المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الرابع - منهج المؤلف - زهر الفردوس = الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس - جـ ١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌المراحل الثلاثة التي مرّ بها هذا الكتاب:

- ‌1 - كتاب "الفردوس

- ‌2 - كتاب "مسند الفردوس

- ‌3 - كتاب "الغرائب الملتقَطة من مسند الفردوس

- ‌أهمية الموضوع:

- ‌خطة البحث:

- ‌منهج العمل في التحقيق:

- ‌ الدراسة

- ‌الفصل الأول ترجمة أبي شجاع الدَّيْلَمي، صاحب كتاب "الفردوس

- ‌المبحث الأول: اسمه ونسبه ونسبته

- ‌المبحث الثاني: مولده ونشأته العلمية ووفاته

- ‌1 - مولده ونشأته:

- ‌ 220).2 -وفاته:

- ‌المبحث الثالث: شيوخه

- ‌المبحث الرابع: تلاميذه

- ‌المبحث الخامس: ثناء العلماء عليه

- ‌المبحث السادس: مؤلفاته

- ‌المبحث السابع: عقيدته

- ‌الفصل الثاني ترجمة أبي منصور الدَّيلَمي، صاحب "مسند الفردوس

- ‌المبحث الأول: اسمه ونسبه

- ‌المبحث الثاني: مولده ونشأته العلمية ووفاته

- ‌1 - مولده ونشأته العلمية:

- ‌2 - وفاته:

- ‌المبحث الثالث: شيوخه

- ‌المبحث الرابع: تلاميذه

- ‌المبحث الخامس - ثناء العلماء عليه

- ‌المبحث السادس - مؤلفاته

- ‌المبحث السابع - عقيدته

- ‌الفصل الثالث ترجمة موجزة للحافظ ابن حجر العسقلاني

- ‌المبحث الأول - اسمه ونسبه

- ‌المبحث الثاني - مولده ونشأته العلمية ووفاته

- ‌أ - مولده:

- ‌ب - نشأته العلمية:

- ‌ج - حياته العلمية والمناصب التي تولّاها:

- ‌د - وفاته:

- ‌المبحث الثالث -شيوخه

- ‌أولًا - فِي القراءات:

- ‌ثانيًا - فِي الحديث:

- ‌ثالثًا - فِي الفقه:

- ‌رابعًا - فِي العربية:

- ‌خامسًا - شيخه فِي أغلب الفنون:

- ‌المبحث الرابع - تلاميذه

- ‌وفيما يلي ذكر شيء من تلاميذه:

- ‌المبحث الخامس - ثناء العلماء عليه

- ‌المبحث السادس - مؤلفاته

- ‌المبحث السابع - عقيدته

- ‌الفصل الرابع دراسة لأصول الكتاب

- ‌المبحث الأول - كتاب "الفردوس" لأبي شجاع الدَّيلَمي

- ‌أ - اسم الكتاب:

- ‌ب - توثيق نسبة الكتاب إِلَى المؤلف:

- ‌ج - موضوع الكتاب:

- ‌د - عدد أحاديثه:

- ‌هـ - سبب تأليف هذا الكتاب:

- ‌و- منهج المؤلف، وترتيب الكتاب:

- ‌ز - عناية العلماء بالكتاب:

- ‌ح - آراء أهل العلم في الكتاب:

- ‌المبحث الثاني - مسند الفردوس لأبي منصور الدَّيلَمي

- ‌أ - اسم الكتاب:

- ‌ب - توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف:

- ‌ج - عدد أحاديث الكتاب:

- ‌د - سبب تأليف الكتاب:

- ‌هـ - منهج أبي منصور الدَّيْلَمي في كتابه "مسند الفردوس

- ‌و- عناية العلماء بالكتاب:

