الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يحصل بسبب ترتيب ما له الخواص من المعادن والإبحار وغير ذلك آثار عجيبة وأمور غريبة يتحير فيها الناظرون.
ومنها أن بعضا من الأوائل بنى دارا وجعل في جدرانها الأربعة والسقف والأرض ومن أحجار المغناطيس متساوية المقدار وجعل في وسطها صليبا إلى نفسه فوقف ذلك الحديد بالضرورة في الهواء في وسط البيت وافتتن بذلك جمع من النصارى.
ومنها: أن في النبات نبتا إذا طلى به الإنسان بدنه لم تحرقه النار وأمثال ذلك كثيرة مذكورة في كتب الخواص.
واعلم أن الخواص قد تترتب على أسماء الله تعالى وعلى الآيات التنزيلية وآيات التوراة والإنجيل لكن تلك الخواص ليست من فروع علم السحر بل هي من فروع علم القرآن انتهى1.
1 قلت: ولكن تلك الخواص لا تصلح للعمل بها حتى تشهد له الأحاديث الصحيحة ولم يرد في السنة ما يصححها فلا عبرة بذلك وإن نفعت وإن ضرت. مولوي محمد أيوب مفتي بهوبال، سلمه الله المتعال.
باب الدال المهملة
علم دراية الحديث
تقدم الكلام عليه في علم الحديث.
وقال الشيخ شمس الدين الأكفاني السخاوي: دراية الحديث علم تتعرف منه أنواع الرواية وأحكامها وشروط الرواية وأصناف المرويات واستخراج معانيها ويحتاج إلى ما يحتاج إليه علم التفسير من اللغة والنحو والتصريف والمعاني والبيان والبديع والأصول ويحتاج إلى تاريخ النقلة انتهى.
ولنا كتاب سميناه الحطة بذكر الصحاح الستة ذكرنا فيه جميع فروع علم الحديث.
وشرف هذا العلم وأحوال الأمهات الست وتراجم أصحابها فإن شئت الزيادة فارجع إليه.
وذكر في مدينة العلوم أن لفظ الصحيح في علم الحديث إذا أطلق يراد به عند المحدثين البخاري وإذا أطلق لفظ الصحيحين يراد به عندهم صحيح البخاري وصحيح مسلم.
وإذا أطلق لفظ الصحاح يراد به عندهم الصحيحان وصحيح ابن حبان وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن عوانة وصحيح مستدرك الحاكم وهذه هي الصحاح الستة انتهى. وفيه نظر واضح.
قال: ثم إن السنن إذا أطلقت يراد بها في اصطلاحهم سنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة القزويني وأما سنن غير هؤلاء فتذكر مقيدة كسنن الدارقطني وسنن البيهقي وإذا أطلق المسانيد يراد بها في اصطلاحهم مسندا للإمام أحمد بن حنبل ومسند أبي يعلى الموصلي ومسند الدارمي ومسند البزار.
ثم إن المعاجم إذا أطلقت يراد بها المعجم الكبير والأوسط والصغير الثلاثة للطبراني قال: ولما فرغنا عن ذكر الأقدمين من المحدثين اقتضى الرأي أن نورد ههنا بعضا من المتأخرين منهم وعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة.
ثم ذكر أبا سليمان الخطابي وابن الجوزي والنووي وأبا السعادات الجزري وأبا محمد حسين البغوي وابن الصلاح والحسن الصغاني اللاهوري الهندي وأكمل الدين البابرني شارح المشارق والقاضي عياض وذكر تراجمهم بالاختصار وكتابنا إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدثين قد قضى الوطر عن ذكر الكتب المؤلفة في علم الحديث وتراجم أكابر هذا العلم.
علم دعوة الكواكب
قال في مدينة العلوم: كما أن استحضار الجن وبعض الملائكة ممكن فكذلك يمكن تسخير روحانية الكواكب سيما السبعة السيارة فيتوصل بذلك إلى المقاصد المهمة. من قتل الأعداء وإحضار المال والغائب وأمثال ذلك فيستحضرها متى شاء بعد الدعوة بلا تكلف ومشقة.
حكي أن ملكا كان مشتغلا بدعوة زحل وكان أصحابه يلومونه في ذلك وفي بعض الأيام عرض له عدو وكان ذلك العدو ملكا عظيما أعجزه دفعه بالمحاربة فاشتغل ذلك الملك بدعوة زحل فإذا نزل من السماء شيء فخاف أهل المجلس عنه فتفرقوا فدعاهم الملك وأحضروا عنده فرأوا ظروفا من نحاس مثلث الشكل وفيه رأس الملك الذي خاصمه مقطوعا ففرحوا بذلك
وهرب العسكر ونصر الملك بروحانية زحل وقال أنتم سفهتموني باشتغالي بالدعوة وهذا نفعه الأدنى فاعتقدوا الدعوة كلهم.
