المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

كالرَّمان ليست متدليَّة إلى أسفل، ويُسَمَّيْن نواهد وكواعب (1) .   ‌ ‌فصل روى البخاري في - حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم - جـ ١

[ابن القيم]

الفصل: كالرَّمان ليست متدليَّة إلى أسفل، ويُسَمَّيْن نواهد وكواعب (1) .   ‌ ‌فصل روى البخاري في

كالرَّمان ليست متدليَّة إلى أسفل، ويُسَمَّيْن نواهد وكواعب

(1)

.

‌فصل

روى البخاري في "صحيحه"

(2)

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لَغَدْوةٌ في سبيل اللَّهِ أو رَوحةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها، ولَقَابُ قوسِ أحدكم أو موضع قِيْدِهِ -يعني: سوطهِ- من الجنَّة خيرٌ من الدنيا وما فيها، ولو اطَّلعت امرأةٌ من نساء أهل الجنَّة إلى الأرضِ لملأت ما بينهما ريحًا، ولأضاءتْ ما بينها، ولنصيفها على رأسها خيرٌ من الدنيا وما فيها".

وفي "الصحيحين"

(3)

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أوَّل زُمرةٍ تدخل الجنَّة على صورة القمر ليلة البدرِ، والتي تليها على أضوإِ كوكبٍ دُرِّيٍّ في السَّماءِ، ولكلَّ امرئٍ منهم زوجتان اثنتان، يُرى مُخُّ سُوقِهِمَا من وراء اللحم، وما في الجنَّة أعزب".

وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة حدثنا يونس عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم:"للرجل من أهل الجنَّة زوجتان من حور العينِ، على كلَّ واحدةٍ سبعون حُلَّة يُرى مُخُّ ساقها من وراء الثياب"

(4)

.

(1)

من "ب، د".

(2)

رقم (2643).

(3)

تقدم في ص (256).

(4)

تقدم في ص (256).

ص: 496

وقال الطبراني: حدثنا بكر بن سهل الدمياطي، حدثنا عمرو بن هاشم

(1)

البيروتي، حدثنا سليمان بن أبي كريمة عن هشام بن حسَّان عن الحسن عن أُمِّه عن أمِّ سلمة قالت: قلتُ يا رسول اللَّه أخبرني عن قول اللَّه عز وجل {وَحُورٌ عِينٌ (22) } [الواقعة: 22] قال: {وَحُورٌ} بيضٌ. {عِينٌ} : ضخام العيون، شفر

(2)

الحوراء بمنزلة جناح النسر. قلتُ: أخبرني عن قوله عز وجل: {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) } [الطور: 24]. قال: صفاؤهنَّ صفاء الدر الَّذي في الأصداف الَّذي لم تمسه الأيدي. قلتُ: يا رسول اللَّه أخبرني عن قوله عز وجل: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) } [الرحمن: 70] قال: "خَيْرَاتُ الأخلاق، حسان الوجوه". قلتُ: يا رسول اللَّه أخبرني عن قوله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) } [الصافات: 49]، قال: رِقَّتهنَّ كرقة الجلدِ الَّذي رأيته في داخلِ البيضة ممَّا يلي القشْر، وهو الغِرْقِئُ قلتُ: يا رسول اللَّهِ أخبرني عن قوله عز وجل: {عُرُبًا أَتْرَابًا (37) } [الواقعة: 37]، قال: هنَّ الَّلواتي قُبضْنَ في دار الدنيا عجائز رُمْصًا شُمْطًا خلقهنَّ اللَّه بعد الكِبَر، فجعلهنَّ عذارى، عُرُبًا: متعشِّقاتٍ محبَّباتٍ، أترابًا: على ميلادٍ واحد. قلتُ: يا رسول اللَّهِ نساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة. قلتُ: يا رسول اللَّهِ وبِمَ ذاك، قال: بصلاتهنَّ وصيامهنَّ، وعبادتهنَّ اللَّه تعالى، ألبس اللَّه وجوههنَّ النور، وأجسادهنَّ الحرير، بيضُ الألوان، خضر الثياب،

(1)

في "ب، د" والطبراني "هشام" وهو خطأ. انظر الجرح والتعديل (6/ 268).

