المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

جناحيه حول الشَّيء، يريد أنْ يقع عليه. والرفرف: ثياب خضر - حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم - جـ ١

[ابن القيم]

الفصل: جناحيه حول الشَّيء، يريد أنْ يقع عليه. والرفرف: ثياب خضر

جناحيه حول الشَّيء، يريد أنْ يقع عليه. والرفرف: ثياب خضر تُتَّخَذُ منها المحابس، الواحدة رفرفة. وكل ما فضل من شيء فثُنِيَ وعُطِفَ فهو رفرف، وفي حديث ابن مسعود في قوله عز وجل:{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)} [النجم: 18] قال: "رأى رفرفًا أخضر سدَّ الأُفق"

(1)

. وهو في "الصحيحين".

‌فصل

وأمَّا العَبْقَريُّ: فقال أبو عبيدة: "كل شيء من البُسُط عبقري. قال: ويرون أنَّها أرض يُوَشَّى

(2)

فيها"

(3)

. وقال الليث: "عبقر: موضع بالبادية كثير الجن، يقال: كأنَّهم جنُّ عبقر"

(4)

. وقال أبو عبيد في حديث النَّبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر عمر: "فلَمْ أرَ عبقريًّا يفرِي فَرِيَّه"

(5)

وإنَّما أصلُ هذا فيما يقال: إنَّه نُسِبَ إلى عبقر، وهي أرضٌ يسكنها الجنُّ، فصارَ مثلًا منسوبًا إلى شيء رفيعٍ، وأنشد لزهير:

(1)

أخرجه البخاري برقم (3061، 4577)، ولم يخرجه مسلم في صحيحه.

(2)

في "أ، ب، هـ": "موشى"، وفي "ج":"وُشِي".

(3)

انظر: مجاز القرآن (2/ 246)، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص (444)، وفتح القدير للشوكاني (5/ 174).

(4)

انظر: تهذيب اللغة للأزهري (3/ 2309).

(5)

أخرجه البخاري رقم (3434)، ومسلم برقم (2393) من حديث عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما.

ص: 448

بِخَيْلٍ

(1)

عليها جِنَّةٌ عبقريةٌ

جَدِيرون يومًا أنْ ينالوا فيستعلوا

(2)

قال أبو الحسن الواحدي: "وهذا القول هو الصحيح في العبقري، وذلك أنَّ العربَ إذا بالغتْ في وصف شيءٍ نَسَبتْهُ إلى الجنِّ، أو شَبَّهته بهم، ومنه قول لَبِيْدٍ:

جِنُّ البَديِّ رواسيًا أقدامُها

(3)

وقال آخر يَصِفُ امرأةً:

جنِّيةٌ ولها جِنٌّ يُعلِّمُها

رَمْيَ القُلوبِ بِقَوْسٍ ما لها وَتَر

(4)

وذلك أنَّهم يعتقدون في الجن كل صفة عجيبة، وأنَّهم يأتون بكلِّ أمرٍ عجيبٍ، ولمَّا كان عبقر معروفًا بسكناهم نسبوا كلِّ شيءٍ مبالغٍ فيه إليها، يريدون بذلك أنَّه من عملهم وصنعهم. هذا هو الأصل، ثمَّ صار العبقري اسمًا ونعتًا لكلِّ ما بُولِغَ في صفته، ويشهد لما ذكرنا بيت زهير، فإنَّه نسب الجن إلى عبقر، ثمَّ رأينا أشياء كثيرة نُسِبَت إلى عبقرٍ غير البسط والثياب: كقوله في صفة عمر "عَبْقَرِيًّا"

(5)

، وروى سلمة عن الفرَّاء قال: العبقري: السَّيِّد من الرجال، وهو الفاخر من الحيوان

(1)

في "أ، ب، ج، د": "نخيل"، والمثبت من "هـ"، وديوان زهير وغيره.

(2)

انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 87 - 88)، والبيت في ديوان زهير ص (52).

(3)

انظر: ديوانه ص (177)، وصدر البيت: غلب تشذَّر بالدُّخول كأنَّها.

(4)

انظر: "الحماسة البصرية" للبصري ص (879) وهو منسوب لمحمد بن بشير الخارجي، وقيل: لأبي دهبل الجمحي.