- ‌ز - النُّسخ الخَطِّيّة لكتاب "مسند الفردوس

- ‌الفصل الخامس دراسة الكتاب

- ‌المبحث الأول - تسمية الكتاب

- ‌المبحث الثاني - توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف

- ‌المبحث الثالث - موضوع الكتاب

- ‌المبحث الرابع - منهج المؤلف

- ‌المبحث الخامس - موارد أبي منصور الديلمي في "مسند الفردوس" من خلال "الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس

- ‌الأول - مروياته عن شيوخه:

- ‌الثاني - المؤلفات التي استقى منها:

- ‌المبحث السادس - وصف النسخ الخطية ونماذج منها

- ‌الأولى - نسخة دار الكتب المصرية:

- ‌الثانية - نسخة (يني جامع) في تُركيا:

- ‌الثالثة - نسخة ثانية بدار الكتب المصرية:

- ‌سقطات النُّسَخ:

- ‌ملاحظات:

- ‌من حرف الألف

- ‌فصل في الأوامر

- ‌اجعلوا

- ‌افتحوا:

- ‌اقرأوا:

- ‌ادفعوا:

- ‌اترُكوا:

- ‌اطلبوا:

- ‌اكتُبوا:

- ‌انظروا:

- ‌اثردوا:

- ‌ارفَعوا:

- ‌أبلُوا:

- ‌الهُوا:

- ‌ادفنوا:

- ‌احبِسوا:

- ‌احذَروا:

- ‌آخر الأوامر:

- ‌فصل إذا

الفصل: ‌المبحث الرابع - منهج المؤلف

الأربعة والمسانيد لأحمد والطيالسي وأحمد بن منيع والحارث ابن أبي أسامة وأبي يعلى الموصلي اقتصرت عليها لغرابة أكثر ما فيها".

وأكد هذا السّخاوي فقال: "وهو عبارة عن الأحاديث المخرّجة من غير الكتب المشهورة"؛ وقد عدّه السيوطي من كتب الزوائد، وقرنه بكتاب المطالب العالية وغيره من كتب الزوائد

(1)

.

وكذا عدّه الكَتّاني في الرسالة المستطرفة (ص 171) من كتب الزوائد، فسماه:"زوائد الفردوس".

* * *

‌المبحث الرابع - منهج المؤلف

يمكن إجمال الكلام على منهج الحافظ ابن حجر في النقاط التالية:

1 -

قدّم للكتاب بمقدمة بيّن فيها مغزى تأليفه للكتاب، وهو التعليق على غرائب أحاديث الدَّيْلَمي، التي غالبها مخُرَّج من غير الكتب المشهورة، والتنبيه على أحوالها ليُستفاد منها. انظر: المقدّمة (1/ أ)، (2/ ي).

2 -

رتّب الأحاديث - تبعًا للأصل - على حروف المعجم في الحرف الأول فقط؛ فعلى سبيل المثال: أول حديث في حرف الشين المعجمة،

(1)

الجواهر والدرر (2/ 667) وتدريب الراوي (1/ 101) وانظر الرسالة المستطرفة (ص/ 72).

ص: 133

الحديث (58)، "شُدَّ حِقْوك

(1)

ولو بصرِار

(2)

" تلاه حديث "شُمُّوا النَّرْجِس

(3)

. . ." ثم حديث "شمّي عَوارضها

(4)

" ثم حديث "شوبوا

(1)

الحَقْوُ والحِقْوُ الكَشْحُ. وقيل: مَعْقِدُ الإزار. والجمع أَحْق وأَحْقاء وحِقِيّ وحِقاء. وفي الصحاح: الحِقْو: الخصْرُ ومَشَدُّ الإزار من الجَنْب. يقال: أَخذت بحَقْوِ فلان".

والأصل في الحقْو مَعْقِد الإزَار، وجَمْعه أحْقٍ وأحْقاء. ثم سُمِّي به الإزار للمُجاورة. ومنه حديث "أنه صلى الله عليه وسلم، أعْطَى النِّساء اللاتي غَسَّلْن ابنته حَقْوه وقال: أشْعِرْنَها إيَّاه" أي إزارَه". انظر "النهاية" (1/ 1018، مادة "حقًّا")، "لسان العرب" (2/ 948، مادة "حقًّا").

