الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصادح والباغم في الرجز أولها:
الحمد لله الذي حباني
…
بالأصغرين القلب واللسان
وإنما فضيلة الإنسان
…
وفخره بالعقل والتبيان
ومنهم: الشيخ: بهاء الدين العاملي نظم مزدوجة في الوافر سماها: رياض الأرواح منها:
ألا يا خائضا بحر الأماني
…
هداك الله من هذا التواني
ونظم مزدوجة أخرى في الرمل سماها: سوانح سفر الحجاز منها:
يا نديمي ضاع عمري وانقضى
…
قم لاستدراك وقت قد مضى
وما رأيت شاعرا عربيا نظم المزدوجة في الخفيف ونظمها فيه شعراء الفرس كثيرا وهو أوفق بالمزدوجة في اللسان العربي أيضا فاختلج في خاطري أن أنظم المزدوجة العربية في الخفيف فنظمت هذه المزدوجة وسميتها: مظهر البركات.
ولشعراء الفرس: الرديف وقد نظمت ديوانا مردفا رويه على ترتيب حروف الهجاء لامتحان الطبيعة واختبار القريحة ورأيت أن الرديف في المزدوجة العربية طبيعي يروق المسامع بخلاف القصائد العربية بل الرديف في المزدوجة ربما يعين الطبع على أداء المقاصد ويخرجه عن مضيق القافية ويبين أن هذا من خصائص المزدوجة.
ولشعراء الفرس: الحاجب وهو: عبارة عن الرديف بين القافيتين ويسمى الشعر المشتمل عليه محجوبا ورأيت أن الحاجب أيضا طبيعي في المزدوجة العربية تقبله الطباع بلا إكراه.
واعلم: أن شعراء الفرس والهند دأبهم أن يختاروا لأنفسهم أسماء ويذكروها في أواخر منظوماتهم ليعلم بها من نظمها ويسمي شعراء الفرس هذا الاسم: التخلص والسر في ذلك: أن الاسم الأصلي للشاعر ربما لا تسعه الأوزان فيختارون اسما مختصرا يسعه الوزن.
مطلب: في طبقات الشعراء
اعلم: أن البلغاء طبقاتهم العلية:
1 -
الجاهلية الأولون.
2 -
ثم المخضرمون1.
3 -
ثم الإسلاميون.
4 -
ثم المولدون.
1 في هامش الأصل: "المخضرم: بفتح الراء من لم يختتن، والماضي نصف عمره في الجاهلية ونصف في الإسلام أو من أدركها أو شاعر أدركهما كلبيد، واسود أبوه أبيض. كذا في القاموس، وذكر له معاني أخرى غير ذلك""سيد ذو الغفار أحمد تقوي بهوبالي سلمه الله تعالى".
5 -
ثم المحدثون.
6 – والعصريون.
فهذه الطبقات الست ثلاث منها: حازوا قصب السبق في حلبة الرهان معرفة كلامهم فرض كفاية في الإسلام لأنه يستدل به على الكلام العربي الذي تستنبط منه أحكام الحلال والحرام وألحق به بعضهم ما بعده كإثبات لطائف المعاني دون الألفاظ المحكمة المباني.
ومن حققه لم يكن منه على ثقة وإن في الشعر دقائق لم يكشف عنها الغطاء منها: أن أهل المعاني قالوا: إن التعقيد المعنوي واللفظي ينافي الفصاحة فقال بعض المتأخرين: إن الألفاظ كلها غير فصيحة لما فيها من التعقيد المعنوي وليس كما قال لأن أبا هلال العسكري1 قال في كتاب الصناعتين: إنها فصيحة وإن التعقيد إنما يكره إذا لم يقصد فإن قصد فهو فصيح
ومما يؤيده أن الإسنوي2 قال في كتابه طراز المحافل: إن من السنة أن يلقي الألغاز على من في مجلسه لتشحيذ الأذهان لما رواه البخاري عن ابن عمر من حديث النخلة قال أبو هلال: ومنه نوع بديع سميته: شبه الإلغاز وهو: أن يوصف شيء بصفات تساق على نهج اللغز ليس المقصود الإلغاز. انتهى.
وإن معجزة كل نبي على وفق زمانه وقومه ولما كان أشرف الخلق العرب وأعظم ما عندهم الشجاعة والفصاحة والكرم كان أعظم معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم: القرآن المعجز بفصاحته وبلاغته ولما كان خاتم الرسل ولا نبي بعده جعل له معجزة باقية إلى القيامة لا تزال تتلى وجديدة على كثرة الترداد لا تخلق ولا تبلى.
وبلغاء العرب في الشعر والخطب على ست طبقات:
1 -
الجاهلية الأولى: من قوم عاد وقحطان.
2 -
والمخضرمون: وهم من أدرك الجاهلية والإسلام.
3 – والإسلاميون.
4 – والمولدون.
5 – والمحدثون.
6 -
والمتأخرون: ومن ألحق بهم من العصريين.
والثلاث الأول: هم ما هم في البلاغة والجزالة ومعرفة شعرهم رواية ودراية - عند فقهاء الإسلام - فرض كفاية لأنه به تثبت قواعد العربية التي بها يعلم الكتاب والسنة المتوقف على معرفتهما الأحكام التي يتميز بها الحلال والحرام وكلامهم وإن جاز فيه الخطأ في المعاني لا يجوز فيه الخطأ في الألفاظ وتركيب المعاني إذا عرفت هذا فاعلم: أن الطبقات الثلاث الأول جمعوا أشعارهم في كتب كثيرة غير الدواوين:
1 هو الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري، عالم بالأدب وله شعر، له مصنفات كثيرة، توفي بعد سنة 395هـ = 1005م.
2 هو عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي، جمال الدين، فقيه أصولي من علماء العربية واه في ذلك مؤلفات كثيرة: 704-772هـ = 1305-1370م.