الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمن لم يُمَيّز بَين الْأَحْوَال الرحمانية والنفسانية اشْتبهَ عَلَيْهِ الْحق بِالْبَاطِلِ، وَمن لم ينوِّر الله قلبه بحقائق الْإِيمَان وَاتِّبَاع الْقُرْآن لم يعرف طَرِيق المحق من الْمُبْطل، والتبس عَلَيْهِ الْأَمر وَالْحَال، كَمَا الْتبس على النَّاس حَال مُسَيْلمَة صَاحب الْيَمَامَة وَغَيره من الْكَذَّابين فِي زعمهم أَنهم أَنْبيَاء وَإِنَّمَا هم كذابون.
إِخْبَار النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن الدجالين والدجال الْكَبِير:
وَقد قَالَ صلى الله عليه وسلم: "لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يكون فِيكُم ثَلَاثُونَ دجالون كذابون كلهم يزْعم أَنه رَسُول الله".
وَأعظم الدجاجلة فتْنَة الدَّجَّال الْكَبِير الَّذِي يقْتله عيسي بن مَرْيَم، فَإِنَّهُ مَا خَلق الله من لدن آدم إِلَى قيام السَّاعَة أعظم من فتنته، وَأمر الْمُسلمين أَن يستعيذوا من فتنته فِي صلَاتهم. وَقد ثَبت أَنه يَقُول للسماء: أمطري،
فتمطر، وللأرض: أنبتي فتنبت، وَأَنه يقتل رجلا مُؤمنا ثمَّ يَقُول: قُم، فَيقوم، فَيَقُول: أَنا رَبك، فَيَقُول لَهُ: كذبت بل أَنْت الْأَعْوَر الْكذَّاب الَّذِي أخبرنَا عَنهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَالله مَا ازددت فِيك إِلَّا بَصِيرَة. فيقتله مرَّتَيْنِ وَيُرِيد أَن يقْتله فِي الثَّالِثَة فَلَا يُسلّط عَلَيْهِ، وَهُوَ يَدعِي الإلهية.
وَقد بَين لَهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ثَلَاث عَلَامَات تنَافِي مَا يَدعِيهِ، أَحدهَا: أَنه أَعور وَإِن ربكُم لَيْسَ بأعور. وَالثَّانيَِة: أَنه مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ "كَافِر" يَقْرَؤُهُ كل مُؤمن قَارِئ وَغير قَارِئ. وَالثَّالِثَة: قَوْله: "وَاعْلَمُوا أَن أحدكُم لَا يرى ربه حَتَّى يَمُوت".
فَهَذَا هُوَ الدَّجَّال الْكَبِير، ودونه دجاجلة: مِنْهُم من يَدعِي النُّبُوَّة، وَمِنْهُم من يكذب بِغَيْر ادِّعَاء النُّبُوَّة، كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: "يكون فِي آخر الزَّمَان