(2)

أَصْلُ الصرَّ: الجمْع والشدّ. ومنه الحديث "لا يِحَلُّ لرجل يُؤْمنُ بالله واليومِ الآخِر أن يحلَّ صِرَار ناقة بِغير إذْن صاحِبها فإنه خَاتَمُ أهْلها". من عَادةِ العرَب أن تَصُرَّ ضُرُوع الحلوُبات إذا أرسَلُوها إلى المَرْعَى سَارِحَة. ويُسُّمون ذلك الرَّباطَ صِرارًا فإذا راحَتْ عَشِيًا حُلَّت تِلك الأصِرَّة وحُلِبَت فهي مَصْرُورَة ومُصرَّرَة. انظر "النهاية"(3/ 44، مادة "صرر")، "لسان العرب"(4/ 450، مادة "صرر").

(3)

النَّرْجِسُ، بالكسر، من الرياحين، معروف، وهو دخيل. انظر "لسان العرب"(6/ 230، مادة نرجس).

(4)

العَوارِض: الأسْنانُ التي في عُرْض الفَمِ وهي ما بَينْ الثَّنايا والأضرْاس واحدُها عارِض أمرَهَا بذلك لِتبور به نكهَتَها. انظر "النهاية"(3/ 439، مادة عرض)، "لسان العرب"(7/ 165، مادة "عرض").

ص: 134

شَيبكم بالحِنّاء. . ." جاء بعد ذلك كله، حديث: "شفاعتي للجبابرة من أمتي"، وبعده حديث "شهر رمضان شهر أمتي. . .". . . انظر كيف قدّم حرف الميم على حرف الفاء؛ وقدم الواو على الهاء

وقس على ذلك.

3 -

يُعَنون في الحرف الواحد، بعناوين، مثل:"فصل الأوامر" و "آخر الأوامر" ونحو ذلك، انظر الألواح:(5/ أ)، (18/ أ)، (12/ ي)، (54/ ي).

4 -

يورد الأحاديث الغرائب ويسوقها بأسانيد صاحب "مسند الفردوس".

5 -

وأحيانًا يحذف الحافظ ابن حجر رحمه الله أسانيد أبي منصور الدَّيْلَمي إلى المصنّفين، مثل أبي نعيم، وابن السنّي، فيقول:"قال أبو نعيم" و "قال ابن السُّنّي. . ."؛ كما في الحديث (1743)؛ فقد أسنده أبو منصور الدَّيْلَمي في "مسند الفردوس"(176/ س)، إلى أبي نعيم؛ وعلّقه الحافظ ابن حجر فقال:"قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد. . ."؛

والحديث (1757)، "سبع خصال هن جوامع الخير

". أسنده الدَّيْلَمي في "مسند الفردوس" (178/ س)، إلى ابن السُّنّي؛ وعلقه الحافظ ابن حجر فقال: "قال ابن السُنِّيّ: حدثنا ابن صاعد

".

وكذلك الحديث (1782)، "السيوف أردية المجاهدين". أسنده أبو

ص: 135

منصور الدَّيْلَمي في "مسند الفردوس"(183/ س)، إلى أبي نعيم؛ وعلقه الحافظ ابن حجر فقال:"قال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن إسحاق. . ."؛

والحديث (1792): "السِّر أفضل من العلانية

". قال: ورواه ابن السُّنِّي، عن إبراهيم بن مطروح، عن سعيد.

وهو عند أبي منصور الدَّيْلَمي في "مسند الفردوس"(186/ س)، مسند إلى ابن السنّي.

