المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[قول أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري] - اجتماع الجيوش الإسلامية - ت المعتق - جـ ٢

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌[مُقَدِّمَةٌ]

- ‌[أَقْسَامُ النِّعْمَةِ]

- ‌[النِّعْمَةُ الْمُطْلَقَةُ]

- ‌[النِّعْمَةُ الْمُقَيَّدَةُ]

- ‌ بَيَانِ مَنْزِلَةِ السُّنَّةِ

- ‌[بَيَانُ مَنْزِلَةِ صَاحِبِ السُّنَّةِ وَصَاحِبِ الْبِدْعَةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي أَنَّ الْخَارِجِينَ عَنْ طَاعَةِ الرُّسُلِ يَتَقَلَّبُونَ فِي الظُّلُمَاتِ وَأَنَّ أَتْبَاعَهُمْ يَتَقَلَّبُونَ فِي عَشَرَةِ أَنْوَارٍ]

- ‌[فَصْلٌ فِي ذِكْرِ الْأَنْوَارِ وَفِيهِ فَوَائِدُ جَلِيلَةٌ]

- ‌[فَصْلٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى (مَثَلُ نُورِهِ. .) . الْآيَةَ]

- ‌[أَقْسَامُ النَّاسِ بِالنِّسْبَةِ لِمَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الْقِسْمُ الْأَوَّلِ أَهْلُ الْهُدَى وَالْبَصَائِرِ]

- ‌[فَصْلٌ الْقِسْمُ الثَّانِي أَهْلُ الْجَهْلِ وَالظُّلْمِ] [

- ‌أَهْلُ الْجَهْلِ الْمُرَكَّبِ]

- ‌[أَصْحَابُ الظُّلُمَاتِ]

- ‌[فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: (فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ. . .) الْآيَةَ]

- ‌[مَطْلَبٌ فِي بَحْثِ كَادَ]

- ‌[فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا. . .) الْآيَةَ]

- ‌[فَصْلٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ. . .} [البقرة: 19] الْآيَةَ]

- ‌[أَقْسَامُ النَّاسِ فِي الْهُدَى الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الْقِسْمُ الْأَوَّلِ قَبِلُوهُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا]

- ‌[فَصْلٌ الْقِسْمُ الثَّانِي مَنْ رَدَّهُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا وَكَفَرَ بِهِ وَلَمْ يَرْفَعْ بِهِ رَأْسًا]

- ‌[فَصْلٌ الْقِسْمُ الثَّالِثُ مِنْ أَقْسَامِ النَّاسِ فِي الْهُدَى الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ قَبِلُوا مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم وَآمَنُوا بِهِ ظَاهِرًا وَجَحَدُوهُ وَكَفَرُوا بِهِ بَاطِنًا]

- ‌[الْقِسْمُ الرَّابِعِ مِنْ أَقْسَامِ النَّاسِ فِي الْهُدَى الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ يَكْتُمُونَ إِيمَانَهُمْ وَلَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ إِظْهَارِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي بَيَانِ الْحِكَمِ الَّتِي اشْتَمَلَ عَلَيْهَا الْمَثَلَانِ الْمُتَقَدِّمَانِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي التَّوْحِيدَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَيْهِمَا مَدَارُ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى]

- ‌[الرَّدُّ عَلَى الْمَلَاحِدَةِ وَالْمُعَطِّلَةِ]

- ‌[إِثْبَاتُ اسْتِوَاءِ اللَّهِ عَلَى عَرْشِهِ بِالْكِتَابِ]

- ‌[إِثْبَاتُ اسْتِوَاءِ اللَّهِ عَلَى عَرْشِهِ بِالسُّنَّةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَا حُفِظَ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالتَّابِعِينَ وَالْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ ذَلِكَ]

- ‌[مَا حُفِظَ عَنْ أَصْحَابِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ رضي الله عنه]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما]

- ‌[قَوْلُ عَائِشَةَ رضي الله عنها]

- ‌[قَوْلُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها]

- ‌[قَوْلُ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه]

- ‌[قَوْلُ الصَّحَابَةِ كُلِّهِمْ رضي الله عنهم]

- ‌[ذِكْرُ أَقْوَالِ التَّابِعِينَ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ مَسْرُوقٌ رحمه الله]

- ‌[قَوْلُ عِكْرِمَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ قَتَادَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ كَعْبِ الْأَحْبَارِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ مُقَاتِلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الضَّحَّاكِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ التَّابِعِينَ جُمْلَةٌ]

- ‌[قَوْلُ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ رحمه الله شَيْخِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْكَوَّا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ تَابِعِ التَّابِعِينَ جُمْلَةً رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ رحمه الله]

- ‌[قَوْلُ الْأَوْزَاعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[ذِكْرُ أَقْوَالِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ دَارِ الْهِجْرَةِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ أَئِمَّةِ أَصْحَابِ مَالِكٍ مِنْ بَعْدِهِ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ أَبِي عَمْرٍو الطَّلَمَنْكِيِّ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ بُخَارِيِّ الْغَرْبِ الْإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ إِمَامِ السُّنَّةِ فِي زَمَانِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ الْإِمَامِ مَالِكٍ الصَّغِيرِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ الْقَيْرَوَانِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْهِبٍ الْمَالِكِيِّ شَارِحِ رِسَالَةِ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ مِنَ الْمَشْهُورِينَ فِي الْفِقْهِ وَالسُّنَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي الْقَاسِمِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ رحمه الله]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى الْمَالِكِيِّ الْمَشْهُورِ بِابْنِ أَبِي زَمَنِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الْقَاضِي عَبْدِ الْوَهَّابِ إِمَامِ الْمَالِكِيَّةِ بِالْعِرَاقِ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ]

- ‌[قَوْلُ صَاحِبِهِ إِمَامِ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى الْمُزَنِيِّ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ سُرَيْجٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ حُجَّةِ الْإِسْلَامِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الشَّافِعِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْحَدَّادِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ التَّيْمِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الشَّهْرُزُودِيِّ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ الْإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ سَوْرَةَ التَّمِيمِيِّ]

- ‌[قَوْلُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ الْأَنْصَارِيِّ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي الْحُسَيْنِ الْعُمْرَانِيِّ]

- ‌[ذِكْرُ أَقْوَالِ جَمَاعَةٍ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ مِمَّنْ يُقْتَدَى بِأَقْوَالِهِمْ سِوَى مَنْ تَقَدَّمَ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْهَبٍ الْمَالِكِيِّ]

