المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الحاكمي المعروف: بزيج ابن يونس، وهو في أربع مجلدات بسط - أبجد العلوم

[صديق حسن خان]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌القسم الأول: الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم

- ‌المقدمة: في بيان ما يطلق عليه اسم العلم ونسبته ومحله وبقائه وعلم الله تعالى

- ‌الباب الأول: في تعريف العلم وتقسيمه وتعليمه

- ‌الفصل الأول: في ماهية العلم

- ‌الفصل الثاني: فيما يتصل بماهية العلم من: الاختلاف والأقوال

- ‌الفصل الثالث: في تقسيم العلم

- ‌الفصل الرابع: في العلم المدون وموضوعه ومباديه ومسائله وغايته

- ‌الفصل الخامس: في بيان تقسم العلوم المدونة وما يتعلق بها

- ‌الفصل السادس: في بيان أجزاء العلوم

- ‌الفصل السابع: في بيان الرؤوس الثمانية

- ‌الفصل الثامن: في مراتب العلم وشرفه وما يلحق به

- ‌الفصل التاسع: في حالة العلماء

- ‌الباب الثاني: في منشأ العلوم والكتب

- ‌الفصل الأول: في سببه

- ‌الفصل الثاني: في منشأ إنزال الكتب واختلاف الناس وانقسامهم

- ‌الفصل الثالث: في أهل الإسلام وعلومهم

- ‌الفصل الرابع: في أن التعليم للعلم من جملة الصنائع

- ‌الباب الثالث: في المؤلفين والمؤلفات والتحصيل

- ‌الترشيح الأول: في أقسام التدوين وأصناف المدونات

- ‌الترشيح الثاني: في الشرح وبيان الحاجة إليه والأدب فيه

- ‌الترشيح الثالث: في أقسام المصنفين وأحوالهم

- ‌الترشيح الرابع: في بيان مقدمة العلم ومقدمة الكتاب

- ‌الترشيح الخامس: في التحصيل

- ‌الباب الرابع: في فوائد منثورة من أبواب العلموفيه مناظر وفتوحات

- ‌المنظر الأول: في العلوم الإسلامية

- ‌المنظر الثاني: في أن حملة العلم في الإسلام أكثرهم العجم

- ‌المنظر الثالث: في علوم اللسان العربي

- ‌المنظر الرابع: في أن الرحلة في طلب العلوم ولقاء المشيخة مزيد كمال في التعلم

- ‌المنظر الخامس: في أن العلماء - من بين البشر - أبعد عن السياسة ومذاهبها

- ‌المنظر السادس: في موانع العلوم وعوائقها

- ‌المنظر السابع: في أن الحفظ غير الملكة العلمية

- ‌المنظر الثامن: في شرائط تحصيل العلم وأسبابه

- ‌المنظر التاسع: في شروط الإفادة ونشر العلم

- ‌المنظر العاشر: فيما ينبغي أن يكون عليه أهل العلم

- ‌المنظر الحادي عشر: في التعلم

- ‌الباب الخامس: في لواحق الفوائد

- ‌مطلب: لزوم العلوم العربية

- ‌مطلب: العلوم العقلية وأصنافها

- ‌مطلب: في أن اللغة ملكة صناعية

- ‌مطلب: في أن لغة العرب لهذا العهد لغة مستقلة مغايرة للغة مضر وحمير

- ‌مطلب: في أن لغة أهل الحضر والأمصار لغة قائمة بنفسها مخالفة للغة مضر

- ‌مطلب: في تعليم اللسان المضري

- ‌مطلب: في أن ملكة هذا اللسان غير صناعة العربية ومستغنية عنها في التعليم

- ‌مطلب: في تفسير الذوق في مصطلح أهل البيان وتحقيق معناه وبيان أنه: لا يحصل غالبا للمستعربين من العجم

- ‌مطلب: في أن أهل الأمصار على الإطلاق قاصرون في تحصيل هذه الملكة اللسانية التي تستفاد بالتعليم

