الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو عمرو رحمه الله وهذا كله جار على طباعهم ومذهبهم في تفكيك الحروف وتخليص السواكن وتحقق القراءة وحدرها وليس لواحد منهم مذهب يسرف فيه على غيره اسرافا يخرج عن المتعارف في اللغة والمتعالم في القراءة بل ذلك قريب بعضه من بعض والمشافهة توضح حقيقة ذلك والحكاية تبين كيفيته.
وأما المد للسكون العارض بقسميه ففيه لجميع القراء ثلاثة اوجه الإشباع والتوسط والقصر اختار كل واحد جماعة وأكثرهم على اختيار التوسط وهو المختار عندي إذ فيه مراعاة اجتماع الساكنين ولكون الساكن عارضا نزلنا به عن رتبة الساكن اللازم ولا يكاد تسمع من يتقن القراءة غيره كأنهم جبلوا عليه.
وأما السبب المعنوي وهو قصد المبالغة في النفي وسبب قوي من مقواصد العرب ومما حسنت به كلامها ومنه مد التعظيمِ في كل ما اثبت الألوهية لله تعالى ونفاها عن غيره نحو لا إلهَ إلا اللهُ، لا إله إلَا أنْتَ لآ، إلَهَ إلَاّ هوُ فكل من له القصر في المن
فصل
روي عنه المد في لا اله إلا الله لقصد المبالغة في النفي نصَّ على ذلك غير واحد من أيمة الأداء كالطبري والهذلي وابن مهران والجاجاني وهو مقصد جليل وغرض جميل وقد قرأت به على جميع من قرأت عليه من طرق الطيبة وهو الذي أختاره في نون في وأقرأ به في الصلاة وغيرها ويؤيده ما روي مرفوعا عن ابن عمر رضي الله عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال لا اله إلا الله ومد بها صوته اسكنه الله دار الجلال دار اسمى بها نفسه فقال ذو الجلال والإكرام ورزقه النظر إلى وجهه، وما روي عن انس مرفوعا أيضا
من قال لا اله إلا الله ومدها هَدَمَت له أربعة آلاف ذنب وقد استحب العلماء المحققون مد الصوت بلا اله إلا الله فقال النووي رحمه الله في الأذكار: المراد من الذكر حضور القلب فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر تحصيله ويتدبر ما يذكر وما يعقل معناه فالتدبير مطلوب في الذكر كما هو مطلوب في القراءة لاشتراكهما في المعنى ولهذا كان المذهب الصحيح المختار استحباب مد الذاكر قول لا اله إلا الله لما فيه مِن التدبر، وأقوال السلف وأيمة الخلف في هذه مشهورة. انتهى.
فصل
وأما حرفا اللين وهما الياء والواو المفتوح ما قبلهما فان وقع بعدهما همزه وهما في كلمة نحو شَيْءٌ وسَوْءَ ةٌ فاعتبر ذلك ورش من طريق الأزرق فله في ذاك الإشباع والتوسط على تفصيل مبين في كتب القراءات وإن كانا في كلمتين نحو ابْنَيْ أَدَمَ، وخَلَوْا إلَى، فلم يعتبر ذلك أحد من القراء واتفقوا على القصر وأن وقع بعدهما سكون فتارة يكون لازما وتارة يكون عارضا، وكل منهما أما مشدد أو مخفف فاللازم المشدد وقع منه في القرآن حرفان هَما هَاتَيْنّ في القَصص، والّذَيْنَ في فصلت على قراءة ابن كثير بتشديد النون، وأما المخفف فجاء في حرف واحد وهو عَين من فاتحة مريم والشورى، أما الساكن العارض المشدد فنحو حَيثَ ثَقِفْتُمُوهُمْ الْمَوْتِ تَّحْبِسُونَهُمَا في قراءة الإدغام، وأما المخفف فنحو اللَّيلْ والمْيَلْ والنخيلْ والعينْ بالعينْ والموت والْخَوْفْ والطًّوْلْ إذا وقف عليها بالسكون والإشمام فيما يجوز فيه فهذه أربعة أنواع يجوز في كل منها ثلاثة اوجه الإشباع والتوسط والقصر إلا ورشا من طريق الأزرق فليس له في عَيْن فاتحة مريم والشورى إلا الإشباع والتوسط ولا يجوز له القصر لأن سبب السكون أقوى من سبب الهمز ولا يجوز له فيما سببه الهمزة وشيء وسو القصر فهذا أولى ولو قصر للزم عليه إن يمد للأضعف ويقصر للأقوى فهو باطل.