المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[قول حسان السنة في وقته يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور الصرصري الأنصاري] - اجتماع الجيوش الإسلامية - ت المعتق - جـ ٢

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌[مُقَدِّمَةٌ]

- ‌[أَقْسَامُ النِّعْمَةِ]

- ‌[النِّعْمَةُ الْمُطْلَقَةُ]

- ‌[النِّعْمَةُ الْمُقَيَّدَةُ]

- ‌ بَيَانِ مَنْزِلَةِ السُّنَّةِ

- ‌[بَيَانُ مَنْزِلَةِ صَاحِبِ السُّنَّةِ وَصَاحِبِ الْبِدْعَةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي أَنَّ الْخَارِجِينَ عَنْ طَاعَةِ الرُّسُلِ يَتَقَلَّبُونَ فِي الظُّلُمَاتِ وَأَنَّ أَتْبَاعَهُمْ يَتَقَلَّبُونَ فِي عَشَرَةِ أَنْوَارٍ]

- ‌[فَصْلٌ فِي ذِكْرِ الْأَنْوَارِ وَفِيهِ فَوَائِدُ جَلِيلَةٌ]

- ‌[فَصْلٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى (مَثَلُ نُورِهِ. .) . الْآيَةَ]

- ‌[أَقْسَامُ النَّاسِ بِالنِّسْبَةِ لِمَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الْقِسْمُ الْأَوَّلِ أَهْلُ الْهُدَى وَالْبَصَائِرِ]

- ‌[فَصْلٌ الْقِسْمُ الثَّانِي أَهْلُ الْجَهْلِ وَالظُّلْمِ] [

- ‌أَهْلُ الْجَهْلِ الْمُرَكَّبِ]

- ‌[أَصْحَابُ الظُّلُمَاتِ]

- ‌[فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: (فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ. . .) الْآيَةَ]

- ‌[مَطْلَبٌ فِي بَحْثِ كَادَ]

- ‌[فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا. . .) الْآيَةَ]

- ‌[فَصْلٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ. . .} [البقرة: 19] الْآيَةَ]

- ‌[أَقْسَامُ النَّاسِ فِي الْهُدَى الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الْقِسْمُ الْأَوَّلِ قَبِلُوهُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا]

- ‌[فَصْلٌ الْقِسْمُ الثَّانِي مَنْ رَدَّهُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا وَكَفَرَ بِهِ وَلَمْ يَرْفَعْ بِهِ رَأْسًا]

- ‌[فَصْلٌ الْقِسْمُ الثَّالِثُ مِنْ أَقْسَامِ النَّاسِ فِي الْهُدَى الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ قَبِلُوا مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم وَآمَنُوا بِهِ ظَاهِرًا وَجَحَدُوهُ وَكَفَرُوا بِهِ بَاطِنًا]

- ‌[الْقِسْمُ الرَّابِعِ مِنْ أَقْسَامِ النَّاسِ فِي الْهُدَى الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ يَكْتُمُونَ إِيمَانَهُمْ وَلَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ إِظْهَارِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي بَيَانِ الْحِكَمِ الَّتِي اشْتَمَلَ عَلَيْهَا الْمَثَلَانِ الْمُتَقَدِّمَانِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي التَّوْحِيدَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَيْهِمَا مَدَارُ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى]

- ‌[الرَّدُّ عَلَى الْمَلَاحِدَةِ وَالْمُعَطِّلَةِ]

- ‌[إِثْبَاتُ اسْتِوَاءِ اللَّهِ عَلَى عَرْشِهِ بِالْكِتَابِ]

- ‌[إِثْبَاتُ اسْتِوَاءِ اللَّهِ عَلَى عَرْشِهِ بِالسُّنَّةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَا حُفِظَ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالتَّابِعِينَ وَالْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ ذَلِكَ]

- ‌[مَا حُفِظَ عَنْ أَصْحَابِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ رضي الله عنه]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما]

- ‌[قَوْلُ عَائِشَةَ رضي الله عنها]

- ‌[قَوْلُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها]

- ‌[قَوْلُ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه]

- ‌[قَوْلُ الصَّحَابَةِ كُلِّهِمْ رضي الله عنهم]

- ‌[ذِكْرُ أَقْوَالِ التَّابِعِينَ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ مَسْرُوقٌ رحمه الله]

- ‌[قَوْلُ عِكْرِمَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ قَتَادَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ كَعْبِ الْأَحْبَارِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ مُقَاتِلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الضَّحَّاكِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ التَّابِعِينَ جُمْلَةٌ]

- ‌[قَوْلُ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ رحمه الله شَيْخِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْكَوَّا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ تَابِعِ التَّابِعِينَ جُمْلَةً رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ رحمه الله]

- ‌[قَوْلُ الْأَوْزَاعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[ذِكْرُ أَقْوَالِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ دَارِ الْهِجْرَةِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ أَئِمَّةِ أَصْحَابِ مَالِكٍ مِنْ بَعْدِهِ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ أَبِي عَمْرٍو الطَّلَمَنْكِيِّ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ بُخَارِيِّ الْغَرْبِ الْإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ إِمَامِ السُّنَّةِ فِي زَمَانِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ الْإِمَامِ مَالِكٍ الصَّغِيرِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ الْقَيْرَوَانِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْهِبٍ الْمَالِكِيِّ شَارِحِ رِسَالَةِ ابْنِ أَبِي زَيْدٍ مِنَ الْمَشْهُورِينَ فِي الْفِقْهِ وَالسُّنَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي الْقَاسِمِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ رحمه الله]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى الْمَالِكِيِّ الْمَشْهُورِ بِابْنِ أَبِي زَمَنِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الْقَاضِي عَبْدِ الْوَهَّابِ إِمَامِ الْمَالِكِيَّةِ بِالْعِرَاقِ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ]

- ‌[قَوْلُ صَاحِبِهِ إِمَامِ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى الْمُزَنِيِّ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ سُرَيْجٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ حُجَّةِ الْإِسْلَامِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الشَّافِعِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْحَدَّادِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ التَّيْمِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الشَّهْرُزُودِيِّ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ الْإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ سَوْرَةَ التَّمِيمِيِّ]

