ من الآية فالوقف على النصف وهو أكفى ومثله إنما يَسْتَجِيبُ الَّذيِنَ يَسْمَعُونَ والْمَوْتَى إن وقف على الموتى إذ يوهم إن الموتى يسمعون وليس كذلك بل الموتى يستأنف وسواء جعلته مفعولا لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور أي ويبعث الله الموتى أو مبتدأ وما بعده خبر بل الوقف على يَسْمَعُونْ، وهو أكفى وقيل ومثله ومَا مِنْ دَابَّةٍ في الأرضِ ولا طَايرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إن وقف على بِجنَاحَيْهِ لأنه يوهم نفي وجود ما مشاهد وهو مكابرة وجحد للضرورة وليس بمراد بل المراد تشبيه هذه الحيوان الدابة والطائرة ببني آدم في ضبط أحوالها وتقدير أرزاقها وآجالها فهو دليل على كمال قدرة الله وعموم علمه وسعة تدبيره فيكون كالدليل لما قبله وهو قادر على أنْ يُنَزّل أيةً فالوقف على أمْثَالُكُمْ وهو كاف في غايته ومثله فَوَيْلٌ للْمُصَلِّينْ إن وقف عليه لأنه يوهم إن العذاب لكل مصل وليس للمصلين الموصوفين بما ذكر بعده وليس في سورة الماعون وقف إلا على المسكين وهو تام أو في آخرها وهو أتم وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله الذين عن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ فقال هم يؤخرون الصلاة عن وقتها، وأقبح من هذا ما أوهم فساد المعنى وفيه سوء أدب مع الله تعالى كقوله تعالى فَبُهِتَ الذي كَفَر واللهُ لا يَهْدِي الْقَومَ الظالمين إن وقف على الجلالة إذ ما فيه من فساد المعنى وسوء الأدب ظاهر لا ينبغي لأحد التفوه به بل الوقف على كفر أو الظالمين وكل منهما أكفى، ومثله لِلذيِنَ لا يُؤْمِنُونَ بالآخِرِةِ مَثَلُ السَّوْءِ ولله المثل الأعلى إن وقف على ولله وقبحه حلي بل الوقف على السوء وهو أكفى أو تام على الأعلى وهو كاف ومثله إن الله لا يستحي بل الوقف