الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
45 -
المنحة فيما علَّق الشافعي القول به على الصحة.
(1)
46 -
نتائج الأفكار فِي تخريج أحاديث الأذكار. مطبوع.
47 -
نخبة الفكر فِي مصطلح أهل الأثر. مطبوع
48 -
نزهة الألباب فِي الألقاب. مطبوع.
49 -
نزهة النظر فِي توضيح نخبة الفكر. مطبوع.
50 -
هدي الساري مقدمة فتح الباري. مطبوع.
* * *
المبحث السابع - عقيدته
كان الحافظ رحمه الله من أئمة أهل الحديث، متمسكًا باتباع الأثر فِي أصول الدين وفروعه، متبعًا لمنهج السلف الصالح فِي مسائل العقيدة من حيث الجُمْلَةُ. ومع أَنَّهُ لا يوجد للحافظ ابن حجر تأليف مستقل فِي موضوعات العقيدة، إلَّا أَنَّهُ يمكننا أن نعتبر شرحه لصحيح البخاري المسمى "فتح الباري" مرجعًا مُهمًّا فِي بيان عقيدة الحافظ ومنهجه فِي هذا الْبَاب، وذلك فِي شرحه للأحاديث المتعلقة بموضوعات العقيدة، وهذه الأحاديث تشتمل على معظم مسائل العقيدة، وقد حصل للحافظ -
(1)
ذكره الحافظ فِي الفتح (5/ 114).
رَحِمَهُ اللهُ - أثناء شرحه لتلك المسائل ما كان موضع ملاحظات عليه
(1)
جانب فيها منهج السلف الصالح المستمد من الكتاب والسنة الصحيحة، ونظرًا لمكانة الحافظ ابن حجر العلمية خاصة بين المحدثين، ومنزلة شرحه فتح الباري الذي يعدّ - بحق - أفضل شرح على الإطلاق لأصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل وهو صحيح الإمام البخاري رحمه الله اهتم العلماء والباحثون فِي عقيدة الحافظ ابن حجر وتباينت الآراء، فمنهم من يرى أَنَّهُ كان على منهج الأشاعرة فِي باب العقيدة، ويستدل على ذلك بما حصل له من أخطاء عقدية، وافق فيها الأشاعرة
(2)
.
(1)
علَّق على هذه الملاحظات فِي فتح الباري سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله فِي الطبعة السلفية ولم يكملها، وأكملها الشيخ عبد الله بن محمد الدويش رحمه الله وهذه التعليقات مطبوعة ضمن "مجموعة مؤلفات الشيخ عبد الله الدويش "نشر دار العليان - بُرَيْدَةَ فِي الجزء الثاني.
وجمع هذه الملاحظات أيضًا عبد الله بن سُعْدَي الغامدي فِي رسالة سماها "الأخطاء الأساسية فِي العقيدة وتوحيد الالوهية من كتاب فتح الباري" نشرتها دار العليان.
كما جمعها أيضًا أحمد عصام الكاتب فِي كتاب سماه "عقيدة التوحيد فِي فتح الباري" نشرته دار الآفاق الجديدة - بيروت.
(2)
انظر عقيدة التوحيد فِي فتح الباري (ص/ 8) والنكت على نزهة النظر لعلي بن حسن ابن عبد الحميد (ص/13).
بينما يرى آخرون أَنَّهُ كان على المنهج السلفي فِي باب العقيدة
(1)
.
ووصفه آخرون بأنه كان متذبذبًا فِي باب العقيدة ولم يكن فِيهِ محققًا
(2)
.