(2)

في "أ، د، ج، هـ": "شَعَر".

ص: 497

صفر الحلي، مجامرهنَّ الدُّر، وأمشاطهنَّ الذهبُ، يقلْن نحن الخالدات فلا نموتُ، ونحن النَّاعمات فلا نبؤس أبدًا، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا، ونحن الرَّاضيات فلا نسخط أبدًا، طوبى لمن كُنَّا له وكان لنا. قلتُ: يا رسول اللَّه المرأة منَّا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة ثمَّ تموتُ فتدخل الجنَّة، ويدخلون معها، مَنْ يكون زوجها؟ قال: يا أم سلمة إنَّها تُخَيَّر فتختار أحسنهم خُلقًا، فتقول: أي ربِّ، إنَّ هذا كان أحسنهم معي خلقًا في دار الدنيا فزوَّجْنِيه، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة"

(1)

.

تفرَّد به سليمان بن أبي كريمة: ضعَّفه أبو حاتم، وقال ابن عدي:"عامَّة أحاديثه مناكير، ولمَ أرَ للمتقدمين فيه كلامًا ثمَّ ساق هذا الحديث من طريقه، وقال: لا يعرف إلَّا بهذا السند".

وقال أبو يعلى الموصلي: حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد حدثنا أبو رافع إسماعيل بن رافع، عن محمد بن زياد عن محمد بن كعب القُرَظِي عن رجل من الأنصارِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: حدثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو في طائفةٍ

(1)

أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 257)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 138).

والحديثُ منكر لا يثبت، علَّته سليمان بن أبي كريمة الشامي.

قال العقيلي: "يحدث بمناكير .... منها، ثمَّ ذكر هذا الحديث ثمَّ قال: ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلَّا به".

قال ابن عدي: "هذا منكر. . . ".

ص: 498

من أصحابه، فذكر حديث الصور وفيه: "فأقولُ يا ربِّ وعدتني الشفاعة فشفَّعني في أهل الجنَّة يدخلون الجنَّة، فيقول اللَّه تعالى: قد شفَّعتك وأذِنْت لهم في دخول الجنَّة، فكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: والَّذي بعثني بالحقِّ، ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهلِ الجنَّة بأزواجهم ومساكنهم، فيدخل رجلٍ منهم على ثنتين وسبعين زوجةً ممَّا ينشئ اللَّهُ، وثنتين من ولدِ آدم لهما فضل على من أنشأ اللَّهُ، بعبادتهما اللَّه عز وجل في الدنيا، يدخلُ على الأولى منهما في غرفة من ياقوتةٍ على سرير من ذهب مكلَّل باللؤلؤ عليه سبعون زوجًا من سُندس وإستبرق، وإنَّه ليضع يده بين كتفيها، ثمَّ ينظر إلى يده من صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها، وإنَّه لينظر إلى مخَّ ساقها، كما ينظر أحدكم إلى السلك في قَصَبَةِ الياقوت، كَبِدُهُ لها مرآة، وكبدها له مرآة، فبينا هو عندها لا يملها ولا تمله، ولا يأتيها من مرَّة إلَّا وجدها عذراء، ما يفتر ذَكَرُهُ، ولا يشتكي قُبُلُهَا، فبينا هو كذلك إذ نودي إنَّا قد عرفنا أنَّك لا تَمَلُّ ولا تُمَلُّ، إلَّا أنَّه لا منيَّ ولا منيَّة، إلَّا أنْ تكون له أزواج غيرها فيخرج فيأتيهنَّ واحدةً واحدةً كلما جاء واحدة

(1)

قالت: واللَّهِ ما في الجنَّة شيءٌ أحسن منك، وما في الجنَّة شيءٌ أحبّ إليَّ منكَ"

(2)

.

