المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

البَطَلة: السَّحَرة. والغَيَاية: ما أظل الإنسان فوقه. وقال عبد اللَّه بن - حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم - جـ ١

[ابن القيم]

الفصل: البَطَلة: السَّحَرة. والغَيَاية: ما أظل الإنسان فوقه. وقال عبد اللَّه بن

البَطَلة: السَّحَرة. والغَيَاية: ما أظل الإنسان فوقه.

وقال عبد اللَّه بن وهب: أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم تلا قوله عز وجل: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} [فاطر: 33] فقال: "إنَّ عليهم التيجان، إنَّ أدنى لؤلؤةٍ منها لتضيءُ ما بين المشرق والمغربِ"

(1)

.

‌فصل

وأمَّا الفرش: فقد قال تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [الرحمن: 54]، وقال تعالى:{وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)} [الواقعة: 34].

= (99)، وابن عدي في الكامل (2/ 21) وغيرهم من طريق الفضل بن دكين عن بشير بن المهاجر عن ابن بريدة عن أبيه رفعه بنحوه.

ورواه جماعه عن بشير بن المهاجر به نحوه.

أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 144) والبزار في مسنده (10/ 4421)، والآجري في أخلاق أهل القرآن رقم (24) وابن عدي في الكامل (2/ 21) والحاكم (1/ 742 و 756 - 757) رقم (2043 و 2086) وغيرهم.

والحديث صححه الحاكم والبوصيري وحسنه البغوي وابن كثير.

والحديث عده العقيلي وابن عدي من منكرات بشير بن المهاجر بل قال العقيلي: "ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث، أسانيدها كلها متقاربة".

قال الإمام أحمد -وذكر بشير بن المهاجر- فقال: منكر الحديث، قال: اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب.

(1)

تقدم ص (432 - 433).

ص: 440

فَوَصَفَ الفُرُش بكونها مبطنة بالإستبرق، وهذا يدلُّ على أمرين:

أحدهما: أنَّ ظهائرها أعلى وأحسن من بطائنها؛ لأنَّ بطائنها للأرض، وظهائرها للجمال والزينة والمباشرة.

قال سفيان الثوري: عن أبي إسحاق عن هُبيرة بن يريم، عن عبد اللَّه رضي الله عنه في قوله تعالى:{بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [الرحمن: 54]، قال: "هذه البطائن قد خُبِّرتم بها، فكيفَ بالظَّهائر

(1)

؟ "

(2)

.

الثاني: يدلُّ على أنَّها فرش عالية لها سَمْك وحَشْو بين البطانة والظهارة.

وقد رُوِيَ في سمكها وارتفاعها آثار؛ إنْ كانت محفوظة، فالمراد: ارتفاع محلِّها؛ كما رواهُ الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 34] قال: ارتفاعها كما بين السماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمس مئة عام"

(3)

.

(1)

في "د": "تكون الظهائر" بدل "بالظهائر".

(2)

أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة رقم (158)، والطبري في تفسيره (27/ 149) والبيهقي في البعث والنشور رقم (330) وغيرهم.

وسندة لا بأس به لحال هبيرة بن يريم.

انظر تهذيب الكمال (30/ 150 - 152).

(3)

أخرجه الترمذي رقم (2540، 3294)، والطبري في تفسيره (27/ 185)، وأبو الشيخ في العظمة رقم (593) وغيرهم.

من طريق رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم =

ص: 441

قال الترمذي: "حديث غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث رشدين بن سعد. قيل

(1)

: ومعناهُ أن الارتفاع المذكور للدرجات، والفرش عليها"

(2)

.

قلتُ: رشدين بن سعد عنده مناكير: قال الدارقطني: "ليس بالقوي"، وقال الإمام أحمد:"لا يبالي عمَّن روى، وليس به بأس في الرقاق"، وقال:"أرجو أنَّه صالح الحديث"، وقال يحيى بن معين:"ليس بشيء"، وقال أبو زرعة:"ضعيف"، وقال الجوزجاني:"عنده مناكير"

(3)

.

= عن أبي سعيد فذكره.

- وقد توبع رشدين: تابعه عبد اللَّه بن وهب عن عمرو بن الحارث به.

أخرجه الطبري (27/ 185)، وأبو الشيخ في العظمة رقم (272)، وابن حبان في صحيحه رقم (7405) وغيرهم.

