الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المخرج والاتفاق في بعض الصفات. ومنَّها تفخيمها كما يفعله كقير من الاعاجم لا سيما إن اتى بعدها ألف نحو الكافرون وكانوا، ومنها ترقيقها كثيرا حتى تصيرُ كالممال فليحذر من ذلك لا سيما إن اتى بعدها حرف مهموس نحو كفروا، وذكر في النشر أن بعض القبط والأعاجم يجري الصوت معها فاجتنبه ايضا بان تمنَّع الصوت إن يجري معها بل أثبته في محله واحرص على بيانها إذا تكررت نحو مناسكَكُمْ، وإنَكَ كُنت، وإلىَ رَبكََ كَدحاً لئلا يقرب اللفظ من الإدغام لصعوبة التكرير على اللسان وهذا على قراءة الإظهار واما على قراءة الإدغام فلا إشكال واحرص على بيانها إذا اجتمعت مع القاف نحو عَرْشكِ قَالَت لئلا تدغم أو تصير قافا، وكذلك لابد من بيانها إذا وقعت في موضع يجوز إن تبدل منها قاف بحسب اللغة نحو كُشِطَتْ فانه بالكاف والقاف لغتان الا إن الأول هو الذي قرأ به أيمة الأمصار والثاني في حرف ابن مسعود والكشط والقشط رفعك شيئا عن شيء قد غطاه.
فصل اللام
تخرج اللام من المخرج الخامس من مخارج اللسان وهو حرف مجهور بين الشدة والرخاوة مستفل منفتح مذلق منحرف متوسط مرقق ويقع الخطأ فيها من اوجه، منها تفخيمها وكثيرا ما يفعله جهلة القراء لا سيما إن جاورت حرف تفخيم نحو وَلَا الضَالتَينَ وَعلىَ الله وجَعلََ اللهَُ واللَطيفُ وَلوُط وَاخْتلَطً ولْيَتَلَطَّفْ ولَسلَّطَهُمْ وصِرَاطَ الَذِينَ وَخلَقَ اللهُ وَأخْلَصُوا واغلُظ عَليهِمْ فلا بد من المحافظة في مثل هذا على ترقيق اللام لئلا يسبق اللسان إلى التفخيم ليُسْره عليه الا ما يفخمه ورش على اصله كما هو مبين في كتب القراءات فلا نطيل به
وأما اسم الله جل ذكره فانه مفخم أبدا في الابتدار وفي الوصل إذا كان قبله فتح نحو قَالَ اللهُ أوضم نحو يَعْلَمْهُ اللهُ وأما إن كان قبله كسر مباشر أو منفصل أو عارض نحو بِسْمِ اللهِ، أفِي اللهِ شَكٌّ، منْ يُّظْللِ اللهُ فإنه مرقق على الاصل، ومنها ادغامها في النون في نحو جَعَلْنَا وأنْزَلْنَا وَظَلَّلْنَا وفَصَّلْنَا وقُلْ نَعَمْ ويسارع اللسان إليه لما بينهما من التقارب وإذا أظهرتها فلا تبالغ في الإظهار حتى تقلقلها أو تحركها ويفعله كثير من القراء وهو لحن يرد به نص ولا يقتضيه قياس صحيح بل المطلوب إبراز صيغة الحرف وبيانها إذا تكررت نحو قَالَ لَهُمْ عند من قرأ بالإظهار وأحِلَّ لَكُمْ ووَيْلٌ للْمُطَفَّفِين فَوَيْلٌ للَّذينَ وَغِلاًّ للَّذينَ ففي المثال الأول لامان وفي الثاني ثلاثة وفي الثالث بما أبدل أربعة وفي الرابع خمسة وفي الخامس ستة، ومنها في التاء في نحو قُلْ تَعَالَوْا وكثير من الناس يفعله لما بينهما من القرب في المخرج والصفات وبعضهم يدغمها في السين وفي الصاد في نحو وقُلْ سَلَامٌ وقُلْ صَدَقَ اللهُ وهو لحن، ومنها إدغامها في الجيم في نحو الْجَاهلينَ والجبَالَ وعوام القراء يفعله وهو لحن لا تحل القراءة به إذ لا خلاف بين القراء إن لام التعريف تظهر عند أربعة عشر حرفا وتدغم في أربعة عشر أيضا وأما الألف المادية فلا تقترن مع لام التعريف أبدا إذ فيه الجمع بين الساكنين وصلا فتظهر عند الهمزة نحو الأرض والباء نحو الْبَابَ والجيم نحو الجَنَّة والحاء نحو الْحُوتُ والخاء نحو الْخَبِيرُ والكاف نحو الْكَبِيرُ والميم نحو الْمَصِيرُ والعين نحو العَالَمِين والغين نحو الغافرين والفاء نحو الفَائِزِينَ والقاف نحو القَمَرُ والهاء نحو الْهُدْهُدَ والواو نحو بالْوَادِ والياء نحو الْيَوْمَ وقد نظمتها على ترتيبها في حروف الهجاء في أوائل كلم هذا البيت فقلت:
أتَى بَابَ جود جَدّ خَصّا كَما مَضَى
…
عَلىَ غَمرْ فَصْم قَامَ هَوناً وَلَا يَلي
وتدغم في التاء نحو التَّايِبُونَ والثاء المثلثة نحو الثَّاقبُ والدال المهملة نحو الدَّارِ والذال المعجمة نحو والذَّارِيَاتِ والراء نحو الرَّازِقِينَ والزاي نحو