وأما كون الظرف من النحاس وكونه مثلثا فلاقتضاء طبيعة زحل ذلك المعدن وذلك الشكل.
واعلم أن دعوة الكواكب كانت مما اشتغل فيها الصابئة فبعث عليهم إبراهيم عليه السلام مبطلا لمقالتهم ورادا عليهم وإذا جاء نهر الله بطل نهر العقل انتهى.
قلت: وليست هذه الدعوة بعد ما نزل شرع نبينا صلى الله عليه وسلم في شيء من أمر الدين بل هو شرك بحت وكفر محض أعاذنا الله وإخواننا المسلمين عن أمثال هذه العلوم.
علم دفع مطاعن الحديث
لم يزد في كشف الظنون على ذلك والظاهر أنه من فروع علم الحديث قال في مدينة العلوم: موضوعه ونفعه ظاهران لأولي الألباب وقد طعن في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم طائفة من الملاحدة وهم القرامطة وعلماء الإسلام جزاهم الله تعالى خير الجزاء انتصبوا لدفع تلك الأوهام الفاضحة بأدلة قوية وبراهين واضحة وصنفوا فيه كتبا يجدها من يطلبها انتهى.
علم دفع مطاعن القرآن
علم باحث عن دفع شبهات أرباب الضلال الموردة على القرآن الكريم بحسب لفظه أو بحسب معناه ومباديه العلوم العربية وعلم الأصلين والله أعلم.
علم دلائل الإعجاز
هكذا في كشف الظنون ولم يكشفه والظاهر أنها من فروع: علم البيان والمعاني.
علم الدواوين
لم يزد في كشف الظنون على هذا وذكر تحته أسماء دواوين الشعراء من العرب والعجم وأكثر وأطنب وأجاد.
قال في مدينة العلوم: اعلم أن الكلام إما منثور أو منظوم. ولما كانت المحاضرة تقع بالمنظوم كما تقع بالمنثور دونوا الدواوين المشتملة بالقصائد والمقاطيع والأراجيز والمجاميع.
وموضوعه وغايته وغرضه ومنفعته ظاهرة مما تقدم. ولا يخفي أن أفضل الشعراء شرفا وفضلا وأولاهم بالتقدم: حسان بن ثابت رضي الله عنه لفضيلته بشرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وشرفه بمدحه صلى الله عليه وسلم وهو شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤيد بروح القدس يكنى1 بأبي الحسام لمناضلته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الغازي به أعراض المشركين عاش مائة وعشرين سنة. ستين في الإسلام وستين في الجاهلية وكذا أبوه وجده وأبو جده ولا يعرف في العرب أربعة من صلب واحد اتفقت مدة عمرهم غيرهم وكان له القدر الجليل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى
ثم ذكر دواوين كثيرة وقال منها:
نهاية الأرب في أشعار العرب يشتمل على ألف قصيدة مختارة ومنها2 الحماسة اختيار أبي تمام الطائي وله مجموع آخر سماه: فحول الشعراء جمع فيه بين طائفة كثيرة من شعراء الجاهلية والمخضرمين والإسلاميين.
وكتاب الاختيارات من شعر الشعراء
ومنها: الذخيرة لابن بسام3
وديوان أبي العلاء4 المعري وكان مهتما في دينه يرى رأي البراهمة لا يرى أكل اللحم ولا يؤمن بالبعث
1 ويكنى أيضاً بأبي عبد الرحمن، وأبي الوليد.
2 وهو حبيب بن أوس الشاعر المشهور، كان واحد عصره في ديباحة لفظ وبضاعة شعره وحسن أسلوبه، وله كتاب الحماسة التي دلت على غزارة فضله وإتقان معرفته، وكان له من المحفوظات ما لا يلحقه فيه غيره. قيل: إنه كان يحفظ أربع عشرة ألف أرجوزة للعرب غير القصائد والمقاطيع ومدح الخلفاء وأخذ جوائزهم. قال العلماء: خرجت من قبيلة طي ثلاثة كل واحد منهم مجيد في بابه حاتم في جودة: داود الطائي في زهدة وأبو تمام الطائي في شعره. ولد سنة تسعين أو اثنين وتسعين أو ثمان وثمانين ومائة، وتوفي بالموصل سنة إحدى وثلاثين ومائتين وقيل: توفي في ذي القعدة أو جمادى الأولى سنة ثمان أو تسع وعشرين وما ئتين وقيل: في المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ولها شرح جديد للمولوي فيض الحسن السهارنفوري دام ظله سماه بالفيضي وقد طبع الآن ببلدة لكنؤ من بلاد الهند. حافظ علي حسين عفا الله عنه.
