الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَإِنَّمَا يسرناه بلسانك [سُورَة الدُّخان 57] كَمَا يَقُول الْمُرْسل قد قلت لكم على لِسَان رَسُولي فلَان كَذَا وَكَذَا
وَهَذَا كَمَا أَن القَوْل يُضَاف إِلَى الرَّسُول لِأَنَّهُ بلغه وَأَدَّاهُ فيضاف إِلَى جِبْرِيل تَارَة وَإِلَى مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم أُخْرَى كَمَا قَالَ فِي آيَة إِنَّه لقَوْل رَسُول كريم وَمَا هُوَ بقول شَاعِر قَلِيلا مَا تؤمنون وَلَا بقول كَاهِن قَلِيلا مَا تذكرُونَ [سُورَة الْمَائِدَة 40 - 42] فَهَذَا مُحَمَّد وَقَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى إِنَّه لقَوْل رَسُول كريم ذِي قُوَّة عِنْد ذِي الْعَرْش مكين مُطَاع ثمَّ أَمِين [سُورَة التكوير 19 - 21] فَهَذَا جِبْرِيل
وَأما جُمْهُور الْعلمَاء من أهل الْفِقْه والْحَدِيث والتصوف وَالْكَلَام فطردوا الدَّلِيل وأثبتوا لله صِفَات فعلية تقوم بِذَاتِهِ وَهَذَا هُوَ الْمَعْلُوم الَّذِي دلّ عَلَيْهِ الْعقل واللغة وَالشَّرْع
النَّاس فِي الصِّفَات ثَلَاث مَرَاتِب
فَالنَّاس ثَلَاث مَرَاتِب مِنْهُم من نفى قيام الصِّفَات وَالْأَفْعَال بِهِ كالمعتزلة وَمِنْهُم من أثبت قيام الصِّفَات بِهِ دون الْأَفْعَال كالكلابية وَمِنْهُم من أقرّ بِقِيَام الصِّفَات وَالْأَفْعَال وهم جُمْهُور الْأمة كَمَا ذكرته الْحَنَفِيَّة فِي كتبهمْ وكما ذكره
الْبَغَوِيّ وَغَيره من أَصْحَاب الشَّافِعِي عَن أهل السّنة وكما ذكره أَبُو إِسْحَاق ابْن شاقلا وَأَبُو عبد الله بن حَامِد وَالْقَاضِي أَبُو يعلى فِي آخِره قوليه وَابْنه أَبُو الْحُسَيْن وَغَيرهم من أَصْحَاب أَحْمد وَذكره أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق الكلاباذي عَن الصُّوفِيَّة فِي كتاب التعرف فِي مَذَاهِب التصوف وَذكره من ذكره من أَئِمَّة الْمَالِكِيَّة وَذهب إِلَيْهِ طوائف من أهل الْكَلَام من المرجئة