- ‌[قَوْلُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ مُوَفَّقِ الدِّينِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيِّ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ أَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ الْإِسْفَرَايِينِيِّ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ الْأَئِمَّةِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ سَعْدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيِّ صَرَّحَ بِالْفَوْقِيَّةِ بِالذَّاتِ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي الْقَاسِمِ الطَّبَرِيِّ اللَّالَكَائِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ مُحْيِي السُّنَّةِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَسْعُودٍ الْبَغَوِيِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ]

- ‌[فَصْلٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَأَصْحَابِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[أَقْوَالُ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ الَّذِينَ رَفَعَ اللَّهُ مَنَازِلَهُمْ فِي الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ إِمَامِهِمْ وَشَيْخِهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ إِمَامِ الشَّامِ فِي وَقْتِهِ أَبِي عُمَرَ الْأَوْزَاعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ إِمَامِ أَهْلِ الدُّنْيَا فِي وَقْتِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ إِمَامِ وَقْتِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ]

- ‌[قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ الضُّبَعِيِّ]

- ‌[قَوْلُ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ]

- ‌[قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ شَيْخِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ أَحَدِ شُيُوخِ النَّبِيلِ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ يَحْيَى الْكِنَانِيِّ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيِّ]

- ‌[قَوْلُ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحَافِظِ أَبِي مَعْمَرِ الْقُطَيْعِيِّ]

- ‌[قَوْلُ بِشْرِ بْنِ الْوَلِيدِ وَأَبِي يُوسُفَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الطَّحَاوِيِّ رحمه الله]

- ‌[قَوْلُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ خَالِدِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَبِي مُعَاذٍ الْبَلْخِيِّ أَحَدِ الْأَئِمَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ إِمَامِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ، نَظِيرِ أَحْمَدَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ حَافِظِ الْإِسْلَامِ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ حَافِظِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَشَيْخِ الْأَئِمَّةِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ الدَّارِمِيِّ رحمه الله]

- ‌[قَوْلُ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْوَرَّاقُ]

- ‌[قَوْلُ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ إِمَامَيْ أَهْلِ الْحَدِيثِ أَبِي زُرْعَةَ وَأَبِي حَاتِمٍ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ حَرْبٍ الْكِرْمَانِيِّ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ أَهْلِ الْحَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ]

- ‌[قَوْلُ سُنَيْدِ بْنِ دَاوُدَ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ رحمه الله]

- ‌[قَوْلُ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ]

- ‌[قَوْلُ حَمَّادِ بْنِ هَنَّادٍ الْبُوشْنَجِيِّ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ الْآجُرِّيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحَافِظِ أَبِي الشَّيْخِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ الْأَصْبِهَانِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحَافِظِ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى السَّاجِيِّ إِمَامِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ]

- ‌[ذِكْرُ مَا حَكَاهُ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ عَنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيِّ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيِّ إِمَامِ الْحَنَفِيَّةِ]

- ‌[قَوْلُ أَئِمَّةِ التَّفْسِيرِ] [

- ‌قَوْلُ إِمَامِهِمْ تُرْجُمَانِ الْقُرْآنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودِ رضي الله عنه]

- ‌[قَوْلُ مُجَاهِدٍ وَأَبِي الْعَالِيَةِ]

- ‌[قَوْلُ قَتَادَةَ]

- ‌[قَوْلُ عِكْرِمَةَ]

- ‌[قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ]

- ‌[قَوْلُ الضَّحَّاكِ]

- ‌[قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبِ الْقُرَظِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ مَسْرُوقٍ]

- ‌[قَوْلُ مُقَاتِلٍ]

- ‌[قَوْلُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ]

- ‌[قَوْلُ كَعْبِ الْأَحْبَارِ]

- ‌[قَوْلُ بِشْرِ بْنِ عُمَرَ شَيْخِ إِسْحَاقَ]

- ‌[قَوْلُ نَوْفٍ الَبِكَالِيِّ]

- ‌[قَوْلُ يَحْيَى بْنِ رَافِعٍ]

- ‌[قَوْلُ عَبَّاسٍ الْعَمِّيِّ]

- ‌[قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْإِمَامِ فِي الْحَدِيثِ وَالتَّفْسِيرِ وَالْمَغَازِي]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَسْعُودٍ الْبَغَوِيِّ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُرْطُبِيِّ الْمَالِكِيِّ صَاحِبِ التَّفْسِيرِ الْمَشْهُورِ]

- ‌[أَقْوَالُ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ الَّذِينَ يُحْتَجُّ بِقَوْلِهِمْ] [

- ‌ذِكْرُ قَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى]

- ‌[قَوْلُ يَحْيَى بْنِ زِيَادٍ الْفَرَّاءِ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٍ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ شَيْخِ سِيبَوَيْهِ]

- ‌[قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ النَّحْوِيِّ الْمَعْرُوفِ بِنِفْطَوَيْهِ]

- ‌[قَوْلُ الْأَخْفَشِ]

- ‌[أَقْوَالُ الزُّهَّادِ وَالصُّوفِيَّةِ أَهْلِ الْإِتْبَاعِ وَسَلَفِهِمْ] [

- ‌قَوْلُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ شَيْخِ الزُّهَّادِ]

- ‌[قَوْلُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ]

- ‌[قَوْلُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ]

- ‌[قَوْلُ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ]

- ‌[قَوْلُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ]

- ‌[قَوْلُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ]

- ‌[قَوْلُ يَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ الرَّازِيِّ]

- ‌[قَوْلُ عَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ الْخَوَّاصِّ]

- ‌[قَوْلُ بِشْرٍ الْحَافِيِّ]

- ‌[قَوْلُ ذِي النُّونِ الْمِصْرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدٍ الْمُحَاسِبِيِّ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ الصُّوفِيَّةِ فِي وَقْتِهِ الْإِمَامُ الْعَارِفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْمَكِّيُّ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِيِّ الصُّوفِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ الْعَارِفِ مَعْمَرِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الشَّيْخِ الْإِمَامِ الْعَارِفِ قُدْوَةِ الْعَارِفِينَ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيلَانِيِّ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَفِيفِ الشِّيرَازِيِّ]

- ‌[قَوْلُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ]

- ‌[قَوْلُ شَيْخِ الصُّوفِيَّةِ وَالْمُحَدِّثِينَ أَبِي نُعَيْمٍ صَاحِبِ كِتَابِ حِلْيَةِ الْأَوْلِيَاءِ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ يَحْيَى بْنِ عَمَّارٍ السِّجْزِيِّ]