- ‌الباب السادس: في انقسام الكلام إلى فني: النظم والنثر

- ‌مطلب: أن لسان العرب وكلامهم على فنين

- ‌مطلب: في أنه لا تتفق الإجادة في فني المنثور والمنظوم معا إلا للأقل

- ‌مطلب: في صناعة الشعر ووجه تعلمه

- ‌مطلب: في أن صناعة النظم والنثر إنما هي في الألفاظ لا في المعاني

- ‌مطلب: في أن حصول هذه الملكة بكثرة الحفظ وجودتها بجودة المحفوظ

- ‌مطلب: في ترفع أهل المراتب عن انتحال الشعر

- ‌مطلب: في بيان المردف والمستزاد والمزدوجة

- ‌مطلب: في طبقات الشعراء

- ‌مطلب: في مدح المنظوم من الكلام والحمائل المنوطة بعواتق الأقلام

- ‌مطلب: في تعيين العلم الذي هو فرض عين على كل مكلف

- ‌مطلب: في طبقات أهل العلم

- ‌مطلب: في مباحث من الأمور العامة التي يكثر استعمالها والاشتباه بإهمالها

- ‌خاتمة القسم الأول في بيان تطبيق الآراء

- ‌فصل: في ماهية التطبيق وهليته

- ‌فصل: في موازين التحقيق

- ‌فصل: في أسباب الاختلاف

- ‌فصل: في ضوابط التطبيق

- ‌فصل: في الجرح والترجيح

- ‌فصل: في أمثلة التطبيق توضيحا للواهم وتمرينا للفاهم

- ‌خاتمة القسم الأول

- ‌القسم الثاني: السحاب المركوم الممطر بأنواع الفنون وأصناف العلوم

- ‌المقدمة في بيان أسماء العلوم وموضوعاتها وعدم تعين الموضوع في بعضها

- ‌باب الألف

- ‌باب الباء الموحدة

- ‌باب التاء

- ‌باب الثاء المثلثة

- ‌باب الجيم

- ‌باب الحاء المهملة

- ‌باب الخاء المعجمة

- ‌باب الدال المهملة

- ‌باب الذال المعجمة

- ‌باب الراء المهملة

- ‌باب الزاء المعجمة

- ‌باب السين المهملة

- ‌باب الشين المعجمة

- ‌باب الصاد المهلمة

- ‌باب الضاد المعجمة

- ‌باب الطاء المهملة

- ‌باب الظاء المعجمة

- ‌باب العين المهملة

- ‌باب الغين المعجمة

- ‌باب الفاء

- ‌باب القاف

- ‌باب الكاف

- ‌باب اللام

- ‌باب الميم

- ‌باب النون

- ‌باب الواو

- ‌باب الهاء

- ‌باب الياء التحتانية

- ‌القسم الثالث: الرحيق المختوم من تراجم أئمة العلوم

- ‌مدخل

- ‌علماء اللغة

- ‌علماء التصريف

- ‌علماء النحو

- ‌علماء المعاني والبيان

- ‌علماء العروض والقوافي

- ‌علماء الإنشاء والأدب

- ‌علماء المحاضرة

- ‌علماء الشعر

- ‌علماء التواريخ

- ‌علماء الحكمة

- ‌علماء المنطق

- ‌علماء الجدل

- ‌علماء الخلاف

- ‌علماء المقالات

- ‌علماء الطب

- ‌علماء أصول الفقه

- ‌علماء الفقه

- ‌ذكر حفاظ الإسلام

- ‌علماء الفرائض

- ‌علماء النجوم

- ‌علماء الحرمين

- ‌علماء اليمن

- ‌علماء الهند

- ‌علماء قنوج

- ‌علماء بلدة بهوبال المحمية

الفصل: الحاكمي المعروف: بزيج ابن يونس، وهو في أربع مجلدات بسط

الحاكمي المعروف: بزيج ابن يونس، وهو في أربع مجلدات بسط القول والعمل فيه وما أقصر في تحريره ولم ير في الأزياج - على كثرتها - أطول منه كان مختصا بعلم النجوم متصرفا في سائر العلوم وكان قد أفنى عمره في الرصد والتسيير للمواليد وعمل فيها مالا نظير له وكان يقف للكوكب توفي في سنة 393هـ، ودفن بداره وصلي عليه في الجامع بمصر.

أبو عبد الله محمد بن جابر بن سنان الحراني: الحاسب المنجم المشهور صاحب: الزيج الصابي له الأعمال العجيبة والأرصاد المتقنة وكان أوحد عصره في فنه وأعماله تدل على غزارة فضله وسعة علمه توفي سنة 317هـ، بموضع يقال له: قصر الحضر قال ابن خلكان: ولم أعلم أنه أسلم لكن اسمه يدل على إسلامه وله من التصنيفات: الزيج وهي نسختان الثانية: أجود وكتاب: معرفة مطالع البروج فيما بين أرباع الفلك في مقدار الاتصالات وشرح أربع مقالات بطليموس.

