الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو شجاع في الحطِّ على أهل زمانه والغضِّ من أهل بلده لإقبالهم على أحاديث القُصّاص من الموضوعات والمناكير، وإعراضهم عن الأحاديث المذكورة في كتب الأئمة المشهورة، وأنَّه وضع هذا الكتاب نصيحة للأمة؛ ولعمري لقد أجاد إلا أنه ساق النوعين مساقا واحدًا، فشاركهم فيما عابه عليهم".
و- منهج المؤلف، وترتيب الكتاب:
بالنظر إلى كلام أبي شجاع الدَّيْلَمي في خطبة كتابه، - كما تقدم آنفًا - وبالتأمل في مقدمة الحافظ ابن حجر ل "تسديد القوس" يتبين أن أبا شجاع الدَّيْلَمي قد سار في كتابه "الفردوس" على المنهج التالي:
1 -
حذف أسانيد الأحاديث.
2 -
يختصر الأحاديث، ويختمها إذا كان الحديث طويلًا بقوله: الحديث
(1)
.
3 -
يذكر - في الهامش - على رأس كل حديث منها راويه عن النبي صلى الله عليه وسلم
(2)
.
4 -
جعل أحاديث الكتاب مبوَّبة على حروف المعجم.
(1)
مقدمة "الفردوس"(1/ 7).
(2)
مقدمة "الفردوس"(1/ 7).
5 -
يفضل أحاديث الكتاب فصولا حسَب تقارب ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
، فنظر إلى الحرف الأول - فقط - من الكلمة
(2)
، ورتّب الحرف الواحد على فصول كثيرة، بحسب تصاريف الكلمة، كما صنع في حرف الألف، وبالغ في ذلك حتى فات مقصود التَّرتيب (وهو تسهيل الكشف)، وصار من يريده يحتاج في مراجعة الكلمة إلى تصفح الفصول المتعددة
(3)
.
فمثلًا، عقد فصولًا تحت باب (حرف الألف) منها: فصل (أنتم)، وفصل (أيعجز)، وفصل (أمرت)، وفصل (أنا أتاني)، وفصل (أمتي)، ولم يرتب عناوين هذه الفصول على اعتبار معين. ثم ذكر تحت فصل (أمرت) أحاديث بُدئت بهذه اللفظة ولم يرتبها حسب اعتبار معين.
تنبيه: قال المناوي في "فيض القدير"(1/ 29): "الدَّيْلَمي رتّب "الفردوس" على حروف المعجم كهذا التَّرتيب [يعني ترتيب السيوطي في "الجامع الصغير"]، ويأتي بمتن الحديث أوّلا مجرَّدا، ثم يضع عليه علامة مخرِّجه
(1)
مقدمة "الفردوس"(1/ 7).
(2)
انظر - فيما يأتي - الفقرة الثانية من منهج ابن حجر في "زهر الفردوس" في الصفحة (133 - 134).
(3)
انظر مقدمة "تسديد القوس"(ل/ 1).
بجانبه بالحروف، على نحو من اصطلاح المصنف [يعني السيوطي](رحمه الله تعالى) في رموزه، من كون "خ" للبخاري، و "م" لمسلم، وهكذا.
لكن بينهما تخالف في البعض؛ فالحروف التي رمز بها الدَّيْلَمي عشرون، والمؤلف [يعني السيوطي] ثلاثون
…
".
وقال في (1/ 37): "و" الفردوس" للإمام عماد الإسلام أبي شجاع الدَّيْلَمي، ألفه محذوفَ الأسانيد مرتبا على الحروف ليسهل حفظه، وأعلمَ بإزائها بالحروف للمخرِّجين، كما مرّ"
(1)
.
وكذا عزا حاجي خليفة في "كشف الظنون"(2/ 1254)، هذه الرموز إلى أبي شجاع الدَّيْلَمي (الأب) في "الفردوس".
كذا قالا رحمهم الله؛ لكن قد بيّن الحافظ ابن حجر في مقدمة "تسديد القوس"(ل/ 1)، أن واضع هذه الأرقام والرموز هوأبو منصور الدَّيْلَمي (الابن)، في "مسند الفردوس" - الذي أسند فيه أحاديث كتاب "الفردوس" لأبيه -؛ وليس أبا شجاع الدَّيْلَمي (الأب)، في "الفردوس بمأثور الخطاب"؛ فإنه لم يذكر شيئًا من هذه الرموز في مقدمة كتابه (الفردوس)
(2)
.
(1)
"فيض القدير"(1/ 37)، وانظر "الرسالة المستطرفة"(ص 75 - 76).
(2)
قال الحافظ ابن حجر في "تسديد القوس"(ل/ 1): "فذكر أبو منصور في خطبة كتابه
…
وأنَّه [يعني أبا منصور] عزا كل حديث لمن أخرجه، وجعل =