- ‌[قَوْلُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ الْأَنْصَارِيِّ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي الْحُسَيْنِ الْعُمْرَانِيِّ]

- ‌[ذِكْرُ أَقْوَالِ جَمَاعَةٍ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ مِمَّنْ يُقْتَدَى بِأَقْوَالِهِمْ سِوَى مَنْ تَقَدَّمَ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْهَبٍ الْمَالِكِيِّ]

- ‌[قَوْلُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ مُوَفَّقِ الدِّينِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيِّ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ أَبِي حَامِدٍ أَحْمَدَ الْإِسْفَرَايِينِيِّ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ الْأَئِمَّةِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ الشَّافِعِيَّةِ فِي وَقْتِهِ سَعْدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيِّ صَرَّحَ بِالْفَوْقِيَّةِ بِالذَّاتِ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي الْقَاسِمِ الطَّبَرِيِّ اللَّالَكَائِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ مُحْيِي السُّنَّةِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَسْعُودٍ الْبَغَوِيِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ]

- ‌[فَصْلٌ فِي ذِكْرِ قَوْلِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَأَصْحَابِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[أَقْوَالُ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ الَّذِينَ رَفَعَ اللَّهُ مَنَازِلَهُمْ فِي الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ إِمَامِهِمْ وَشَيْخِهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ إِمَامِ الشَّامِ فِي وَقْتِهِ أَبِي عُمَرَ الْأَوْزَاعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ إِمَامِ أَهْلِ الدُّنْيَا فِي وَقْتِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ إِمَامِ وَقْتِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ]

- ‌[قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ الضُّبَعِيِّ]

- ‌[قَوْلُ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ]

- ‌[قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ شَيْخِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ أَحَدِ شُيُوخِ النَّبِيلِ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ يَحْيَى الْكِنَانِيِّ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيِّ]

- ‌[قَوْلُ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحَافِظِ أَبِي مَعْمَرِ الْقُطَيْعِيِّ]

- ‌[قَوْلُ بِشْرِ بْنِ الْوَلِيدِ وَأَبِي يُوسُفَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الطَّحَاوِيِّ رحمه الله]

- ‌[قَوْلُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ خَالِدِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَبِي مُعَاذٍ الْبَلْخِيِّ أَحَدِ الْأَئِمَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ إِمَامِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ، نَظِيرِ أَحْمَدَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ حَافِظِ الْإِسْلَامِ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ حَافِظِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَشَيْخِ الْأَئِمَّةِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ الدَّارِمِيِّ رحمه الله]

- ‌[قَوْلُ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْوَرَّاقُ]

- ‌[قَوْلُ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ إِمَامَيْ أَهْلِ الْحَدِيثِ أَبِي زُرْعَةَ وَأَبِي حَاتِمٍ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى]

- ‌[قَوْلُ حَرْبٍ الْكِرْمَانِيِّ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ أَهْلِ الْحَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ]

- ‌[قَوْلُ سُنَيْدِ بْنِ دَاوُدَ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ رحمه الله]

- ‌[قَوْلُ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ]

- ‌[قَوْلُ حَمَّادِ بْنِ هَنَّادٍ الْبُوشْنَجِيِّ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ الْآجُرِّيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحَافِظِ أَبِي الشَّيْخِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ الْأَصْبِهَانِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحَافِظِ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى السَّاجِيِّ إِمَامِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ]

- ‌[ذِكْرُ مَا حَكَاهُ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ عَنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي عُثْمَانَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيِّ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيِّ إِمَامِ الْحَنَفِيَّةِ]

- ‌[قَوْلُ أَئِمَّةِ التَّفْسِيرِ] [

- ‌قَوْلُ إِمَامِهِمْ تُرْجُمَانِ الْقُرْآنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودِ رضي الله عنه]

- ‌[قَوْلُ مُجَاهِدٍ وَأَبِي الْعَالِيَةِ]

- ‌[قَوْلُ قَتَادَةَ]

- ‌[قَوْلُ عِكْرِمَةَ]

- ‌[قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ]

- ‌[قَوْلُ الضَّحَّاكِ]

- ‌[قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبِ الْقُرَظِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ مَسْرُوقٍ]

- ‌[قَوْلُ مُقَاتِلٍ]

- ‌[قَوْلُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ]

- ‌[قَوْلُ كَعْبِ الْأَحْبَارِ]

- ‌[قَوْلُ بِشْرِ بْنِ عُمَرَ شَيْخِ إِسْحَاقَ]

- ‌[قَوْلُ نَوْفٍ الَبِكَالِيِّ]

- ‌[قَوْلُ يَحْيَى بْنِ رَافِعٍ]

- ‌[قَوْلُ عَبَّاسٍ الْعَمِّيِّ]

- ‌[قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْإِمَامِ فِي الْحَدِيثِ وَالتَّفْسِيرِ وَالْمَغَازِي]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَسْعُودٍ الْبَغَوِيِّ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُرْطُبِيِّ الْمَالِكِيِّ صَاحِبِ التَّفْسِيرِ الْمَشْهُورِ]

- ‌[أَقْوَالُ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ الَّذِينَ يُحْتَجُّ بِقَوْلِهِمْ] [

- ‌ذِكْرُ قَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى]

- ‌[قَوْلُ يَحْيَى بْنِ زِيَادٍ الْفَرَّاءِ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٍ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ شَيْخِ سِيبَوَيْهِ]

- ‌[قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ النَّحْوِيِّ الْمَعْرُوفِ بِنِفْطَوَيْهِ]

- ‌[قَوْلُ الْأَخْفَشِ]

- ‌[أَقْوَالُ الزُّهَّادِ وَالصُّوفِيَّةِ أَهْلِ الْإِتْبَاعِ وَسَلَفِهِمْ] [

- ‌قَوْلُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ شَيْخِ الزُّهَّادِ]