ص: 661

‌علماء الحرمين

الشيخ: علي بن محمد بن عريق عالم المدينة المنورة وخطيب مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان نائبا مناب أبيه في العلم والعمل والتقوى له تصانيف مفيدة.

منها: كتاب تنزيه الشريعة عن الأحاديث الموضوعة لخصه تلميذه: الشيخ رحمة الله السندي وهو في غاية اللطف من الاختصار.

الشيخ: أبو الحسن البكري المصري الشافعي: من آل أبي بكر الصديق رضي الله عنه كان جامعا بين العلم والعمل وهو ممن اتفقوا على: ولايته وجلالته وبلوغه رتبة الاجتهاد لا يفارق الكتاب من يده وينظر فيه دائما سئل عن شرب القهوة وذكر له أن المغاربة يحرمونه؟ فقال: كيف يدعى بالحرام وأنا أشرب منها؟.

تتلمذ عليه الشيخ علي المتقي وسمع منه الحديث وأخذ عنه الطريقة وكان ولده: محمد البكري شاعرا مفلقا جيدا له: تأليف في التوحيد سماه: تأبيد المنة بتأييد السنة.

توفي محمد المذكور في سنة 991هـ.

ولمحمد ولد يسمى: زين العابدين كان عالما كبيرا ومن مقالاته: إن أبا بكر أفضل من علي ولكن المحبة والانجذاب شيء آخر وهذا مذهبي ومواهبنا كلها على يدي سيدنا علي - رضي الله تعالى عنه.

الشيخ أبو بكر بن سالم اليمني الحضرمي: هو ممن جمع بين العلم والحال والولاية والسيادة له كلام عال وشعر حسن ينبئ عن حاله ومقامه:

فلولا وجود السر ما كان كائن

فتمت بذاك السر كل البرية

تمسك بنا والزم دقائق حسنا

وزرني بصرف الود تسعد بزورتي

ولي شرف المصطفى سيد الورى

بنسبته فقنا جميع الخليقة

وصلي على الهادي النبي وآله

وأصحابه والتابعين بجملة

الشيخ شهاب الدين أحمد بن الحجر المكي الهيتمي كان أعظم علماء عصره وفقهاء دهره لم يكن له نظير في الفقاهة في زمانه.

ص: 661

قال الشيخ عبد الحق الدهلوي: لا نسبة له بالشيخ ابن حجر العسقلاني الكبير في علم الحديث ولكن يحتمل أن يكون في الفقه مثله.

تتلمذ على الشيخ: زكريا المصري الآخذ عن الحافظ: ابن حجر العسقلاني.

له مؤلفات ممتعة منها: شرح الشمائل للترمذي وشرح الأربعين للنووي وشرح المشكاة في الحديث والزواجر عن اقتران الكبائر وهو: كتاب لم يؤلف مثله قبله والصواعق المحرقة في الرد على الروافض وشرح الهمزية في نعته صلى الله عليه وسلم وشرح عين العلم في السلوك وقلائد العقيان في مناقب النعمان.

توفي في سنة 975هـ. انتهى.

وكان له تعصب مع شيخ الإسلام: ابن تيمية شديد - عفا الله عنه ما جناه.

الشيخ أحمد أبو الحرام: كان من فقهاء المدينة وعلمائها وكان في علم القراءة آية باهرة وأستاذ الأساتذة في الديار الحرمية مات ولده الفاضل الصالح في حياته فحزن عليه حزنا شديدا وبكى عند نزعه فقال الولد: لا تحزن علي ابق أنت فإن في بقائك نفع الخلق وتلا هذه الآية: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}

مات رحمه الله في سنة 1001هـ، ودفن بالبقيع.

الشيخ محمد البهنسي: نسبة إلى: قرية من قرى مصر هاجر عنها إلى مكة المكرمة واستوطنها وتتلمذ على الرملي: تلميذ السيوطي وكان يقول: عملنا على كتب الأحاديث الصحاح ويستنبط في المسائل الفقهية ويجتهد لم أقف على عام وفاته رحمه الله.

السيد جعفر المدني: مدرس المسجد الشريف النبوي كان يقول: لما صنف القسطلاني كتابه: المواهب اللدنية وأورد فيه النقول من كتب السير والأحاديث قال له السيوطي:

نقلت هذه الأقوال من كتبي ولم تسمني ولا كتبي وإن كنت نقلتها من غير كتبي فأتني بأصولها؟ فعجز القسطلاني وكان قد نقلها من كتب السيوطي ولا يخلو ذلك من نوع خيانة وعدم ديانة. انتهى.