- ‌[قَوْلُ عُتْبَةَ الْغُلَامِ]

- ‌[أَقْوَالُ الشَّارِحِينَ لِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى]

- ‌[قَوْلُ الْقُرْطُبِيِّ فِي شَرْحِهِ]

- ‌[أَقْوَالُ أَئِمَّةِ الْكَلَامِ مِنْ أَهْلِ الْإِثْبَاتِ الْمُخَالِفِينَ لِلْجَهْمِيَّةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَالْمُعَطِّلَةِ] [

- ‌قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كِلَابٍ إِمَامِ الطَّائِفَةِ الْكِلَابِيَّةِ]

- ‌[قَوْلُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَشْعَرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْقَاضِي أَبِي بَكْرِ بْنِ الطَّيِّبِ الْبَاقِلَّانِيِّ الْأَشْعَرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِيِّ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ الْإِمَامِ فَخْرِ الدِّينِ الرَّازِيِّ]

- ‌[قَوْلُ مُتَكَلِّمِ السُّنَّةِ إِمَامِ الصُّوفِيَّةِ فِي وَقْتِهِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُظَفَّرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ شُعَرَاءِ الْإِسْلَامِ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ]

- ‌[قَوْلُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ]

- ‌[قَوْلُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ]

- ‌[قَوْلُ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ الْعَامِرِيِّ الشَّاعِرِ]

- ‌[ذِكْرُ مَا أَنْشَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم مِنْ شَعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ]

- ‌[ذِكْرُ الْقَصِيدَةِ الَّتِي أَنْشَدَهَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ فُلَانٍ التِّرْمِذِيُّ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي مَحْبِسِهِ]

- ‌[قَوْلُ حَسَّانَ السُّنَّةِ فِي وَقْتِهِ يَحْيَى بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْصُورٍ الصَّرْصَرِيِّ الْأَنْصَارِيِّ]

- ‌[ذِكْرُ أَقْوَالِ الْفَلَاسِفَةِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْحُكَمَاءِ الْأَوَّلِينَ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ الْجِنِّ الْمُؤْمِنِينَ الْمُثْبِتِينَ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ النَّمْلِ]

الفصل: ‌[قول أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري]

أَصْحَابِهِ كَأَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُجَاهِدِ، وَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ، مُتَّفِقُونَ عَلَى إِثْبَاتِ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةِ الَّتِي ذُكِرَتْ فِي الْقُرْآنِ كَالِاسْتِوَاءِ وَالْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ، وَإِبْطَالِ تَأْوِيلِهَا وَلَيْسَ لِلْأَشْعَرِيِّ فِي ذَلِكَ قَوْلَانِ أَصْلًا، وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ فِي ذَلِكَ قَوْلَيْنِ، وَلَكِنْ لِأَتْبَاعِهِ قَوْلَانِ فِي ذَلِكَ وَلِأَبِي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيِّ فِي تَأْوِيلِهَا قَوْلَانِ: أَوَّلُهَا فِي الْإِرْشَادِ وَرَجَعَ عَنِ التَّأْوِيلِ فِي الرِّسَالَةِ النَّظَّامِيَّةِ وَحَرَّمَهُ وَنَقَلَ إِجْمَاعَ السَّلَفِ عَلَى تَحْرِيمِهِ وَأَنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِبٍ وَلَا جَائِزٍ.

[قَوْلُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَشْعَرِيِّ]

(قَوْلُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَشْعَرِيِّ) إِمَامِ الطَّائِفَةِ الْأَشْعَرِيَّةِ، نَذْكُرُ كَلَامَهُ فِيمَا وَقَفْنَا عَلَيْهِ مِنْ كُتُبِهِ كَالْمُوجَزِ وَالْإِبَانَةِ وَالْمَقَالَاتِ وَمَا نَقَلَهُ عَنْهُ أَعْظَمُ النَّاسِ انْتِصَارًا لَهُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرَ فِي الْكِتَابِ الَّذِي سَمَّاهُ تَبْيِينُ كَذِبِ الْمُفْتَرِي فِيمَا نُسِبَ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ. ذَكَرَ قَوْلَهُ فِي كِتَابِ الْإِبَانَةِ فِي أُصُولِ الدِّيَانَةِ، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ

ص: 286

عَسَاكِرَ: إِذَا كَانَ أَبُو الْحَسَنِ مُسْتَصْوَبَ الْمَذْهَبِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْمَعْرِفَةِ وَالِانْتِقَادِ يُوَافِقُهُ فِي أَكْثَرِ مَا يَذْهَبُ إِلَيْهِ أَكَابِرُ الْعِبَادِ وَلَا يَقْدَحُ فِي مُعْتَقَدِهِ غَيْرُ أَهْلِ الْجَهْلِ وَالْعِنَادِ فَلَابُدَّ أَنْ نَحْكِيَ عَنْهُ مُعْتَقَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ بِالْأَمَانَةِ وَنَجْتَنِبُ أَنْ نَزِيدَ فِيهِ أَوْ نُنْقِصَ مِنْهُ تَرْكًا لِلْخِيَانَةِ ; لِتُعْلَمَ حَقِيقَةُ حَالِهِ فِي صِحَّةِ عَقِيدَتِهِ فِي أُصُولِ الدِّيَانَةِ فَاسْمَعْ مَا ذَكَرَهُ فِي (أَوَّلِ) كِتَابِهِ الَّذِي سَمَّاهُ (الْإِبَانَةُ) فَإِنَّهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَحَدِ الْوَاحِدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِدِ الْمُتَفَرِّدِ بِالتَّوْحِيدِ الْمُتَمَجِّدِ بِالتَّمْجِيدِ الَّذِي لَا تَبْلُغُهُ صِفَاتُ الْعَبِيدِ وَلَيْسَ لَهُ مِثْلٌ وَلَا نَدِيدٌ وَهُوَ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ جَلَّ عَنِ اتِّخَاذِ الصَّاحِبَةِ وَالْأَبْنَاءِ وَتَقَدَّسَ عَنْ مُلَامَسَةِ النِّسَاءِ، فَلَيْسَ لَهُ عِزَّةٌ تُنَالُ وَلَا حَدٌّ تُضْرَبُ فِيهِ الْأَمْثَالُ، لَمْ يَزَلْ بِصِفَاتِهِ أَوَّلًا قَدِيرًا وَلَا يَزَالُ عَالِمًا خَبِيرًا، سَبَقَ الْأَشْيَاءَ عَلِمُهُ وَنَفَذَتْ فِيهَا إِرَادَتُهُ فَلَمْ تَعْزُبْ عَنْهُ خِفْيَاتُ الْأُمُورِ وَلَمْ يُغَيِّرْهُ سَوَالِفُ صُرُوفِ الدُّهُورِ، وَلَمْ يَلْحَقْهُ فِي خَلْقِ شَيْءٍ مِمَّا خَلَقَ كَلَالٌ وَلَا تَعَبٌ وَلَا مَسَّهُ لُغُوبٌ وَلَا نَصَبٌ، خَلَقَ الْأَشْيَاءَ بِقُدْرَتِهِ وَدَبَّرَهَا بِمَشِيئَتِهِ وَقَهَرَهَا بِجَبَرُوتِهِ وَذَلَّلَهَا بِعِزَّتِهِ فَذَلَّ لِعَظَمَتِهِ الْمُتَكَبِّرُونَ وَاسْتَكَانَ لِعِظَمِ رُبُوبِيَّتِهِ الْمُتَعَظِّمُونَ، وَانْقَطَعَ دُونَ الرُّسُوخِ فِي عِلْمِهِ الْمُمْتَرُونَ، وَذَلَّتْ لَهُ الرِّقَابُ وَحَارَتْ فِي مَلَكُوتِهِ فِطَنُ ذَوِي الْأَلْبَابِ وَقَامَتْ بِكَلِمَتِهِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَاسْتَقَرَّتِ الْأَرْضُ الْمِهَادُ وَثَبَتَتِ الْجِبَالُ الرَّوَاسِي وَجَرَتِ الرِّيَاحُ اللَّوَاقِحُ وَسَارَ فِي جَوِّ السَّمَاءِ السَّحَابُ وَقَامَتْ عَلَى حُدُودِهَا الْبِحَارُ وَهُوَ إِلَهٌ قَاهِرٌ يَخْضَعُ لَهُ الْمُعْتَزُّونَ وَيَخْشَعُ لَهُ الْمُتَرَفِّعُونَ وَتُطِيعُ طَوْعًا وَكَرْهًا لَهُ الْعَالِمُونَ، نَحْمَدُهُ كَمَا حَمِدَ نَفْسَهُ وَكَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَمُسْتَحِقُّهُ وَنَسْتَعِينُهُ اسْتِعَانَةَ مَنْ فَوَّضَ إِلَيْهِ أَمَرَهُ وَأَقَرَّ أَنَّهُ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ اسْتِغْفَارَ مُقِرٍّ بِذَنْبِهِ مُعْتَرِفٍ بِخَطِيئَتِهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِقْرَارًا بِوَحْدَانِيَّتِهِ وَإِخْلَاصًا لِرُبُوبِيَّتِهِ وَأَنَّهُ الْعَالِمُ بِمَا تُبْطِنُهُ الضَّمَائِرُ وَتَنْطَوِي عَلَيْهِ السَّرَائِرُ وَمَا تُخْفِيهِ النُّفُوسُ وَمَا تُخَزِّنُ الْبِحَارُ وَمَا

ص: 287

تُوَارِي الْأَسْرَابُ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ، وَسَاقَ خُطْبَةً طَوِيلَةً بَيَّنَ فِيهَا مُخَالَفَةَ الْمُعْتَزِلَةِ لِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ إِلَى أَنْ قَالَ فِيهَا: وَدَافَعُوا أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ وَجْهٌ مَعَ قَوْلِهِ: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] وَأَنْكَرُوا أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ يَدَانِ مَعَ قَوْلِهِ: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] وَأَنْكَرُوا أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ عَيْنَانِ مَعَ قَوْلِهِ: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14] وَكَقَوْلِهِ: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39] وَنَفَوْا مَا رُوِيَ عَنْهُ صلى الله عليه وآله وسلم مِنْ قَوْلِهِ: «إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ " كُلَّ لَيْلَةٍ " إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا» . . . إِلَخْ وَأَنَا ذَاكِرٌ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بَابًا بَابًا وَبِهِ الْمَعُونَةُ وَالتَّأْيِيدُ وَمِنْهُ التَّوْفِيقُ وَالتَّسْدِيدُ. (فَإِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ) قَدْ أَنْكَرْتُمْ قَوْلَ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْقَدَرِيَّةِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَالْحَرُورِيَّةِ وَالرَّافِضَةِ وَالْمُرْجِئَةِ فَعَرِّفُونَا قَوْلَكُمُ الَّذِي بِهِ

ص: 288

تَقُولُونَ؟ وَدِيَانَتَكُمُ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ؟ قِيلَ لَهُ: قَوْلُنَا الَّذِي بِهِ نَقُولُ وَدِيَانَتُنَا الَّتِي بِهَا نَدِينُ الْتَمَسَكُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَمَا رُوِيَ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَأَئِمَّةِ الْحَدِيثِ وَنَحْنُ بِذَلِكَ مُعْتَصِمُونَ وَبِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ نَضَّرَ اللَّهُ وَجْهَهُ وَرَفَعَ دَرَجَتَهُ وَأَجْزَلَ مَثُوبَتَهُ قَائِلُونَ وَلِمَنْ خَالَفَهُ مُخَالِفُونَ ; لِأَنَّهُ الْإِمَامُ الْفَاضِلُ وَالرَّئِيسُ الْكَامِلُ الَّذِي أَبَانَ اللَّهُ بِهِ الْحَقَّ عِنْدَ ظُهُورِ الضَّلَالِ وَأَوْضَحَ بِهِ الْمِنْهَاجَ وَقَمَعَ بِهِ بِدَعَ الْمُبْتَدِعِينَ وَزَيْغَ الزَّائِغَيْنِ وَشَكَّ الشَّاكِّينَ، فَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ مِنْ إِمَامٍ مُقَدَّمٍ وَكَبِيرٍ مُفَهَّمٍ وَعَلَى جَمِيعِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ. وَجُمْلَةُ قَوْلِنَا أَنَّا نُقِرُّ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَا نَرُدُّ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا وَأَنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالى إِلَهٌ وَاحِدٌ. أَحَدٌ فَرْدٌ صَمَدٌ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. . وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ " وَأَنَّ " السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] وَأَنَّ لَهُ وَجْهًا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] وَأَنَّ لَهُ يَدَيْنِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64] وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] وَأَنَّ لَهُ عَيْنَيْنِ بِلَا كَيْفٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14] وَأَنَّ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اسْمَ اللَّهِ غَيْرُهُ كَانَ ضَالًّا، وَأَنْ لِلَّهِ عِلْمًا كَمَا قَالَ تَعَالَى:{أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} [النساء: 166] وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ} [فاطر: 11] وَنَثْبِتُ لِلَّهِ قُوَّةً كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} [فصلت: 15] وَنُثْبِتُ لِلَّهِ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ، وَلَا نَنْفِي ذَلِكَ كَمَا