وهذا ليس مُطَّردًا؛ حيث إنه - أحيانًا - يكون التعليق من أبي منصور الدَّيْلَمي نفسه؛ فعلى سبيل المثال، قال في "مسند الفردوس" (189/ س) - بعد حديث عائشة رضي الله عنها:"شرار أمتي الذين وُلدوا في النعيم وغَدَوْا فيها. . ." -: "رواه الشيخ أبو نُعَيم الحافظُ، عن أبي بكر

".

وقال في (189/ س): "فصل شرار أمتي أيضًا: "شرار أمّتي أجرأهم على أصحابي". وفي رواية: "أسبّهم لأصحابي". رواه الشيخ أبو نعيم الحافظ، عن محمد بن عمر بن سلم

".

وقال في (310/ س): "القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حُفر النار". رواه الإمام أحمد بن حنبل، عن يحيى بن معين، عن هشام بن يوسف

ورواه الترمذي، عن محمد بن أحمد بن مندوية"

(1)

.

(1)

هذا الحديث موجود في (310/ س)، فصل القبر أول منازل الآخرة، وهو =

ص: 136

6 -

يروي الحديث بالمعنى، فيقدم ويؤخّر ألفاظ الحديث حسَب ما يرى، كما في الحديث (1792):"السّر أفضل من العلانية، ولمن أراد الاقتداء العلانية أفضل من السر"؛ فهو عند أبي منصور الدَّيْلَمي (186/ س)، بلفظ:"السِّر أفضل من العلانية، والعلانية أفضل من السّرّ لمن أراد الاقتداء".

وكما في الحديث (1797): "السؤال نصف العلم، والرفق نصف العيش، وما عالَ

(1)

مَن اقتصد"؛ لفظه عند الدَّيْلَمي (186/ س): ". . . وما عال امرؤٌ في اقتصاد".

7 -

وأحيانًا، يختصر الحديث، فيروي طرفًا منه بالمعنى، ويحيل - في جزء منه - على معنى حديث قد ذكره أبو منصور الدَّيْلَمي، في "مسند

= آخر حديث في الموجود من "مسند الفردوس" حسب علمي.

(1)

عال يَعِيل عَيْلَةً وعُيولًا وعِيُولًا ومَعِيلًا: افتقر. والعَيِّلُ: الفقير، وكذلك العائل. العَيْلة: الفاقة والحاجة. قال الله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} [الضحى: 8]؛ وقال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ} [التوبة: 28]. ومنه حديث سعد رضي الله عنه: "إِنْ ترَكْتَ وَلَدَكَ أَغْنيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتكَففُونَ الناسَ"[صحيح البخاري (8/ 150، ح 6733)]. والمعنى: ما افْتَقر من لا يُسْرِف في الإنْفاق ولا يَقتُر. انظر "النهاية"(3/ 623، مادة "عيل")، وفي (4/ 111، مادة "قصد")، "لسان العرب"(4/ 3194، مادة "عيل"). "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس. (4/ 198، مادة "عيل").

ص: 137

الفردوس" ولم يذكره هو في "زهر الفردوس"؛ ثم يقول: "وفيه"، فيأتي بباقي الحديث؛ كما في الحديث (1810) - وهو حديثٌ ابن عباس رضي الله عنهما - قال رحمه الله: "شرار أمتي الذين غَدَوْا في النعيم". نَحْوَ حديث عائشة (رضي الله تعالى عنها)

(1)

، وفيه

(2)

: "وإن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بعاص، بل الإمام الظالم هو العاصي. ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".

لفظه عند أبي منصور الدَّيْلَمي (189/ س): "شرار أمتي الذين وُلدوا في النعيم وغَدَوْا فيها، الذين يأكلون طيِّبَ الطَّعام، ويلبسون لين الثياب. هم شرار أُمّتي حقًّا حقًّا. وإن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بعاص، بل الإمام الظالم هو العاصي. ألا، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".