قلت: وقد فعل بكتبي مثل ذلك بعض أبناء الزمان أيضا لا أسميه حياء من الله تعالى.

الشيخ: أحمد بن علي بن عبد القدوس بن محمد العباسي الشناذي: تتلمذ في علم الحديث على: الشيخ: شمس الدين الرملي وعلى: والده وعلى: السيد غضنفر وروى عن: الشيخ: محمد بن أبي الحسن البكري وصحب: السيد: صبغة الله ولبس منه الخرقة وكان يقول: لو كان الشعراني حيا ما وسعه إلا اتباعي.

الشيخ: أحمد القشاشي بن محمد بن يونس الدجاني والدجانة: بتخفيف الجيم: قرية من قرى بيت المقدس كان يبيع القشاشة في المدينة المنورة وهي سقط المتاع يبيعها لستر حاله وإخفاء أمره وكان له اليد الطولى في علم الشريعة والحقيقة صحب المشائخ الكثيرة منهم: الشيخ: أحمد الشناذي ولما وفد عليه قال: مرحبا بمن جاء يقتبس منا علومنا.

ومن عجائب أحواله: أنه تلا القرآن الكريم من أوله إلى آخره في المنام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الشيخ عيسى المغربي: ما خرجت من عند القشاشي قط إلا والدنيا في عيني أحقر من كل حقير ونفسي أذل من كل ذليل ولو تكرر دخولي عليه مرات.

توفي رحمه الله 19 ذي الحجة سنة 1071هـ.

السيد: عبد الرحمن الإدريسي: الشهير بالمحجوب ولد بمكناسة بلدة بمغرب وساح الروم والشام ومصر

ص: 662

وجاور بمكة المكرمة ورحل إلى اليمن لزيارة أوليائها وقال: اليمن ينبت فيها الأولياء كما ينبت في الأرض البقل قلت: وكذا ينبت فيه العلماء بالكتاب والسنة أيضا مثل نبات البقل من الأرض وذلك من فضل الله تعالى على اليمن وما فيها - والله يختص برحمته من يشاء - وكان السيد المحجوب من مشائخ الحرمين المعروف: بالفضل والكرامة والولاية ذكر له ترجمة حافلة في: إنسان العين.

الشيخ: شمس الدين محمد بن العلاء البابلي حافظ الحديث في زمانه أستاذ أهل الحرمين ومصر أدرك ليلة القدر في بدء أمره ودعا الله - سبحانه - بأن يجعله مثل الحافظ: ابن حجر العسقلاني - رحمه الله تعالى - فأجاب الله نداءه.

وكان له روايات الصحيح للبخاري وسائر الكتب الحديثة عن الشيخ: سالم السهنوري ومسلسلات صحيحة ضبطها الشيخ: عيسى المغربي في رسالة وكأنها أصل لإثبات المتأخرين

توفي في سنة 1079هـ وبابل: قرية بمصر.

الشيخ عيسى الجعفري المغربي: حفظ القرآن وبرع في علوم الأعيان ورحل إلى جزائر وصحب السلجماسي قريبا من عشر سنين وتبحر عنده وأخذ عن: علماء قسطنطينية ومصر والحرمين وتوطن بمكة المكرمة له: معجم سماه: مقاليد الأسانيد.

تتلمذ عليه جمهور أهل الحرمين الشريفين وصار أستاذا لهم وكان من أوعية الحديث والقراءة.

قال السيد حسن باعمر: من أراد أن ينظر إلى شخص لا يشك في ولايته فلينظر إلى هذا وكان لا يعمل إلا بالسنة المطهرة غلب عليه أحزاب الشاذلية.

ألف لأبي حنيفة رحمه الله مسندا عنعن فيه اتصالاً توفي رحمه الله في سنة 1080هـ الهجرية.

الشيخ: إبراهيم الكردي: عارف بفنون العلم من: الفقه والحديث والعربية والأصلين

وله تصانيف في ذلك كلها رحل إلى بغداد والشام ومصر والحرمين وصحب القشاشي وروى عنه الحديث وكان يتكلم: بالفارسي والكردي والتركي والعربي وكان متصفا: بتوقد الذهن والتبحر في العلم والزهد والصبر والحلم والتواضع كان زيه زي عامة أهل الحجاز ولم يكن يلبس لبس المتفقهة ولا المتصوفة ولا يختار هيئاتهم: من تكبير العمامة وتطويل الأكمام.