(5)

تقدم ص (448).

ص: 449

والجوهر". فلو كانت عبقر مخصوصة بالوشي، لما نُسِبَ إليها غير الموشَّى، وإنَّما ينسب إليها البسط المُوَشِّية العجيبة الصنعة، لما

(1)

ذكرنا، كما نسب إليها كل ما بولغ في وصفه.

قال ابن عباس: "وعبقري: يريد البسط والطنافس"

(2)

، وقال الكلبي:"هي الطنافس المُخْمَلة"

(3)

، وقال قتادة:"هي عتاق الزَّرابي"

(4)

، وقال مجاهد:"الديباج الغليظ"

(5)

، وعبقريٌّ: جمع.

(1)

في "ب": "كما".

(2)

لم أقف عليه.

وجاء عن ابن عباس قال: "عبقري: الزرابي". أخرجه الطبري (27/ 164) وسنده حسن. وجاء عن ابن عباس أيضًا: "يعني الوسائد".

ذكره ابن أبي زمنين في تفسيره (4/ 335).

(3)

انظر: النكت والعيون للماوردي (6/ 261).

(4)

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 216) رقم (3112)، والطبري في "تفسيره"(27/ 164).

من طرق عن قتادة بلفظ "العبقري: الزرابي".

وسنده صحيح.

(5)

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 67) رقم (34075) والَّلفظ له، وهناد في الزهد رقم (83)، عن وكيع عن الثوري عن رجل عن مجاهد فذكره.

ورواهُ قبيصة عن الثوري عن رباح بن أبي معروف عن مجاهد قال: "الديباج".

أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 66) رقم (34061).

فالرجل المبهم هو رباح، وقد كان وكيع إذا استضعف رجلًا لم يُسمِّه كما نصَّ عليه الإمام أحمد، وقد ضعَّف جماعةٌ رباحَ المكي، وقال بعضهم: صالح، انظر: تهذيب الكمال (9/ 48 - 49).

فالإسناد لا بأس به.

ص: 450

واحِدُهُ عبقرية، ولهذا وُصِفَ

(1)

بالجمع".

وتأمَّل كيف وصَفَ سبحانه وتعالى الفُرش بأنَّها مرفوعة، والزرابي بأنَّها مبثوثة، والنمارق بأنَّها مصفوفة، فرفْعُ الفرش دالٌ على سُمْكِهَا ولينها، وبثُّ الزرابي دالٌّ على كثرتها، وأنَّها في كل موضع لا يختصُّ بها صدر المجلس دون مؤخره وجوانبه، وصفُّ

(2)

المساند، يدلُّ على أنَّها مهيأة للاستناد إليها دائمًا، ليست مُخَبَّأة تُصَفُّ في وقتٍ دون وقتٍ، واللَّهُ أعلمُ.

(1)

في "د": "يُوْصَف".

(2)

في "هـ": "ووصف".

ص: 451

الباب الحادي والخمسون في ذكر خيامهم وسررهم وأرائكهم وبشخاناتهم

(1)

قال اللَّهُ تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)} [الرحمن: 72]، وفي "الصحيحين"

(2)

من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن

(1)

جمع بشخانة: وهي كلمة فارسية معرَّبة، مركَّبة من بشه: أي البعوض، ومن خانه: أي البيت، والمعنى بيت البعوض، وهي الكِلَّة التي تسمِّيها العامة "ناموسية": "وهي غثاء رقيق يخاط كالبيت، يتوقَّى به من البعوض. انظر: المعجم العربي لأسماء الملابس ص (66)، ومعجم عطيَّة في العامي والدخيل ص (171).

(2)

هذا الحديث وقع فيه اختلاف في لفظة "ستون ميلًا"، وبيانه مختصرًا:

يرويه أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد اللَّه بن قيس عن أبيه.

- فرواهُ الحارث بن عبيد عن أبي عمران به.

باللفظ الأوَّل الَّذي ساقه المؤلف عند مسلم (2838) - (23).

- ورواهُ عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي عمران به.

باللفظ الثاني عند البخاري (4598)، ومسلم (2838) - (24) والَّلفظ له.