(1)

حديث عائشة (رضي الله تعالى عنها)، أخرجه أبو نعيم، في "الحلية"(7/ 318)، ولفظه:"شرار أمتي الذين غدَوا في النعيم، الذين يتقلَّبون في ألوان الطَّعام والثياب، الثرثارون الشدّاقون بالكلام. وخيار أمتي الذين إذا أساؤوا استغفروا، وإذا أحسنوا استبشروا، وإذا سافروا قصروا وأفطروا". وهو عند أبي منصور الدَّيْلَمي في "مسند الفردوس"(189/ س)، بلفظ:"شرار أمتي الذين غَدَوا بالنعيم، الذين يأكلون ألوان الطَّعام، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدّقون في الكلام".

(2)

يعني حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

ص: 138

فقد اختصر الحافظ ابن حجر هذا الحديث، وروى طرفًا منه بالمعنى، حيث قال:"غدَوا في النعيم" فأسقط كلمة "وُلدوا"، وكلمة "فيها"، وقدّم كلمة "غدَوا"؛ وهو عند الدَّيْلَمي بلفظ:"وُلدوا في النعيم وغَدَوْا فيها لله"؛ ثم أحال في جزء منه على معنى حديث عائشة رضي الله عنها؛ - وحديث عائشة رضي الله عنها ذكره أبو منصور الدَّيْلَمي، في "مسند الفردوس" ولم يذكره الحافظ ابن حجر في "زهر الفردوس" - وهو قوله:"الذين يأكلون طيبَ الطَّعام، ويلبسون ليّنَ الثياب. هم شرار أُمّتي حقًّا حقًّا"؛ ثم أورد باقي الحديث كما هو.

8 -

يكمل السقط الموجود في سند أبي منصور الدَّيْلَمي، كما في الحديث (1811)، وهو حديث: "شرار أمتي الثرثارون

".

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "قال: أخبرنا عبدوس إذنًا، عن علي بن إبراهيم البزاز، عن محمد بن يحيى المَوصلي، عن

(1)

المَرْجيّ

(2)

، عن

(1)

في الأصل، فوقه ضبة، وفي (ي) فوقه كلمة "كذا"، وفي (م) بياض بعد الكلمة.

(2)

في الأصل، وفي (ي)، مكتوب فوق الكلمة:"لعله". والمَرْجيّ: (بفتح الميم، وسكون الراء، والجيم في آخرها) هذه النسبة إلى المَرْج، وهي قرية كبيرة حسنة شبه بليدة بين همذان وبغداد، بينها وبين حلوان ثمانية فراسخ) هو نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل، أبو القاسم الموصلي المَرْجيّ، الراوي عن =

ص: 139

أبي يعلى المَوْصِلي، عن أبي خيثمة، عن يزيد بن هارون، عن البَراء بن يزيد، [116/ ي] عن عبد الله بن شَقيق، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شِرار أمتي الثرثارون المتشدِّقون

(1)

المتفَيْهِقون

(2)

. وخيار أمتي أحاسنهم أخلاقًا".

جاء سند الحديث في "مسند الفردوس"(189/ س)، بإسقاط

= أبي يعلى الموصلي، بل هو خاتمة من روى عنه: قال الذهبي: "روى عنه خلق كثير

وما علمت فيه جرحًا". مات في حدود سنة تسعين وثلاثمائة. انظر "الأنساب" (5/ 254 - 255)، "السير" (17/ 16 - 17، رقم 8)، "توضيح المشتبه" (8/ 64).

(1)

الشِّدْق: جانب الفم. والمتشدِّقون: هم المتوَسِّعون في الكلام من غير احتياطٍ واحترازٍ. وقيل: أرادَ بالمتشدّق: المُسْتَهزِئَ بالنَّاس يَلْوى شِدْقَة بهم وعليهمِ. انظر "النهاية"(2/ 1121، مادة شدق)، "لسان العرب"(10/ 172، مادة شدق).