هذا قطعةٌ من حديث الصور الَّذي تفرَّد به إسماعيل بن رافع، وقد روى له الترمذي وابن ماجه وضعَّفه أحمد ويحيى وجماعة. وقال

(1)

قوله: "جاء واحدة" في "ب": "جاءت" وسقط "واحدة" من "أ".

(2)

تقدم الكلام عليه ص (261 - 262).

ص: 499

الدارقطني وغيره: "متروك الحديث". وقال ابن عدي: "عامة أحاديثه فيها نظر". وقال الترمذي: "ضعفه بعض أهل العلم. وسمعت محمدًا، يعني البخاري - يقول: هو ثقة مقارب الحديث".

وقال لي شيخنا أبو الحجاج الحافظ: "هذا الحديث مجموع من عدة أحاديث ساقه إسماعيل أو غيره هذه السياقة، وشرحه الوليد بن مسلم في كتاب مفرد، وما تضمنه معروف في الأحاديث". واللَّه أعلم.

وقال عبد اللَّه بن وهب: حدثنا عمرو أن دراجًا حدثه، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إن أدنى أهل الجنة منزلة، الذي له ثمانون ألف خادم، واثنتان وسبعون زوجة، وينصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية وصنعاء"

(1)

.

رواه الترمذي

(2)

؛ ولكنَّ دراجًا أبا السمح بالطريق، قال أحمد:"أحاديثه مناكير"، وقال النسائي:"منكر الحديث"، وقال أبو حاتم:"ضعيف"، وقال النسائي أيضًا:"ليس بالقوي"، وساق له ابن عدي أحاديث وقال:"عامتها لا يتابع عليها"، وقال الدارقطني:"ضعيف"، وقال مرة:"متروك". وأما يحيى بن معين: فقد وثقه، وأخرج عنه أبو حاتم بن حبان في "صحيحه"، وقال عثمان بن سعيد الدارمي، عن علي بن المديني:"هو ثقة".

(1)

أخرجه ابن أبي داود في البعث (78)، وابن حبان (7401).

(2)

برقم (2562) من طريق: رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث به.

ص: 500

وقال ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:{كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) } [الرحمن: 58] قال: "ينظرُ إلى وجهه في خدَّها أصفى من المرآة، وانْ أدنى لؤلؤةٍ عليها لتضيءُ ما بين المشرق والمغربِ، وإنَّهُ ليكون عليها سبعون ثوبًا ينفذها بَصَرُهُ حتَّى يُرى مُخُّ ساقِهِا من وراء ذلك"

(1)

.

وقال الفِرْيابي: أنبأنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن حدثنا خالد ابن يزيد بن

(2)

أبي مالك عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أُمامة رضي الله عنه عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبدٍ يدخل الجنَّة إلَّا ويزوج ثنتين وسبعين زوجة: ثنتان من الحور العين، وسبعون من أهل ميراثه من أهل الدنيا، ليس منهنَّ امرأة إلَّا ولها قُبُلٌ شهيٌّ، وله ذكَرٌ لا ينْثني"

(3)

.

قلتُ: خالد هذا هو ابن

(4)

يزيد بن عبد الرحمن الدمشقي: وهَّاهُ ابن معين، وقال أحمد:"ليس بشيءٍ"، وقال النسائي:"غير ثقة" وقال

(1)

تقدم الكلام عليه في ص (432 - 433).

(2)

في "ب، د": "عن" وهو خطأ.

(3)

أخرجه أبو نعيم في صفة الجنَّة رقم (370): من طريق الفريابي به مثله.

وأخرجه ابن ماجه (4337)، وابن عدي في الكامل (3/ 11)، والبيهقي فى البعث (406). من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك به مثله.

والحديث من مناكيره، كما ذكر المؤلف رحمه الله.

انظر: تهذيب الكمال (8/ 196 - 199).

(4)

في "أ": "بن أبي" وهو خطأ.

ص: 501

الدَّارقطني: "ضعيف"، وذكر ابن عدي له هذا الحديث ممَّا أنكره عليه.