- ‌[قَوْلُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ]

- ‌[قَوْلُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ]

- ‌[قَوْلُ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ]

- ‌[قَوْلُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ]

- ‌[قَوْلُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ]

- ‌[قَوْلُ يَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ الرَّازِيِّ]

- ‌[قَوْلُ عَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ الْخَوَّاصِّ]

- ‌[قَوْلُ بِشْرٍ الْحَافِيِّ]

- ‌[قَوْلُ ذِي النُّونِ الْمِصْرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدٍ الْمُحَاسِبِيِّ]

- ‌[قَوْلُ إِمَامِ الصُّوفِيَّةِ فِي وَقْتِهِ الْإِمَامُ الْعَارِفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْمَكِّيُّ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِيِّ الصُّوفِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ الْعَارِفِ مَعْمَرِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الشَّيْخِ الْإِمَامِ الْعَارِفِ قُدْوَةِ الْعَارِفِينَ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيلَانِيِّ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَفِيفِ الشِّيرَازِيِّ]

- ‌[قَوْلُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ]

- ‌[قَوْلُ شَيْخِ الصُّوفِيَّةِ وَالْمُحَدِّثِينَ أَبِي نُعَيْمٍ صَاحِبِ كِتَابِ حِلْيَةِ الْأَوْلِيَاءِ]

- ‌[قَوْلُ الْإِمَامِ يَحْيَى بْنِ عَمَّارٍ السِّجْزِيِّ]

- ‌[قَوْلُ عُتْبَةَ الْغُلَامِ]

- ‌[أَقْوَالُ الشَّارِحِينَ لِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى]

- ‌[قَوْلُ الْقُرْطُبِيِّ فِي شَرْحِهِ]

- ‌[أَقْوَالُ أَئِمَّةِ الْكَلَامِ مِنْ أَهْلِ الْإِثْبَاتِ الْمُخَالِفِينَ لِلْجَهْمِيَّةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَالْمُعَطِّلَةِ] [

- ‌قَوْلُ الْإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كِلَابٍ إِمَامِ الطَّائِفَةِ الْكِلَابِيَّةِ]

- ‌[قَوْلُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ]

- ‌[قَوْلُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَشْعَرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْقَاضِي أَبِي بَكْرِ بْنِ الطَّيِّبِ الْبَاقِلَّانِيِّ الْأَشْعَرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِيِّ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ الْإِمَامِ فَخْرِ الدِّينِ الرَّازِيِّ]

- ‌[قَوْلُ مُتَكَلِّمِ السُّنَّةِ إِمَامِ الصُّوفِيَّةِ فِي وَقْتِهِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُظَفَّرِيِّ]

- ‌[قَوْلُ شُعَرَاءِ الْإِسْلَامِ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ]

- ‌[قَوْلُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ]

- ‌[قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ]

- ‌[قَوْلُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ]

- ‌[قَوْلُ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ الْعَامِرِيِّ الشَّاعِرِ]

- ‌[ذِكْرُ مَا أَنْشَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم مِنْ شَعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ]

- ‌[ذِكْرُ الْقَصِيدَةِ الَّتِي أَنْشَدَهَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ فُلَانٍ التِّرْمِذِيُّ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي مَحْبِسِهِ]

- ‌[قَوْلُ حَسَّانَ السُّنَّةِ فِي وَقْتِهِ يَحْيَى بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْصُورٍ الصَّرْصَرِيِّ الْأَنْصَارِيِّ]

- ‌[ذِكْرُ أَقْوَالِ الْفَلَاسِفَةِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْحُكَمَاءِ الْأَوَّلِينَ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ الْجِنِّ الْمُؤْمِنِينَ الْمُثْبِتِينَ]

- ‌[ذِكْرُ قَوْلِ النَّمْلِ]

الفصل: ‌[قول حسان السنة في وقته يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور الصرصري الأنصاري]

سَمِيعٌ بَصِيرٌ لَا نَشُكُّ مُدَبِّرٌ

وَمِنْ دُونِهِ عَبْدٌ ذَلِيلٌ مُدَبَّرُ

يَدَا رَبِّنَا مَبْسُوطَتَانِ كِلَاهُمَا

تَسُحَّانِ وَالْأَيْدِي مِنَ الْخَلْقِ تَقْتُرُ

وَسَاقَ الْقَصِيدَةَ وَهِيَ مِنْ أَحْسَنِ الْقَصَائِدِ لَمْ يُنْكِرْهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ، بَلْ أَثْنَوْا عَلَى نَاظِمِهَا وَمَدَحُوهُ.

[قَوْلُ حَسَّانَ السُّنَّةِ فِي وَقْتِهِ يَحْيَى بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْصُورٍ الصَّرْصَرِيِّ الْأَنْصَارِيِّ]

(قَوْلُ حَسَّانَ السُّنَّةِ فِي وَقْتِهِ) الْمُتَّفَقِ عَلَى قَبُولِهِ، الَّذِي سَارَ شِعْرُهُ مَسِيرَةَ الشَّمْسِ فِي الْآفَاقِ، وَاتَّفَقَ عَلَى قَبُولِهِ الْخَاصُّ وَالْعَامُّ أَيَّ اتِّفَاقٍ، وَلَمْ يَزَلْ يُنْشَدُ فِي الْجَوَامِعِ الْعِظَامِ وَلَا يُنْكِرُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ يَحْيَى بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْصُورٍ الصَّرْصَرِيِّ الْأَنْصَارِيِّ الْإِمَامِ فِي اللُّغَةِ وَالْفِقَهِ وَالسُّنَّةِ وَالزُّهْدِ وَالتَّصَوُّفِ قَالَ فِي قَصِيدَتِهِ الْعَيْنِيَّةِ الَّتِي أَوُّلَهَا شِعْرًا:

تَوَاضَعْ لِرَبِّ الْعَرْشِ عَلَّكَ تُرْفَعُ

فَقَدْ فَازَ عَبْدٌ لِلْمُهَيْمِنِ يَخْضَعُ

وَدَاوِ بِذِكْرِ اللَّهِ قَلْبَكَ إِنَّهُ

لَأَعْلَى دَوَاءٍ لِلْقُلُوبِ وَأَنْفَعُ

وَخُذْ مِنْ تُقَى الرَّحْمَنِ أَمْنًا

وَعُدَّةً لِيَوْمٍ بِهِ غَيْرُ التَّقِيِّ مُرَوَّعُ

إِلَى أَنْ قَالَ:

سَمِيعٌ بَصِيرٌ مَا لَهُ فِي صِفَاتِهِ

شَبِيهٌ يَرَى مِنْ فَوْقِ سَبْعٍ وَيَسْمَعُ

قَضَى خَلْقَهُ ثُمَّ اسْتَوَى فَوْقَ عَرْشِهِ

وَمِنْ عِلْمِهِ لَمْ يَخْلُ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعُ

ص: 312

وَقَالَ فِي لَامِيَّتِهِ الَّتِي أَوَّلُهَا:

أَلَذُّ وَأَحْلَى مِنْ شُمُولٍ وَشَمْأَلِ

وَأَلْيَقُ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ

وَيَوْمَ يُنَادِي الْعَالَمِينَ فَيُسْمِعُ

الْقَصِيَّ كَدَانٍ فِي الْمَقَالِ الْمُطْوِلِ

أَنَا الْمَلِكُ الدَّيَّانُ وَالنَّقْلُ ثَابِتٌ

فَهَلْ هَاهُنَا يَنْسَاغُ تَأْوِيلُ جُهَّلِ

وَيَنْظُرُهُ أَهْلُ الْبَصَائِرِ فِي غَدٍ

بِأَبْصَارِهِمْ لَا رَيْبَ فِيهِ لِمُجْتَلِي

كَمَا يَنْظُرُونَ الشَّمْسَ مَا حَالَ دُونَهَا

سَحَابٌ أَلَا بُعْدًا لِأَهْلِ التَّعَزُّلِ

تَوَحَّدَ فَوْقَ الْعَرْشِ وَالْخَلْقُ دُونَهُ

وَأَحْكَمَ مَا سِوَاهُ إِحْكَامَ مُكَمَّلِ

وَقَالَ فِي قَصِيدَتِهِ تُحْفَةِ الْمُرِيدِينَ الَّتِي أَوَّلُهَا:

أَسِيرُ وَقَلْبِي فِي رُبَاكَ أَسِيرُ

فَهَلْ لِيَ مِنْ جَوْرِ الْفِرَاقِ مُجِيرُ

وَأَسْتَجْلِبُ السَّلْوَى وَفِي الْقَلْبِ حَسْرَةٌ

فَيَرْتَدُّ عَنْكَ الطَّرْفُ وَهْوَ حَسِيرُ

وَمَا ذَاكَ إِلَّا أَنْ فِيكَ لِنَاظِرِي بَدَا

غُصْنٌ غَضُّ النَّبَاتِ نَضِيرُ

إِذَا مَا تَجَلَّى سَافِرًا فَجَمَالُهُ

إِلَى الْقَلْبِ مِنْ جَيْشِ الْغَرَامِ سَفِيرُ

إِذَا مَا اجْتَمَعْنَا وَالْتَفَى الشَّمْلُ فَالتُّقَى

رَقِيبٌ عَلَيْنَا وَالْعَفَافُ غَيُورُ

ص: 313

يُؤَكِّدُ عَقْدَ الْوُدِّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ

اعْتِقَادٌ عَلَيْهِ لِلْهِدَايَةِ نُورُ

كِلَانَا مُحِبٌّ لِلْإِمَامِ ابْنِ حَنْبَلٍ

لِأَسْيَافِنَا فِي شَانِئِيهِ هَبِيرُ

إِلَى أَنْ قَالَ:

نُقِرُّ بِأَنَّ اللَّهَ جل جلاله

سَمِيعٌ لِأَقْوَالِ الْعِبَادِ بَصِيرُ

وَيَطْوِي السَّمَاوَاتِ الْعُلَى بِيَمِينِهِ

وَذَلِكَ فِي وَصْفِ الْقَوِيِّ يَسِيرُ

وَخَاطَبَ مُوسَى بِالْكَلَامِ مُكَلِّمًا

فَخَرَّ صَرِيعًا إِذْ تَقَطَّعَ طُورُ

وَخَطَّ لَهُ التَّوْرَاةَ فِيهَا مَوَاعِظٌ

فَلَاحَتْ عَلَى الْأَلْوَاحِ مِنْهُ دُسُورُ

وَأَنَّ قُلُوبَ الْخَلْقِ بَيْنَ أَصَابِعِ

الْإِلَهِ فَمِنْهَا ثَابِتٌ وَنَفُورُ

وَنُثْبِتُ فِي الْأُخْرَى لِرُؤْيَةِ رَبِّنَا

حَدِيثًا رَوَاهُ فِي الصَّحِيحِ جَرِيرُ

وَأَيُّ نَعِيمٍ فِي الْجِنَانِ لِأَهْلِهَا

وَأَنَّى لَهُمْ لَوْ لَمْ يَرَوْهُ سُرُورُ

إِلَى أَنْ قَالَ:

وَنُؤْمِنُ أَنَّ الْعَرْشَ مِنْ فَوْقِ سَبْعَةٍ

تَطُوفُ بِهِ أَمْلَاكُهُ وَتَدُورُ

قَضَى خَلْقَهُ ثُمَّ اسْتَوَى فَوْقَ عَرْشِهِ

تَقَدَّسَ كُرْسِيٌّ لَهُ وَسَرِيرُ

هُوَ اللَّهُ رَبِّي فِي السَّمَاءِ مُحَجَّبٌ

وَلَيْسَ كَمَخْلُوقٍ حَوَتْهُ قُصُورُ

إِلَيْهِ تَعَالَى طَيِّبُ الْقَوْلِ صَاعِدٌ

وَيَنْزِلُ مِنْهُ بِالْقَضَاءِ أُمُورُ

ص: 314

لَقَدْ صَحَّ إِسْلَامُ الْجُوَيْرِيَةِ الَّتِي

بِأُصْبُعِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ تُشِيرُ

وَقَالَ رحمه الله فِي قَصِيدَتِهِ الْمَنَامِيَّةِ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا:

رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ فِي النَّوْمِ مَرَّةً

فَقَبَّلْتُ فَاهُ الْعَذْبَ تَقْبِيلَ مُشْتَاقِ

وَلَوْ أَنَّنِي أُوتِيتُ رُشْدِيَ نَائِمًا

لَقَبَّلْتُ مَمْشَاهُ الْكَرِيمَ بِآمَاقِي

فَبَشَّرَنِي مِنْهُ بِأَزْكَى شَهَادَةٍ بِهَا

جَبْرُ كَسْرِي يَوْمَ فَقْرِي وَإِمْلَاقِي

بِمَوْتٍ سَعِيدٍ فِي كِتَابٍ وَسُنَّةٍ

فَلَانَتْ لِبُشْرَاهُ شَرَاسَةُ أَخْلَاقِي

وَهَا أَنَا ذَا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ

مُقِرٌّ لِبُشْرَاهُ بِأَثْبَتِ مِصْدَاقِ

بِأَنِّي عَلَى حُسْنِ اعْتِقَادِ ابْنِ حَنْبَلٍ

مُقِيمٌ وَإِنْ قَامَ الْعِدَى لِي عَلَى سَاقِ

أُقِرُّ بِأَنَّ اللَّهَ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ

يُقَدِّرُ آجَالًا وَيَقْضِي بِأَرْزَاقِ

سَمِيعٌ بَصِيرٌ لَيْسَ شَيْءٌ كَمِثْلِهِ

قَدِيمُ الصِّفَاتِ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الْبَاقِي

أُمِرُّ أَحَادِيثَ الصِّفَاتِ كَمَا أَتَتْ

أُتَابِعُ فِيهَا كُلَّ أَزْهَرَ سَبَّاقِ

وَلَسْتُ إِلَى التَّشْبِيهِ يَوْمًا بِجَانِحٍ

وَلَا قَائِلٍ تَأْوِيلَ أَشْدَقَ نَهَّاقِ

وَقَالَ رحمه الله فِي قَصِيدَتِهِ اللَّامِيَّةِ الَّتِي نَظَمَ فِيهَا اعْتِقَادَ الشَّافِعِيِّ رضي الله عنه أَوَّلُهَا:

أَيَشْعُرُ حِزْبُ الْجَهْمِ ذَاكَ الْمُضَلِّلِ

بِأَنِّيَ حَرْبٌ لِلْعِدَى غَيْرُ أَنْكَلِ

تَشُنُّ عَلَيْهِمْ غَيْرَتِي وَحَمِيَّتِي

لِدِينِ الْهُدَى غَارَاتِ أَشْوَسَ مُقْبِلِ

لَوَقْعُ قَرِيضِي فِي صَمِيمِ قُلُوبِهِمْ

أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ سِنَانٍ وَمُنْصَلِ

ص: 315

أُفَرِّقُ مِنْهُ حِينَ أَنْظُرُ نَحْوَهُمْ

مَقَاتِلَ تُصْمِي مِنْهُمُ كُلَّ مَقْتَلِ

هُمُ انْحَرَفُوا عَنْ مَنْهَجِ الْحَقِّ سَالِكِي

مَهَالِكَ مِنْ تَحْرِيفِهِمْ وَالتَّأَوُّلِ

لَقَدْ بَرِئَ الْحَبْرُ ابْنُ إِدْرِيسَ مِنْهُمُ

بَرَاءَةَ مُوسَى مَنْ يَهُودٍ مُحَوَّلِ

وَتُعْقَدُ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ يَمِينُ مَنْ

غَدَا حَالِفًا بِالْمُصْحَفِ الْمُتَقَبَّلِ

وَهَذَا دَلِيلٌ مِنْهُ إِذْ كَانَ لَا يَرَى

انْعِقَادًا لِمَخْلُوقٍ بِخَلْقٍ مُؤَتَّلِ

وَمَذْهَبُهُ فِي الِاسْتِوَاءِ كَمَالِكٍ

وَكَالسَّلَفِ الْأَبْرَارِ أَهْلِ التَّفَضُّلِ

وَقُلْ مُسْتَوٍ بِالذَّاتِ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ

وَلَا تَقُلِ اسْتَوْلَى فَمَنْ قَالَ يُبْطِلِ

فَذَاكَ الَّذِي ضِدٌّ يُقَابِلُ قَسْوَةً

لِذِي خَطَلٍ رَاوٍ لِغَثٍّ وَأَخْطَلِ

وَقَدْ بَانَ مِنْهُ خَلْقُهُ وَهْوَ بَائِنٌ

مِنَ الْخَلْقِ مَحْضٌ لِلْخَفِيِّ وَلِلْجَلِي

وَأَقْرَبُ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ مُفَسَّرًا

وَمَا كَانَ فِي مَعْنَاهُ بِالْعِلْمِ فَاعْقِلِ

عَلَا فِي السَّمَاءِ اللَّهُ فَوْقَ عِبَادِهِ

دَلِيلُكَ فِي الْقُرْآنِ غَيْرُ مُقَلَّلِ

وَإِثْبَاتُ إِيمَانِ الْجُوَيْرِيَةِ اتَّخِذْ

دَلِيلًا عَلَيْهِ مُسْنَدٌ غَيْرُ مُرْسَلِ

وَقَالَ رحمه الله فِي قَصِيدَتِهِ اللَّامِيَّةِ يَهْجُو ابْنَ خَنْفَرٍ الْجَهْمِيَّ الْخَبِيثَ، أَوَّلُهَا:

أَطِعِ الْهُدَى لَا مَا يَقُولُ الْعُذَّلُ

فَالْحُبُّ ذُو مُرٍّ يَجُورُ وَيَعْدِلُ

ص: 316

وَاتْبَعْ لِسَلْمَى مَا اسْتَطَعْتَ مُسَالِمًا

فَالْحُسْنُ يَنْصُرُهَا وَصَبْرُكَ يَخْذُلُ

بَيْضَاءُ دُونَ مَرَامِهَا لِمُحِبِّهَا

بِيضُ الصَّوَارِمِ وَالرِّمَاحُ الذُّبَّلُ

تَخْفَى فَيَعْرِفُهَا الْوُشَاةُ بِعَرْفِهَا

وَتُضِيءُ وَالظَّلْمَاءُ سِتْرٌ مُسْبَلُ

تَضْحَى الدِّمَاءُ بُحُورُهَا هَدْرًا وَهَلْ

يَخْشَى قِصَاصَ الْقَتْلِ طَرْفٌ أَكْحَلُ

كَيْفَ الْبَقَاءُ لِعَاشِقٍ أَوْدَى بِهِ

سَهْمُ اللِّحَاظِ وَقَدْ أُصِيبَ الْمَقْتَلُ

نَبَذَ الْكِتَابَ وَرَاءَ ظَهْرٍ وَاقْتَدَى

شَيْخَ الضَّلَالَةِ لِلصِّفَاتِ يُعَطِّلُ

الْحَقُّ أَثْبَتَهَا تَعَالَى جَدُّهُ

وَالتَّيْسُ يُنْكِرُهَا فَجِنٌّ يُقْبِلُ

وَعَقِيدَةُ الْمَلْعُونِ أَنَّ الْمُصْحَفَ

الْمَكْتُوبَ مَنْبُوذٌ تَطُوهُ الْأَرْجُلُ

مَا قَالَتِ الْكُفَّارُ مِثْلَ مَقَالِهِ

وَكَذَا الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى الضُّلَّلُ

آلَ الْجَحُودُ بِهِ إِلَى وَادٍ لَظَى

لِلْغَايَةِ السُّفْلَى فَبِئْسَ الْمَوْئِلُ

وَزَعَمْتَ أَنَّ الْحَنْبَلِيَّ مُجَسِّمٌ

حَاشَا لِمِثْلِ الْحَنْبَلِيِّ يُمَثِّلُ

بَلْ يُورِدُ الْأَخْبَارَ إِذْ كَانَتْ تُصَحِّحُهَا

الرُّوَاةُ عَنِ الثِّقَاتِ وَتَنْقُلُ

إِنَّ الْمُهَيْمِنَ لَيْسَ تَمْضِيَ لَيْلَةٌ

إِلَّا وَفِي الْأَسْحَارِ فِيهَا يَنْزِلُ

قَدْ قَالَهَا خَيْرُ الْوَرَى فِي سَادَةٍ

لَمْ يُنْكِرُوا هَذَا وَلَمْ يَتَأَوَّلُوا

وَتَقَبَّلُوهَا مَعْ غَزَارَةِ عَلِمِهِمْ

أَفَأَنْتَ أَمْ تِلْكَ الْعِصَابَةُ أَعْقَلُ

وَقَالَ رحمه الله فِي دَالِيَّتِهِ الَّتِي أَوَّلُهَا:

وَاهًا لِفَرْطِ حَرَارَةٍ لَا تَبْرُدُ

وَلَوَاعِجٍ بَيْنَ الْحَشَا تَتَوَقَّدُ

ص: 317

فِي كُلِّ يَوْمٍ سُنَّةٌ مَدْرُوسَةٌ

بَيْنَ الْأَنَامِ وَبِدْعَةٌ تَتَجَدَّدُ

صَدَقَ النَّبِيُّ وَلَمْ يَزَلْ مُتَسَرْبِلًا

بِالصِّدْقِ إِذْ يَعِدُ الْجَمِيلَ وَيُوعِدُ

إِذْ قَالَ تَفْتَرِقُ الضُّلَالُ ثَلَاثَةً

زِيدَتْ عَلَى السَبْعِينَ قَوْلًا يُسْنَدُ

وَقَضَى بِأَسْبَابِ النَّجَاةِ لِفِرْقَةٍ

تَسْعَى بَسُنَّتِهِ إِلَيْهِ وَتَحْفِدُ

فَإِنِ ابْتَغَيْتَ إِلَى النَّجَاةِ وَسِيلَةً

فَاقْبَلْ مَقَالَةَ نَاصِحٍ يَتَقَلَّدُ

إِيَّاكَ وَالْبِدَعَ الْمُضِلَّةَ إِنَّهَا

تَهْدِي إِلَى نَارِ الْجَحِيمِ وَتُورِدُ

وَعَلَيْكَ بِالسُّنَنِ الْمُنِيرَةِ فَاقْفُهَا

فَهْيَ الْمَحَجَّةُ وَالطَّرِيقُ الْأَقْصَدُ

فَالْأَكْثَرُونَ بِمُبْدِعَاتِ عُقُولِهِمْ نَبَذُوا

الْهُدَى فَتَنَصَّرُوا وَتَهَوَّدُوا

مِنْهُمْ أُنَاسٌ فِي الضَّلَالِ تَجَمَّعُوا

وَبِسَبِّ أَصْحَابِ النَّبِيِّ تَفَرَّدُوا

قَدْ فَارَقُوا جَمْعَ الْهُدَى وَجَمَاعَةَ

الْإِسْلَامِ وَاجْتَنَبُوا التُّقَى وَتَمَرَّدُوا

بِاللَّهِ يَا أَنْصَارَ دِينِ مُحَمَّدٍ نُوحُوا

عَلَى الدِّينِ الْحَنِيفِ وَعَدِّدُوا

لَعِبَتْ بِدِينِكُمُ الرَّوَافِضُ جَهْرَةً

وَتَأَلَّفُوا فِي دَحْضِهِ وَتَحَشَّدُوا

نَصَبُوا حَبَائِلَهُمْ بِكُلِّ مَكِيدَةٍ

وَتَغَلْغَلُوا فِي الْمُعْضِلَاتِ وَشَدَّدُوا

وَرَمَوْا خِيَارَ الْخَلْقِ بِالْكَذِبِ الَّذِي

هُمْ أَهْلُهُ لَا مَنْ رَمَوْهُ وَأَفْسَدُوا

نَقَضُوا مَرَاتِبَ هُنَّ أَشْرَفُ مَنْصِبٍ

فِي الْفَخْرِ مِنْ أُفْقِ السَّمَاءِ وَأَمْجَدُ

الرُّتْبَةَ الصِّدِّيقِ جَفَّ لِسَانُهُمْ

يَبْغُونَ وَهْيَ مِنَ التَّنَاوُلِ أَبْعَدُ

أَوْ مَا هُوَ السَّبَّاقُ فِي عُرْفِ الْعُلَى

وَلَقَدْ زَكَى مِنْ قَبْلُ مِنْهُ الْمَحْتِدُ

وَلَقَدْ أَشَارَ بِذِكْرِهِ رَبُّ الْعُلَى

فَثَنَاؤُهُ فِي الْمَكْرُمَاتِ مُشَيَّدُ

ص: 318

نَطَقَ الْكِتَابُ بِمَجْدِهِ الْأَعْلَى فَفِي

آيِ الْحَدِيدِ مَنَاقِبٌ لَا تُنْقَدُ

لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ وَفِيهَا مُقْنِعٌ

وَاللَّيْلُ يُثْبِتُ فَضْلَهُ وَيُؤَكِّدُ

وَبَرَاءَةٌ تُثْنِي بِصُحْبَتِهِ وَهَلْ

يُوهِي رَفِيعَ عُلَاهُ إِلَّا مُلْحِدُ

أَوْ مَا هُوَ الْأَتْقَى الَّذِي اسْتَوْلَى عَلَى

الْإِخْلَاصِ طَارِفُ مَالِهِ وَالْمُتْلَدُ

لَمَّا مَضَى لِسَبِيلِهِ خَيْرُ الْوَرَى

وَحَوَى شَمَائِلَهُ صَفِيحٌ مُلْحِدُ

مَنَعَ الْأَعَارِيبُ الزَّكَاةَ لِفَقْدِهِ

وَارْتَدَّ مِنْهُمْ حَائِرٌ مُتَرَدِّدُ

وَتَوَقَّدَتْ نَارُ الضَّلَالِ وَخَالَطَتْ

إِبْلِيسَ أَطْمَاعٌ كَوَامِنُ رُصَّدُ

فَرَمَى أَبُو بَكْرٍ بِصِدْقِ عَزِيمَةٍ

وَثَبَاتِ إِيمَانٍ وَرَأْيٍ يُحْمَدُ

فَتَمَزَّقَتْ عُصَبُ الضَّلَالِ وَأَشْرَقَتْ

شَمْسُ الْهُدَى وَتَقَوَّمَ الْمُتَأَوِّدُ

أَمْ رُتْبَةُ الْفَارُوقِ فِي إِظْهَارِهِ

لِلدِّينِ تِلْكَ فَضِيلَةٌ لَا تُجْحَدُ

وَهُوَ الْمُوَفَّقُ لِلصَّوَابِ كَأَنَّمَا

مَلَكٌ يُصَوِّبُ قَوْلَهُ وَيُسَدِّدُ

بِوِفَاقِهِ آيُ الْكِتَابِ تَنَزَّلَتْ

وَبِفَضْلِهِ نَطَقَ الْمُشَفَّعُ أَحْمَدُ

لَوْ كَانَ مِنْ بَعْدِي نَبِيًّا كُنْتَهُ

خَبَرًا صَحِيحًا فِي الرِّوَايَةِ يُسْنَدُ

وَبِعَدْلِهِ الْأَمْثَالُ تُضْرَبُ فِي الْوَرَى

وَفُتُوحُهُ فِي كُلِّ قُطْرٍ تُوجَدُ

وَتَمَامُ فَضْلِهِمَا جِوَارُ الْمُصْطَفَى

فِي تُرْبَةٍ فِيهَا الْمَلَائِكُ تُحْشَدُ

وَتَعَمَّقُوا فِي سَبِّ عُثْمَانَ الَّذِي

أَلْفَاهُ كُفُوًا لِابْنَتَيْهِ مُحَمَّدُ

وَلِبَيْعَةِ الرِّضْوَانِ مَدَّ شِمَالَهُ

عِوَضَ الْيَمِينِ وَهْيَ مِنْهُ أَوْكَدُ

وَحَبَاهُ فِي بَدْرٍ بِسَهْمِ مُجَاهِدٍ

إِذْ فَاتَهُ بِالْعُذْرِ ذَاكَ الْمَشْهَدُ

مَنْ هَذِهِ مِنْ بَعْضِ غُرِّ صِفَاتِهِ

مَا ضَرَّهُ مَا قَالَ فِيهِ الْحُسَّدُ

ص: 319

ثُمَّ ادَّعَوْا حُبَّ الْإِمَامِ الْمُرْتَضَى

هَيْهَاتَ مَطْلَبُهُ عَلَيْهِمْ يَبْعُدُ

أَنَّى وَقَدْ جَحَدُوا الَّذِينَ بِفَضْلِهِمْ

أَثْنَى أَبُو الْحَسَنِ الْإِمَامُ السَّيِّدُ

