الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنطاكية ومدينة حلب والإسكندرونة. أما في جنوب الشام فلسطين فأعظم الأرض شأناً ما يسقى شمالي بحيرة الحولة حيث نهر الحاصباني والبانياسي واللَّدان أي أصل الأردن. ثم الغوير ومجدل طبرية ثم بيسان وما حولها مما يسقى من نهر الجالوت ثم سهل عكا ثم ضواحي مدينة يافا حيث يسقى نحو 2000 هكتار من شجر البرتقال والليمون بواسطة آبار ترفع مياهها بالمحركات.
ومما يستطاع إسقاؤه من الأرض في المستقبل إذا وجد رأس المال الكافي للقيام
بأعمال عظيمة للري. حتى لتبلغ مساحته ضعفي المساحة التي تسقى اليوم وربما إلى ثلاثة أضعافها، الأراضي الواقعة حول النهر الأسود عند مصبه وحول نهر عفرين وسهل العمق نحو 200000 هكتار وسهل الغاب الممتد شمالي قلعة شيزر سيجر نحو 60000 هكتار والسهل الواقع شرقي جسر الشُّغُر والسهل الممتد بين صيدا وصور وحول بحيرة الحولة وأرض واسعة في الغور بين بحيرة طبرية وبحيرة لوط الخ.
زروع الشام وأشجارها:
نذكر هنا بإيجاز أهم ما يزرع في الشام من الحبوب والبقول والنباتات الصناعية وما يغرس من الشجر المثمر، ثم ما ينبت لنفسه من النباتات الطبيعية المفيدة.
الحبوب: أهمها الحنطة فالشعير فالذرة الصفراء والبيضاء فالأرز فذرة المكانس.
الحنطة: أعظم الزروع شأناً وأغزرها محصولاً وأعمها انتشاراً. يقدر ما نتج منها في سنة 922 ب 345800 طن الطن أربعة قناطير في الشام عدا فلسطين وشرقي الأردن وأشهر أصنافها الحورانية والبياضية واليبرودية والبقاعية والحمارية والنورسية وحنطة عين غرة والدوشانية والشلمونية والهيتية. فالحورانية تعرف بساق متوسطة وسنبلة غليظة كثيفة مربعة ذات سفا لونها إلى سمرة وحب سمين قاس إلى حمرة. وهي أجود الأصناف وأعمها. تزرع في حوران ووادي العجم وفلسطين والبلقاء وحلب، وبالاختصار في كل أنحاء الشام على درجات متفاوتة. أما موطنها الأصلي فحوران. وللحنطة البياضية سنبلة بيضاء
طويلة وَبِرة نصف فَرِقة ذات سفا، وحب أبيض سمين مكسره نصف دقيقي وهذا الصنف يزرع في الغوطة والمرج ووادي العجم خاصةً.
وللقمح اليبرودي ساق طويلة صلبة ثخينة نصف فارغة، وسنبلة مستطيلة كثيفة ذات سفا، وحبات ضاربة إلى البياض مكسرها قرني. وهذا الصنف يزرع في
دومة وقلمون. وللحنطة البقاعية سنبلة دكناء إلى سواد، وحب إلى سمرة وهي تزرع في البقاع. أما القمح الحماري فهو يزرع في جمص وحماة وما جاورهما. وأما النورسي فيزرع في فلسطين وهو يعرف بسنبلة مستطيلة ذات سفا، وحبات مستطيلة حنطية إلى حمرة.
وقمح عين غرة أشهر الأنواع في الغوطة، وله ساق طويلة فارغة. وسنبلة سمراء متوسطة الكثافة ذات سفا إلى سواد، وحب سمين طحيني اللون. أما الدوشاني فله سنبلة فرقة طويلة لا سفا لها، وحب أبيض ثخين، وهويزرع في البقاع وبعلبك وفي الغوطة على الندور. ويزرع السلموني في الأمكنة الجبلية ويعرف بسنبلة مستطيلة فرقة ذات سفا، وحب مستطيل ذي مكسر دقيقي. والقمح الهيتي من الأصناف التي تزرع في الكرك والبلقاء، وسنبلته ذات سفا، وحبه حنطي إلى حمرة. وقد جرب على القمح الطلياني في الغوطة فأتى بأحسن محصول.
