الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأورده أبو موسى في الذّيل، وقال: إنه في كتاب أبي عيسى الترمذي عن ابن الأصبهاني، عن مجاهد بن وردان.
قلت: هو عنده وعند بقية أصحاب السنن من حديث سفيان الثوري عن ابن الأصبهاني، عن مجاهد بن وردان، عن عروة، عن عائشة، إلا أنهم لم يسمّوا المولى المذكور.
9147- وردان:
جد الفرات «1» بن يزيد بن وردان.
ذكره ابن إسحاق فيمن نزل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الطائف، وكذا ذكره الواقدي، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسلمه إلى أبان بن سعيد بن العاص ليمونه ويعلمه القرآن.
وقال أبو سعيد النّيسابوريّ: سباه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الطائف فأعتقه.
9148- وردان الجني
«2»
. ذكره ابن مردويه في تفسير سورة الجنّ، من طريق المستمر بن الريان، عن أبي الجوزاء، عن ابن مسعود، قال: انطلقت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الجن، حتى أتى الحجون، فخط علي خطا، ثم تقدم إليهم فازدحموا عليه، فقال سيد لهم، يقال له وردان: ألا أرحلهم عنك يا رسول اللَّه؟ قال: «لن يجيرني من اللَّه أحد» .
9149- ورقة بن إياس:
تقدم في ودقة.
9150- ورقة بن حابس التميمي
«3»
: أخو الأقرع.
ذكره الحاكم فيمن قدم نيسابور من الصحابة، فقال: ومنهم الأقرع بن حابس، وورقة بن حابس التميميان، ثم ساق من طريق العباس بن مصعب، قال: وممن قدم مرو من الصحابة الأقرع وورقة ووردان مع الأحنف. وقال أحمد بن سنان، عن المدائنيّ: كان الأقرع وأخوه من المؤلفة.
9151- ورقة بن نوفل بن أسد
«4»
: بن عبد العزى بن قصي القرشيّ الأسديّ، ابن عم خديجة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ذكره الطّبريّ، والبغويّ، وابن قانع، وابن السّكن، وغيرهم في الصحابة،
وأوردوا كلهم من طريق روح بن مسافر أحد الضعفاء، عن الأعمش، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه، عن
(1) أسد الغابة ت (5462) .
(2)
أسد الغابة ت (5460) .
(3)
أسد الغابة ت (5464) .
(4)
أسد الغابة ت (5465) .
سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن ورقة بن نوفل، قال: قلت: يا محمد، كيف يأتيك الّذي يأتيك؟ قال:«يأتيني من السماء، جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر» «1»
قال ابن عساكر: لم يسمع ابن عباس من ورقة، ولا أعرف أحدا قال: إنه أسلم.
وقد غاير الطّبريّ بين صاحب هذا الحديث وبين ورقة بن نوفل الأسديّ، لكن القصة مغايرة لقصة ورقة التي في الصحيحين من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة: أول ما بدئ به رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم الحديث في مجيء جبريل بحراء، وفيه:
فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان تنصر في الجاهلية
…
الحديث.
وفيه: فقال ورقة هذا الناموس «2» الّذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك، وفي آخره: ولم ينشب ورقة أن توفي. فهذا ظاهره أنه أقر بنبوته، ولكنه مات قبل أن يدعو بحيرا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم الناس إلى الإسلام، فيكون مثل بحيرا.
وفي إثبات الصحبة له نظر، لكن
في زيادات المغازي من رواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال يونس بن بكير، عن يونس بن عمرو، وهو ابن أبي إسحاق السّبيعي، عن أبيه، عن جده، عن أبي ميسرة، واسمه عمرو بن شرحبيل، وهو من كبار التابعين- أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لخديجة «إنّي إذا خلوت وحدي سمعت نداء، فقد واللَّه خشيت على نفسي» ، فقالت: معاذ اللَّه، ما كان اللَّه ليفعل بك، فو اللَّه إنّك لتؤدّي الأمانة
…
الحديث.
