الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمد لله
فصل فِي مَسْأَلَة الْعلم
فِي هَذِه الْمَسْأَلَة ثَلَاثَة أَقْوَال:
النَّاس المنتسبون إِلَى الْإِسْلَام فِي علم الله بِاعْتِبَار تعلقه بالمستقبل على ثَلَاثَة أَقْوَال
الأول
أَحدهَا أَنه يعلم المستقبلات بِعلم قديم لَازم لذاته وَلَا يَتَجَدَّد لَهُ عِنْد وجود المعلومات نعت وَلَا صفة وَإِنَّمَا يَتَجَدَّد مُجَرّد التَّعَلُّق بَين الْعلم والمعلوم وَهَذَا قَول طَائِفَة من الصفاتية من الْكلابِيَّة والأشعرية وَمن وافقهم من الْفُقَهَاء والصوفية وَأهل الحَدِيث من أَصْحَاب أَحْمد وَمَالك وَالشَّافِعِيّ وَأبي حنيفَة وَهُوَ قَول طوائف من الْمُعْتَزلَة وَغَيرهم من نفاة الصِّفَات لَكِن هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ يعلم المستقبلات ويتجدد التَّعَلُّق بَين الْعَالم والمعلوم لَا بَين الْعلم والمعلوم
وَقد تنَازع الْأَولونَ هَل لَهُ علم وَاحِد أَو عُلُوم مُتعَدِّدَة على قَوْلَيْنِ وَالْأول قَول الْأَشْعَرِيّ وَأكْثر أَصْحَابه وَالْقَاضِي أبي يعلى وَأَتْبَاعه وَنَحْو هَؤُلَاءِ وَ
الثَّانِي
قَول أبي سهل الصعلوكي
الثَّانِي
وَالْقَوْل الثَّانِي أَنه لَا يعلم المحدثات إِلَّا بعد حدوثها وَهَذَا أصل قَول الْقَدَرِيَّة الَّذين يَقُولُونَ لم يعلم أَفعَال الْعباد إِلَّا بعد وجودهَا وَأَن الْأَمر أنف
لم يسْبق الْقدر بشقاوة وَلَا سَعَادَة وهم غلاة الْقَدَرِيَّة الَّذين حدثوا فِي زمَان ابْن عمر وتبرأ مِنْهُم وَقد نَص الْأَئِمَّة كمالك وَالشَّافِعِيّ وَأحمد على تَكْفِير قَائِل هَذِه الْمقَالة
لَكِن الْقَدَرِيَّة صَرَّحُوا بِنَفْي الْعلم السَّابِق وَالْقدر الْمَاضِي فِي أَفعَال الْعباد الْمَأْمُور بهَا والمنهي عَنْهَا وَمَا يتَعَلَّق بذلك من الشقاوة والسعادة ثمَّ مِنْهُم من اقْتصر على نفي الْعلم بذلك خَاصَّة وَقَالَ إِنَّه قدر الْحَوَادِث وَعلمهَا إِلَّا هَذَا لِأَن الْأَمر وَالنَّهْي مَعَ هَذَا الْعلم يتناقض عِنْده بِخِلَاف مَا لَا أَمر فِيهِ وَلَا نهي
وَمِنْهُم من قَالَ ذَلِك فِي عُمُوم المقدرات وَقد حكى نَحْو هَذَا القَوْل عَن عَمْرو بن عبيد وَأَمْثَاله وَقد قيل إِنَّه رَجَعَ عَن ذَلِك قبل إِنْكَاره لِأَن كَون تبت يدا أبي لَهب وَتب [سُورَة المسد 1] وذَرْنِي وَمن خلقت