قال الشيخ عبد الله العباسي: كان مجلسه روضة من رياض الجنة وكان يرجح كلام الصوفية على الحقائق الحكمية ويقول: هؤلاء الفلاسفة قاربوا عثورا على الحق ولم يهتدوا إليه

تاريخ وفاته

- إنا على فراقك يا إبراهيم لمحزنون.

محمد بن محمد بن سليمان المغربي: كان حافظا للحديث جامعا لفنون العلم لبس الخرقة عن الشيخ: أبي مدين المغربي وجد واجتهد في تصحيح كتب الحديث وأتقنها إتقانا كاملا حتى صار إماما بالحرمين الشريفين ومن ثقات الحفاظ زاده الله بسطة في العلم والجسم والعقل المتعلق: بالمعاد والمعاش على وجه الكماللم يذكر عام وفاته في: إنسان العين.

الشيخ: حسن العجيمي: واحد من شيوخ الحديث، جامع لفنون العلم فاق أقرانه في: الفصاحة والحفظ وجودة الفهم وصحب الشيخ عيسى المغربي واستفاد منه كثيرا وروى عن أحمد القشاشي والبابلي

ص: 663

والشيخ: زين العابدين بن عبد القادر الطبري - مفتي الشافعية - وكان حنفيا لكن يجمع بين الصلاتين في السفر ويقرأ الفاتحة خلف الإمام ولم يكن يلتزم مذهبا معينا في جميع الأمور بل يجوز التلفيق وكانت في عينيه هنة وكان مع ذلك إذا قرأ الحديث رئي على وجهه الأنوار وصار كأجمل من رئي في الدنيا وذلك سر قوله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله عبدا

" الحديث ضبط أسانيده في رسالة يعلم منها سعة علمه قال: يقول الناس: ولد العالم نصف العالم وصدقوا فإن العالم له نصفان: عا ولم وليس لواحد منهما معنى فكأنهم قالوا: ولد العالم لا معنى له يأتي كل رجب إلى المدينة المنورة ومعه كتاب من الكتب الستة يختمه في المسجد النبوي على طريق السرد تتلمذ عليه الشيخ: أبو طاهر المدني وشيخ مسند الوقت: الشاه ولي الله المحدث الدهلوي - رحمه الله تعالى.

الشيخ أبو طاهر محمد بن إبراهيم الكردي المدني: لبس الخرقة من أبيه واستجاز له أبوه من مشائخ كثيرين منهم: الشيخ محمد بن سليمان المغربي وأخذ النحو عن السيد: أحمد بن إدريس المغربي الذي كان سيبويه زمانه في العربية واكتسب فقه الشافعي عن الشيخ: علي الطولوني المصري والمعقول عن: المنجم الباشي الرومي والحديث عن الشيخ: حسن العجيمي وأحمد النخلي والشيخ: عبد الله البصري والشيخ: عبد الله اللاهوري وكان مجتهدا في الطاعة ومشتغلا بالعلم والمذاكرة رقيق القلب كثير البكاء قال في إنسان العين: لما حضرت عنده للوداع إلى الهند أنشدت بين يديه:

نسيت كل طريق كنت أعرفه

إلا طريقا يؤديني لربعكم

فغلب البكاء على الشيخ وتأثر تأثرا عظيما توفي رحمه الله في سنة 1145هـ الهجرية.

الشيخ تاج الدين الحنفي القلعي ابن القاضي: عبد المحسن كان مفتيا بمكة المكرمة صحب كثيرا من مشائخ الحديث وأخذ العلو منهم وكلهم أجازوه واستجاز له والده من الشيخ: عيسى المغربي وكان غالب تعلمه لعلم الحديث من الشيخ: عبد الله بن سالم البصري.

قال: عرضت عليه هذه الكتب على نهج البحث والتنقيح وقرأت الصحيحين على العجيمي وأجازني بجميع ما تصح له روايته.

ولازم الشيخ صالح الزنجاني واستفاد منه وتفقه عليه وحصل الرواية والإجازة عن الشيخ: أحمد النخلي والشيخ: أحمد القطان وغيرهما وتعلم منهما طريق الدرس.

وله إجازة عن الشيخ: إبراهيم الكردي وعنه روى الحديث المسلسل بالأولية.

