الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وادغمها الباقون واحرص على إظهارها في فَنَبذتهَا وعُذْتُ بِرَبي إن قرأتهما بقراءة من له الإظهار كنافع فان تكررت نحو ذي الذكر وجب بيانها وكذلك إذا أتى بعدها نون فنبذناه وَإذْ نَتَقْنَا والله أعلم.
فصل الراء
الراء تخرج من المخرج السابع من مخارج الفم وهو حرف مجهور مستفل منفتح مذلق منحرف متوسط بين الشدة والرخاوة والقوة والضعف مكرر وانفرد به على ساير الحروف ولهذا شابه حروف الاستعلاء في التفخيم وقد توسعت فيها العرب واختلفت لغاتهم فيها وقد افردها القراء بباب مستفل في كتبهم ويقع الخطأ فيها من اوجه، منها ترُعيد اللسان بها إذا شددت في نحو الرَّحْمنَ الرحيمَ ومِن رَبي حتى يصير الحرف حرفين أو احرفا بل المطلوب حبس اللسان بها وإخفاء تكريرها وهذا مذهب المحققين كمكي والجعبري وابن الجزري قال الجعبري: ومعنى قولهم مكرر أن لها قبول التكرير لا أنّها مكررة بالفعل فانه لحن يجب التحفظ منه وهذا كقولهم لغير الضاحك إنسان ضاحك إذ وصف الشيء بالشيء اعم من أن يكون بالفعل أو بالقوة وطريق السلامة من هذا التكرير إن يلصق اللافظ بها ظهر لسانه على حنكه لصقا محكما انتهى بالمعنى وذهب أبن شريح في آخرين إن التكرير صفة لازمة لها وهو مذهب سيبويه لقوله إذا تكلمت بها خرجت كأنها مضاعفة والصواب الأول والله اعلم، ومنها ترقيقها في موضع تفخيمها فلابدْ من التحفظ من ذلك لا سيما إن جاورت حروف الهمس والاستفال نحو أرْسِلْ وأسْرَعُ وتُرْحَمُونَ وَلَا ترْكنوُا والأرْذَلونَ وذَرْنَا وذرْنِي وأَنتَ الرَّقيبُ فكثيرا ما يجري اللسان بترقيقها لمجاورة الحروف الضعيفة قد اجمعوا على تفخيمها
في هذه المواضع ونحوها وكذلك لا خلاف في تفخيمها إذا كانت مضمومة أو مفتوحة نحو ف شَهْرُ رَمَضَانَ إلا ما أنفرد به ورش من طريق الازرق من ترقيقها في بعض المواضع نحو الْخَيْرَ وكَبِيرَةٌ وبَصَايرُ وحَاضراً أو خَبيراً كما هو مبين في كتب الخلاف وكذلك لا بد من تفخيمها إذا سكنت وكان قبلها ضم أو فتح وسواء تطرفت نحو وانْظُرْ وأن اشْكُرْ ولا يَسْخَر أو توسطت نحو الْقُرءان والفُرْقَانِ وكُرْسيُّهُ ويُرْزَقُونَ وخرْدَلٍ وبَرْقٍ والأرْضِ وضَرْعٍ وقَرْيَةٍ ومَرْيَمَ، والْمرْءِ وزَوْجِهِ، والْمَرْءِ وقَلْبِهِ وحكى بعضهم كمكي في هذه الثلاثة الترقيق لأجل الَياءَ في قَرْيَةٍ ومَرْيَمَ والكسر في الْمرءِ واقتصر عليه الحُصْري وأنتصر له حتى نسب من يقول بالتفخيم إلى الغلط قال في رائيته التي ألفها في قراءة نافع
وان سكنت والياء بعد كمريم
…
فرقق وغلط من يفخم بالقهر