3 وهي أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن بسام المعروف بالبسام الشاعر المشهور، وكانت أمة أمامة ابنة حمدون صغير ولا كبير. توفي في صفر سنة اثنين أو ثلاث وثلثمائة عن نيف وسبعين سنة مولوي محمد أحمد سلمه ربه.
4 هو أحمد بن عبد الله بن سليمان بن داود التنوخي أو العلاء المعري من معرة النعمان من الشام، غزير الفضل شايع الذكر وافر العلم غاية في الفهم، وعالماً باللغة حاذقاً بالنحو جيد الشعر جزل الكلام، وشهرته تغني عن صفته ولد يوم الجمعة عند الغروب لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلثمائة، وجدر من السنة الثالثة من عمره فعمي منه ومات ليلة الجمعة ثالث أو ثاني أو ثالث عشر ربيع الأول سنة تسع وأربيعن وأربعمائة. مولوي محمد عبد الله بلكرامي مد الله ظله السامي.
والنشر وبعث الرسل وشعره المتضمن للإلحاد كثير قال ابن العميد في كتابه وقع التحري على أبي العلاء المعري: كان يرميه أهل الحسد بالتعطيل ويعملون على لسانه أشعار أو يضمنونها أقوال الملاحدة قصدا لهلاكه وقد نقل عنه أشعار تتضمن صحة عقيدته وكذب ما ينسب إليه من إسناد الإلحاد إليه.
وقال الذهبي: أنه ملحد وحكم بزندقته.
وقال السلفي أظنه تاب أناب.
وديوان أبي الطيب المتنبي1 وكان شعره بلغ الغاية من الفصاحة والبلاغة والحكمة وسائر المحاسن بحيث لا حاجة إلى مدحه والناس في شعره على اختلاف.
منهم من يرجحه على شعر أبي تمام ومن بعده.
ومنهم من يرجح شعر أبي تمام عليه.
واعتنى العلماء بشرح ديوانه حتى قال بعضهم: وقفت له على أكثر من أربعين شرحا ما بين مطول ومختصر وكان رجلا مسعودا ورزق السعادة في شعره وإنما يقال له المتنبي لأنه ادعى النبوة حتى حبس ثم تاب وأطلق.
وديوان البحتري2 سئل المعري أي الثلاثة أشعر: أبو تمام أم البحتري أم المتنبي فقال: هما حكيمان والشاعر البحتري وشعره سائر وديوانه موجود.
وديوان3 جرير بن عطية الخطفي التميمي كان من فحول شعراء الإسلام وكانت بينه وبين الفرزدق مهاجاة وهو أشعر من الفرزدق عند أكثر أهل العلم وأجمعت العلماء على أنه ليس في شعراء الإسلام مثل ثلاثة جرير وفرزدق وأخطل ويقال: أن بيوت الشعر أربعة فخر ومديح ونسيب وهجاء وفي الأربعة فاق جرير على غيره.
وديوان الفرزدق4.
1 هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الكندي الكوفي المعروف بالمتنبي الشاعر المشهور وقيل: أحمد بن الحسين بن مرة بن عبد الجبار وهو من أهل الكوفة، قدم الشام في صباه وجال أقطاره واشتغل بفنون الأدب ومهر فيها، قيل: قتل يوم الاثنين لثمان بقين من رمضان أو يوم الأربعاء لليلتين بقيتا منه ومولده في سنة ثلاث ولثمائة بمحلة كندة في الكوفة والله أعلم. مولوي أنور على صاحب مهم مدارس من بهربال سلمه الله.
2 هو أبو عبادة وليد بن يحيى الطائي البحتري الشاعر المشهور، مدح كثيراً من الخلفاء أولهم المتوكل على الله وكثيراً جيدي ورديي خير من ردية، وله كتاب الحماسة على مثال حماسة أبي تمام كتاب معاني الشعر، ولد سنة ست أو سبع أو خمس أو ثلاث وثلاثين ومائتين والأول أصح مولوي عبد الحق صاحب مد ظله العالي.
3 هو أبو حريزة جرير بن عليه الخطفي التميمي، توفي في سنة عشر ومائة وفيها مات الفرزدق وعمر نيفاً وثمانين سنة.. مولوي عبد الحق كابلي مدرس مدرسة شاهجاني.
4 هو أبو نواس همام أبو هميم بن غالب، وكنيته أبو الأخطل التميمي الشاعر المشهور بالفرزدق، صاحب جرير كان أبوه من جلة قومه، وأمه ليلى بنت حابس أخت الأقرع بن حابس توفي بالبصرة سنة عشر ومائة قبل جرير بأربعين أو ثمانين يوماً، وقيل: أنهما توفيا سنة إحدى عشرة ومائة، قيل: أنه لقي علي بن أبي طالب مولوي إلهي بخش صاحب.