- ورواهُ همام بن يحيى العوذي عن أبي عمران واختلف عنه:

* فرواهُ محمد بن المنهال عن همام به باللفظ الرَّابع "ثلاثون ميلًا".

أخرجه البخاري (3071) وأشار إلى هذا الاختلاف.

* ورواهُ يزيد بن هارون وعفان بن مسلم وعبد الصمد وعاصم بن علي ومحمد بن كثير كلهم عن همام به بلفظ "ستون ميلًا".

أخرجه مسلم (2838) - (25)، وأحمد (4/ 419)، وأبو عوانة كما في الإتحاف (10/ 114)، وأبو الشيخ في العظمة رقم (606) وغيرهم.

وهذا الصحيح "ستون ميلًا"، ولعلَّ الاضطراب من همام بن يحيى فقد كان يحدث حفظًا، حتَّى إذا كان في آخر عمره صار يرجع إلى كتابه وممَّن =

ص: 453

النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ للمؤمن في الجنَّة لخيمة من لؤلؤةٍ واحدةٍ مجوَّفة طولها ستون ميلًا، للمؤمن

(1)

فيها أهلون يطوف عليهم المؤمنُ فلا يرى بعضهم بعضًا".

وفي لفظٍ لهما: "في الجنَّة خيمةٌ من لؤلؤةٍ مجوفة، عرضها ستون ميلًا في كلِّ زاوية منها أهلٌ، ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن".

وفي لفظٍ آخر لهما أيضًا: "الخيمة دُرَّة طُولها في السماء ستون ميلًا، في كلَّ زاوية منها أهل

(2)

، لا يراهم الآخرون".

وللبخاري وحده في لفظ: "طُولُها ثلاثون ميلًا".

وهذه الخيام غير الغُرَفِ والقصور، بل هي خيام في البساتين، وعلى شواطئ الأنهارِ.

وقال ابن أبي الدنيا: حدثنى الحسين بن عبد الرحمن عن أحمد بن أبي الحواري قال: سمعتُ أبا سليمان قال: ينشأ خلق الحور العين إنشاءً، فإذا تكامل خلقهنَّ ضربت عليهنَّ

(3)

الملائكة الخيام

(4)

.

= روى عنه أخيرًا عفان بن مسلم وبهز بن أسد وحبَّان بن هلال.

وممَّا يدلُّ على عدم ضبط همَّام له، ما رواهُ عبد الصمد عن همام عن قتادة نحوه، فذكر "قتادة" بدل "أبي عمران"، واللَّه أعلم.

(1)

من مسلم.

(2)

في "ب، ج": "أهلُ المؤمن"، وفي "د":"أهلٌ للمؤمن".

(3)

في "ب، د، هـ": "عليهم" وهو خطأ.

(4)

أخرجه ابن أبي الدنيا برقم (318).

ص: 454

وقال بعضهم: لمَّا كُنَّ أبكارًا، وعادة

(1)

البكر أنْ تكون مقصورة في خدرها، حتَّى يأخذها بعلها، أنشأ اللَّهُ سبحانه وتعالى الحور وقصرهنَّ في خدور الخيام، حتى يجمع بينهنَّ وبين أوليائه في الجنَّة.

وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا إسحاق، حدثنا سفيان، عن جابر عن القاسم بن أبي بَزَّة عن أبي

(2)

عبيدة عن مسروق عن عبد اللَّه رضي الله عنه قال: "لكلِّ مسلمٍ خيرةٌ، ولكلِّ خيرةٍ خيمةٌ، ولكلِّ خيمةٍ أربعة أبواب، يدخل عليها كلَّ يومٍ من كلِّ بابٍ تحفةٌ وهديةٌ وكرامةٌ لم تكن قبل ذلك، لا مَرِحاتٍ

(3)

ولا ذفرات، ولا بخرات ولا طَمَّاحات، حورٌ عينٌ كأنَّهنَّ بيضٌ مكنون"

(4)

.

(1)

من قوله "ضربت" إلى "وعادة" سقط من "ج".

(2)

قوله "بزَّة عن أبي" سقط من "ج"، ووقع في "د""بردة" بدل "بزَّة" وهو خطأ.

(3)

في "هـ""مرجات"، وفي "ب، د""مزجات" وصُحِّحت في حاشية "ب" إلى "سخرات".

