الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقيل اسْمه أثرون
فَهَذِهِ كتب التَّفْسِير الَّتِي تروي بِالْأَسَانِيدِ الْمَعْرُوفَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَالتَّابِعِينَ لم يذكر فِيهَا عَن أحد أَنه شُعَيْب النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَلَكِن نقلوا بِالْأَسَانِيدِ الثَّابِتَة عَن الْحسن الْبَصْرِيّ أَنه قَالَ يَقُولُونَ إِنَّه شُعَيْب وَلَيْسَ بشعيب وَلكنه سيد المَاء يَوْمئِذٍ
فالحسن يذكر أَنه شُعَيْب عَمَّن لَا يعرف وَيرد عَلَيْهِم ذَلِك وَيَقُول لَيْسَ هُوَ شُعَيْب
وَإِن كَانَ الثَّعْلَبِيّ قد ذكر أَنه شُعَيْب فَلَا يلْتَفت إِلَى قَوْله فَإِنَّهُ ينْقل الغث والسمين فَمن جزم بِأَنَّهُ شُعَيْب النَّبِي فقد قَالَ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ علم وَمَا لم ينْقل عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَلَا عَن الصَّحَابَة وَلَا عَمَّن يحْتَج بقوله من عُلَمَاء الْمُسلمين وَخَالف فِي ذَلِك مَا ثَبت عَن ابْن عَبَّاس وَالْحسن الْبَصْرِيّ مَعَ مُخَالفَته أَيْضا لأهل الْكِتَابَيْنِ فَإِنَّهُم متفقون على أَنه لَيْسَ هُوَ شُعَيْب النَّبِي فَإِن مَا فِي التَّوْرَاة الَّتِي عِنْد الْيَهُود وَالْإِنْجِيل الَّذِي عِنْد النَّصَارَى أَن اسْمه يثرون وَلَيْسَ لشعيب النَّبِي عِنْدهم ذكر فِي التَّوْرَاة
كَانَ شُعَيْب عَرَبيا ومُوسَى عبرانيا
وَقد ذكر غير وَاحِد من الْعلمَاء أَن شعيبا كَانَ عَرَبيا بل قد رُوِيَ عَن أبي ذَر مَرْفُوعا إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم رَوَاهُ أَبُو حَاتِم وَغَيره أَن شعيبا كَانَ عَرَبيا وَكَذَلِكَ هود وَصَالح ومُوسَى كَانَ عبرانيا فَلم يكن يعرف لِسَانه
وَظَاهر الْقُرْآن يدل على مُخَاطبَة مُوسَى للمرأتين وأبيهما بِغَيْر ترجمان
وَإِنَّمَا شُبْهَة من ظن ذَلِك أَنه وجد فِي الْقُرْآن قصَّة شُعَيْب وإرساله إِلَى أهل مَدين وَوجد فِي الْقُرْآن مَجِيء مُوسَى إِلَى مَدين ومصاهرته لهَذَا فَظن أَنه هُوَ
وَالْقُرْآن يدل أَن الله أهلك قوم شُعَيْب بالظلة فَحِينَئِذٍ لم يبْق فِي مَدين من قوم شُعَيْب أحد وَشُعَيْب لَا يُقيم بقريه لَيْسَ بهَا أحد وَقد ذكرُوا أَن الْأَنْبِيَاء كَانُوا إِذا هَلَكت أممهم ذَهَبُوا إِلَى مَكَّة فأقامة بهَا إِلَى الْمَوْت كَمَا ذكر أَن قبر شُعَيْب بِمَكَّة وقبر هود بِمَكَّة وَكَذَلِكَ غَيرهمَا
ومُوسَى لما جَاءَ إِلَى مَدين كَانَت معمورة بِهَذَا الشَّيْخ الَّذِي صاهره وَلم يكن هَؤُلَاءِ قوم شُعَيْب الْمَذْكُورين فِي الْقُرْآن بل وَمن قَالَ إِنَّه كَانَ ابْن أخي شُعَيْب أَو ابْن عَمه لم ينْقل ذَلِك عَن ثَبت وَالنَّقْل الثَّابِت عَن ابْن عَبَّاس لَا يُعَارض بِمثل قَول هَؤُلَاءِ
وَمَا يذكرُونَهُ فِي عَصا مُوسَى وَأَن شعيبا أعطَاهُ إِيَّاهَا وَقيل أعطَاهُ إِيَّاهَا هَذَا الشَّيْخ وَقيل جِبْرِيل وكل ذَلِك لَا يثبت
وَعَن أبي بكر أَظُنهُ الْهُذلِيّ قَالَ سَأَلت عِكْرِمَة عَن عَصا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصا خرج بهَا آدم من الْجنَّة ثمَّ قبضهَا بعد ذَلِك جِبْرِيل فلقي بهَا مُوسَى لَيْلًا فَدَفعهَا إِلَيْهِ
وَقَالَ السّديّ فِي تَفْسِيره الْمَعْرُوف أَمر أَبُو الْمَرْأَتَيْنِ ابْنَته أَن يَأْتِي مُوسَى بعصا وَكَانَت تِلْكَ الْعَصَا عَصا استودعها ملك فِي صُورَة رجل إِلَى آخر الْقِصَّة استودعه إِيَّاهَا ملك فِي سُورَة رجل وَأَن حماه خاصمه وَحكما بَينهمَا رجلا