الشعير: هو في الشام أشهر الزروع بعد الحنطة وأكثرها منتوجاً، وقد قدرت غلاته في سنة 1922 بنحو 182500 طن في الشام عدا فلسطين وعبر الأردن. وهوعلى صنفين العربي والرومي. فالعربي ساقه قصيرة فارغة وسنبلته على صفين وهي مستطيلة ذات سفا طويل. وحباته أقل غلظة من حبات الشعير الرومي. ينضج قبل الرومي وهو أشهر منه ولا يتطلب مثله أرضاً غنية. أما الشعير الرومي فسوقه غليظة فارغة يتخللها عقد ملآنة وسنبلته على ستة صفوف، وهي متوسطة الطول كثيفة ذات سفا. يكثر هذا الصنف في الغوطة والمرج وهو يتطلب أرضاً غنية مسمدة.
وتزرع الذرة الصفراء في أنحاء الشام في الأرض التي تسقى، أما الذرة البيضاء فتزرع عذياً في أنحاء فلسطين وفي عجلون ولا سيما في مرج ابن عامر. وأما الأرز
فيزرع في الحولة وهو قليل الشأن. ومن حبوب الفصيلة القرنية الشائعة ما
تُعلفه الماشية كالبيقية والجلبان والكرسنة والحلبة. ومن الكلإ الفصفصة وهي ذائعة في الأماكن التي تسقى.
البقول: لا تعيش أكثر الخضر والأبازير بلا ري في أقاليم الشام كافةً ولهذا يستدل من وجودها في أرض على كونها مما يمكن إسقاؤه. وأنواع الخضر التي تزرع كثيرة جداً وكلها تستهلك في القطر.
الزروع الصناعية: أشهرها القنب والقطن والسمسم. أما الكتان والنيلة والحناء والخشخاش والخروع فليست ذات بال في الشام. فالقنب يزرع في الغوطة وفي حلب، لكنه في الغوطة أعظم شأناً، إذ تقدر فيها مساحة الأرض التي تزرع قنباً بنحو ألف هكتار في كل سنة، أما في حلب فقلما تزيد على مائتي هكتار. وزراعة القنب رابحة لأسباب شتى أهمها كون هذا النبات لا يتطلب عنايات غير التعطين بعد قلعه، وكونه في مأمن من الأمراض والحشرات حتى إن الماشية لا تأكل ورقه. وقد ألف إقليم الغوطة الوسطى وصار من زروعها الأساسية التي لا يرجح عليها سوى أشجار الفولكه. ومن الغلط الفاحش أن يقوم بعضهم فيبحث في استبدال القطن به، لأن للقطن أقاليم غير إقليم الغوطة، ولأنه تصيبه عاهات لا تصيب القنب. هذا عدا العنايات التي تستلزمها زراعة القطن مما لا لزوم له في زرع القنب.
القطن: يمكن زرع القطن بلا ري في الشمال كمنطقة إدلب ودانة وريحا حيث قدر ما ينتج منه سنة 1923 بنحو 13000 بالة. وقد علمت أنه نتج هنالك وفي باقي المناطق التي يزرع القطن فيها نحو 15000 بالة في سنة 1925. ولكن للقطن الذي ينتج في البعل من أرض منطقة إدلب شعر غليظ مجعد وهو لا يصلح إلا للمنسوجات الغليظة، ولهذا لا يباع إلا بنحو نصف ثمن القطن المصري عادة. أما الأقطان المصرية فلا تنجب إلا في الأرض التي تسقى.
السمسم: زرع السمسم شائع في فلسطين وعجلون ولا سيما مرج ابن عامر حيث ينجب في ألأرض البعل كالذرة البيضاء. ويزرع منه قليل في الغوطة ووادي العجم وهناك يكون زرعاً مسقياً. والغاية من زرعه استخراج زيت الشيرج المعروف من بزوره وتتكون أثناء عصر هذه البزور مادة الطحينة المعلومة.