وقال أبو نعيم: حدثنا إبراهيم بن عبد اللَّه حدثنا

(1)

محمد بن حمويه حدثنا أحمد بن حفص حدثني أبي

(2)

حدثني إبراهيم بن طهمان عن الحجاج عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لِلمُؤمن في الجنَّة ثلاثٌ وسبعون زوجة"، فقلنا يا رسول اللَّهِ أَوَ له قُوَّة ذلك؟ قال:"إنَّه ليُعْطَى قوَّة مئة"

(3)

.

قلتُ: أحمد بن حفص هذا هو السَّعدي، له مناكير، والحجَّاجُ هو ابن أرطاة.

(1)

في "هـ": "بن" وهو خطأ.

(2)

قوله "حدثني أبي" سقط من "أ".

(3)

أخرجه أبو نعيم في صفة الجنَّة (2/ 213) رقم (372).

وأخرجه إبراهيم بن طهمان في مشيخته رقم (58) عن الحجاج عن قتادة به.

إلَّا أنَّه قالَ "ثلاثون زوجة" بدل "ثلاث وسبعون زوجة".

وهذا هو الصواب، فإنَّ راوي النسخة عن ابن طهمان: هو أبو القاسم الفضل بن جعفر بن المؤذن عن أبي بكر محمد بن عبدوس النيسابوري عن أحمد بن حفص بن عبد اللَّه بن راشد النيسابوري عن أبيه حفص عنه.

وأحمد بن حفص وأبوهُ صدوقان، والحجاج هو ابن الحجاج الباهلي البصري ثقة.

وقد توبع الحجاج، تابعه عمران القطان كما سيأتي قريبًا ص (505)؛ لكن خالفه في المتن، فقال:"يُعطى المؤمن في الجنَّة قوَّة كذا وكذا من الجماع".

قلتُ: وهذا يدلُّ على غرابة هذا الحديث عن قتادة فاللَّهُ أعلمُ بثبوته.

ص: 502

وقال الطبراني: حدثنا أحمد بن علي الأبَّار، حدثنا أبو همَّام الوليد ابن شُجاع. وأنبأنا محمد بن أحمد بن هشام السجزي

(1)

ببغداد، حدثنا عبد اللَّه بن عمر بن أبان قالا: حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول اللَّه، هل نَصِلُ إلى نسائنا في الجنَّة؟ فقال: إنَّ الرَّجل لَيصِلُ في اليومِ إلى مئة عذراء"

(2)

.

قال الطبراني: "لم يروهِ عن هشام إلَّا زائدة تفرَّد به الجعفي".

(1)

في "أ": "الشجري".

(2)

أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 210) رقم (718) وابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة (273)، والبزار في مسنده (3525)، وأبو نعيم في صفة الجنَّة (373) وغيرهم. من طريق حسين الجعفي به.

وهذا الحديث ممَّا أُنكر على حسين الجعفي - وهو ثقة - وأنَّه وهم فيه.

فرواهُ أبو أُسامة عن هشام عن زيد العمي عن ابن عباس.

كما سيأتي عند المؤلف.

أخرجه هناد في الزهد (88)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة (272)، وأبو نعيم في صفة الجنَّة (374)، والبيهقي في البعث (404) وغيرهم.

وهذا هو الصحيح، وطريق حسين الجعفي معلول، قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان: هذا خطأ، إنَّما هو هشام بن حسان عن زيد العمي عن ابن عباس، قال ابن أبي حاتم: قلتُ لأبي ممَّن الوهم؟ قال من حسين".

انظر: العلل لابن أبي حاتم (2/ 213).

وعليه: فإسناد حديث ابن عباس ضعيف؛ للانقطاع بين زيد العمي وابن عباس، وأيضًا لضعف زيد العمي.

والحديث ضعفه الخطيب البغدادي في الموضح (2/ 95)، والهيثمي والبوصيري. المجمع (10/ 416).

ص: 503