(4)

أخرجه ابن أبي الدنيا برقم (320)، وابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 65) رقم (34045) مختصرًا، والطبري في تفسيره (27/ 158) مختصرًا.

ورواه ابن المبارك في الزهد (238) عن سفيان الثوري به نحوه.

وفيه جابر بن يزيد الجعفي ضعيف، وقد اتُّهم بالكذبِ.

المرِحات من المَرَح، وهو التَّبختر والاختيال. والذَّفِرات، من الذَّفَر، وهو الصُّنَان وخُبْث الريح. والبَخِرات، من البَخَر، وهو الرائحة والنَّتَن يكون في الفم وغيره. والطَّمَّاحات، يقال: امراة طمَّاحة: هي التي تُكِرُّ بنظرها يمينًا وشمالًا إلى غير زوجها. انظر لسان العرب (2/ 534 و 591) و (4/ 47 و 307).

ص: 455

حدثنا علي بن الجعد حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعتُ أبا الأحوص يُحدِّثُ عن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} قال: "دُرٌّ مُجوَّف"

(1)

.

وقال ابن المبارك: أنبأنا سليمان التيمي عن قتادة عن خُلَيد العَصَرِي عن أبي الدرداء

(2)

رضي الله عنه قال: "الخيمة لؤلؤةٌ واحدةٌ لها سبعون بابًا كلُّها من دُرَّةٍ"

(3)

.

قال ابن المبارك: وأخبرنا همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "الخيمة درةٌ مجوفةٌ فرسخٌ في فرسخٍ، لها أربعة آلاف مصراعٍ من ذهبٍ"

(4)

.

(1)

أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة رقم (326)، وابن وهب في التفسير -من جامعه- (1/ 140) رقم (325)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 66) رقم (34050)، والطبري (27/ 161): من طريق شعبة به مثله.

- ورواهُ مسعر عن عبد الملك عن أبي الأحوص قوله مثله، (ولم يذكر ابن مسعود).

أخرجه ابن المبارك في الزهدِ -رواية نُعيم- رقم (247)، وهناد في الزهد رقم (53).

(2)

عند ابن المبارك زاد "ولم يجاوز به خليدًا"، وعند ابن أبي الدنيا نحوه.

(3)

أخرجه ابن المبارك في الزهد -رواية نُعيم- رقم (250)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة رقم (327).

- ورواه معتمر بن سليمان عن أبيه سليمان التيمي عن قتادة عن خليد قال: لقد ذكر لي أنَّ الخيمة لؤلؤ. . ".

أخرجه الطبري (27/ 161) وسنده صحيح إلى خليد.

(4)

أخرجه ابن المبارك في الزهد رواية نعيم رقم (249)، وابن أبي شيبة (7/ 65) رقم (34047)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة رقم (328)، =

ص: 456

وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا فضيل

(1)

بن عبد الوهاب حدثنا شريك عن منصور عن مجاهد: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) } [الرحمن: 72] قال: "في خيام اللؤلؤ، والخيمة لؤلؤة واحدة"

(2)

.

حدثني محمد بن جعفر حدثنا منصور حدثنا يوسف بن الصَّبَّاح عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ [124/ ب] فِي الْخِيَامِ (72) } قال: "الخيمة من دُرَّةٍ مجوَّفة طولها فرسخ، وعرضها فرسخ، ولها ألفُ بابٍ من ذهبٍ، حولها سُرَادِق دَوْرُه خمسون فرسخًا، يدخل عليه من كلَّ بابٍ منها مَلَك بهدية من عند اللَّه عز وجل وذلك قوله: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ} [الرعد: 23] "

(3)

واللَّهُ

= والبيهقي في البعثِ رقم (333) من طرق عن همام به.

- ورواهُ سعيد بن أبي عروبة وأبو العوَّام ومعمر كلهم عن قتادة قال: ذُكر لنا أنَّ ابن عباس كان يقول فذكره، هذا لفظ سعيد.

أخرجه الطبري (27/ 162)، وعبد الرزاق في تفسيره (2/ 215)، وابن أبي شيبة (7/ 66) رقم (34051) وغيرهم.