فقال له ورقة: أبشر، ثم أبشر، فأنا أشهد أنك الّذي بشّر به ابن مريم، وإنك على مثل ناموس موسى، وإنك نبيّ مرسل، وإنك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، وإن يدركني ذلك لأجاهدنّ معك. فلما توفي
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: «لقد رأيت القسّ في الجنّة عليه ثياب الحرير، لأنّه آمن بي وصدّقني» «3» .
(1) أبو نعيم في الدلائل 1/ 72 وفي تاريخ أصفهان 1/ 262.
(2)
الناموس: صاحب سر الملك وهو خاصة الّذي يطلعه على ما يطويه عن غيره من سرائره، وقيل: الناموس: صاحب سر الخير.. وأراد به جبريل عليه السلام، لأن اللَّه تعالى خصه بالوحي والغيب اللذين لا يطلع عليهما غيره. النهاية 5/ 119.
(3)
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/ 158، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل
…
الحديث قال البيهقي هذا منقطع فإن كان محفوظا فيحتمل أن يكون خبرا عن نزولها بعد ما نزلت عليه اقرأ باسم ربك، ويا أيها المدثر واللَّه أعلم. هذا لفظ البيهقي وهو مرسل وفيه غرابة وهو كون الفاتحة أول ما نزل.
وقد أخرجه البيهقيّ في الدّلائل من هذا الوجه، وقال: هذا منقطع.
قلت: يعضده ما أخرجه الزبير بن بكار: حدثنا عثمان، عن الضحاك بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عروة بن الزبير، قال: كان بلال لجارية من بني جمح، وكانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك فيقول: أحد، أحد، فيمر به ورقة وهو على تلك الحال، فيقول: أحد أحد يا بلال، واللَّه لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا «1» .
وهذا مرسل جيد يدلّ على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإسلام حتى أسلم بلال. والجمع بين هذا وبين حديث عائشة أن يحمل قوله: ولم ينشب ورقة أن توفي، أي قبل أن يشتهر الإسلام، ويؤمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجهاد، لكن يعكر على ذلك ما أخرجه محمد بن عائذ في المغازي، من طريق عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس في قصة ابتداء الوحي، وفيها قصة خديجة مع ورقة بنحو حديث عائشة، وفي آخرها: لئن كان هو ثم أظهر دعاءه وأنا حي لأبلين اللَّه من نفسي في طاعة رسوله وحسن موازرته، فمات ورقة على نصرانيته، كذا قال، لكن عثمان ضعيف.
قال الزّبير: كان ورقة قد كره عبادة الأوثان، وطلب الدين في الآفاق، وقرأ الكتب، وكانت خديجة تسأله عن أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيقول لها: ما أراه إلا نبيّ هذه الأمة الّذي بشر به موسى وعيسى.
وفي المغازي الكبير لابن إسحاق، وساقه الحاكم من طريقه، قال: حدثني عبد الملك بن عبد اللَّه بن أبي سفيان بن العلاء بن حارثة الثقفي، وكان راعيه، قال: قال ورقة بن نوفل فيما كانت خديجة ذكرت له من أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:
يا للرّجال وصرف الدّهر والقدر
[البسيط] الأبيات، وفيها:
هذي خديجة تأتيني لأخبرها
…
وما لنا بخفيّ الغيب من خبر
(1) الحنان: الرحمة والعطف، والحنان الرزق والبركة أراد: لأجعلن قبره موضع حنان أي مظنة من رحمة اللَّه فأتمسح به متبركا كما يتمسح بقبور الصالحين الذين قتلوا في سبيل اللَّه من الأمم الماضية فيرجع ذلك عارا عليكم وسبّة عند الناس. وكان ورقة على دين عيسى عليه السلام، وهلك قبيل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه قال للنبيّ صلى الله عليه وسلم: إن يدركني يومك لأنصرنك نصرا مؤزّرا، وفي هذا نظر، فإن بلالا ما عذب إلا بعد أن أسلم. النهاية 1/ 452.