- ورواه ابن لهيعة عن دراج به نحوه.

أخرجه أحمد (3/ 75)(11719)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة رقم (157)، وأبو يعلى في مسنده رقم (1395) وغيرهم.

والحديث ضعفه الترمذي كما نقل المؤلف، وقال الترمذي في الموضع الآخر:"حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين".

وصححه ابن حبان والضياء في المختارة. وانظر اللآلئ المصنوعة للسيوطي (2/ 453).

(1)

ليس في "ب، د".

(2)

لفظه عند الترمذي ما يلي: "وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث: معناه: الفرش في الدرجات، وبين الدرجات كما بين السماء والأرض".

وقال في الموضع الآخر: ". . ارتفاع الفرش المرفوعة في الدرجات، والدرجات: ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض".

(3)

انظر أقوال العلماء فيه: تهذيب الكمال (9/ 191 - 195).

ص: 442

ولا ريبَ أنَّه كان سيء الحفظ، فلا يعتمد على ما ينفرد به

(1)

.

وقد قال عبد اللَّه بن وهب: حدثنا عمرو بن الحارث عن درَّاج أبي السَّمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) } [الواقعة: 34] قال: "ما بين الفراشين كما بين السماء والأرض"

(2)

.

وهذا أشبه أنْ يكون هو المحفوظ، واللَّهُ أعلم.

وقال الطبراني: حدثنا المقدام بن داود حدثنا أسد بن موسى حدثنا حمَّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن مطرِّف بن عبد اللَّه بن الشِّخِّيْر عن كعب في قوله عز وجل: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} [الواقعة: 34] قال: "مسيرة أربعين سنة"

(3)

.

(1)

في "د": "يتفرَّد به".

(2)

هذا لفظُ الشاذكوني عن ابن وهب عند البيهقي في البعثِ رقم (342) وفيه "الفرشتين" بدل "الفراشين".

لكن الشاذكوني: متروك الحديث، ومتهمٌ بوضع الحديث، وقد خُولف في لفظه.

خالفهُ يونس بن عبد الأعلى وحرملة بن يحيى ونُعيم بن حماد -ولم أقف على لفظه- وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب -بحْشل- كلهم عن ابن وهب به بلفظ: "والَّذي نفسي بيده إنَّ ارتفاعها لكما بين السماء والأرضِ لمسيرة خمسمائة سنة".

ونقل هذا الترجيح ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم ص (376).

(3)

أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 206) رقم (35322) عن عفان عن =

ص: 443

قال الطبراني: وحدثنا إبراهيم

(1)

بن نائلة، حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي حدثنا إسرائيل عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أُمامة قال: سُئِلَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الفرش المرفوعة قال: "لو طُرِحَ فراشٌ من أعلاها لهوى إلى قرارها مئة خريف"

(2)

.

= حماد بن سلمة به مثله.

والأثرُ مدارهُ على علي بن زيد بن جدعان وفي حفظه كلام.

(1)

ليس في "أ".

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 289) رقم (7947).

- ورواهُ وكيع عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال: "لو خرَّ من أعلاها فراش لهوى إلى قرارها كذا وكذا خريفًا".

أخرجه هنَّاد في الزهد رقم (79)، وابن أبي شيبة في المصنف رقم (34071).

وهذا هو المحفوظ، ورواية الطبراني خطأ، والحملُ فيه على إسماعيل ابن عمرو البجلي: فإنه ضعيف الحديث، الجرح والتعديل (2/ 190)، وجعفر بن الزبير: متروك الحديث، وقد اتهم بوضع الحديث. انظر: تهذيب الكمال (5/ 32 - 37).

وقد توبع عليه، تابعه هشام الدستوائي كما سيأتي عند المؤلِّف.

أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة رقم (161).

لكن يظهر لي أنَّ هشامًا لم يسمعه من القاسم، وإنَّما علَّقه عن القاسم، بدليل أنَّهُ لم يذكر السماع في أصله بل قال "عن القاسم. . "

وأيضًا لا يُعرف لهشام رواية عن القاسم بن عبد الرحمن الشامي، وإنَّما جُلّ روايته عن العراقيين، وخاصَّة البصريين والمكيين. انظر: تهذيب الكمال (30/ 216)، وعليه فيحتمل أنْ يرجع الحديث إلى جعفر بن الزبير واللَّه أعلم.

ص: 444