قلتُ: طريق ابن أبي عروبة ومن تابعه أصح، وعليه فالإسناد ضعيف لجهل الواسطة بين قتادة وابن عباس.

(1)

في "ب، هـ": "فضل" وهو خطأ.

(2)

أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة رقم (329).

- ورواهُ جرير وعمرو بن أبي قيس كلاهما عن منصور به بلفظ "خيام اللؤلؤ".

أخرجه الطبري (27/ 162) لكن شيخ الطبري ابن حميد متَّهم.

- ورواهُ الثوري عن منصور عن مجاهد قال: "الخيمة در مجوفة".

أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 66)، وهناد في الزهد (17)، وهو ثابت عنه.

(3)

أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة رقم (332). =

ص: 457

أعلم.

وأمَّا السُّرَر: فقال تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20) } [الطور: 20]، وقال تعالى:{ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ} [الواقعة: 13 - 16] وقال تعالى: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) } [الغاشية: 13].

فأخبر تعالى عن سُرُرِهم بأنَّها مصفوفة بعضها إلى جانب بعض، ليس بعضها خلف بعض، ولا بعيدًا من بعض، وأخبر أنَّها موضونة، والوَضْن في لغتهم: النضد والنسج المضاعف، يقال: وَضَنَ فلان الحجر والآجُرَّ بعضه فوق بعض، فهو موضون.

وقال الليث: "الوَضْنُ: نسج السرير وأشباهه

(1)

، ويقال: درع موضونة مقاربة في النسج. وقال رجل من العرب لامرأته: ضِني متاع البيت: أي قاربي بعضه مِن بعض.

وقال أبو عبيدة والفراء والمبرد وابن قتيبة: موضونة: منسوجة مضاعفة متداخلة، بعضها على بعض، كما تُوضن حلق الدرع، ومنه

= وفيه محمد بن جعفر وهو المدائني: قال أحمد وأبو داود: لا بأس به، وقال أحمد مرَّة:"لا أحدث عنه بشيءٍ أبدًا"، وقال أبو حاتم:"يكتب حديثه، ولا يُحتج به"، وقال ابن حجر:"صدوقٌ فيه لين"، انظر تهذيب الكمال (25/ 10 - 12).

ويوسف بن الصباح الفزاري: لم أقف عليه.

(1)

وتتمته "بالجوهر والثياب، وهو موضون"، انظر: معجم تهذيب اللغة للأزهري (4/ 3908).

ص: 458

سُمِّي الوَضين، وهو نطاق من سيور

(1)

ينسج، فيدخل بعضه

(2)

على بعض، وأنشدوا للأعشى:

ومن نسج داودَ موضونة

تساقُ مع الحيِّ عِيْرًا فَعِيرًا

(3)

قالوا موضونة: منسوجة بقضبان الذهب مشبَّكة

(4)

بالدرِّ والياقوت والزبرجد.

قال هشيم: حدثنا حصين، عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "مرْمولة

(5)

بالذهب"

(6)

.

وقال مجاهد: "موصولة

(7)

بالذهب"

(8)

، وقال

(1)

في "ب، هـ": "ستور".

(2)

في "ج": "بعضها".

(3)

انظر: ديوان الأعشى ص (71)، وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة (2/ 248).

(4)

في "أ": "مسبكة".

(5)

في "ب، د، هـ": "مزمولة"، والمرمولة: المضفورة المنسوجة. . . انظر وصف الفردوس لابن حبيب ص (90).

(6)

أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة (166)، والبيهقي في البعث (337).

ورواه الثوري وأبو يوسف القاضي وأشهل كلهم عن حصين به مثله.

أخرجه هناد في الزهد رقم (77)، وأبو نعيم في صفة الجنَّة رقم (412)، وابن وهب في التفسير من جامعه رقم (313) وغيرهم.

وهو صحيح عن ابن عباس.

(7)

كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج وكتب التفسير "مرمولة"، وذكر الماوردي في تفسيره "موصولة بالذهب" لكن نسبه لابن عباس. انظر: النكت والعيون (5/ 450).

(8)

أخرجه هناد في الزهد رقم (74 و 76)، وابن أبي شيبة (7/ 67) رقم =

ص: 459