وسبب هذا الاختلاف فِي عقيدة الحافظ هو أَنَّهُ يقرر فِي شرحه بعض مسائل العقيدة على منهج الأشاعرة أحيانًا، بينما تراه فِي مسائل كثيرة يقرر منهج أهل السنة والجماعة ويخالف الأشاعرة، بل ويرد عليهم أحيانًا، وذلك أن الحافظ نشأ وعاش فِي بيئة كانت الحالة الدينية فيها مشوبة بالبدع والمحدثات، خاصة مذهب الأشاعرة الذي كان منتشرًا فِي زمانه، ونتيجةً لذلك كان أكْثَرُ مشايخه ممن تأثر بهذا المنهج السائد فِي عصرهم، وأيضًا فإن الحافظ اعتمد فِي شرحه "فتح الباري" على شرّاح الأحاديث ممن كان قبله من الأئمة كالبيهقي والنووي والخطابي وابن بطّال والقاضي عياض والقرطبي وغيرهم ممن تأثر بالعقيدة الأشعرية فِي بعض مسائلها، وإن كانوا مخالفين للمنهج الكلامي الذي كان عليه الأشاعرة فِي تقرير مسائل العقيدة.
وخلاصة القول فِي عقيدة الحافظ ابن حجر كالتالي:
أَنَّهُ كان رحمه الله جاريًا على أصول أهل السنة والجماعة، محبًا
(1)
انظر كتاب "الحافظ ابن حجر العسقلاني" لعبد الستار الشيخ (ص / 366/ 349)
(2)
انظر منهج الأشاعرة فِي العقيدة لسفر الحوالي (ص/ 28)
للسلف الصالح، مفضلًا لمذهبهم وطريقتهم فِي العقيدة، مدافعًا عنها، ذامًا للبدعة، مبغضًا لأهلها، محذرًا من المذاهب الكلامية.
وافق رحمه الله الأشاعرة فِي بعض مسائل العقيدة كقوله بالكسب فِي باب القدر، وتأويله لبعض صفات الله عز وجل وغيرها.
أَنَّهُ كان مجتهدًا فِي المسائل التي وافق فيها الأشاعرة، وخالف فيها منهج السلف، غير متعمدٍ لمخالفتهم، بل ظهر له الصواب فيما اختاره فِي تلك المسائل، خاصة وأنه وافق بعض الأئمة الذين اعتمد عليهم فِي شرحه كالبيهقي والنووي والقاضي عياض وغيرهم.
وفي ذلك يقول الشيخ الدكتور محمد إسحاق كيندو، فِي خاتمة كتابه "منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني فِي العقيدة من خلال كتابه "فتح الباري" - بعد تتبع المسائل التي نهج فيها منهج السلف، والتي سلك فيها مسلك الأشعرية، من خلال "فتح الباري" -: "الحافظ لم يسِر فِي تقريره لمسائل العقيدة فِي كتابه "فتح الباري" على منهج واحد، وإنَّما كان منهجه متأرجِحا بين السلفية والأشعرية، بحيث تجده فِي بعض المسائل مع المنهج السلفي مقرِّرا ومؤيِّدا، وفي بعضها مع المنهج الأشعري مقرِّرا ومؤيِّدا. . ."
(1)
.
(1)
"منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني فِي العقيدة من خلال كتابه "فتح الباري" (3/ 1451، رقم 10).
ثم سرد المسائل التي وافق فيها الحافظ ابن حجر منهجَ السلف، فِي سبع صفحات، ثم قرر - حفظه الله - بناءً على ما سبق أن الحافظ ابن حجر رحمه الله لم يكن أشعريَّ المذهب فِي جزئيات العقيدة ولا فِي كلِّيّاتها، وإنَّما وافق الأشاعرة فِي مسائل، وخالفهم فِي مسائل أخرى تُعَدّ من أصول مذهبهم ....
(1)
.
* * *
(1)
المرجع نفسه، (3/ 1458 - 1459).
الفصل الرابع
دراسة لأصول الكتاب
وفيه مبحثان:
المبحث الأول - كتاب "الفردوس" لأبي شجاع الدَّيْلَمِي
المبحث الثاني - "مسند الفردوس" لأبي منصور الدَّيْلَمِي