ص: 289

نَفَتْهُ الْمُعْتَزِلَةُ وَالْجَهْمِيَّةُ وَالْخَوَارِجُ وَنَقُولُ: إِنَّ (الْقُرْآنَ) كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَأَنَّهُ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ قَالَ لَهُ: كُنْ فَيَكُونُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل: 40] وَأَنَّهُ لَا يَكُونُ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَأَنَّ الْأَشْيَاءَ تَكُونُ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَأَنَّ أَحَدًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَفْعَلَهُ اللَّهُ وَلَا يَسْتَغْنِيَ عَنِ اللَّهِ، وَلَا نَقْدِرُ عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ، وَأَنَّهُ لَا خَالِقَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ أَعْمَالَ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ لِلَّهِ مَقْدُورَةٌ (لَهُ) كَمَا قَالَ تَعَالَى:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96] وَأَنَّ الْعِبَادَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَخْلُقُوا شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} [فاطر: 3] وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: {لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [النحل: 20] وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ} [النحل: 17] الْآيَةَ، وَكَمَا قَالَ تَعَالَى:{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ - أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [الطور: 35 - 36] وَهَذَا فِي كِتَابِ اللَّهِ كَثِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ وَفَّقَ الْمُؤْمِنِينَ لِطَاعَتِهِ وَلَطَفَ بِهِمْ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَأَصْلَحَهُمْ وَهَدَاهُمْ وَأَضَلَّ الْكَافِرِينَ وَلَمْ يَهْدِهِمْ وَلَمْ يَلْطُفْ بِهِمْ بِالْإِيمَانِ كَمَا زَعَمَ أَهْلُ الزَّيْغِ وَالطُّغْيَانِ وَلَوْ لَطَفَ بِهِمْ وَأَصْلَحَ لَكَانُوا صَالِحِينَ وَلَوْ هَدَاهُمْ لَكَانُوا مُهْتَدِينَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 178] وَأَنَّ اللَّهَ يَقْدِرُ أَنْ يُصْلِحَ الْكَافِرِينَ وَيَلْطُفَ بِهِمْ

ص: 290

حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونُوا كَافِرِينَ كَمَا عَلِمَ، وَأَنَّهُ خَذَلَهُمْ وَطَبَعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ، وَأَنَّا نُؤْمِنُ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ، خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، حُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَنَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَنَا لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَنَا وَمَا أَخْطَأْنَا لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَنَا، وَأَنَّا لَا نَمْلِكُ لِأَنْفُسِنَا نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ، وَإِنَّا نُلْجِئُ أُمُورَنَا إِلَى اللَّهِ وَنُثْبِتُ الْحَاجَةَ وَالْفَقْرَ فِي كُلِّ وَقْتٍ إِلَيْهِ وَنَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَأَنَّ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ كَانَ كَافِرًا، وَنَدِينُ بِأَنَّ اللَّهُ يُرَى بِالْأَبْصَارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا يُرَى الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَيَرَاهُ الْمُؤْمِنُونَ كَمَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَاتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وَنَقُولُ إِنَّ الْكَافِرِينَ إِذَا رَآهُ الْمُؤْمِنُونَ عَنْهُ مَحْجُوبُونَ كَمَا قَالَ تَعَالَى:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] وَأَنَّ مُوسَى عليه السلام سَأَلَ اللَّهَ عز وجل الرُّؤْيَةَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَّ اللَّهَ تَجَلَّى لِلْجَبَلِ فَجَعَلَهُ دَكًّا {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف: 143] وَأَعْلَمَ بِذَلِكَ مُوسَى أَنَّهُ لَا يَرَاهُ فِي الدُّنْيَا، وَنَرَى أَنْ لَا نُكَفِّرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ بِذَنْبٍ يَرْتَكِبُهُ كَالزِّنَا وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ كَمَا دَانَتْ بِذَلِكَ الْخَوَارِجُ وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ بِذَلِكَ كَافِرُونَ، وَنَقُولُ: إِنَّ مَنْ عَمِلَ كَبِيرَةً مِنَ الْكَبَائِرِ " كَالزِّنَا وَالسَّرِقَةِ " وَمَا أَشْبَهَهَا مُسْتَحِلًّا لَهَا كَانَ كَافِرًا إِذَا كَانَ غَيْرَ مُعْتَقِدٍ لِتَحْرِيمِهَا وَنَقُولُ: إِنَّ الْإِسْلَامَ أَوْسَعُ مِنَ الْإِيمَانِ وَلَيْسَ كُلُّ إِسْلَامٍ إِيمَانًا، وَنَدِينُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُقَلِّبُ الْقُلُوبَ وَأَنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ وَأَنَّهُ يَضَعُ السَّمَاوَاتِ عَلَى أُصْبُعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى أُصْبُعٍ كَمَا جَاءَتِ الرِّوَايَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَنِدِينُ بِأَنْ لَا نُنْزِلَ أَحَدًا مِنَ