قال الشيخ: ولي الله المحدث الدهلوي - في إنسان العين -: حضرت بمجلس درسه أياما حين كان يدرس البخاري وسمعت عليه: أطراف الكتب الستة وموطأ مالك ومسند الدارمي وكتاب الآثار لمحمد وأخذت الإجازة لسائر الكتب وحدثني بالحديث المسلسل بالأولية عن الشيخ: إبراهيم وهو أول حديث سمعته منه بعد عودتي من زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلمفي سنة 1243هـ.

قلت: وكان والدي السيد: أبو أحمد الحسن بن علي بن لطف الله الحسيني البخاري القنوجي قدس الله سره قد تتلمذ على الشيخ: عبد العزيز والشيخ: رفيع الدين ابني الشيخ ولي الله المحدث الدهلوي

ص: 664

المذكور ولي سند متصل إليه وإلى مشائخه بواسطة الشيخ: محمد يعقوب المهاجر المكي حفيده وكذا ينتهي سندي إلى القاضي: محمد بن علي الشوكاني بواسطة الشيخ: عبد الحق بن فضل الله الهندي المتوفي في سنة 1286هـ بمنى وإلى السيد: عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى مقبول الأهدل ولذلك ذكرت تراجم مشائخي من أهل الحديث النبوي صلى الله عليه وسلم في هذا الكتاب وإجازاتي مكتوبة في كتابي: سلسلة العسجد في ذكر مشائخ السند وبالله التوفيق وهو الهادي إلى سواء الطريق.

الشيخ محمد حياة السندي المدني: كان من العلماء الربانيين وعظماء المحدثين قرن العلم بالعمل وزان الحسن بالحلل.

واسم والده: ملا فلاريه من قبيلة: جاجر الساكنة في أطراف عادلبور: بليدة من توابع بكر.

ولد بالسند ورحل إلى الحجاز وحج وتوطن مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وتتلمذ على الشيخ: أبي الحسن السندي نزيل المدينة المكرمة وبرع في الحديث وأخذ الإجازة عن: خاتمة المحدثين الشيخ: عبد الله بن سالم البصري وشد حزامه على درس الحديث النبوي وأفنى عمره في خدمة الكلام المصطفوي وكان يعظ الناس قبل صلاة الصبح بالمسجد الشريف وانتفع به خلق كثير من العرب والعجم وأقبل عليه: أهل الحرمين ومصر والشام والروم والهند بالاعتقاد والانقياد وعاش عيشة مرضية ولقي الله سبحانه يوم الأربعاء السادس والعشرين من صفر سنة 1163هـ، ودفن بالبقيع.

ومن تلامذته: السيد العلامة: غلام علي آزاد البلجرامي والشيخ المحدث الفهامة: محمد فاخر الإله آبادي وغيرهما رحمهما الله تعالى.

الشيخ: صالح بن محمد بن نوح بن عبد الله بن عمر بن موسى الفلاني: من ذرية العلامة الحافظ: عليم بن عبد العزيز الأندلسي الشاطبي أخي بني سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإنما قيل له: الفلاني لأن آباءه نزلوا في دارهم واستوطنوها.

وفلان على ما في: اليانع الجني بضم الفاء وتشديد اللام -: قبيلة من فلانة - بالفوقية بدل النون -: أمة من السودان وأرضه التي نشأ بها تسمى: مسوف.

قال: وكان الفلاني فاضلا دينا صالحا ذا أسانيد عالية نفع الله به كثيرا من عباده

توفي بالمدينة ليلة الخميس لخمس مضين من جمادى الآخرة سنة ثماني عشرة ومائتين وألف رحمه الله رحمة واسعة -. انتهى كلام اليانع.

وأقول: هو أستاذ الشيخ: محمد عباد السندي الآتي ذكره وله تصانيف حسنة ممتعة:

منها: كتاب إيقاظ همم أولي الأبصار في رد التقليد وذكره شيخنا وبركتنا الشوكاني رحمه الله في الفتح الرباني وأثنى عليه بالخير.

قال محمد عابد في ذكر إسناد الموطأ: أرويه عن العلامة الكبير والأستاذ الشهير الشيخ: صالح الفلاني عن شيخه: محمد بن سنة قرأه عليه قراءة بحث وتدقيق إلى آخر الكلام.

ومن الاتفاقات: أن الفلاني له شدة في فت عضد التقليد وهمة كبيرة في اتباع السنة لا يتصور عليها مزيد وتلميذه الشيخ: محمد عابد السندي له عصبية في الجمود على المذهب الحنفي مع كونه معروفا ً

ص: 665