(2)

الفَهْقةُ: أَول فَقْرة من العنق تلي الرأس، وقيل: هي مركب الرأس في العنق. المتفَيْهِقُون: هم الذين يتوسَّعون في الكلام ويَفْتَحون به أفواههم مأخوذ من الفَهْق وهو الامتِلاء والاتِّساع. يقال: أفْهَقْتُ الإناءَ فَفَهِق يَفْهَق فَهْقا. [وقد ورد تفسيره في الحديث بأنهم المتكبرون]. انظر "النهاية"(3/ 950، مادة "فهق")، "لسان العرب"(10/ 313، مادة "فهق").

ص: 140

المَرجِيّ، وشيخه أبي يعلى المَوْصلي؛ فهو هكذا: "عن محمد بن يحيى الموصلي، عن أبي خَيثَمة

".

ولعل الحافظ ابن حجر أراد التنبيه على وجود السقط في "مسند الفردوس" فجاء بأبي يعلى الذي هو من الرواة عن أبي خيثمة، ثم جاء براو عن أبي يعلى فقال:"لعله"، ليدل على أنه مفترض أن يكون هو هذا الراوي أو نحوه من الرواة عن أبي يعلى، ليستقيم السند، ويسلم من الانقطاع والسقط.

9 -

أحيانًا يتصرّف الحافظ ابن حجر رحمه الله في صِيَغ التحمّل، ولا يلتزم بألفاظها، كما في الحديث (1743)؛ فقد جاء السند عند الدَّيْلَمي في "مسند الفردوس"(176/ س)، بصيغة التحديث، إلا في موضع واحد، (بيان، عن قيس)، مُعَنْعنًا؛ وجعله الحافظ ابن حجر بالعَنْعَنة في ثلاثة مواضع، فقال: ". . . عن بيان، عن قَيْس، عن عبد الله بن سِيلان

".

10 -

يعقّب الحديث غالبًا بقوله: "قلت"، وفي كثير من هذه المواضع يكتفي به، ولا يذكر شيئًا بعد قوله:"قلت"؛ ولعلّه ترك الكتاب مسودًا.

ويؤيد ذلك كلامُ الألباني المتقدم في تسمية الكتاب.

وقد علق على مواضع بدون قوله: "قلت"؛ انظر الأحاديث: 1769، 1801، 1830، 1981، 2025، 2094، 2125، 2127.

ص: 141

11 -

أحيانًا يعقّب على الحديث ببيان أحوال بعض الرواة، سواء بذكر حكمه على الراوي، أو بالنقل عن النّقاد، كما في الحديث (1830)، وكما في حديث رقم (169)، في آخر أحاديث "فصل الأوامر"؛ حيث قال: "قال الحاكم: البُورَقي كذّاب

(1)

"؛ وقال في حديث (164) "اقرأ القرآن ما نهاك

": "قلت: عبيد الله ضعيف"؛ وقال في حديث (139) "اختِنوا أولادكم يوم السابع

": "قلت: ابن عامر متروك"؛ وقال في حديث رقم (127) "التمِسوا الرزق في النكاح": "قلت: مسلمٌ فيه لبس، وشيخه"؛

(1)

محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد بن عمرو؛ وقيل: محمد بن سعيد بن عمرو بن سعيد، أبو عبد الله المَرْوَزيّ، ويعرف بالبُورَقي (بضم الباء الموحدة، وسكون الواو، وفتح الراء، وفي آخرها القاف؛ نسبة إلى "بُورَق" وهو شيء يقال له "بورة")، واضع الحديث في مناقب الإمام أبي حنيفة، وفي مثالب الإمام الشافعي (رحمهما الله تعالى): قال حمزة السَّهمي: "كذّاب، حدّث بغير حديث وضعه عن سليمان بن جابر". وقال الخطيب البغدادي: "ما كان أجرأ هذا الرجلَ على الكذب! كأنه لم يسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي متعمِّدا فليتبوأ مقعده من النار"؛ نعوذ بالله من غلبة الهوى، ونسأله التوفيق لما يحب ويرضى". وقال الذهبي: "كان أحد الوضّاعين بعد الثلاثمائة". مات سنة ثماني عشرة وثلاثمائة. انظر "سؤالات حمزة"(1/ 268، رقم 391)، "تاريخ بغداد"(5/ 308، رقم 2821)، "الأنساب"(1/ 410)، "اللباب"(1/ 185)، "الميزان"(3/ 566، رقم 7606)، "اللسان"(5/ 178، رقم 621)، وفي (7/ 126، رقم 1418).