ص: 291

الْمُوَحِّدِينَ الْمُتَمَسِّكِينَ بِالْإِيمَانِ جَنَّةً وَلَا نَارًا إِلَّا مَنْ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِالْجَنَّةِ وَنَرْجُو الْجَنَّةَ لِلْمُذْنِبِينَ وَنَخَافُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُونُوا مِنْ أَهْلِ النَّارِ مُعَذَّبِينَ، وَنَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُخْرِجُ مِنَ النَّارِ قَوْمًا بَعْدَمَا امْتَحَشُوا بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وَنُؤْمِنُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ وَنَقُولُ: إِنَّ الْحَوْضَ وَالْمِيزَانَ حَقٌّ وَالصِّرَاطَ حَقٌّ وَالْبَعْثَ بَعْدَ الْمَوْتِ حَقٌّ وَأَنَّ اللَّهَ يُوقِفُ الْعِبَادَ بِالْمَوْقِفِ وَيُحَاسِبُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَنُسَلِّمُ بِالرِّوَايَاتِ الصَّحِيحَةِ وَذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم الَّتِي رَوَاهَا الثِّقَاتُ عَدْلًا عَنْ عَدْلٍ حَتَّى تَنْتَهِيَ الرِّوَايَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَنَدِينُ بِحُبِّ السَّلَفِ الَّذِي اخْتَارَهُمُ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَنُثْنِي عَلَيْهِمْ بِمَا أَثْنَى اللَّهُ (بِهِ) عَلَيْهِمْ وَنَتَوَلَّاهُمْ (أَجْمَعِينَ) وَنَقُولُ: إِنَّ الْإِمَامَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَبُو بَكْرٍ، وَأَنَّ اللَّهَ أَعَزَّ بِهِ الدِّينَ وَأَظْهَرَهُ عَلَى الْمُرْتَدِّينَ وَقَدَّمَهُ الْمُسْلِمُونَ لِلْإِمَامَةِ كَمَا قَدَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لِلصَّلَاةِ ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ثُمَّ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ نَضَّرَ اللَّهُ وَجْهَهُ قَتَلَهُ قَاتِلُوهُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، فَهَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم خِلَافَتُهُمْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ، وَنَشْهَدُ لِلْعَشَرَةِ بِالْجَنَّةِ الَّذِينَ شَهِدَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِهَا، وَنَتَوَلَّى سَائِرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَنَكُفُّ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ وَنَدِينُ لِلَّهِ بِأَنَّ الْأَئِمَّةَ الْأَرْبَعَةَ (خُلَفَاءُ) رَاشِدُونَ مَهْدِيُّونَ فُضَلَاءُ لَا يُوَازِيهِمْ فِي الْفَضْلِ غَيْرُهُمْ، وَنُصَدِّقُ جَمِيعَ الرِّوَايَاتِ الَّتِي رَوَاهَا أَهْلُ النَّقْلِ مِنَ النُّزُولِ إِلَى

ص: 292

السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَأَنَّ الرَّبَّ تَعَالَى يَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ وَسَائِرُ مَا نَقَلُوهُ وَأَثْبَتُوهُ خِلَافًا لِمَا قَالَهُ أَهْلُ الزَّيْغِ وَالتَّعْطِيلِ، وَنُعَوِّلُ فِيمَا اخْتَلَفْنَا فِيهِ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ وَمَا كَانَ فِي مَعْنَاهُ وَلَا نَبْتَدِعُ فِي دِينِ اللَّهِ بِدْعَةً لَمْ يَأْذَنِ اللَّهُ بِهَا وَلَا نَقُولُ عَلَى اللَّهِ مَا لَا نَعْلَمُ وَنَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22] وَأَنَّ اللَّهَ يَقْرُبُ مِنْ عِبَادِهِ كَيْفَ شَاءَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16] وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى - فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 8 - 9] وَمِنْ دِينِنَا أَنْ نُصَلِّيَ الْجُمُعَةَ وَالْأَعْيَادَ وَسَائِرَ الصَّلَوَاتِ وَالْجَمَاعَاتِ خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ كَمَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي خَلَفَ الْحَجَّاجِ وَأَنَّ الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ " سُنَّةٌ " فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ خِلَافًا لِمَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ وَ (نَرَى) الدُّعَاءَ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ بِالصَّلَاحِ، وَالْإِقْرَارَ بِإِمَامَتِهِمْ وَتَضْلِيلَ مَنْ رَأَى الْخُرُوجَ عَلَيْهِمْ " إِذَا ظَهَرَ مِنْهُمْ تَرْكُ الِاسْتِقَامَةِ، وَنَدِينُ بِتَرْكِ الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ بِالسَّيْفِ " وَتَرْكِ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ وَنُقِرُّ بِخُرُوجِ الدَّجَّالِ كَمَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وَنُؤْمِنُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ وَمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ وَمُسَاءَلَتِهِمَا لِلْمَدْفُونِينَ فِي قُبُورِهِمْ، وَنُصَدِّقُ بِحَدِيثِ الْمِعْرَاجِ وَنُصَحِّحُ كَثِيرًا مِنَ الرُّؤْيَا فِي الْمَنَامِ " وَنُقِرُّ " أَنَّ لِذَلِكَ تَأْثِيرًا، وَنَرَى الصَّدَقَةَ عَنْ مَوْتَى الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ وَالدُّعَاءَ لَهُمْ وَنُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ يَنْفَعُهُمْ

ص: 293

بِذَلِكَ وَنُصَدِّقُ بِأَنَّ فِي الدُّنْيَا سَحَرَةً (وَسِحْرًا) وَأَنَّ السِّحْرَ كَائِنٌ مَوْجُودٌ فِي الدُّنْيَا، وَنَدِيْنُ بِالصَّلَاةِ عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ مُؤْمِنِهِمْ وَفَاجِرِهِمْ، وَنُوَارِثُهُمْ وَنُقِرُّ أَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مَخْلُوقَتَانِ وَأَنَّ مَنْ مَاتَ (أَوْ قُتِلَ) فَبِأَجَلِهِ مَاتَ أَوْ قُتِلَ. وَأَنَّ الْأَرْزَاقَ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عز وجل يَرْزُقُهَا (اللَّهُ) عِبَادَهُ حَلَالًا وَحَرَامًا، وَأَنَّ الشَّيْطَانَ يُوَسْوِسُ لِلْإِنْسَانِ وَيُشَكِّكُهُ وَيَتَخَبَّطُهُ خِلَافًا لِقَوْلِ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ كَمَا قَالَ اللَّهُ عز وجل:{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275] وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ - الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ - مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس: 4 - 6] وَنَقُولُ: إِنَّ الصَّالِحِينَ يَجُوزُ أَنْ يَخُصَّهُمُ اللَّهُ بِآيَاتٍ يُظْهِرُهَا عَلَيْهِمْ، وَقَوْلُنَا فِي أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ أَنَّ اللَّهَ يُؤَجِّجُ لَهُمْ نَارًا فِي الْآخِرَةِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُمُ: اقْتَحِمُوهَا كَمَا جَاءَتِ الرِّوَايَةُ بِذَلِكَ، وَنَدِينُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَعْلَمُ مَا الْعِبَادُ عَامِلُونَ وَإِلَى مَاهُمْ صَائِرُونَ وَأَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ وَمَا لَا يَكُونُ أَنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ وَبِطَاعَةِ الْأَئِمَّةِ وَنَصِيحَةِ الْمُسْلِمِينَ وَنَرَى مُفَارَقَةَ كُلِّ دَاعِيَةٍ إِلَى بِدْعَةٍ وَمُجَانَبَةَ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ، وَسَنَحْتَجُّ لِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ قَوْلِنَا وَمَا بَقِيَ مِنْهُ مِمَّا لَمْ نَذْكُرْهُ بَابًا بَابًا.