مَا فِي عُلَاهُ مَقَالَةٌ لِمُخَالِفٍ

فَمَسَائِلُ الْإِجْمَاعِ فِيهِ تُعْقَدُ

وَلَنَحْنُ أَوْلَى بِالْإِمَامِ وَحُبِّهِ

عَقْدٌ نَدِينُ بِهِ الْإِلَهَ مُؤَكَّدُ

وَوَلَاؤُهُ لَا يَسْتَقِيمُ بِبُغْضِهِمْ

وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا يَغِيظُ وَيُكْمِدُ

مَثَلَ الَّذِي جَحَدَ ابْنَ مَرْيَمَ وَادَّعَى

حُبَّ الْكَلِيمِ وَتِلْكَ دَعْوَى تَفْسُدُ

وَبِقَذْفِ عَائِشَةَ الطَّهُورِ تَجَشَّمُوا

أَمْرًا تَظَلُّ لَهُ الْفَرَائِصُ تُرْعَدُ

تَنْزِيهُهَا فِي سَبْعَ عَشْرَةَ آيَةً

وَالرَّافِضِيُّ بِضِدِّ ذَلِكَ يَشْهَدُ

لَوْ أَنَّ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ إِلَيْهِمُ

لَمْ يَبْقَ فِي هَذِي الْبَسِيطَةِ مَسْجِدُ

وَلَوِ اسْتَطَاعُوا لَا سَعَتْ بِمَرَامِهِمْ

قَدَمٌ وَلَا امْتَدَّتْ بِكَفِّهِمُ يَدُ

لَمْ يَبْقَ لِلْإِسْلَامِ مَا بَيْنَ الْوَرَى

عَلَمٌ يَسُودُ وَلَا لِوَاءٌ يُعْقَدُ

عَلِقُوا بِحَبَلِ الْكُفْرِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ

وَالْعَالِقُونَ بِحَبْلِهِ لَمْ يُسْعَدُوا

وَأَشَدُّهُمْ كُفْرًا جَهُولٌ يَدَّعِي

عِلْمَ الْأُصُولِ وَفَاسِقٌ مُتَزَهِّدُ

فَهُمَا وَإِنْ وَهِنَا أَشَدُّ مَضَرَّةً

فِي الدِّينِ مِنْ فَأْرِ السَّفِينِ وَأَفْسَدُ

وَإِذَا سَأَلْتَ فَقِيهَهُمْ عَنْ مَذْهَبٍ

قَالَ اعْتِزَالٌ فِي الشَّرِيعَةِ يُلْحِدُ

كَالْخَائِضِ الرَّمْضَاءَ أَقْلَقَهُ اللَّظَى

مِنْهَا فَفَرَّ إِلَى جَحِيمٍ تُوقَدُ

إِنَّ الْمَقَالَ بِالِاعْتِزَالِ لَخُطَّةٌ

عَمْيَاءُ حَلَّ بِهَا الْغُوَاةُ الْمُرَّدُ

هَجَمُوا عَلَى سُبُلِ الْهُدَى بِعُقُولِهِمْ

لَيْلًا فَعَاثُوا فِي الدِّيَارِ وَأَفْسَدُوا

صُمٌّ إِذَا ذُكِرَ الْحَدِيثُ لَدَيْهِمُ

نَفَرُوا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعُوهُ وَعَرَّدُوا

وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَمِيرِ إِذَا رَأَتْ

أُسْدَ الْعَرِينِ فَهُنَّ مِنْهُمْ شُرِّدُوا

ص: 320

إِلَى أَنْ قَالَ:

وَالْجَاحِدُ الْجَهْمِيُّ أَسَوَأُ مِنْهُمَا

حَالًا وَأَخْبَثُ فِي الْقِيَاسِ وَأَفْسَدُ

أَمْسَى لِرَبِّ الْعَرْشِ قَالَ مُنَزِّهًا

مِنْ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ رَبٌّ يُعْبَدُ

وَنَفَى الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ وَالْمُصْحَفُ

الْأَعْلَى الْمُطَهَّرُ عِنْدَهُ يُتَوَسَّدُ

وَإِذَا ذَكَرْتَ لَهُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى

قَالَ هُوَ اسْتَوْلَى يَحِيدُ وَيَخْلُدُ

فَإِلَى مَنِ الْأَيْدِي تُمَدُّ تَضَرُّعًا

وَبِأَيِّ شَيْءٍ فِي الدُّجَى يُتَهَجَّدُ

وَمَنِ الَّذِي هُوَ لِلْقَضَاءِ مَنَزِّلٌ

وَإِلَيْهِ أَعْمَالُ الْبَرِّيَّةِ تَصْعَدُ

وَبِمَا يُنَزِّلُ جِبْرَائِيلُ مُصَدِّقًا

وَلِأَيِّ مُعْجِزَةِ الْخُصُومِ تَبَلَّدُ

وَمَنِ الَّذِي اسْتَوْلَى عَلَيْهِ بِقَهْرِهِ

إِنْ كَانَ فَوْقَ الْعَرْشِ ضِدٌّ أَيِّدُ

جَلَّتْ صِفَاتُ الْحَقِّ عَنْ تَأْوِيلِهِمْ

وَتَقَدَّسَتْ عَمَّا يَقُولُ الْمُلْحِدُ

لَمَّا بَغَوْا تَنْزِيهَهُ بِقِيَاسِهِمْ

ضَلُّوا وَفَاتَهُمُ الطَّرِيقُ الْأَرْشَدُ

وَيَقُولُ لَا سَمْعٌ وَلَا بَصَرٌ وَلَا

وَجْهٌ لِرَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَلَا يَدُ

مَنْ كَانَ هَذَا وَصْفُهُ لِإِلَهِهِ

فَأُرَاهُ لِلْأَصْنَامِ سِرًّا يَسْجُدُ

الْحَقُّ أَثْبَتَهَا بِنَصِّ كِتَابِهِ

وَرَسُولُهُ وَغَدَا الْمُنَافِقُ يَجْحَدُ

فَمَنِ الَّذِي أَوْلَى بِأَخْذِ كَلَامِهِ

جَهْمٌ أَمِ الرَّحْمَنُ قُولُوا وَارْشُدُوا

وَالصَّحْبُ لَمْ يَتَأَوَّلُوا لِسَمَاعِهَا

فَهُمُ إِلَى التَّأْوِيلِ أَمْ هُوَ أَرْشَدُ

هُوَ مُشْرِكٌ وَيَظُنُّ جَهْلًا أَنَّهُ

فِي نَفْيِ أَوْصَافِ الْإِلَهِ مُوَحِّدُ

يَدْعُو مَنِ اتَّبَعَ الْحَدِيثَ مُشَبِّهًا

هَيْهَاتَ لَيْسَ مُشَبِّهًا مَنْ يُسْنِدُ

لَكِنَّهُ يَرْوِي الْحَدِيثَ كَمَا أَتَى

مِنْ غَيْرِ تَأْوِيلٍ وَلَا يَتَرَدَّدُ

وَإِذَا الْعَقَائِدُ بِالضَّلَالِ تَخَالَفَتْ

فَعَقِيدَةُ الْمَهْدِيِّ أَحْمَدَ أَحْمَدُ

ص: 321