ص: 142

وقال في حديث رقم (35)، وهو أول حديث، في "فصل الأوامر" "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم

": "قلت: جبارة ضعيف".

12 -

أحيانًا ينص على المتابع، بقوله:"تابعه فلان" كما في الحديث (1774)؛ أو يشير إلى المتابع، من خلال إيراد السند إلى ملتقى الطرق، كما في الأحاديث:(1792، 1916، 1936، 2139، 2145)؛ حيث قال في الموضع الأول: "ورواه ابن السُّنّي، عن إبراهيم بن مطروح، عن سعيد"؛ وقال في الموضع الثاني: "ورواه أبو نعيم من طريق إبراهيم بن أحمد بن أبي حَصِين، عن جده، عن الحسن"؛ وباقي الأماكن المذكورة - هنا - هي عن أبي نعيم كذلك.

13 -

يشير إلى الاختلاف في السند، رفعًا ووقفًا، ووصلًا وإرسالًا، كما في الأحاديث:(1906)، (1981)؛ حيث قال في الأول:"موقوف"، وقال في الثاني:"ويقال إنه موقوف"؛ وقال في الحديث (1830): "قال ابن مَنْدَة: "عبد الرحمن لا تُعرَف له صُحبةٌ"؛ وهذا إشارة منه إلى إرسال الحديث.

14 -

أحيانًا يحكم على الحديث بعد إيراده، صريحًا، كما في الحديث (2127)؛ حيث قال:"هذا كذِبٌ"؛ أو بالإشارة، كما في الحديث (1814)؛ حيث قال:"قلت: حديث "شرار الناس التُجَّار والزُرّاع إلا من شحّ على دينه" في نسخة سمعان بن المهدي، عن أنس رضي الله عنه"، وهذا إشارة

ص: 143

منه إلى وضعه؛ أو يبين ضعف راويه إشارة إلى ضعف السند؛ وقد تقدمت أمثلة ذلك في الفقرة (12).

15 -

أحيانًا يشرح الألفاظ الغريبة، بعد إيراد الحديث، كما في الحديث (2094)، "غُضّوا الأبصار، واهجُروا الدُّعّار. . ."؛ حيث قال: "الدُّعّار: جمع داعر، وهو المفسد

(1)

".

16 -

يرمز لـ "حدثنا" ب "نا" ولـ "أخبرنا" ب "أنا" إلا نادرًا فيكتبها كاملة.

17 -

أحيانًا يذكر طرَفًا من السند، ويحيل في الباقي على إسناد متقدم، بقوله:"به" تارة، كما في الأحاديث:(1774، 1775، 1844، 1926، 2005، 2025، 2031، 2054، 2056)؛ وأحيانًا يكتفي بذكر السند إلى ملتقَى الطرق، فيقول، مثلًا:"عن فلان" كما في الأحاديث: (1792، 1893)؛ أو يقول: "مثلَه"؛ كما في الحديث: (1778).

18 -

أحيانًا يسوق حديثًا مع إسناده، ثم يقول بعده: وبه، إلى فلان،

(1)

الدعارةُ: الفِسق والفُجور والخُبْثُ والفَسَادُ والشرُّ. ورَجلٌ دَاعِرٌ: خَبيثٌ مُفْسِدٌ. ومنه الحديث "كان في بني إسرائيل رجلٌ داعرٌ" ويُجْمعُ على دُعارٍ. انظر "النهاية"(2/ 273، مادة "دعر")، "لسان العرب"(4/ 286، مادة "دعر").