قُلْتُ: ثُمَّ ذَكَرَ الْأَبْوَابَ إِلَى أَنْ قَالَ: بَابُ " ذِكْرِ " الِاسْتِوَاءِ " عَلَى الْعَرْشِ " وَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: مَا تَقُولُونَ فِي الِاسْتِوَاءِ؟ قِيلَ لَهُ: " نَقُولُ ": إِنَّ اللَّهَ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] وَقَالَ تَعَالَى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]

ص: 294

وَقَالَ تَعَالَى: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: 158] وَقَالَ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ فِرْعَوْنَ: {يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ - أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} [غافر: 36 - 37] كَذَّبَ " فِرْعَوْنُ " مُوسَى فِي قَوْلِهِ: إِنَّ اللَّهَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ وَقَالَ اللَّهُ عز وجل: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ} [الملك: 16] فَالسَّمَاوَاتُ فَوْقَهَا الْعَرْشُ فَلَمَّا كَانَ الْعَرْشِ فَوْقَ " السَّمَاوَاتِ قَالَ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16] ; لِأَنَّهُ مُسْتَوٍ عَلَى الْعَرْشِ الَّذِي فَوْقَ " السَّمَاوَاتِ وَكَانَ كُلُّ مَا عَلَا فَهُوَ سَمَاءٌ " فَالْعَرْشُ أَعْلَى السَّمَاوَاتِ " وَلَيْسَ إِذَا قَالَ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16] يَعْنِي: جَمِيعَ السَّمَاوَاتِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ الْعَرْشَ الَّذِي هُوَ أَعْلَى السَّمَاوَاتِ؛ أَلَا تَرَى أَنَّهُ ذَكَرَ السَّمَاوَاتِ فَقَالَ:{وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا} [نوح: 16] وَلَمْ يُرِدْ أَنَّهُ يَمْلَأْهُنَّ جَمِيعًا. . . وَرَأَيْنَا الْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ إِذَا دَعَوْا نَحْوَ السَّمَاءِ ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُسْتَوٍ عَلَى الْعَرْشِ الَّذِي هُوَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ فَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ لَمْ يَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ نَحْوَ الْعَرْشِ. ثُمَّ قَالَ: وَمِنْ دُعَاءِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ إِذَا هُمْ رَغِبُوا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يَقُولُونَ: يَا سَاكِنَ الْعَرْشِ، وَمِنْ حَلِفِهِمْ يَقُولُونَ لَا وَالَّذِي احْتَجَبَ بِسَبْعٍ، وَقَدْ قَالَ قَائِلُونَ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَالْحَرُورِيَّةِ أَنَّ مَعْنَى اسْتَوَى: اسْتَوْلَى وَمَلَكَ وَقَهَرَ، وَأَنَّ اللَّهَ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَجَحَدُوا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَلَى عَرْشِهِ كَمَا قَالَ أَهْلُ الْحَقِّ: وَذَهَبُوا فِي الِاسْتِوَاءِ إِلَى الْقُدْرَةِ فَلَوْ كَانَ كَمَا قَالُوا: كَانَ لَا فَرْقَ بَيْنَ الْعَرْشِ وَالْأَرْضِ السَّابِعَةِ ; لِأَنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَالْأَرْضُ، فَاللَّهُ قَادِرٌ عَلَيْهَا وَعَلَى الْحُشُوشِ فَلَوْ كَانَ مُسْتَوِيًا عَلَى الْعَرْشِ بِمَعْنَى الِاسْتِيلَاءِ لَجَازَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ مُسْتَوٍ عَلَى الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا وَلَمْ يَجُزْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ مُسْتَوٍ عَلَى الْحُشُوشِ وَالْأَخْلِيَةِ فَبَطَلَ أَنْ يَكُونَ الِاسْتِوَاءُ عَلَى الْعَرْشِ الِاسْتِيلَاءُ، ثُمَّ بَسَطَ الْأَدِلَّةَ عَلَى هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْعَقْلِ وَلَوْلَا خَشْيَةُ الْإِطَالَةِ لَسُقْنَاهَا بِأَلْفَاظِهَا. وَقَالَ الْأَشْعَرِيُّ فِي كِتَابِ الْأَمَالِي " بَابُ الْقَوْلِ فِي الْأَمَاكِنِ زَعَمَتِ النَّجَّارِيَّةُ أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ مَكَانٍ عَلَى مَعْنَى الصُّنْعِ

ص: 295

وَالتَّدْبِيرِ، وَاخْتَلَفَ أَصْحَابُ الصِّفَاتِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كِلَابٍ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَزَلْ لَا فِي مَكَانٍ وَهُوَ الْيَوْمُ لَا فِي مَكَانٍ، وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ: إِنَّهُ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ بِمَعْنَى أَنَّهُ عَالٍ عَلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18] وَقَالَ تَعَالَى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] فَامْتَدَحَ نَفْسَهُ بِأَنَّهُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى بِمَعْنَى أَنَّهُ عَلَا عَلَيْهِ، وَعَلِمْنَا أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ عَالِيًا رَفِيعًا قَبْلَ خَلْقِ الْأَشْيَاءِ وَقَبْلَ خَلْقِ الْعَرْشِ الَّذِي هُوَ عَالٍ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ.