ثم قال بعد ذلك رحمه الله تعالى ونفع به: ولا تقرا راء المرء إلا رقيقة - لدى قصة الأنفال أو قصة السِّحْر. وقصة السِّحْرِ هي المذكورة في سورة البقرة في قضية هَارُوت وماَرُوتَ والصواب في قَرْيَةٍ ومرْيَمَ التفخيم وعليه القراءة في ساير الامصار وغلط الداني وأصحابه القائل بخلافه وكذلك الْمَرْءِ بموضعيه وقد اجمعوا على تفخيم تَرْمِيهِمْ وفي السَّرْدِ ورَبّ الْعَرْشِ ونحوه ولا فرق بينه وبين الْمَرْءِ لوجود الكسر في الجميع، ومنها تفخيمها في موضع ترقيقها ولا خلاف بين القراءِ في ترقيقها إذا كسرت لزوما نحو رِزْقٍ رِجْسٍ ورِجَال وفَارِضِ والطَّارِق وأبْصَارِهِمْ والنورِ والدَّهْرِ وَالطُّورِ وبالنُّذرِ أوً كسرت لالتقاء الساكنين في الوصل نحو فليَحذِر الَّذين واذكرُ اسْم أو تحركت بحركة النقل عند من قرأ به نحو وانْظُرِ إلى وَانْحِرانَّ شَانِئَك وكذا إذا سكنت وجاءت قبلها كسرة نحو فيرْعوَنَ وشِرْعَةٍ ومرْيَةٍ والْفِرْدَوْسِ وتُنْذِرْهُمْ وأحْصِرْتُمْ وأسْتَاجِره وهذا إذا لم يكن بعدها
حرف استعلاء أو لم تكن الكسرة عارضة كما مثل فان كان بعدها حرف استعلاء متصل والواقع منه في القرآن ثلاثة أحرف القاف في فرْقَةٍ بالتوبة والطا في قِرْطَاسٍ بالأنعام والصاد في إرْصَاداً في التوبة ومِرصَاداً بالنبأ ولَباِلْمِرْصَاد بالفجر ولا خلاف في تفخيمها من اجل حرف الاستعلاء فان كان حرف الاستعلاء مكسورا والوارد من ذلك في القرآن موضع واحد في الشعراء فَكَانَ كُلُّ فرْقٍ ففيه الترقق والتفخيم والوجهان صحيحان صحح كل واحد منهما جماعة وخرج بقيد الاتصال في حرف الاستعلا ما إذا كان منفصلا بان كانت الرا في آخر كلمة وحرف الاستعلا في أول كلمة أخرى نحو فاصْبرْ صَبْراِ وأَنْذرْ قَوَمكَ وَلَا تُصَاعِر خَدَّكَ فلا عبرة بحرف الاستعلا قِ مثل هذا ولابد من الترقيق لأجل الفصل الخطي وكذلك إذا كانت الكسر عارضة نحو أمِ ارْتابوُا ولِمَنِ ارتضى ويَابُنَبيِّ ارْكبْ ورَبّ ارْجعُونِ فلا خلاف بينهم في التفخيم وأما نحو لكُمُ ارْجعُوا وءَامنوا ارْكعَوُا والذينَ ارْتَدُّوا وتَفْرَحُونَ ارْجعْ فلا تقع الكسرة فيه إلا في حال الابتداء فالرا فيه أيضا مفخم لعروض الكسر وأما قوله تعالى وعَذَابٍ ارْكُضْ فان قرىء بضم التنوين على قراءة نافع وغيره فالتفخيم ظاهر لوقوع الراء بعد ضم وان قرئ بكسرة على قراءة البصري وغيره فتفخم أيضا لعروض الكسر فان اجتمع في الكلمة راءان إحداهما مفخمة والأخرى مرققة نحو بِشَرَر وَالضَّررِ وسُرُرِ فيتأكد الاعتناء بتفخيم الأولى وترقيق الثانية إلا على طريق الأزرق من ترقيق الأولى من بشَرَرِ وكثير من الناس إما يرققهما معا أو يفخمها معا لكل القراء وهو لحن، ومنها " حذفها في مثل قدِيرٌ وخبِيرُ وبَصِيرْ عند الوقف عليها لأنها حرف مستعص على اللسان لانضغاطها في مخرجها ولما فيها من الشدة والتكرير فيسهل على اللسان تركها ويفعله كثير من الناس وهو لحن فاحش وخطأ ظاهر لتغيره اللفظ والمعنى وسيأتي حكم الوقف عليه إن شاء الله مفصلا في باب الوقف والله اعلم.