الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْغَنِيُّ إن قرأت بالإظهار وإن سكنت الأولى فلا بد من الإدغام الكامل نحو يُوَجِّههُ لحن لا تحل القراءة به لأن كل حرفين التقيا أولهما ساكن وهما متماثلان كهذين أو متجانسان بأن يتفقا في المخرج ويختلفا في الصفات كالدال والتا يجب إدغام الأول منهما اجمع على ذلك القراء والنحويون فأن كانت الساكنة من كلمة أخرى وهو موضع واحد ماليه هلك بالحاقة فأختلف فيه بالإظهار لأنه هاء سكن وهي لا تدغم في غيرها لعروضها وقيل بالإدغام للتماثل وسكون الأول منهما هو المختار عند المحققين قال أبو شامة ومعناه إن يقف على مَالِيَهْ وقفة لطيفة فلا يمكن غير الإدغام أو التحريك قال وإن خلا الفظ من أحدهما كان القاري واقفا وهو لا يدري لسرعة الوصل، ونقله في النشر وقال بعده وما قاله أبو شامه أقرب إلى التحقيق وأحرى بالدراية والتدقيق وقد سبق إلى النص عليه أستاذ هذه الصناعة أبو عمرو الداني رحمه الله تعالى، ومنها إدغامها في الحاء في نحو اتَّقوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وسَبّحْهُ، ويفعله كثير عليهم لقرب المخرج واتفاقهما في الصفات وهي أضعف من الحا لِمَا فيها من الخفاء فمن لم يعتن بإظهارها إدغامها في الحاء قبلها وصار يلفظ الحا مشددة وهو لا يجوز، ومنها قراءتها بالضم في قوله تعالى لَهْوَ الْحَديِثِ لظنهم انه ضمير وقد اختلف القراء فيه كما هو مبين في كتب الخلاف وهذا اسم ظاهر لا خلاف بين القراء في تسكينه.
فصل الواو
تخرج الواو من المخرج الثاني عشر من مخارج الفم إذا لم لكن حرف مد وإلا فتخرج من الجوف وهو حرف مجهور رخو مستفل منفتح مصمت مرقق متوسط ذو مد ولين إذا سكن وانضم ما قبله ولين إذا سكن وانفتح
مل قبله، ويقع الخطأ فيها من اوجه منها إبدالها همزة في نحو وتَحَاوُرُكمَا وتَفَاوُتٌ لأنها إذا تحركت تثقل فيسرع اللسان إلى إبداله طلبا للخفة ومن لم يبدله قصر في لفظه عن إعطائه حقه وذلك في نحو وُجْدِهِ والوُثْقَى ووُجْدِكمْ واشْتَرَوْا الضَّلَالَة ولا تَنْسَوُا الْفَضْلَ فأن كانت الحركة كسرا نحو بالغدُوِّ ويُخَوَّفُ اللهُ وأُفَوِّضُ كانت اثقل من الضمة ولذلك يبدلها كثير من الناس ضمة في نحو وِجْهَةٌ وهو خطأ لا يجوز فلا بد من بيانها وبيان حركتها فأن جاء بعدها مثلها نحو ووُرِيَ ويَلْوُونَ وهل يَسْتَوُونُ أو قبلها لِيَسُؤُوا وُجُوهَكُمْ كان الاهتمام ببيانها وبيان حركتها أشد لكثرة الثقل وكذلك إذا تكررت مع التشديد نحو غُدُواً وعَشياً، ولكم في الأرْضِ حال الوصل والتشديد في الأول اكمل منه في الثاني لبقاء غنة تنوين الذي قبله إلا على قراءة من يدغمه فالتشديد فيهما سواء، ومنها إدغامها إذا تكررت وكان الأول حرف مدلوين نحو وعَملُوا، وقاتَلُوا وقُتِلُوا، اصْبِرُوا وصَابِرُوا ورَابِطُوا واتَّقوا اللهَ والإدغام في مثل هذا لا يجوز ولم يقرأ به أحد من الناس يفعله فتجده يشدد الواو الثاني وهو علامة الإدغام وتخرج هن هذا المحذور بإعطاء الواو الأول حقه من المد واللين ومن لم يفعل ذلك ادغم وهو لا يشعر أما إذا كان الأول حرف لين نحو اتَّقَوْا وءامَنُوا ثم اتَّقَوْا وأحْسَنُوا وتَوَلَّوا وأَّعْيُنُهُمْ عَصَوا وكَّانُوا وأووا ونَّصرُوا فالإدغام واجب مع التشديد الكامل لاجتماع مثلين أولهما ساكن، ومنها تفخيما في نحو التَّقْوى واللهُ وقَالُوا ورضُوا ورَزَقَكُمْ واخْشَوْا وصَدَّقَتْ وظلموا وأحْرى إن فخمت اللام على رواية ورش وضَاَقَ بِهِمْ واطْمَأنُّوا بِهَا وهو في القرآن كثير وبعضهم يفعل ذلك في ساير الحروف المفتوحة فيبالغ في فتح فمه في حال نطقه بالحرف المفتوح فيقع فيما لا تجوز القراءة به ولم تتكلم العرب به قال في النشر ينقسم الفتح الذي هو ضد الإمالة إلى شديد ومتوسط فالشديد هو نهاية فتح الشخص فمه بذلك الحرف ولا يجوز في القرآن بل هو معدوم في لغة العرب وإنما يوجد في لفظ عَجَم الفرس ولا سيما أهل خراسان