ص: 144

أو: وبه، حدثنا فلان، (ويعني بذلك السندَ المتقدمَ إلى الراوي المذكور، أو المصنّفِ المذكور)، كما في الأحاديث:(2014، 2015، 2071).

19 -

يشير إلى اتحاد ألفاظ طرق الحديث، بقوله:"مثلَه" كما في الأحاديث (1778، 1804، 1995، 2133)؛ وإلى اختلاف الألفاظ، بقوله:"نحوَه" كما في الأحاديث: (1751، 1914، 1942، 1950)؛ أو يذكر اللفظ الأول، ويأتي في الطريق الثانية، باللفظ المخالف، كما في الأحاديث:(2147، 2148)؛ حيث أورد لفظ الحديث، ثم أردفه بالطريق الثانية عن الصحابي نفسه، فقال:"فذكره، لكن قال: "وتضعيف للحسنات سبعين ضعفًا، ويبيض الأسنان، ويُذهب الحفَر

(1)

ويُشهِّي الطَّعام - بدل البلغم والمرة -، ويطيب الفم، ويوافق السنة". انتهى كلامه (رحمه الله تعالى).

20 -

أحيانًا يورد حديث صحابي، ثم يُردفه بحديث صحابي آخر، ويحيل بلفظه على لفظ الحديث المتقدم، فيقول:"مثلَه" أو "نحوَه" كما

(1)

الحَفَرُ في الَأسنان: هو أَن يْحَفِرَ القَلَحُ أُصولَ الَأسنان بين اللِّثَةِ وأَصلِ السِّنِّ من ظاهر وباطن يُلحُّ على العظم حتى ينقشر العظم إِن لم يُدْرَكْ سَرِيعًا ويقال أَخذ فَمَهُ حَفَر وحَفْرٌ ويقال أَصبح فَمُ فلان مَحْفُورًا وقد حُفِرَ فُوه وحَفَرَ يَحْفِرُ حَفْرًا وحَفِرَ حَفَرًا فيهما. انظر "لسان العرب"(2/ 924، مادة "حفر").

ص: 145

في الحديث (1914)؛ حيث أورد حديث جابر رضي الله عنه، ثم عزّزه بحديث أنس رضي الله عنه، فساق إسناده وقال:"نحوَه، باختصار".

21 -

أحيانًا يذكر أن الحديث موجود في كتاب معيَّن، ويذكر سند المصنّف إلى صاحب الكتاب، أو يحيل على إسناد متقدم، أو يذكر - من المصنّفين - من روى ذلك الحديث عن صاحب الكتاب المذكور، مع ذكر سند ذلك المصنف. انظر الحديث (2025)؛ حيث قال - بعد ذكر طريق ثان للحديث -:"وهو في مسند ابن أبي شيبة، رواه أبو نعيم، عن عبد الله بن يحيى الطَّلحي، عن عُبيد بن غَنّام، عنه"؛ وقال في الحديث (1893)، "قلت: هو في الأفراد من "الأفراد" للدارقطني، وقال: انفرد به سعيد، عن عون، وعون عن السكن، والسكن عن الحجاج، والحجاج عن علي بن زيد؛ وكذا أخرجه ابن شاهين في الأفراد، وقال: نحوَ ذلك". انتهى كلامه (رحمه الله تعالى). ويصلح هذا الأخير - كذلك - مثالًا لنقل أحكام الأئمة على الحديث.

22 -

يشير إلى لطائف الأسانيد، كما في الحديث (1769):"العُزلة سلامةٌ"؛ حيث قال: "وتسلسل إلى المصنّف بقول كل من رواته: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وقال في الحديث (1801): "شُمُّوا النَّرْجِس

": "وصف الجميع بالقاضي، أو رأيته يقضي فسِلْسِلةٌ بذلك، وأكثرُه بخلاف الواقع".

* * *

ص: 146