ذِكْرُ كَلَامِهِ فِي كِتَابِهِ الْكَبِيرِ فِي إِثْبَاتِ الصِّفَاتِ وَقَدْ ذَكَرَ تَرْجَمَةَ هَذَا الْكِتَابِ فِي كِتَابِهِ الَّذِي سَمَّاهُ الْعُمْدَةَ فِي الرُّؤْيَةِ، فَقَالَ: وَأَلَّفْنَا كِتَابًا كَبِيرًا فِي الصِّفَاتِ تَكَلَّمْنَا عَلَى أَصْنَافِ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ الْمُخَالِفِينَ لَنَا فِي نَفْيِهِمْ عِلْمَ اللَّهِ تَعَالَى وَقُدْرَتَهُ وَسَائِرَ صِفَاتِهِ، وَعَلَى أَبِي الْهُذَيْلِ وَمَعْمَرٍ، وَالنَّظَّامِ وَفِي فُنُونٍ كَثِيرَةٍ مِنْ فُنُونِ الصِّفَاتِ فِي إِثْبَاتِ الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ وَفِي إِثْبَاتِ اسْتِوَاءِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ عَلَى الْعَرْشِ ثُمَّ سَاقَ مَضْمُونَهُ، ذِكْرُ كَلَامِهِ فِي كِتَابِ جُمَلِ الْمَقَالَاتِ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِي الْعِزَّةِ وَالْإِفْضَالِ وَالْجُودِ وَالنَّوَالِ أَحْمَدُهُ عَلَى مَا خَصَّ وَعَمَّ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَسْتَعِينُهُ عَلَى أَدَاءِ فَرَائِضِهِ، وَأَسْأَلُهُ الصَّلَاةَ عَلَى خَاتَمِ رُسُلِهِ، أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّهُ لَابُدَّ لِمَنْ أَرَادَ مَعْرِفَةَ الدِّيَانَاتِ وَالتَّمَيِيزِ بَيْنَهَا مِنْ مَعْرِفَةِ الْمَذَاهِبِ وَالْمَقَالَاتِ وَرَأَيْتُ النَّاسَ فِي حِكَايَةِ مَا يَحْكُونَ مِنْ ذِكْرِ الْمَقَالَاتِ " وَيُصَنِّفُونَ " فِي النِّحَلِ وَالدِّيَانَاتِ مِنْ بَيْنِ مُقَصِّرٍ فِيمَا يَحْكِيهِ وَغَالِطٍ فِيمَا يُذْكُرُهُ مِنْ

ص: 296

قَوْلِ مُخَالِفِهِ، وَمِنْ بَيْنِ مُتَعَمِّدٍ الْكَذِبَ فِي الْحِكَايَةِ إِذَا أَرَادَ التَّشْنِيعَ عَلَى مَنْ يُخَالِفُهُ، وَمِنْ بَيْنِ تَارِكٍ التَّقَصِّي فِي رِوَايَتِهِ لِمَا يَرْوِيهِ مِنِ اخْتِلَافِ الْمُخْتَلِفِينَ، وَمِنْ بَيْنِ مَنْ يُضِيفُ إِلَى قَوْلِ مُخَالِفِيهِ مَا يَظُنُّ أَنَّ الْحُجَّةَ تُلْزِمُهُمْ بِهِ وَلَيْسَ هَذَا سَبِيلَ الرَّبَّانِيِّينَ وَلَا سَبِيلَ الْفَطَنَةِ الْمُمَيَّزِينَ فَحَدَانِي مَا رَأَيْتُ مِنْ ذَلِكَ عَلَى شَرْحِ مَا الْتُمِسَ شَرْحُهُ مِنْ أَمْرِ الْمَقَالَاتِ وَاخْتِصَارِ ذَلِكَ وَتَرْكِ الْإِطَالَةِ وَالْإِكْثَارِ وَأَنَا مُبْتَدِئٌ بِشَرْحٍ ذَلِكَ بِعَوْنِ اللَّهِ وَقُوَّتِهِ. وَسَاقَ حِكَايَةَ مَذَاهِبِ النَّاسِ إِلَى أَنْ قَالَ: هَذِهِ حِكَايَةُ جُمْلَةِ قَوْلِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِ السُّنَّةِ: جُمْلَةُ مَا عَلَيْهِ أَهْلُ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ الْإِقْرَارِ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَا يَرُدُّونَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا (وَأَنَّ) اللَّهَ إِلَهٌ وَاحِدٌ أَحَدٌ فَرْدٌ صَمَدٌ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَى عَرْشِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] وَأَنَّ اللَّهَ لَهُ يَدَيْنِ بِلَا كَيْفٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] وَقَالَ تَعَالَى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64] وَأَنَّ لَهُ عَيْنَيْنِ بِلَا كَيْفٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14] وَأَنَّ لَهُ وَجْهًا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] إِلَى أَنْ قَالَ: (وَيَقُولُونَ) إِنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَالْكَلَامُ فِي الْوَقْفِ وَاللَّفْظِ مَنْ قَالَ بِاللَّفْظِ أَوْ بِالْوَقْفِ فَهُوَ مُبْتَدَعٌ عِنْدَهُمْ، لَا يُقَالُ: اللَّفْظُ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ وَلَا يُقَالُ: غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ يُرَى بِالْأَبْصَارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا يُرَى الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ يَرَاهُ الْمُؤْمِنُونَ وَلَا يَرَاهُ الْكَافِرُونَ ; لِأَنَّهُمْ عَنِ اللَّهِ مَحْجُوبُونَ. وَأَنَّ مُوسَى سَأَلَ اللَّهَ الرُّؤْيَةَ فِي الدُّنْيَا

ص: 297

وَأَنَّ اللَّهَ تَجَلَّى لِلْجَبَلِ فَجَعَلَهُ دَكًّا فَأَعْلَمَهُ بِذَلِكَ أَنَّهُ لَا يُرَى فِي الدُّنْيَا ثُمَّ سَاقَ بَقِيَّةَ قَوْلِهِمْ.

وَقَالَ فِي هَذَا الْكِتَابِ: وَقَالَ أَهْلُ السُّنَّةِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ لَيْسَ بِجِسْمٍ وَلَا يُشْبِهُ الْأَشْيَاءَ وَأَنَّهُ عَلَى الْعَرْشِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] وَلَا نَتَقَدَّمُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فِي الْقَوْلِ بَلْ نَقُولُ: اسْتَوَى بِلَا كَيْفٍ، وَأَنَّهُ نُورٌ كَمَا قَالَ تَعَالَى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35] وَأَنَّ لَهُ وَجْهًا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] وَأَنَّ لَهُ يَدَيْنِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] وَأَنَّ لَهُ عَيْنَيْنِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14] وَأَنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هُوَ وَمَلَائِكَتُهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22] وَأَنَّهُ يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ، وَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا إِلَّا مَا وَجَدُوهُ فِي الْكِتَابِ أَوْ جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وَقَالَتِ الْمُعْتَزِلَةُ: إِنَّ اللَّهَ اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ بِمَعْنَى اسْتَوْلَى هَذَا نَصُّ كَلَامِهِ.

وَقَالَ فِي هَذَا الْكِتَابِ أَيْضًا: وَقَالَتِ الْمُعْتَزِلَةُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] يَعْنِي: اسْتَوْلَى، قَالَ: وَتَأَوَّلَتِ الْيَدَ بِمَعْنَى النِّعْمَةِ وَقَوْلِهِ: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14] أَيْ

ص: 298