الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[قَوْلُ إِمَامِ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ الْإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ سَوْرَةَ التَّمِيمِيِّ]
(قَوْلُ إِمَامِ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ) : الْإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ (مُحَمَّدِ) بْنِ مَحْمُودِ بْنِ سَوْرَةَ التَّمِيمِيِّ فَقِيهِ نَيْسَابُورَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْقَادِرِ الرُّهَاوِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ (بْنُ الْحُسَيْنِ) أَحْمَدُ الْحَافِظُ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْفَقِيهَ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مَحْمُودِ بْنِ سَوْرَةَ التَّمِيمِيَّ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ: لَا أُصَلِّي خَلْفَ مَنْ يُنْكِرُ الصِّفَاتِ، وَلَا خَلْفَ مَنْ يَقُولُ بِقَوْلِ أَهْلِ الْفَسَادِ، وَلَا خَلْفَ مَنْ لَمْ يُثْبِتِ الْقُرْآنَ فِي الْمُصْحَفِ، وَلَا يُثْبِتِ النُّبُوَّةَ قَبْلَ الْمَاءِ وَالطِّينِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَلَا يُقِرُّ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَوْقَ عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِلشَّيْخِ أَبِي الْمُظَفَّرِ السَمْعَانِيِّ بِنَيْسَابُورَ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ دَرَجَةُ الْإِيمَانِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَعَلَيْكَ بِمَذْهَبِ السَّلَفِ الصَّالِحِ وَإِيَّاكَ أَنْ تُدَاهِنَ فِي ثَلَاثٍ: مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ، وَمَسْأَلَةِ النُّبُوَّةِ، وَمَسْأَلَةِ اسْتِوَاءِ الرَّحْمَنِ عَلَى الْعَرْشِ، بِاسْتِدْلَالِ النَّصِّ مِنَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ الْمَأْثُورَةِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَكَاهُ الْحَافِظُ أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ اللَّهُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ فِي كِتَابِ إِثْبَاتِ الْعُلُوِّ لَهُ.
[قَوْلُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ الْأَنْصَارِيِّ]
(قَوْلُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ الْأَنْصَارِيِّ) : قُلْتُ: وَنَظِيرُ هَذِهِ الْمَسَائِلِ الثَّلَاثِ مَا حَكَاهُ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرِ الْمَقْدِسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أُمَيْرِجَةَ الْقَلَانِسِيَّ خَادِمَ شَيْخِ الْإِسْلَامِ
الْأَنْصَارِيِّ يَقُولُ: حَضَرْتُ مَعَ شَيْخِ الْإِسْلَامِ عِنْدَ الْوَزِيرِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطُّوسِيِّ - نِظَامِ الْمُلْكِ - وَكَانَ أَصْحَابُهُ كَلَّفُوهُ الْخُرُوجَ إِلَيْهِ وَذَلِكَ بَعْدَ الْمِحْنَةِ وَرُجُوعِهِ مِنْ بَلْخٍ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَكْرَمَهُ وَبَجَّلَهُ وَكَانَ فِي الْعَسْكَرِ أَئِمَّةٌ (مِنَ) الْفَرِيقَيْنِ فَاتَّفَقُوا جَمِيعًا عَلَى أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ بَيْنَ يَدَيِ الْوَزِيرِ يُعَنِّتُونَهُ بِهَا فَإِنْ أَجَابَ بِمَا يُجِيبُ بِهَرَاةَ سَقَطَ مِنْ عَيْنِ الْوَزِيرِ وَإِنْ لَمْ يَجِبْ سَقَطَ مِنْ عُيُونِ أَصْحَابِهِ وَأَهْلِ مَذْهَبِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ وَاسْتَقَرَّ بِهِ الْمَجْلِسُ انْتَدَبَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْجَمَاعَةِ فَقَالَ: يَأْذَنُ الشَّيْخُ الْإِمَامُ فِي أَنْ أَسْأَلَ مَسْأَلَةً فَقَالَ: سَلْ، فَقَالَ: لِمَ تَلْعَنُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيَّ؟ فَسَكَتَ وَأَطْرَقَ الْوَزِيرُ لِمَا عَلِمَ مِنْ جَوَابِهِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَاعَةٍ قَالَ لَهُ الْوَزِيرُ: أَجِبْهُ فَقَالَ: أَنَا لَا أَلْعَنُ الْأَشْعَرِيَّ وَإِنَّمَا أَلْعَنُ مَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ وَأَنَّ الْقُرْآنَ فِي الْمُصْحَفِ وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم الْيَوْمَ نَبِيٌّ ثُمَّ قَامَ وَانْصَرَفَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ مِنْ هَيْبَتِهِ وَصَوْلَتِهِ وَصَلَابَتِهِ. فَقَالَ الْوَزِيرُ لِلسَّائِلِ وَمَنْ مَعَهُ: هَذَا أَرَدْتُمْ، كُنَّا نَسْمَعُ أَنَّهُ يَذْكُرُ هَذَا بِهَرَاةَ فَاجْتَهَدْتُمْ حَتَّى سَمِعْنَاهُ بِآذَانِنَا وَمَا عَسَى أَنْ أَفْعَلَ بِهِ، ثُمَّ بَعَثَ خَلْفَهُ خِلَعًا وَصِلَةً فَلَمْ يَقْبَلْهَا وَخَرَجَ مِنْ فَوْرِهِ إِلَى هَرَاةَ. وَهَذَا الْقَوْلُ فِي النُّبُوَّةِ بِنَاءً عَلَى أَصْلِ الْجَهْمِيَّةِ وَأَفْرَاخِهِمْ: أَنَّ الرُّوحَ عَرَضٌ مِنْ أَعْرَاضِ الْبَدَنِ كَالْحَيَاةِ وَصِفَاتِ الْحَيِّ مَشْرُوطَةٌ بِهَا فَإِذَا زَالَتْ بِالْمَوْتِ تَبِعَتْهَا صِفَاتُهُ فَزَالَتْ بِزَوَالِهَا، وَلَجَأَ مُتَأَخَّرُوهُمْ مِنْ هَذَا الْإِلْزَامِ وَفَرُّوا إِلَى الْقَوْلِ بِحَيَاةِ الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام فِي قُبُورِهِمْ فَجَعَلُوا لَهُمْ مَعَادًا يَخْتَصُّ بِهِمْ قَبْلَ الْمَعَادِ الْأَكْبَرِ إِذْ لَمْ